محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري أبي البقاء كمال الدين

تاريخ الولادة742 هـ
تاريخ الوفاة808 هـ
العمر66 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن علي الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء الدميري الأَصْل القاهري الشافعي ولد فِي أَوَائِل سنة 742 اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا كتب ذَلِك بِخَطِّهِ وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فتكسب بالخياطة ثمَّ أقبل على الْعلم فَقَرَأَ على التقي السبكي وأبي الْفضل النويري وَالْجمال الأسنوى وَابْن الملقن والبلقينى وَأخذ الْأَدَب عَن القيراطي والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَهَاء بن عقيل وَسمع من جمَاعَة وبرع فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَالْأَدب وَغير ذَلِك وتصدى للإقراء والإفتاء وصنف مصنفات جَيِّدَة

الترجمة

مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن علي الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء الدميري الأَصْل القاهري الشافعي ولد فِي أَوَائِل سنة 742 اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا كتب ذَلِك بِخَطِّهِ وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فتكسب بالخياطة ثمَّ أقبل على الْعلم فَقَرَأَ على التقي السبكي وأبي الْفضل النويري وَالْجمال الأسنوى وَابْن الملقن والبلقينى وَأخذ الْأَدَب عَن القيراطي والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَهَاء بن عقيل وَسمع من جمَاعَة وبرع فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَالْأَدب وَغير ذَلِك وتصدى للإقراء والإفتاء وصنف مصنفات جَيِّدَة مِنْهَا شرح سنَن ابْن مَاجَه فِي نَحْو خمس مجلدات سَمَّاهُ الديباجة مَاتَ قبل تبييضه وَشرح الْمِنْهَاج فِي أَربع مجلدات سَمَّاهُ النَّجْم الْوَهَّاج لخصه من شرح السبكي والأسنوي وَغَيرهمَا وَزَاد على ذَلِك زَوَائِد نفيسة ونظم فِي الْفِقْه أرجوزة مفيدة وَله تذكرة حَسَنَة وَمن مصنفاته حَيَاة الْحَيَوَان الْكتاب الْمَشْهُور الْكثير الْفَوَائِد مَعَ كَثْرَة مافيه من الْمَنَاكِير وَاخْتصرَ شرح الصفدي للأمية الْعَجم وَأفْتى بِمَكَّة ودرس بهَا فِي أَيَّام مجاورته قَالَ ابْن حجر اشْتهر عَنهُ كرامات وأخبار بِأُمُور مغيبات يسندها إِلَى المنامات تَارَة وَإِلَى بعض الشُّيُوخ أخرى وغالب النَّاس يعْتَقد أَنه يقْصد بذلك السّتْر وَمَات فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة 808 ثَمَان وثمان مائَة وَمن نظمه
(بمكارم الْأَخْلَاق كن متخلقا ... ليفوح ند ثنائك الْعطر الشذي)
(وأصدق صديقك إن صدقت صداقة ... وادفع عَدوك بالتي فَإِذا الَّذِي)

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

 

مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عَليّ الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / كَانَ اسْمه أَولا كمالا بِغَيْر إِضَافَة وَكَانَ يَكْتُبهُ كَذَلِك بِخَطِّهِ فِي كتبه ثمَّ تسمى مُحَمَّدًا وَصَارَ يكشط الأول وَكَأَنَّهُ لتَضَمّنه نوعا من التَّزْكِيَة مَعَ هجر اسْمه الْحَقِيقِيّ. ولد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا بِخَطِّهِ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتكسب بالخياطة ثمَّ أقبل على الْعلم وَأَخذه عَن الْبَهَاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الْكَمَال أبي الْفضل النويري وتفقه أَيْضا بالجمال الأسنوي وَوصف ابْن الملقن فِي خطْبَة شَرحه بشيخنا وَكَذَا بَلغنِي أَخذه عَن البُلْقِينِيّ أَيْضا وَلَيْسَ بِبَعِيد وَأخذ الْأَدَب عَن الْبُرْهَان القيراطي والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَهَاء بن عقيل وَسمع على مظفر الدّين الْعَطَّار والعرضي وَأبي الْفرج وَابْن الْقَارِي والحراوي وبمكة على الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال مُحَمَّد بن عمر بن حبيب فِي آخَرين كالعفيف المطري بِالْمَدِينَةِ وَمِمَّا سَمعه على الأول التِّرْمِذِيّ فِي سنة نَيف وَخمسين وَوَصفه الزَّيْلَعِيّ فِي الطَّبَقَة بالفاضل كَمَال الدّين كَمَال وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جلّ مُسْند أَحْمد أَو جَمِيعه وجزء الْأنْصَارِيّ وبرع فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَالْأَدب وَغَيرهَا وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكتب على ابْن ماجة شرحا فِي نَحْو خمس مجلدات سَمَّاهُ الديباجة مَاتَ قبل تحريره وتبييضه وَكَذَا شرح الْمِنْهَاج وَسَماهُ النَّجْم الْوَهَّاج لخصه من السُّبْكِيّ والأسنوي وَغَيرهمَا وَعظم الِانْتِفَاع بِهِ خُصُوصا بِمَا طرزه بِهِ من التتمات والخاتمات والنكت البديعة وَأول مَا ابْتَدَأَ من الْمُسَاقَاة بِنَاء على قِطْعَة شَيْخه الأسنوي فَانْتهى فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ اسْتَأْنف ونظم فِي الْفِقْه أرجوزة طَوِيلَة فِيهَا فروع غَرِيبَة وفوائد حَسَنَة وَله تذكرة مفيدة وحياة الْحَيَوَان وَهُوَ نَفِيس أجاده وَأكْثر فَوَائده مَعَ كَثْرَة استطراده فِيهِ من شَيْء إِلَى شَيْء وَله فِيهِ زيادات لَا تُوجد فِي جَمِيع النّسخ وأتوهم أَن فِيهَا مَا هُوَ مَدْخُول لغيره إِن لم تكن جَمِيعهَا لما فِيهَا من الْمَنَاكِير وَقد جردها بَعضهم بل اختصر الأَصْل التقي الفاسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَنبهَ على أَشْيَاء مهمة يحْتَاج الأَصْل إِلَيْهَا وَاخْتصرَ شرح الصَّفَدِي للأمية الْعَجم فأجاده وَرَأَيْت من غَرَائِبه فِيهِ قَوْله وَكَانَ بَعضهم يَقُول أَن المقامات وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء وكل ذَلِك من شغفهم وحبهم لَهَا نسْأَل الله الْعَافِيَة بِلَا محنة وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد رَحمَه الله مغرى بهَا وَأنْفق فِيهَا مَالا وعمرا. انْتهى. وَإِنَّمَا استغربته بِالنِّسْبَةِ لما نسبه للتقي، وَقد تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ أَنه كَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وَشَاهد وَقفهَا لَهُ نظم جيد وحظ وافر من الْعِبَادَة وَالْخَيْر حَتَّى كَانَ بِأخرَة يسْرد الصَّوْم حدث بِالْقَاهِرَةِ وبمكة وَسمع مِنْهُ الصّلاح الأقفهسي فِي جَوف الْكَعْبَة والفاسي بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى وَعَاد ودرس بأماكن بِالْقَاهِرَةِ مِنْهَا جَامع الْأَزْهَر وَكَانَت لَهُ فِيهِ حَلقَة يشغل فِيهَا الطّلبَة يَوْم السبت غَالِبا وَمِنْهَا الْقبَّة البيبرسية كَانَ يدرس فِيهَا الحَدِيث وَكنت أحضر عِنْده فِيهَا بل كَانَ يذكر النَّاس بمدرسة ابْن البقري دَاخل بَاب النَّصْر فِي يَوْم الْجُمُعَة غَالِبا ويفيد فِي مَجْلِسه هَذَا أَشْيَاء حَسَنَة من فنون الْعلم وبجامع الظَّاهِر فِي الحسينية بعد عصر الْجُمُعَة غَالِبا ودرس أَيْضا بِمَكَّة وَأفْتى وجاور فِيهَا مُدَّة سِنِين مفرقة وتأهل فِيهَا بِأم أَحْمد فَاطِمَة ابْنة يحيى بن عياد الصنهاجي المكية وَولدت لَهُ أم حَبِيبَة وَأم سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن وَأول قدماته إِلَيْهَا على مَا أخْبرت عَنهُ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وجاور بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ جاور بهَا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ قدمهَا مَعَ الرجبية فدام حَتَّى حد ثمَّ قدمهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا قلت وَحضر موت شَيْخه الْبَهَاء بن السُّبْكِيّ حِينَئِذٍ وَنقل الْكَمَال عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ قبيل مَوته بِقَلِيل هَذَا جُمَادَى وَجَرت الْعَادة فِيهِ يَعْنِي لنَفسِهِ بحدوث أَمر مَا فَإِن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت أبي الْبَقَاء وَأَنا فِي قيد الْحَيَاة فَذَاك وَإِلَّا فاقرأ الْكتاب على قَبْرِي. هَكَذَا سمعته من لفظ شَيخنَا فِيمَا قَرَأَهُ بِخَط الدَّمِيرِيّ وَأَنه قَالَ لَهُ يَا سَيِّدي وصل الْأَمر إِلَى هَذَا الْحَد أَو نَحْو هَذَا فَقَالَ أَنه غرمني مائَة ألف قَالَ فَقلت لَهُ دِرْهَم فَقَالَ بل دِينَار انْتهى. قَالَ الفاسي: ثمَّ قدم مَكَّة فِي موسم سنة خمس وَسبعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج الَّتِي تَلِيهَا وفيهَا تأهل بِمَكَّة فِيمَا أَحسب ثمَّ قدمهَا فِي موسم سنة ثَمَانِينَ وَأقَام بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ قدمهَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأقَام حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا وانفصل عَنْهَا فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ، حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بمقابر الصُّوفِيَّة سعيد السُّعَدَاء وَقَالَ المقريزي فِي عقوده صحبته سِنِين وَحَضَرت مجْلِس وعظه مرَارًا لإعجابي بِهِ وأنشدني وأفادني وَكنت أحبه ويحبني فِي الله لسمته وَحسن هَدْيه وَجَمِيل طَرِيقَته ومداومته على الْعِبَادَة لَقِيَنِي مرّة فَقَالَ لي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي أَقُول لشخص لقد بعد عهدي بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وَكثر شوقي إِلَيْهِ فَقَالَ قل لَا إِلَيْهِ إِلَّا الله الفتاح الْعَلِيم الرَّقِيب المنان فَصَارَ يكثر ذَلِك فحج فِي تِلْكَ السّنة رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: مهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب والْحَدِيث وشارك فِي الْفُنُون ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وَفِي عدَّة أَمَاكِن وَوعظ فَأفَاد وخطب فأجاد وَكَانَ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما ومجاورة بالحرمين وتذكر عَنهُ كرامات كَانَ يخفيها وَرُبمَا أظهرها وأحالها على غَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وقياما ومجاورة بِمَكَّة بِالْمَدِينَةِ واشتهر عَنهُ كرامات وأخبار بِأُمُور مغيبات يسندها إِلَى المنامات تَارَة وَإِلَى بعض الشُّيُوخ أُخْرَى وغالب النَّاس يعْتَقد أَنه يقْصد بذلك السّتْر سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكنت أحب سمته وَيُقَال أَنه كَانَ فِي صباه أكولا نهما ثمَّ صَار بِحَيْثُ يُطيق سرد الصّيام، زَاد غَيره وَله أذكار يواظب عَلَيْهَا وَعِنْده خشوع وخشية وبكاء عِنْد ذكر الله سُبْحَانَهُ وق تزوج بابنتيه الْجمال مُحَمَّد والجلال عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ واستولداهما الأول أَبَا الْفَضَائِل مُحَمَّدًا وَعبد الرَّحْمَن وَالثَّانِي عبد الْغَنِيّ وَغَيره.
وروى لنا عَنهُ جمَاعَة مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وعرضا وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ:
(بمكارم الْأَخْلَاق كن متخلقا ... ليفوح ند شذائك الْعطر الندي)

(وَصدق صديقك إِن صدقت صداقة ... وادفع عَدوك بِالَّتِي فَإِذا الَّذِي)

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

محمد بن موسى بن عيسى بن علي أبي البقاء الدميري الأصل القاهري الشافعي، ولد في أوائل سنة 742 تقريبا كما بخطه بالقاهرة، ونشأ بها، فتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم، وأخذه عن البهاء أحمد بن التقي السبكي، ولازمه كثيرا، وكذا أخذ عن الكمال أبي الفضل النويري، وتفقه أيضا بالجمال الأسنوي، والبلقيني، برع في التفسير، والحديث، والفقه، وأصوله، والعربية، والأدب، وغيرها، وأذن له بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء، من تصانيفه شرح على سنن ابن ماجة في نحو خمس مجلدات سماه الديباجة مات قبل تحريره، وتبييضه، والنجم الوهاج في شرح المنهاج لخصه من السبكي، والأسنوي وغيرهما، ونظم في الفقه أرجوزة طويلة، وحياة الحيوان الكبرى، (ت: 808)،

ينظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي (10/ 59).

 

 

محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري، أبو البقاء، كمال الدين:
باحث، أديب، من فقهاء الشافعية. من أهل دميرة (بمصر) ولد ونشأ وتوفي بالقاهرة. كان يتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم وأفتى ودرّس، وكانت له في الأزهر حلقة خاصة، وأقام مدة بمكة والمدينة.
من كتبه (حياة الحيوان - ط) مجلدان، و (حاوي الحسان من حياة الحيوان - خ) اختصره بنفسه من كتابه (قاله علي الخاقاني، في مجلة المجمع العلمي العراقي 8: 227) و (الديباجة) في شرح كتاب ابن ماجة، في الحديث، خمس مجلدات، و (النجم الوهاج - خ) جزء منه، في شرح منهاج النووي، و (أرجوزة في الفقه) و (مختصر شرح لامية العجم للصفدي - خ) .

-الاعلام للزركلي-

 

محمد بن موسى بنِ عيسى بنِ عليٍّ كمالُ الدين الدميريُّ.
قال في "البدر الطالع": نشأ بالقاهرة، فتكسب بالخياطة، ثم أقبل على العلم، فقرأ على التقي السبكي، والنويري، والأسنوي، والبلقيني، وبرع في التفسير والحديث والفقه، والعربية والأدب، وغير ذلك، وتصدى للإقراء والإفتاء، وصنف مصنفات جيدة، منها: شرح سنن ابن ماجه في نحو خمس مجلدات، سماه: "الديباجة"، وله تذكرة حسنة، ومن مصنفاته "حياة الحيوان" الكتاب المشهور، الكثير الفوائد، مع ما فيه من المناكير. أفتى بمكة، ودرس بها في أيام مجاورته، قال ابن حجر: اشتهر عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة، وإلى بعض الشيوخ أخرى، وغالبُ الناس يعتقد أنه يقصد بذلك التستر، مات في سنة 808، ومن نظمه - رحمه الله -:
بمكارم الأخلاق كُنْ مُتَخَلِّقًا ... ليفوحَ نَدُّ شذائِكَ العَطِرِ النَّدِي
واصدُقْ صديقكَ إنْ صدقتَ صداقةً ... وادفعْ عدوَّك بالتي، فإذا الذي
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

محمد بن موسى بن عيسى بن عليّ كمال الدين أبو عبد الله
الدّميرى.
مؤلف «حياة الحيوان» كان عالما عاملا صالحا مجاب الدعوة.
توفى سنة 808 .

ولد-كما ذكر السخاوى-سنة 742 تقريبا بالقاهرة، ونشأ بها فتكسب بالخياطة، ثم أقبل على العلم، وأخذه عن البهاء أحمد بن التقى السبكى وتفقه وتأدب على علام مصر. ثم أخذ بمكة عن الجمال بن عبد المعطى، والكمال: محمد بن عمر ابن حبيب فى آخرين. ومما سمعه على الأول: الترمذى وعلى ثانيهما جل مسند أحمد أو جميعه، وجزء الأنصارى، وبرع فى التفسير والحديث والفقه والأصول والعربية والأدب وغيرها، وأذن له بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء؛ فانتفع به جماعة، وكتب على ابن ماجة شرحا فى نحو خمس مجلدات سماه بالديباجة ومات قبل تحريره وتبييضه، وكذا شرح المنهاج، وسماه: «النجم الوهاج» لخصه من السبكى والأسنوى وغيرهما، وله فى الفقه أرجوزة طويلة، فيها فروع غريبة. أما كتابه حياة الحيوان فيقول عنه السخاوى: إنه كتاب نفيس أجاده وأكثر فوائده مع كثرة استطراده فيه من شئ إلى شئ وله فيه زيادات لا توجد فى جميع النسخ، وأتوهم أن فيها ما هو مدخول لغيره إن لم تكن جميعها؛ لما فيها من المناكير، وقد جردها بعضهم، بل اختصر الأصل: التقى الفاسى، ونبه على أشياء مهمة يحتاج الأصل إليها». راجع ترجمته فى الضوء اللامع 10/ 59 - 62، ومفتاح السعادة 1/ 186، وكشف الظنون 696، وشذرات الذهب 79 - 80 وفيها أن كتاب حياة الحيوان: كبرى وصغرى ووسطى. ودميرة المنسوب إليها المترجم بفتح الدال وكسر الميم وهى إحدى قرى مصر.

ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)