أحمد بن علي بن عبد الكافي السبكي أبي حامد بهاء الدين

تاريخ الولادة719 هـ
تاريخ الوفاة773 هـ
العمر54 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • الحجاز - الحجاز
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

أَحْمد بن علي بن عبد الْكَافِي بن يحيى بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن سليم السُّبْكِيّ. أَبُو حَامِد بهاء الدَّين ولد بعد الْمغرب من لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار في الْخَامِسَة وَسمع علي الدبوسي والبدر بن جمَاعَة.

الترجمة

أَحْمد بن علي بن عبد الْكَافِي بن يحيى بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن سليم السُّبْكِيّ
أَبُو حَامِد بهاء الدَّين ولد بعد الْمغرب من لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار في الْخَامِسَة وَسمع علي الدبوسي والبدر بن جمَاعَة وبدمشق على ابْن الجزري والمزي وَغَيرهمَا قَالَ الذهبي في المعجم الْمُخْتَص الْأَمَام الْعَلامَة الْمدرس لَهُ فَضَائِل وَعلم جيد وَفِيه أدب وتقوى وساد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وأسرع إليه الشيب فاتقى وَهُوَ في حُدُود الْعشْرين قَالَ ابْن حجر وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى في علم اللِّسَان الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَله عروس الأفراح شرح تَلْخِيص الْمِفْتَاح أبان عَن سمعة دَائِرَة في الْفَنّ وَله تَعْلِيق على الحاوى وَعمل قِطْعَة على شرح الْمِنْهَاج لِأَبِيهِ وَكَانَ أديباً فَاضلا متعبداً كثير الصَّدَقَة وَالْحج والمجاورة سريع الدمعة قَائِما مَعَ أَصْحَابه وَولى قَضَاء الشَّام عوضاً عَن أَخِيه في سنة 762 فأقام سنة وَلم يصنع ذَلِك إِلَّا حفظاً للوظيفة على أَخِيه ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ شرع في شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ قِطْعَة لَطِيفَة في مُجَلد وَلَو أتمه لَكَانَ عشر مجلدات أَو أَكثر وَقَالَ وَالِده الشَّيْخ تقي الدَّين لما درس وَلَده هَذَا
(دروس أَحْمد خير من دروس علي ... وَذَاكَ عِنْد عليّ غَايَة الأمل)
وَكَانَ من رحّالي الْعَالم وَكَانَ أَبوهُ قاضي الشَّام فكثرت جهاته واتسع مَاله لِأَنَّهُ نَاب عَن وَالِده في جَمِيع جهاته وَضم إِلَى ذَلِك وظايف عدَّة وَكَانَ إِذا مَاتَ من لَهُ تدريس أَو نَحوه سعى فِيهِ لنَفسِهِ وَمَات مجاوراً بِمَكَّة لَيْلَة الْخَمِيس السَّابِع عشر من شهر رَجَب سنة 763 ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة وَبَعض أشهر
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

 

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى ابْن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن نشوان بن سوار بن سليم السُّبْكِيّ أَبُو حَامِد بهاء الدّين كَذَا نقلته من خطّ أَخِيه تَاج الدّين وَسَماهُ أَبوهُ فِي أول مَا ولد تَمامًا ثمَّ تسمى أَحْمد بعد أَن جَازَ سنّ التَّمْيِيز ومولده على مَا قَرَأت بِخَط أَبِيه فِي آخر تَاسِع عشر بل بعد الْمغرب من لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 وأحضر على الحجار فِي الْخَامِسَة جَمِيع الصَّحِيح وأسمع على يُونُس الدبوسي والواني والبدر ابْن جمَاعَة وَجَمَاعَة وبدمشق من الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَأخذ عَن أَبِيه وَأبي حَيَّان والرشيدي والأصبهاني وَسمع على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصَّائِغ عدَّة قراءات وتفقه على الْمجد الزنكلوني وَابْن القماح وَغَيرهمَا وأنجب وبرع وَهُوَ شَاب قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْعَلامَة الْمدرس لَهُ فَضَائِل وَعلم جيد وَفِيه أدب وتقوى وساد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وأسرع إِلَيْهِ الشيب فأنقى وَهُوَ فِي حُدُود الْعشْرين قلت كَانَ ذَلِك لما ولي أَبوهُ قَضَاء الشَّام فَإِنَّهُ فوض إِلَيْهِ تدريس المنصورية وَغَيرهَا ثمَّ ولي هُوَ تدريس الشَّافِعِي وَالْحَاكِم ثمَّ درس بالشيخونية أول مَا فتحت وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي عُلُوم اللِّسَان الْعَرَبِيّ والمعاني وَالْبَيَان وَله عروس الأفراح شرح تَلْخِيص الْمِفْتَاح أبان فِيهِ عَن سَعَة دَائِرَة فِي الْفَنّ وَله تَعْلِيق على الْحَاوِي وَعمل قِطْعَة على شرح الْمِنْهَاج لِأَبِيهِ وَكَانَ أديباً فَاضلا متعبداً كثير الصَّدَقَة وَالْحج والمجاورة سريع الدمعة قَائِما مَعَ أَصْحَابه وَولي قَضَاء الشَّام عوضا عَن أَخِيه فِي سنة 63 فَأَقَامَ سنة وَلم يصنع ذَلِك إِلَّا حفظا للوظيفة على أَخِيه ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر عوضا عَن أبي الْبَقَاء لما ولي قَضَاء الديار المصرية وَقد شرع فِي شرح الْحَاوِي فَكتب مِنْهُ عدَّة مجلدات لَو كمل لَكَانَ فِي عشْرين مجلدة وَشرع فِي شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ قِطْعَة لَطِيفَة فِي مُجَلد لَو اسْتمرّ عَلَيْهِ لَكَانَ عشر مجلدات أَو أَكثر وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة والأوراد والمروءة خَبِيرا بِأَمْر دُنْيَاهُ وآخرته ونال من الجاه مَا لم ينله غَيره وقرأت بِخَط أَبِيه خلع على ابْني أَحْمد تشريف صالحي لكَونه مفتي دَار الْعدْل وَذَلِكَ فِي سنة 52 وَمن قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي وَلَده (دروس أَحْمد خير من دروس عَليّ ... وَذَاكَ عِنْد عَليّ غَايَة الأمل)
وقرأت بِخَط أَبِيه قَالَ قَالَ ابْني أَبُو حَامِد فِي درس أَخِيه الْحُسَيْن بالشامية عِنْدَمَا جرى الْكَلَام فِي قَوْله {الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم} أَن فِي الْآيَة إِشَارَة إِلَى أَن المُرَاد بالظلم الشّرك لِأَنَّهُ الَّذِي يلتبس بِالْإِيمَان قَالَ وَهِي فَائِدَة عَظِيمَة فرحت بهَا أَشد من فرحي بالدرس ونقلت من خطّ أَبِيه من إنْشَاء ابْني أبي حَامِد الْحَمد لله الَّذِي شرح لمن شرع فِي إِفَادَة الْعلم صَدرا ومنح من منع نَفسه إِرَادَة الْإِثْم فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة أُخْرَى وَذكر خطْبَة الدَّرْس قَالَ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 48 وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي كَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين السُّبْكِيّ من رجال الْعلم وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي الشَّام فَكثر مَاله وَكَثُرت وظائفه فَإِن أَبَاهُ لما ولي قَضَاء الشَّام سَأَلَ أَن تكون جهاته لوَلَده هَذَا وَهِي درس الْفِقْه بالمنصورية والميعاد بِجَامِع ابْن طولون والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر وتدريس السيفية والكهارية وَغير ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ ابْن اللبان سعى فِي تدريس الشَّافِعِي فنازعه تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ فَحَضَرَ كل وَاحِد مِنْهُمَا ثمَّ نزع عَنْهُمَا لِابْنِ خطيب يبرود ثمَّ استنزله عَنهُ بهاء الدّين بمدرسة بِالشَّام فاستمر فِيهِ ثمَّ اسْتَقر فِي إِفْتَاء دَار الْعدْل ثمَّ سعى فِي قَضَاء الْعَسْكَر فَلم يحصل لَهُ حَتَّى ولي قَرِيبه بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية ثمَّ لما مَاتَ ابْن الْجَزرِي خطيب جَامع ابْن طولون فقرر أَوْلَاده عوضا عَنهُ فسعى بهاء الدّين إِلَى أَن أخرج الخطابة عَنْهُم بعد أَن قررهم فِيهَا تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ وَهُوَ يَوْمئِذٍ النَّاظر الشَّرْعِيّ ثمَّ ولي تدريس التَّفْسِير بِجَامِع ابْن طولون بعد الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَكَانَ سعى فِيهِ بعد موت ابْن عقيل فولاه أَبُو الْبَقَاء لوَلَده بدر الدّين فَنَزَعَهُ مِنْهُ جمال الدّين ابْن التركماني قَاضِي الْحَنَفِيَّة فَلَمَّا مَاتَ سعى فِيهِ بهاء الدّين أَيْضا فقرر أَمِير عَليّ المارديني فِيهِ الأسنوي فَلَمَّا مَاتَ الأسنوي أَعَادَهُ أَبُو الْبَقَاء لوَلَده فَدخل عَلَيْهِ بهاء الدّين فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فاستحيى مِنْهُ وَكتب لَهُ بِهِ فاجتمعت لَهُ هَذِه الْوَظَائِف الْعَظِيمَة وَكَانَ غَالب المصريين يخدمونه لِكَثْرَة عطائه وَلَا يحاول أمرا إِلَّا ويصل إِلَيْهِ وَصَارَت لَهُ دربة عَظِيمَة فِي السَّعْي حَتَّى يبلغ أغراضه وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب كَثِيرَة وَفِي الْغَالِب ينتصر وَبنى دَاره الَّتِي بدرب الطِّفْل وَهِي مَشْهُورَة وَولي قَضَاء الشَّام مرّة عوضا عَن أَخِيه فِي دولة يلبغا وَحضر أَخُوهُ عَليّ وظائفه بِالْقَاهِرَةِ ذكر الشَّيْخ كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ أَنه مرض بِمَكَّة وَهُوَ مجاور قَالَ فَقَالَ لي هَذَا جُمَادَى وَجَرت الْعَادة فِيهِ بحدوث أَمر مَا فَإِن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت أبي الْبَقَاء وَأَنا فِي قيد الْحَيَاة فَذَاك وَإِلَّا فاقرأ الْكتاب على قَبْرِي قلت وَهَذَا الَّذِي ذكره الدَّمِيرِيّ عَنهُ من أَمر جُمَادَى الْآخِرَة لم يرد بِهِ الْعُمُوم وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ خُصُوص نَفسه لأنني رَأَيْت بِخَط أَبِيه مَا يدل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أرخ نظم حفيده أبي حَاتِم بن أبي حَامِد هَذَا فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ عقب ذَلِك بِأَن قَالَ وَوليت أَنا قَضَاء الشَّام فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة فَكتب ابْنه بهاء الدّين فِي الْهَامِش وَفِيه وليت أَنا تدريس 252 المنصورية وَغَيرهَا ثمَّ قَالَ تَقِيّ الدّين ولد ابْني أَبُو حَامِد فِي آخر تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَأول لَيْلَة الْعشْرين مِنْهُ وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 47 ولي ابْني الْحُسَيْن تدريس الشامية وَهُوَ تَارِيخ توقيعه وبخط بهاء الدّين وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 62 ولي ابْني أَبُو حَاتِم الْمُقدم ذكره تدريس المنصورية قَالَ وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة يَعْنِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ولي بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة يَعْنِي سنة 69 عزل أخي تَاج الدّين من قَضَاء الشَّام قلت وَلم تتفق وَفَاته إِلَّا فِي سَابِع شهر رَجَب سنة 73 فانخرم الاستقراء وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي لما ولي أَمِير على نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية قرر الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فِي قَضَاء دمشق وعزل تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَأخرج بهاء الدّين السُّبْكِيّ إِلَى دمشق ليدعي عَلَيْهِ بِمَا فِي جِهَته أَيَّام مُبَاشرَة أَبِيه وأخيه فعقد لَهُم مجْلِس فَحكم ابْن خطيب الْجَبَل باعتقال تَاج الدّين فاعتقل بقلعة دمشق وهرب أَخُوهُ فاختفى عِنْد التَّاج الملكي قبل أَن يسلم وَكَانَ يَوْمئِذٍ بِدِمَشْق كَاتبا نَصْرَانِيّا وَلما مَاتَ بهاء الدّين السُّبْكِيّ أوصى بوظائفه لأولاده وَأَوْلَاد أَخِيه وَكتب بِخَطِّهِ إِلَى محب الدّين نَاظر الْجَيْش يسْأَل مِنْهُ المساعدة على ذَلِك فَوَثَبَ مُخْتَصّ النقاشي فَانْتزع خطابة جَامع ابْن طولون لأبي هُرَيْرَة ولد أستاذه 254 أبي أُمَامَة بن النقاش وَكَانَت لمختص صُورَة كَبِيرَة عِنْد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان فعجز نَاظر الْجَيْش عَن مقاومته وَكَذَلِكَ مشيخة الميعاد وَلما خرج ذَلِك وثب الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ على درس التَّفْسِير وَقَضَاء الْعَسْكَر وَأَبُو الْبَقَاء على درس الشَّافِعِي وَقرر أكمل الدّين فِي درس الشيخونية الشَّيْخ ضِيَاء الدّين إِلَى أَن لم يبْق مَعَ أَوْلَاده شَيْء من جهاته وَكَانَت كَثِيرَة جدا حَتَّى أَخذ عز الدّين الطَّيِّبِيّ درس السيفية والكمال الدَّمِيرِيّ درس الكهارية والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر قَالَ الزبيرِي وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين قد عمل على أَوْلَاد الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني فَأخذ مِنْهُم الخطابة بعد أَن كَانَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قررهم فِيهَا فتولاها بهاء الدّين بالجاه وَالسَّعْي وحرموا مِنْهَا وَكَانَ لَا يتهنأ بالخطابة لِأَن يلبغا مَا كَانَ يُصَلِّي إِلَّا فِي الْجَامِع الطولوني فَلَا تعجبه خطبَته فَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يَسْتَنِيب غَيره فِي الخطابة فَكَانَ لَا يخْطب فِيهِ إِلَّا إِن كَانَ يلبغا غَائِبا قلت وَقد وَقع لولد أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش فِي الخطابة ومشيخة الميعاد أَشد مِمَّا وَقع لأَوْلَاد الْجَزرِي وَذَلِكَ أَن أَبَا هُرَيْرَة نزل فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الصَّغِير أبي الْيُسْر مُحَمَّد وَعدل عَن أَخِيه الْأَكْبَر أبي إِمَامَة لِأَنَّهُ كَانَ يخْشَى أَن يقف بعض الْأُمَرَاء فِي طَرِيقه فاستقر أَبُو الْيُسْر فِي الخطابة من أَوَاخِر سنة تسع عشرَة إِلَى جُمَادَى ... سنة 42 فَعَزله أبي أُمَامَة بن النقاش وَكَانَت لمختص صُورَة كَبِيرَة عِنْد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان فعجز نَاظر الْجَيْش عَن مقاومته وَكَذَلِكَ مشيخة الميعاد وَلما خرج ذَلِك وثب الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ على درس التَّفْسِير وَقَضَاء الْعَسْكَر وَأَبُو الْبَقَاء على درس الشَّافِعِي وَقرر أكمل الدّين فِي درس الشيخونية الشَّيْخ ضِيَاء الدّين إِلَى أَن لم يبْق مَعَ أَوْلَاده شَيْء من جهاته وَكَانَت كَثِيرَة جدا حَتَّى أَخذ عز الدّين الطَّيِّبِيّ درس السيفية والكمال الدَّمِيرِيّ درس الكهارية والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر قَالَ الزبيرِي وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين قد عمل على أَوْلَاد الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني فَأخذ مِنْهُم الخطابة بعد أَن كَانَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قررهم فِيهَا فتولاها بهاء الدّين بالجاه وَالسَّعْي وحرموا مِنْهَا وَكَانَ لَا يتهنأ بالخطابة لِأَن يلبغا مَا كَانَ يُصَلِّي إِلَّا فِي الْجَامِع الطولوني فَلَا تعجبه خطبَته فَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يَسْتَنِيب غَيره فِي الخطابة فَكَانَ لَا يخْطب فِيهِ إِلَّا إِن كَانَ يلبغا غَائِبا قلت وَقد وَقع لولد أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش فِي الخطابة ومشيخة الميعاد أَشد مِمَّا وَقع لأَوْلَاد الْجَزرِي وَذَلِكَ أَن أَبَا هُرَيْرَة نزل فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الصَّغِير أبي الْيُسْر مُحَمَّد وَعدل عَن أَخِيه الْأَكْبَر أبي إِمَامَة لِأَنَّهُ كَانَ يخْشَى أَن يقف بعض الْأُمَرَاء فِي طَرِيقه فاستقر أَبُو الْيُسْر فِي الخطابة من أَوَاخِر سنة تسع عشرَة إِلَى جُمَادَى ... سنة 42 فَعَزله السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق لِأَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ وَيسمع خطبَته فَلَا تعجبه وَقرر فِي الخطابة والمشيخة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الميلق خطيب جَامع الماس لِأَنَّهُ كَانَ مَشْهُورا بجودة أَدَاء الْخطْبَة وَجهد أَبُو الْيُسْر بالسلطان كل الْجهد فَلم يجبهُ إِلَى إِعَادَة الخطابة حَتَّى لم يتْرك أحدا من طَبَقَات النَّاس من الْأُمَرَاء والكبراء والرؤساء والفقراء وَالْعُلَمَاء فَلم ينجع فِيهِ وأصر على الْمَنْع ووعده أَن يعوضه عَنْهُمَا وَمَات بهاء الدّين مجاوراً بِمَكَّة لَيْلَة الْخَمِيس السَّابِع عشر من شهر رَجَب سنة 773 وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة وبضع أشهر وَوهم ابْن حبيب فَقَالَ عَاشَ سِتا وَخمسين سنة
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

بهاء الدين أبو حامد أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن السبكي الشافعي، المتوفى في رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمكة عن أربع وخمسين سنة.
أخذ عن أبيه تقي الدين وأبي حيَّان والتقي الصائغ والبدر ابن جماعة والمِزِّي.
وبرع وهو شاب وكانت له اليد الطولى في العربية والمعاني والبيان وتولى تدريس المنصورية وغيرها وقضاء الشام عن أخيه، ثم ولي قضاء العسكر وإفتاء دار العدل ثم خطابة الجامع الطولوني. وكان غالب المصريين يخدمونه لكثرة عطائه وكان أبوه معجباً به ويثني عليه. وله "عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح" وشرع في شرحٍ مطوّلٍ على "الحاوي" وشرح مطول على "مختصر ابن الحاجب" وكمل قطعة على "شرح المنهاج" لأبيه. وله نظم فائق وديوان خطب.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

السُّبْكي
(719 - 763 هـ = 1319 - 1362 م)
أحمد بن علي بن عبد الكافي، أبو حامد، بهاء الدين السبكي: فاضل، له (عروس الأفراح، شرح تلخيص المفتاح - ط) ولي قضاء الشام (سنة 762 هـ فأقام عاما، ثم ولي قضاء العسكر، وكثرت رحلاته، ومات مجاورا بمكة .-الاعلام للزركلي-

 


أَحمد بن عَليِّ بن عبد الْكَافِي بن عَليِّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى ابن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليِّ بن نشوان بن سوار بن سليم السُّبْكِيِّ أَبُو حَامِد بهاء الدِّين، ولد بعد المغرب من لَيْلَة العشرين من جُمَادَى الآخِرَة في التاسع عشر وسبعمائة، أخذ عن أبي حَيَّان والرَّشيدي، وعنه جم غفير من التلاميذ، وله عروس الأفراح شرح تلخيص المفْتَاح، وَعمل قِطْعَة على شرح المنهاج، وَمَات بهاء الدِّين مجاوراً بِمَكَّة ليلة الخميس السَّابِع عشر من شهر رَجَب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، وله أَربعٌ وَخَمْسُونَ سنة وبضعة أشهر وَوهم ابن حبيب فَقَالَ عَاشَ سِتا وَخمسين سنة. ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: 1/ 342

 

 

أحمد بن على بن عبد الكافى بن على بن تمام السبكى.
العلامة بهاء الدين: أبو حامد ابن شيخ الإسلام: تقى الدين: أبى الحسن. ولد بعد المغرب ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719.
وحضر على الحجار حضر عليه فى الخامسة جميع الصحيح. قال الذهبى، فى المعجم المختص: «الامام العلامة المدرس، له فضائل، وعلم جيد، وفيه أدب وتقوى، وساد وهو ابن عشرين سنة».
وسمع من ابن يونس الدبّوسى، والوانى، والبدر بن جماعة، والمزّى، وجماعة.
وكان اسمه «تماما» فغيره «أحمد» لأنه كان يتخيل ممن يسمع منه الحديث أنه إنما أخذ عنه لأجل اسمه ليجعله فى حرف التاء.
وأخذ العلم عن أبيه والأصبهانى، وأبى القماح، وأبى حيان، وتلا على التقيّ الصائغ.
وأبحب وبرع وهو شاب، وكانت له اليد الطولى فى اللسان العربى، والمعانى، والبيان، وأسرع إليه الشّيب، هذا من تمام كلام الذهبى عن المترجم، وقد قال عقب هذا: «فأنقى وهو فى حدود العشرين، قال ابن حجر: كان ذلك لما ولى أبوه قضاء الشام، فانه فوض اليه تدريس المنصورية، ثم ولى هو تدريس الشافعى والحاكم، ثم درس بالشيخونية أول ما فتحت، وله تاليف عديدة منها: «عروس الأفراح: شرح تلخيص المفتاح» وتعليق على الحادى، وقطعة على «شرح المنهاج» لأبيه، وشرح لبعض مختصر ابن الحاجب. وكان كثير الحج والمجاورة والاوراد، خبيرا بأمر دنياه وآخرته، ونال من الجاه ما لم ينله غيره، وولى افتاء دار العدل، وقضاء الشام، وقضاء العسكر.
وخطب بالجامع الطولونى، وكان غالب المصريين يخدمونه؛ لكثرة عطائه.
وله نظم فائق، من نظمه يمدح شيخه أبا حيان:
فداكم فؤادى حان للبعد فقده … وصبّ قضى وجدا وما حال عهده
وقلب جريح بالغرام متيّم … وطرف قريح طال فى الليل سهده
فأجابه أبو حيان بقوله:
أبو حامد حتم على الناس حمده … لما حاز من علم به بان رشده
غزير علوم لم يزل منذ نشئه … يلوح على أفق المعارف سعده
ذكىّ كأن قد صافح النار ذهنه … ذكاء ومن شمس الظهيرة وقده
ومن حاز فى سنّ البلوغ فضائلا … زمان اغتدى بالعىّ والجهل ضدّهفتحت
توفى فى ليلة الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 773 بمكة .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)