محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني أبي عبد الله بدر الدين

تاريخ الولادة639 هـ
تاريخ الوفاة733 هـ
العمر94 سنة
مكان الولادةحماة - سوريا
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • حماة - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة ابْن حَازِم بن صَخْر شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُي عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ. حَاكم الإقليمين مصرا وشاما وناظم عقد الفخار الَّذِي لَا يسامى متحل بالعفاف متخل إِلَّا عَن مِقْدَار الكفاف مُحدث فَقِيه ذُو عقل لَا يقوم أساطين الْحُكَمَاء بِمَا جمع فِيهِ.

الترجمة

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة ابْن حَازِم بن صَخْر شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُي عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ
حَاكم الإقليمين مصرا وشاما وناظم عقد الفخار الَّذِي لَا يسامى متحل بالعفاف متخل إِلَّا عَن مِقْدَار الكفاف مُحدث فَقِيه ذُو عقل لَا يقوم أساطين الْحُكَمَاء بِمَا جمع فِيهِ
مولده فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحماة
ولي قَضَاء الْقُدس مُدَّة ثمَّ درس بالقيمرية بِدِمَشْق ثمَّ ولي خطابة الْقُدس وقضاءها ثَانِيًا ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية ثمَّ ولي قَضَاء دمشق وخطابتها ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء الديار المصرية وَسَار فِي الْقَضَاء سيرة حَسَنَة وأضر بِالآخِرَة
سمع بديار مصر من أَصْحَاب البوصيري وَمن ابْن الْقُسْطَلَانِيّ وَأَجَازَهُ ابْن مسلمة وَغَيره
وَقَرَأَ بِدِمَشْق على أَصْحَاب الخشوعي وَسَمعنَا الْكثير عَلَيْهِ
مَاتَ بِمصْر فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة
أخبرن شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا حَاضر فِي الثَّالِثَة أخبرنَا أَبُو الْفرج بن أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن أبي الْحسن على النميري بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخْبركُم الشَّيْخ أَبُو الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن سعد بن صَدَقَة بن كُلَيْب قِرَاءَة عَلَيْهِ أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان الرزاز قِرَاءَة عَلَيْهِ قَالَ حَدثنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مخلد أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار أخبرنَا الْحسن بن عَرَفَة أخبرنَا عمار بن مُحَمَّد عَن الصَّلْت ابْن قويد الْحَنَفِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ يَقُول سَمِعت خليلي أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا تنطح ذَات قرن جماء)
رَوَاهُ سُفْيَان بن وَكِيع عَن زيد بن الْحباب عَن عمار بن مُحَمَّد هُوَ غَايَة فِي الْعُلُوّ
أخبرنَا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين حضورا أخبرنَا الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو الْحسن عَليّ ابْن الشَّيْخ الزَّاهِد أبي الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الْقُسْطَلَانِيّ قَالَ سَمِعت وَالِدي الإِمَام أَبَا الْعَبَّاس يَقُول سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي رَضِي الله عَنهُ يَقُول عَلامَة الصَّادِق أَن يفْتَقر بإيمانه إِلَى كل إِيمَان وبعقله إِلَى كل عقل وبعلمه إِلَى كل علم
أنشدنا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين حضورا أنشدنا الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد أنشدنا الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْحسن الْحَافِظ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمفضل الْمَالِكِي إملاء لنَفسِهِ
(أَعم خلائق الْإِنْسَان نفعا ... وأقربها إِلَى مَا فِيهِ راحه)
(أَدَاء أَمَانَة وعفاف نفس ... وَصدق مقَالَة وسماح راحه)
وَمن شعر قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مَا أنشدنيه وَلَده سيدنَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أَبُو عمر عبد الْعَزِيز بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أنشدنا وَالِدي لنَفسِهِ
(جِهَات أَمْوَال بَيت المَال سبعتها ... فِي بَيت شعر حواها فِيهِ كَاتبه)
(خمس وفيء خراج جِزْيَة عشر ... وإرث فَرد وَمَال ضل صَاحبه)
وأنشدنا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أَيْضا بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(أحن إِلَى زِيَارَة حَيّ ليلى ... وعهدي من زيارتها قريب)
(وَكنت أَظن قرب الْعَهْد يطفي ... لهيب الشوق فازداد اللهيب)
وأنشدني أَيْضا بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(أهني بِشَهْر الصَّوْم من لَو بثثته ... عَظِيم اشتياقي رق مِمَّا أعانيه)
(وأشكو إِلَيْهِ حسدا لَو بلي بهم ... شوامخ حسمى هدها مَا تقاسيه)
(وَمن كَانَ لَا يرضيه من حالتي سوى ... خلاف مُرَاد الله مَا حيلتي فِيهِ)
وَمن شعره أَيْضا
(قَالُوا شُرُوط الدُّعَاء المستجاب لنا ... عشر بهَا بشر الدَّاعِي بإفلاح)
(طَهَارَة وَصَلَاة مَعَهُمَا نَدم ... وَقت خشوع وَحسن الظَّن يَا صَاح)
(وَحل قوت وَلَا يدعى بِمَعْصِيَة ... وَاسم يُنَاسب مقرون بإلحاح)
من كتاب كشف الْمعَانِي لِابْنِ جمَاعَة ذكر فِي الْجمع بَين الرَّحْمَن والرحيم فِي الْبَسْمَلَة أَن أحسن مَا يُقَال فِيهِ وَلم نجده لغيره أَن فعلان مُبَالغَة فِي كَثْرَة الشَّيْء وَلَا يلْزم مِنْهُ الدَّوَام كغضبان وفعيل لدوام الصّفة كظريف فَكَأَنَّهُ قيل الْعَظِيم الرَّحْمَة الدائمها
قَالَ وَإِنَّمَا قدم الرَّحْمَن على الرَّحِيم لِأَن رَحمته فِي الدُّنْيَا تعم الْمُؤمنِينَ والكافرين وَفِي الْآخِرَة دائمة لأهل الْجنَّة وَلذَلِك يُقَال رَحْمَن الدُّنْيَا وَرَحِيم الْآخِرَة
وَفِي الْبَقَرَة {رب اجْعَل هَذَا بَلَدا آمنا} وَفِي إِبْرَاهِيم {رب اجْعَل هَذَا الْبَلَد آمنا} لِأَن آيَة الْبَقَرَة دَعَا بهَا إِبْرَاهِيم عَن نزُول إِسْمَاعِيل وَهَاجَر فِي الْوَادي قبل بِنَاء مَكَّة وَآيَة سُورَة إِبْرَاهِيم بعد عوده إِلَيْهَا وبنائها
فِي الْبَقَرَة {وَمَا أهل بِهِ لغير الله} وَفِي الْمَائِدَة والأنعام والنحل {لغير الله بِهِ} لِأَن آيَة الْبَقَرَة وَردت فِي سِيَاق الْمَأْكُول وحله وحرمته فَكَانَ تقدم ضمير قد تعلق الْفِعْل بِهِ أهم وَآيَة الْمَائِدَة وَردت بعد تَعْظِيم شَعَائِر الله وأوامره وَكَذَلِكَ آيَة النَّحْل بعد قَوْله {واشكروا نعْمَة الله} فَكَانَ تقدم اسْمه أهم
وَأَيْضًا فآية النَّحْل والأنعام نزلتا بِمَكَّة فَكَانَ تَقْدِيم ذكر الله بترك ذكر الْأَصْنَام على ذَبَائِحهم أهم لما يجب من توحيده وإفراده بِالتَّسْمِيَةِ على الذَّبَائِح وَآيَة الْبَقَرَة نزلت بِالْمَدِينَةِ على الْمُؤمنِينَ لبَيَان مَا يحل وَمَا يحرم فَقدم الأهم فِيهِ
قَوْله تَعَالَى {تِلْكَ حُدُود الله فَلَا تقربوها} وَقَالَ بعد {فَلَا تعتدوها} لِأَنَّهُ أَشَارَ بالحدود فِي الأول إِلَى نفس الْمُحرمَات فِي الصّيام وَالِاعْتِكَاف من الْأكل وَالشرب وَالْوَطْء والمباشرة فَنَاسَبَ {فَلَا تقربوها}
وَفِي الثَّانِيَة إِلَى المأمورات فِي أَحْكَام الْحل وَالْحُرْمَة فِي نِكَاح المشركات وَأَحْكَام الطَّلَاق وَالْعدَد وَالْإِيلَاء وَالرَّجْعَة وَحصر الطَّلَاق فِي الثَّلَاث وَالْخلْع فَنَاسَبَ {فَلَا تعتدوها} أَي قفوا عِنْدهَا وَلذَلِك قَالَ بعد ذَلِك {وَتلك حُدُود الله يبينها لقوم يعلمُونَ}
قَوْله {مَتَاعا بِالْمَعْرُوفِ حَقًا على الْمُحْسِنِينَ} وَقَالَ بعد ذَلِك {وللمطلقات مَتَاع بِالْمَعْرُوفِ حَقًا على الْمُتَّقِينَ} فَأتى بِالْإِحْسَانِ فِي الأولى وبالتقوى فِي الثَّانِيَة لِأَن الأولى فِي مُطلقَة قبل الْفَرْض وَالدُّخُول فالإعطاء فِي حَقّهَا إِحْسَان وَإِن أوجبه قوم لِأَنَّهُ لافى مُقَابلَة شَيْء فَنَاسَبَ الْمُحْسِنِينَ
وَالثَّانيَِة فِي الرَّجْعِيَّة وَالْمرَاد بالمتاع عِنْد الْمُحَقِّقين النَّفَقَة وَنَفَقَة الرَّجْعِيَّة وَاجِبَة فَنَاسَبَ حق الْمُتَّقِينَ
وَرجح أَن المُرَاد بِهِ النَّفَقَة أَنه ورد عقب قَوْله {مَتَاعا إِلَى الْحول} وَالْمرَاد بِهِ النَّفَقَة وَكَانَت وَاجِبَة قبل النّسخ ثمَّ قَالَ {وللمطلقات} فَظهر أَنه النَّفَقَة فِي عدَّة الرَّجْعِيَّة بِخِلَاف الْبَائِن بخلع فَإِن الطَّلَاق من جِهَتهَا فَكيف تُعْطى الْمُتْعَة الَّتِي شرعت جبرا للكسر بِالطَّلَاق وَهِي الراغبة فِيهِ فَظهر أَن المُرَاد بالمتاع هُنَا النَّفَقَة زمن الْعدة لَا الْمُتْعَة
وللعلماء فِي هَاتين الْآيَتَيْنِ اضْطِرَاب كثير وَمَا ذكرته أظهر لِأَنَّهُ تقدم حكم الْخلْع وَحكم عدَّة الْمَوْت وَحكم الْمُطلقَة بعد التَّسْمِيَة وَبَقِي حكم الْمُطلقَة الرَّجْعِيَّة فَيحمل عَلَيْهِ فِي {يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} أفرد {النُّور} لِأَن دين الْحق وَاحِد وَجمع {الظُّلُمَات} لِأَن الْكفْر أَنْوَاع فِي الْبَقَرَة {لَا يقدرُونَ على شَيْء مِمَّا كسبوا} لِأَن الْمثل لِلْعَامِلِ فَكَانَ تَقْدِيم نفي قدرته وصلتها وَهِي {على شَيْء} أنسب وَفِي سُورَة إِبْرَاهِيم {مِمَّا كسبوا على شَيْء} لِأَن الْمثل للْعَمَل لقَوْله تَعَالَى {مثل الَّذين كفرُوا برَبهمْ أَعْمَالهم} تَقْدِيره مثل أَعمال الَّذِي كفرُوا فَكَانَ تَقْدِيم {مَا كسبوا} أنسب لِأَن صلَة {شَيْء} وَهُوَ الْكسْب وَفِي الْبَقَرَة {فَيغْفر لمن يَشَاء} قدم الْمَغْفِرَة وَفِي الْمَائِدَة قدم {يعذب من يَشَاء} لِأَن آيَة الْبَقَرَة جَاءَت ترغيبا فِي المسارعة إِلَى طلب الْمَغْفِرَة وَإِشَارَة إِلَى سَعَة رَحْمَة الله وَآيَة الْمَائِدَة جَاءَت عقب ذكر السَّارِق والسارقة فَنَاسَبَ ذكر الْعَذَاب قَوْله فِي آل عمرَان وَمَرْيَم {وَإِن الله رَبِّي وربكم} وَفِي الزخرف {إِن الله هُوَ رَبِّي وربكم} لِأَنَّهُ تقدم فِي السورتين من الْآيَات الدَّالَّة على تَوْحِيد الرب وَقدرته وعبودية الْمَسِيح لَهُ مَا أغْنى عَن التَّأْكِيد بِخِلَاف الزخرف فِي يُونُس {ويعبدون من دون الله مَا لَا يضرهم وَلَا يَنْفَعهُمْ} قدم الضَّرَر لتقدم {إِنِّي أَخَاف إِن عصيت رَبِّي عَذَاب يَوْم عَظِيم} وَفِي الْفرْقَان {مَا لَا يَنْفَعهُمْ وَلَا يضرهم} لتقدم ذكر النعم
وَنَظِيره تَقْدِيم الأَرْض فِي يُونُس فِي قَوْله {وَمَا يعزب عَن رَبك من مِثْقَال ذرة فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء} وَلِأَنَّهُ تقدم {وَمَا تكون فِي شَأْن} الْآيَة فَنَاسَبَ تَقْدِيم الأَرْض لِأَن الشئون وَالْعَمَل فِي الأَرْض وَفِي سبأ {فِي السَّمَاوَات وَلَا فِي الأَرْض}
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

 

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعيّ، بدر الدين، أبو عبد الله:
قاض، من العلماء بالحديث وسائر علوم الدين. ولد في حماة. وولي الحكم والخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء الشام، ثم قضاء مصر إلى أن شاخ وعمي. كان من خيار القضاة. وتوفي بمصر.
له تصانيف، منها " المنهل الرويّ في الحديث النبوي - خ " في طوبقبو (2: 6) و " كشف المعاني في المتشابه من المثاني - خ " و " غرّة التبيان لمن لم يُسّم في القرآن - خ " و " تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم - ط " و " غرر البيان لمبهمات القرآن - خ " و " تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام - خ " و " مختصر في السرة النبويّة - خ " و " مستند الأجناد في آلات الجهاد " وأراجيز في " قضاة مصر - خ " و " قضاة دمشق - خ " و " الخلفاء - خ " ورسالة في " الأسطرلاب " و " الفوائد الغزيرة من حديث بريرة - خ " قطعة منه، في المكتبة العربية بدمشق  .
-الاعلام للزركلي-

 

 

محمد بن جماعة . 
القاضى بدر الدين،
أبو عبد الله المصرى.
توفى سنة 733.
ترجم له فى هدية العارفين باسم محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة ابن على بن جماعة الكنانى، بدر الدين أبو عبد الله الحموى الشافعى المقاضى بمصر.
ولد سنة 639 بحماة، وذكر ابن كثير أنه سمع الحديث، واشتغل بالعلم، وحصل علوما متعددة، وتقدم وساد أقرانه، وباشر تدريس القيمرية، ثم ولى الحكم والخطابة بالقدس الشريف، ثم نقل منه إلى قضاء مصر فى الأيام الأشرفية، ثم ولى قضاء الشام وجمع له معه الخطابة ومشيخة الشيوخ وتدريس «العادلية» وغيرها مدة طويلة، كل هذا مع الرياسة والديانة والصيانة، والورع، وكف الأذى. . . ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية بعد وفاة الشيخ تقى الدين بن تقى العيد، إلى أن أضر وكبر؛ فاستقال وتولى مكانه القزوينى اه‍. وذكر ابن تغريبردى: أنه والد عزّ الدين بن عبد العزيز بن جماعة قاضى قضاة الديار المصرية، وأنه كان إماما عالما مصنفا؛ أخذ النحو عن ابن مالك وأفتى قديما، وعرضت فتواه على الشيخ محيى الدين النووى فاستحسن ما أجاب به. وذكر البغدادى من عديد مصنفاته: «إيضاح الدليل فى قطع حجج أهل التعطيل» و «التبيان لمهمات القرآن» و «تجنيد الأجناد وجهات الجهاد» «تحرير الأحكام، فى تدبير جيش الإسلام» و «تذكرة السامع والمتكلم، فى آداب العالم والمتعلم» و «الفوائد الغزيرة، المستنبطة من أحاديث بريرة» و «المنهل الروى، فى علوم الحديث النبوى». . . الخ راجع ترجمته فى البداية والنهاية 14/ 163، وهدية العارفين 2/ 148، 2/ 148، والدرر الكامنة 3/ 280 - 283، ونكت الهميان 235، والنجوم الزاهرة 9/ 298، وفوات الوفيات 2/ 174، وحسن المحاضرة 1/ 425 و 2/ 168، 171، وشذرات الذهب 6/ 105 - 106.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 

 

ابن جماعة: هو محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ سعدِ الله، الكنانيُّ، الشافعيُّ، قاضي القضاة.
سمع من جماعة، وحدث، وكان له مشاركة جيدة في الفقه والأصول والحديث والتفسير، وكان خطيبًا دينًا، ولي الخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، ثم بالشام، وحصلت له دنيا واسعة، ثم ولي بعد ذلك مناصب عديدة.
ولد سنة 649 بحماة، وتوفي سنة 744، وكان يقرض الشعر، وله تصانيفُ جيدة منها: كتاب "التبيان في مبهمات القرآن"، ورد على المشبهة في الآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وكتاب "المنهل الروي في الحديث النبوي"، وهو مختصر في الحديث، جمع فيه خلاصة المحصول من علوم الحديث لابن الصلاح، وزاد عليه.
وله كتاب "المسالك في علوم المناسك"، ذكر أنه جمع فيه من مهمات الدقائق وإشارات الحقائق ما لا يعلم أن أحدًا سبقه إلى وضعه، ذكره في "آثار الأدهار".
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.