محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عراق الكناني الدمشقي أبي علي شمس الدين

ابن عراق

تاريخ الولادة878 هـ
تاريخ الوفاة933 هـ
العمر55 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • دمشق - سوريا
  • بيروت - لبنان

نبذة

وَفِي يَوْم الْأَحَد سَابِع شهر صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ توفّي الْعَارِف بِاللَّه الرباني والقطب الصمداني شَافِعِيّ زَمَانه وجنيد أَوَانه ولي الله بالِاتِّفَاقِ وَشَيخ الْمَشَايِخ على الاطلاق الْمَشْهُور فِي الْآفَاق الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ بن عراق الْكِنَانِي الشَّافِعِي بِمَكَّة المشرفة زَادهَا الله شرفاً وتعظيما.

الترجمة

سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة (933) هـ
وَفِي يَوْم الْأَحَد سَابِع شهر صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ توفّي الْعَارِف بِاللَّه الرباني والقطب الصمداني شَافِعِيّ زَمَانه وجنيد أَوَانه ولي الله بالِاتِّفَاقِ وَشَيخ الْمَشَايِخ على الاطلاق الْمَشْهُور فِي الْآفَاق الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ بن عراق الْكِنَانِي الشَّافِعِي بِمَكَّة المشرفة زَادهَا الله شرفاً وتعظيما وَكَانَ وُصُوله من مَكَّة إِلَى مَدِينَة الْمُصْطَفى فِي شهر رَمَضَان من سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ لاطفاء الْفِتْنَة الَّتِي اطفاها الله تَعَالَى بوصوله بَين الشريف أبي نمر بن بَرَكَات والأروام وأميرهم سُلَيْمَان وَمَعَهُمْ خير الدّين واظهارهم أَن نيتهم الْعَزْم على الفرنج فقتلا كِلَاهُمَا بِالْيمن وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ من كبار المشاريخ العارفين وَبَقِيَّة الصفوة من الْأَوْلِيَاء الْوَارِثين وَكَانَ من رجال الطَّرِيق ومشايخ التَّحْقِيق وخاتمة ذَوي الْعرْفَان وعمدة فِي تربية المريدين
وَمن كراماته أَنه كَانَ فِي يَوْم من الْأَيَّام جَالِسا تَحت شَجَرَة فَمر على خاطره قَول البوصيري فِي الْبردَة وراودته الْجبَال الشم من ذهب الْبَيْت وان ذَلِك قَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى رُتْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَمَا استتمت بخاطري إِلَّا وَنظر إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَة قد استحالت ذَهَبا فهالني ذَلِك وتضرعت إِلَى الله تَعَالَى حَتَّى عَادَتْ كَمَا كَانَت وَله نفع الله بِهِ عقيدة مختصرة وَهِي هَذِه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد الله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله اللَّهُمَّ إِنَّا نوحدك وَلَا نحدك ونؤمن بك وَلَا نكيفك جلّ رَبنَا وَعلا تبَارك وَتَعَالَى حَيَاته لَيْسَ لَهَا بداية فالبداية بِالْعدمِ مسبوقة قدرته لَيْسَ لَهَا نِهَايَة فالنهاية بالتحقيق ملحوقة إِرَادَته لَيْسَ بحادثة بالاضداد مطروقة سَمعه لَيْسَ بجارحة فالجارحة مخروقة بَصَره لَيْسَ بحدقة فالحدقة مشقوقة علمه لَيْسَ بكسبي فالكسبي بِالتَّأَمُّلِ وَالِاسْتِدْلَال بِعلم وَلَا بضروري فالضروري على الْإِرَادَة والالتزام تلْزم كَلَامه لَيْسَ بِصَوْت فالأصوات تُوجد وتعدم وَلَا بِحرف فالحروف تُؤخر وَتقدم ذَاته لَيْسَ بجوهر فالجوهر بالتحيز مَعْرُوف وَلَا بِعرْض فالعرض باستحالة الْبَقَاء مَوْصُوف وَلَا بجسم فالجسم بالحهات محفوف هُوَ الله الَّذِي لَا آله إِلَّا هُوَ الْملك القدوس على الْعَرْش اسْتَوَى من غير تمكن وَلَا جُلُوس لَا الْعَرْش لَهُ من قبل الْقَرار وَلَا الاسْتوَاء من جِهَة الِاسْتِقْرَار الْعَرْش لَهُ حد وَمِقْدَار الرب لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار الْعَرْش تكيفه خواطر الْعُقُول وتصفيه بِالْعرضِ والطول وَهُوَ مَعَ ذَلِك مَحْمُول وَالْقَدِيم لَا يحول وَلَا يَزُول الْعَرْش بِنَفسِهِ هُوَ الْمَكَان وَله جَوَانِب وأركان وَكَانَ الله وَلَا مَكَان وَهُوَ الان على مَا عَلَيْهِ كَانَ جلّ عَن التَّشْبِيه وَالتَّقْدِير والتكييف والتغيير والتأليف والتصوير لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد البشير النذير ونستغفر الله من كل تَقْصِير غفرانك رَبنَا وَإِلَيْك الْمصير انْتَهَت العقيدة وَشَرحهَا شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر الهتيمي وَله وَصِيَّة نافعة وَغير ذَلِك
وَمن أَوْلَاده الشَّيْخ الْعَلامَة الحبر الفهامة قدوة وقته فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول والمعول عَلَيْهِ فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول شيخ الْأَنَام بِطيبَة والنبوية ومرجع الْخَاص وَالْعَام بالحضرة المصطفوية الشَّيْخ عَليّ وَكَانَ من كبار أهل الْعلم وَله جملَة مصنفات مِنْهَا شرح على الْعباب فِي الْفِقْه إِلَّا أَنه لم يتم وَمِنْهَا تَنْزِيه الشَّرِيعَة عَن الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَهُوَ كتاب جليل عَظِيم الْفَائِدَة وَمِنْهَا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي شرح بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَاخْتصرَ رحْلَة ابْن رشيد وَعمل تذكرة جمع فِيهَا فَوَائِد عديدة وَسُئِلَ عَن القهوة بِهَذِهِ الأبيات ... 
أَيهَا السَّامِي لكلتا الذرتين ... بجوار الْمُصْطَفى المروتين ...
والعلي الْقَدِير علما وَكَذَا ... ذَا علا فَوق زين النيرين ... 
من لَهُ فِي الزّهْد بَاعَ وَيَد ... وَهُوَ فِي بذل الندى رحب الْيَدَيْنِ ... 
افتني فِي قهوة قد ظلمت ... حَيْثُمَا شِئْت تعاطيها بشين ... 
من تله هالنا مهيعه ... وافتراق للاقاويل ومين ... 
ومراعاة أُمُور شاهدتها ... فِي الحان كلتا المقلتين ... 
وَحكى شرابها أهل الطلا ... فالتداني بَين تين الفردني ... 
أَو دعوا ذَا الطرس مَا يَرْجُو الْغنى ... أَو دعوا فاليأس احدى الراحتين ...
فَأَجَابَهُ رَحمَه الله ... 
أَيهَا لاسامي سمو الفرقدين ... وَإِمَام الْعلم مفتي الْفرْقَتَيْنِ ... 
يَا رَضِي الدّين يَا حبر الندى ... من رجالكم رَاح مَمْلُوء الْيَدَيْنِ ... 
جَاءَنِي مِنْكُم نظام قد حكى ... فِي نصوع اللَّفْظ مسبوك اللجين ... 
قلت فِيهِ إِن ذَا القهوة قد ... خلطوها بتله وَيَمِين ... 
وبمطعوم حرَام وغنى ... وبرقص وبصفق الراحتين ... 
وَطلبت الحكم فِيهَا بَعْدَمَا ... قد رَأَيْتُمْ مَا ذكرْتُمْ رَأْي عين ... 
فعلى ذِي الْأَمر إنمار الَّذِي ... شابها حَتَّى يصفى دون رين ... 
فَإِذا لم يتطعه دون أَن ... يمْنَع الأَصْل فَفعل مِنْهُ زين ... 
والتداني من حماها وَهِي فِي ... وصفهَا الْمَذْكُور شين أَي شين ... 
والصفا فِي شربهَا مَعَ فِئَة ... اخلصوا التَّقْوَى وشدوا المئزرين ... 
ثمَّ ناجوا رَبهم جنح الدجى بخشوع ودموع المقلتين ... 
فابتداء الْأَمر فِيهَا هَكَذَا ... قد حكوه عَن ولي دون مين ... 
ذَا جوابي واعتقادي أَنه ... فِي اعْتِدَال كاعتدال الكفتين ...
وَمن شعره أَيْضا ... 
قَالُوا الْعَزِيز لَهُ صِفَات أَربع ... بالقهر يَأْخُذ كل من يطَأ عَلَيْهِ ... 
صَعب الْوُصُول لَهُ وَقل نَظِيره ... واشتدت الْحَاجَات من كل إِلَيْهِ ...
من ... ولربما صَاد الْعقَاب بكيده ... من لَو ترَاهُ لخلته مكسالا ... 
حَتَّى تحقق وَالْقَضَاء مساعداً ... إِن الْعلَا مَا اعجزت محتالاً ..
صُورَة شَيْء من اجازة صَاحب الْعباب المزجد للشَّيْخ عَليّ بن عراق بعد أَبْيَات تَتَضَمَّن الْحَمد وَالصَّلَاة ... 
وَبعد فَالْوَلَد العالي ... فَتى مُحَمَّد بن عراق الْعَالم الْعلم ... 
السالك الناسك المحي طَريقَة من ... روى فأروى الورى من ورده الشيم ... 
فَالله يبقيه فِي خير وعافية ... من غير بَأْس وَلَا بؤس وَلَا نقم ... 
أَرَادَ مني إجازات وَلست هُنَا ... اني وَإِن كنت مَوْجُودا فكالعدم ... 
انا المعيدي فاسمع بِي لَا تراني ... نعم وَمَا السّمن المريء كالورم ... 
وَقد علمت بِحسن الظَّن مِنْهُ بِمَا ... دعى إِلَيْهِ بِأَمْر مِنْهُ منحتم ... 
أجزته فِي عُلُوم الشَّرْع أجمعها ... وَكلما لي من نثر ومنتظم ... 
بِمَا لَهَا من أَسَانِيد مُطَوَّلَة ... عَن الْمَشَايِخ أهل الْفضل والهمم ... 
هَذَا نِهَايَة مَا استطيع جِئْت بِهِ ... وَمن يقصر وَرَاء الْجهد لم يلم ... 
وَالْحَمْد لله حمدا لَا نَفاذ لَهُ ... على التواصل فِي بَدْء ومختم ... 
ثمَّ الصَّلَاة على الْمُخْتَار من مُضر ... مَا أومض الْبَرْق فِي محلولك الظُّلم ...
صُورَة صدر اجازة الشَّيْخ أبي الْقَاسِم بن اقبال للشَّيْخ عَليّ بن عراق الْحَمد لله الَّذِي جعل صُدُور الْعلمَاء مشكاة لمصابيح الْأَنْوَار وأمدها بِزَيْت من الْهِدَايَة والتوفقيق {يكَاد زيتها يضيء وَلَو لم تمسسه نَار} وزين ظواهرهم بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار وبواطنهم بمعارف عوارف الْأَسْرَار
وَفِي تذكرة الشَّيْخ عَليّ بن عراق ادم لما أهبط وأزل درنه وظفره وشعره خلق الله مِنْهُ النَّخْلَة فالخشب من الدَّرن والجريد من الظفر والليف من الشّعْر
وتاريخ وَفَاته لم أَقف عَلَيْهِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي مَنَعَنِي من أَن أترجم لَهُ على حِدته رَحْمَة الله تَعَالَى وَمن أَوْلَاد الشَّيْخ مُحَمَّد بن عراق أَيْضا الشَّيْخ عبد النافع وَكَانَ عَالما فَاضلا فصيحاً بليغاً رَئِيسا كَبِيرا ذَا أدب وظرف وملح ولطف وَحكي أَنه سُئِلَ عَن الشوي الَّذِي يصنعه الحضرميون الْمُسَمّى عِنْدهم المظبي أَتَقول بِهِ معنى يُعْجِبك فَقَالَ حَتَّى أذوقه فَلَمَّا ذاقه قَالَ نعم أَقُول بِهِ قلت وعَلى ذكر الشوي الْمَذْكُور ذكرت بَيْتَيْنِ فِيهِ لصاحبنا الأديب جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف مخدوم زَاده وهما
إِن الهباريش لَهَا لَذَّة ... تفوق لذات الشوي والكباب ... 
وَلَذَّة الوقصة لَهَا تنسها ... وَهِي الَّتِي تنسيك شرخ الشَّبَاب ...
والحضارم يسمون مَا يشوى من سَواد الْبَطن وَنَحْوه الهباريش بِالْهَاءِ وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا ألف وَرَاء ثمَّ تحتيه وَآخره مُعْجمَة وَمن عَادَتهم انهم إِذا جَلَسُوا على أَكلَة يشرع أحدهم فِي قطع اللَّحْم فيدور فِيهِ على الْجَمَاعَة فَيدْفَع إِلَى أحدهم ويصنع بِالْآخرِ مثل ذَلِك وَمثله بِالْآخرِ إِلَى أَن تعود نوبَة الأول فيعطيه وَيسْتَمر كَذَلِك إِلَى أخر أكلهم ويسمون ذَلِك الْأكل على هَذِه الْكَيْفِيَّة الوقصة ويجدون لذَلِك لَذَّة عَظِيمَة لَا يعدلها لَذَّة أُخْرَى وَله أشعار رائقة وأخبار فائقة وَمن شعره وَفِيه التورية والإنسجام والتوجيه
يَا قائلين وَقَوْلِي حِين اذكرهم ... كم هَكَذَا اغتدى فِي غربَة وفراق ... 
لَو سَار ركب بعشاق الْهوى رملاً ... نَحْو الْحجاز لما ذاق النَّوَى ابْن عراق ...
وَله أَيْضا
كل لَهُ ورد يكون وَسِيلَة ... المعاشه ومعاذه ومعاده ... 
وَجعلت وردي فِي الْخُرُوج عَن السوي ... وأكون مَعَ مولَايَ تَحت مُرَاده ...
وَمِنْه
هَذِه القهوة هَذِه ... لَيست الْمنْهِي عَنْهَا ... 
كَيفَ تدعى بجرام ... وَأَنا اشرب مِنْهَا ...
وَمِنْهَا
لشارب قهوة البن التغادي ... فسر شرابها فِي الْكَوْن بَادِي ... 
لَهَا عرف العنابر فِي الأيادي ... ولون الْمسك تشرب بالزبادي ...
وَحكي أَنه كَانَ لَهُ أَخ يُسمى نعْمَان وَولد لَهُ ابْن من سَرِيَّة لَهُ حبشية، فَأَنْشد فِي ذَلِك:
وَقد نلْت الْبَنِينَ من السراري ... وأقربهم إِلَى روحي وجاشي ... 
وليد لَا يزَال يَقُول عمي ... هُوَ النُّعْمَان وَالْخَال النَّجَاشِيّ ... 
قلت وعَلى ذكر النُّعْمَان وَالنَّجَاشِي فقد وَقع لي تَشْبِيه بديع جدا، وَلَكِن فِي غير هَذَا الْمَعْنى
خديد حبي حكى الشقائق ... وخاله خلته وَجه واشي ... 
رمت تَشْبِيها فَقَالَ خَدّه ... أَنا النُّعْمَان وَالْخَال النَّجَاشِيّ ...
وَكَانَ تولى الخطابة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة ولى قَضَاء الْأَقْضِيَة بِالْيمن وللعلامة الْفَقِيه عبد الله ابْن محزمة فِيهِ وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي الْأَقْضِيَة بزبيد لما غَابَ عَنْهَا إِلَى بندر المخافي أَوَاخِر شهر جُمَادَى الأول وأوائل جمادي الآخر من سنة سِتّ وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَذَلِكَ شعر
رَأَيْت زبيد فِي شهر جُمَادَى ... بآخر ذَا وَأول ذَا كئيبة ... 
وَبدر جمَالهَا فِيهِ انكساف ... وَقد كَانَت محاسنها عَجِيبَة ... 
فَقلت لَهَا أَخْبِرِينِي أَي شَيْء ... كساك الكسف قَالَت لي مجيبة ... 
أَلَسْت نظرت فِي علم الطبيعي ... فَفِي الهيئات عِلّة ذَا قريبَة ... 
وَذَلِكَ أَن نور الشَّمْس يُعْطي الضيا ... للبدر وَهِي لَهُ حَبِيبَة ... 
فحين يحول ظلّ الأَرْض عَنْهَا ... عراه كسفة وَلَقي الْمُصِيبَة ... 
وشمسي غَابَ عني فاعتراني ... كسوف وضاق أنحائي الرحيبة ... 
فَإِن شمسي تعود نوري ... وتصفو كل أحوالي الشغيبه ... 
فبالله اطْلُبُوا رَبِّي يُعِيدهُ ... ويحرسه من النوب التعيبه ... 
ويصحبه بتأييد ولطف ... فَمَا يخْشَى الَّذِي رَبِّي صحيبه ...
وَله أَيْضا
سَأَلت زبيد عَمَّا قد عراها ... من الأظلام فِي وَجه وخد ... 
وَقلت لَهَا اما سَبَب لهَذَا ... فَقَالَت لي مفارقه الأفندي ...
وَلم أعثر على تَارِيخه أَيْضا رَحمَه الله تَعَالَى آمين       
سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة (934) هـ
وَفِي السّنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَخذ الإِمَام الْجواد أَحْمد مَدِينَة هرر من بِلَاد الْحَبَشَة وَضعف عَن مقاومة سلطانها وَكَانَ من ولد سعد الدّين وَلم يزل أَمر الإِمَام بعد يعظم حَتَّى صَار إِلَى مَا صالا إِلَيْهِ وأستفتح كثيرا من بِلَاد الْحَبَشَة وقهر الْكفَّار ووظب على الْجِهَاد والغزو فِي سَبِيل الله وَنقل  عَنهُ فِي ذَلِك مَا يبهر الْعُقُول حَتَّى سَمِعت بَعضهم يَقُول مَا تشبه فتوحاته إِلَّا بِمثل فتوحات الصَّحَابَة وناهيك فِيمَن يكون بِهَذِهِ المثابة وَكَذَلِكَ حُكيَ من أَمر شجاعته غَرِيبَة قَالُوا وَكَانَت أُمُوره جَمِيعًا على قوانين الشَّرِيعَة الغراء حَتَّى أَنه كَانَ يخرج الْخمس من الْغَنِيمَة ويصرفه إِلَى أقَارِب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَرَأى بعض الْأَخْبَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رَضِي الله عَنْهُم وَعِنْده الإِمَام الْمَذْكُور قَالَ الرَّائِي فَقلت يَا رَسُول الله من هَذَا الرجل قَالَ هَذَا رجل نَشأ فصلح بِهِ بِلَاد الْحَبَشَة وَكَانَت هَذِه الرُّؤْيَا قبل أَن يترقى الإِمَام إِلَى هَذَا الْمقَام وَرَأى بَعضهم العيدروس وَهُوَ يَقُول لَا تسمونه سُلْطَانا وَلَا أَمِيرا سموهُ إِمَام الْمُسلمين وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ هَذَا الرجل من آيَات الله تَعَالَى رَحمَه الله آمين
- النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.        

 

 

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ مُحَمَّد الشهير بِابْن الْعرَاق
كَانَ من اولاد الْأُمَرَاء الجراكسة وَكَانَ من طَائِفَة الْجند على زِيّ الامراء وَكَانَ صَاحب مَال عَظِيم وحشمة وافرة ثمَّ ترك الْكل واتصل الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى السَّيِّد عَليّ بن مَيْمُون المغربي واشتغل بالرياضة عِنْده حُكيَ انه لم يشرب مُدَّة عشْرين يَوْمًا مَاء فِي الايام الحارة حَتَّى خر يَوْمًا مغشيا عَلَيْهِ من شدَّة الْعَطش وَقرب من الْمَوْت وَقَالُوا للشَّيْخ ان ابْن الْعرَاق قريب من الْمَوْت من شدَّة الْعَطش فَقَالَ الشَّيْخ الى رَحمَه الله تَعَالَى فكرروا عَلَيْهِ القَوْل فَلم يَأْذَن فِي سقيه وَقَالَ صبوا على رَأسه المَاء فَفَعَلُوا ذَلِك فَقَامَ على ضعف ودهشة وَلم يمض على ذَلِك ايام الا وَقد انْفَتح عَلَيْهِ الطَّرِيق وَوصل الى مَا يتمناه وَكَانَ عَالما زاهدا صَاحب تقوى وجاور مُدَّة عمره بعد وَفَاة شَيْخه بِمَدِينَة الرَّسُول صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ مَاتَ وَدفن بهَا قدس سره
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.

 


محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عراق، شمس الدين، أبو علي الكناني الدمشقيّ:
باحث، كان يلقب بشيخ الإسلام. ولد في دمشق ونشأ وجيها شجاعا انفرد بالفروسية. واشتغل بالصيد والشطرنج والنرد والتنعم، ثم انقطع الى العلم، وسكن بيروت. وتصوف، وحج فجاور بالحرمين، واشتهر وانتفع الناس بعلمه. وتوفي بمكة فخرج أميرها (أبونمى) في جنازته.
من مصنفاته (هداية الثقلين في فضل الحرمين) و (السفينة العراقية) و (المنح العامية والنفحات المكية) و (شرح العباب) في فقه الشافعية، لم يتم، و (مواهب الرحمن) و (جوهرة الخواص - خ) رسالة في علم المواعظ، و (كشف الحجاب برؤية الجناب - خ) .
-الاعلام للزركلي-