عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم فَرِحُونَ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن الْمُحب أبي عبد الله بن الْبَدْر الْيَعْمرِي الأندلسي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو نَاصِر الدّين أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كأسلافه بِابْن فَرِحُونَ من بَيت رياسة وَقَضَاء وَعلم.
ولد فِي ربيع الأول من سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل على الْبُرْهَان أبي الوفا إِبْرَاهِيم بن عَليّ صَاحب الطَّبَقَات وَغَيره من أَقَاربه وَغَيرهم وَكَذَا أَخذ عَن الزين المراغي وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعلم أبي الرّبيع سُلَيْمَان ابْن أَحْمد بن السقا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد أَخِيه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ عزل فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ أُعِيد فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ وَدفن بمقبرتهم من البقيع، وَقد لَقيته بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وقرأت عَلَيْهِ نُسْخَة أبي مسْهر تجاه الْقَبْر الشريف وَكَانَ فَاضلا خيرا سَاكِنا بهيا انْقَطع بِأخرَة عَن الْحَج بل كَانَ لَا يخرج من بَيته إِلَّا إِلَى الْجُمُعَة رَحمَه الله وإيانا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.