موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي

أبي منصور

تاريخ الولادة466 هـ
تاريخ الوفاة539 هـ
العمر73 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

أما أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي اللغوي، فإنه كان من كبار أهل العلم، وكان ثقة صدوقاً، وأخذ عن الشيخ أبي زكرياء يحيى الخطيب التبريزي، وكان يصلي إماماً بالإمام المقتفي لأمر الله. وصنف له كتاباً لطيفاً في علم العروض.

الترجمة

أما أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي اللغوي، فإنه كان من كبار أهل العلم، وكان ثقة صدوقاً، وأخذ عن الشيخ أبي زكرياء يحيى الخطيب التبريزي، وكان يصلي إماماً بالإمام المقتفي لأمر الله. وصنف له كتاباً لطيفاً في علم العروض.
وألف كتباً حسنة، منها: شرح أدب الكتاب، ومنها المعرب، ولم يعمل في جنسه أكبر منه، والتكملة فيما تلحن فيه العامة، إلى غير ذلك.
وقرأت عليه، وكان منتفعاً به لديانته، وحسن سيرته، وكان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة، وكان يذهب إلى أن الاسم بعد "لولا" يرتفع بها؛ على ما يذهب إليه الكوفيون، وقد بينت وجهه غاية البيان، في كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف"، وكان يذهب إلى أن الألف واللام في "نعم الرجل"، للعهد، على خلاف ما ذهب إليه الجماعة من أنها للجنس لا للعهد.
وحضرت حلقته يوماً وهو يقرأ عليه كتاب الجمهرة لابن دريد، وقد حكى عن بعض النحويين، أنه قال: أصل "ليس" "لا أيس"، فقلت: هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية، فكأن الشيخ أنكر علي ذلك، ولم يقل في تلك الحال شيئاً فلما كان بعد ذلك بأيام، وقد حضرنا على العادة، قال: أين ذلك الذي أنكر أن يكون أصل "ليس" "لا أيس"؟ أليس "لا" تكون بمعنى "ليس"؟ فقلت للشيخ: ولم إذا كان "لا" بمعنى "ليس" تكون أصل "ليس" "لا أيس"! فلم يذكر شيئاً.
وكان الشيخ رحمه الله تعالى في اللغة أمثل منه في النحو أبو منصور، عن الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي عن أبي الجوائز الحسين بن علي الكاتب الواسطي، وقال: رأيت في سنة أربع عشرة وأربعمائة، وأنا جالس في مسجد قباء من نواحي المدينة امرأة عربية حسنة الشارة، رائقة الإشارة، ساحبة أذيالها، رامية القلوب بسهام جمالها، فصلت هناك ركعتين، أحسنتهما، ثم رفعت يديها، ودعت بدعاء جمعت فيه بين الفصاحة والخشوع، وسمحت عيناها يدمع غير مستدعًى ولا ممنوع، وانثنت تقول وهي متمثلة:
يا منزل القطر بعد ما قنطوا ... ويا ولي النعماء والمنن
يكون ما شئت أن يكون، وما ... تشاء ألا يكون لم يكن
وسألتني عن البئر التي حفرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، وكان أمير المؤمنين يتناول ترابها منه بيده، فأريتها إياها، وذكرت لها شيئاً من فضلها، ثم قلت لها: لمن هذا الشعر الذي أنشدته منذ الساعة؟ فقال بصوت شج، ولسان منكسر: أنشدناه حضري لاحق، لبدويٍّ سابق، وصلت له منا علائق، ثم رحلته الخطوب، وقد رقت عليه القلوب، وإن الزمان ليشح بما يشح، ويسلس ثم يشرس، فلولا أن المعدوم لا يحسن لقلت: ما أسعد من لم يخلق! فتركت مفاوضتها، وقد صبت إلى الحديث نفسها خوفاً أن يغلبني النظر في ذلك المكان، وأن يظهر من صبوتي، على ما لا يخفى على من كان في صحبتي، ومضت والنوازع تتبعها، وهواجس النفس تشيعها.
وتوفي يوم الأحد منتصف المحرم، سنة تسع وثلاثين وخمسمائة في خلافة المقتفي لأمر الله تعالى.

نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.

 

 

 

 

موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقى أبي مَنْصُور بن أَبى طَاهِر شيخ أهل اللُّغَة فى زَمَانه
سمع الْكثير من أَبى ابْن الْقَاسِم بن القسرى وأبى الْحسن على بن مُحَمَّد الْخَطِيب الأنبارى وَجَمَاعَة ودرس الْعَرَبيَّة على أَبى زَكَرِيَّا التبريزى سبع عشرَة سنة وبرع فى علم اللُّغَة والعربية ودرس الْعَرَبيَّة فى الْمدرسَة النظامية بعد شَيخنَا أَبى زَكَرِيَّا مُدَّة ثمَّ قربه المقتفى لأمر الله فاختص بإمامته فى الصَّلَوَات وَكَانَ المقتفى يقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا من الْكتب وانتفع بذلك وَبَان أَثَره فى توقيعاته وَكَانَ من أهل السّنة المحامين عَنْهَا
ذكره ابْن شَافِع وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن السمعانى وَابْن الجوزى وَقَالَ ابْن خلكان صنف التصانيف وانتشرت عَنهُ مثل شرح كتاب أدب الْكَاتِب وَكتاب المعرب وتتمة درة الغواص للحريرى وخطه مَرْغُوب فِيهِ وَكَانَ يصلى بالمقتفى بِاللَّه فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ أول مَا دخل فَمَا زَاد على أَن قَالَ السَّلَام على أَمِير الْمُؤمنِينَ
فَقَالَ لَهُ ابْن التلميذ النصرانى وَكَانَ قَائِما وَله إدلال الْخدمَة والطب مَا هَكَذَا يسلم على أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا شيخ
فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ ابْن الجواليقى وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سلامى هُوَ مَا جَاءَت بِهِ السّنة النَّبَوِيَّة وروى فى الحَدِيث ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو حلف حَالف أَن نصارنيا أَو يَهُودِيّا لم يصل إِلَى قلبه نوع من أَنْوَاع الْعلم على الْوَجْه لما لَزِمته كَفَّارَة لِأَن الله ختم على قُلُوبهم وَلنْ يفك ختم الله إِلَّا الْإِيمَان
فَقَالَ صدقت وأحسنت وكأنما ألْجم ابْن التلميذ بِحجر مَعَ فَضله وغزارة أدبه
حدث بالعوالى روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَابْن السمعانى وَابْن الجوزى
توفى يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وَتقدم النَّاس فى الصَّلَاة قاضى الْقُضَاة الزينى وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن بِبَاب حَرْب

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

 

 

 

العَلاَّمَةُ الإِمَامُ اللُّغَوِيُّ النَّحْوِيُّ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ بنِ الحَسَنِ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ، إِمَامُ الخَلِيْفَةِ المُقْتَفِي.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ 466.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ أَبِي الصَّقْرِ، وَالنَّقِيْبَ طِرَادَ بنَ محمد الزيني، وعدة. وطلب بنفسه مدة، ونسخ الكثير.

حَدَّثَ عَنْهُ: بِنْتُهُ؛ خَدِيْجَةُ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ كَامِلٍ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، مِنْ مَفَاخِرِ بَغْدَادَ، قَرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ، وَلاَزَمَه، وَبَرَعَ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرِعٌ، غَزِيْرُ الفَضْلِ، وَافِرُ العَقْلِ، مَلِيْحُ الخَطِّ، كَثِيْرُ الضَّبْطِ، صَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَشَاعَ ذِكْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: قَرَأَ الأَدبَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً عَلَى التِّبْرِيْزِيِّ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عِلمُ اللُّغَةِ، وَدرَّسَ العَرَبِيَّةَ بِالنِّظَامِيَةِ، وَكَانَ المُقْتَفِي يَقرَأُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الكُتُبِ، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، طَوِيْلَ الصَّمْتِ، مُتَثَبِّتاً، يَقُوْلُ كَثِيْراً: لاَ أَدْرِي.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَغَلطَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ إِمَامُ أَهْلِ عَصرِهِ فِي اللُّغَةِ، كَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ المَلِيْحِ المُتْقَنِ، مَعَ مَتَانَةِ الدِّينِ، وَصَلاَحِ الطَّرِيقَةِ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نَبِيلاً.
وَقَالَ الكَمَالُ الأَنْبَارِيُّ: أَلَّفَ فِي العَرُوضِ، وَشَرَحَ "أَدَبَ الكَاتِبِ"، وَعَمِلَ كِتَابَ "المُعَرَّبِ" وَ "التَّكْمِلَةَ فِي لَحْنِ العَامَّةِ"، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُنتَفَعاً بِهِ لِديَانَتِه، وَحُسنِ سِيرَتِه، وَكَانَ يختار فِي النَّحْوِ مَسَائِلَ غَرِيْبَةً، وَكَانَ فِي اللُّغَة أَمثلَ مِنْهُ فِي النَّحْوِ.
قَالَ ابْنُ شَافِعٍ: كَانَ مِنَ المُحَامِينَ عَنِ السُّنَّةِ.
قُلْتُ: خَلَّفَ وَلَدَيْنِ؛ إِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ، مَاتَا فِي عَامٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ.
فَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ: فَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ، كَتَّبَ أَيْضاً أَوْلاَدَ الخُلَفَاءِ مَعَ دِينٍ وَنَزَاهَةٍ وَسَعَةِ عِلمٍ.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مَا رَأَينَا وَلَداً أَشْبَهَ أَبَاهُ مِثْلَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ.
قُلْتُ: رَوَى عَنِ ابْنِ كادش، وابن الحصين.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

 

 

موهوب بن أحمد بنِ محمد، يعرف بابن الجواليقي.
شيخ أهل اللغة في عصره، ولد سنة 465.
سمع الحديث الكثير، وقرأ الأدب، ودرَّس، وكان من أهل السنة المحامين عليها.
قال ابن الجوزي: كان غزيرَ العقل، طويلَ الصمت، لا يقول الشيء إلا بعد التحقيق والفكر الطويل، وكثيرًا ما كان يقول: لا أدري، سمعتُ منه كثيرًا من الأحاديث وغريبه، وقرأت عليه كتابه "المغرب"، وله كتاب "أدب الكاتب".
وكان يصلي بالمقتفي بالله فدخل عليه، وهو أول من دخل، فما زاد على أن قال: السلام على أمير المؤمنين، فقال له ابن التلميذ النصراني - وكان قائمًا، وله إدلال الخدمة والطب -: ما هكذا يُسلَّم على أمير المؤمنين يا شيخ، فلم يلتفت إليه، وقال: يا أمير المؤمنين! سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية - وروى الحديث -، ثم قال: يا أمير المؤمنين! لو حلف حالف أن نصرانيًا أو يهوديًا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه، ما لزمته كفارة؛ لأن الله ختم على قلوبهم، ولن يفك ختمَ الله إلا الإيمان، فقال: صدقت وأحسنت، وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر، مع فضله وغزارة أدبه، رح.

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

 

 

ابن الجَوَالِيقي
(466 - 540 هـ = 1073 - 1145 م)
موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن، أبو منصور ابن الجواليقيّ:
عالم بالأدب واللغة. مولده ووفاته ببغداد. كان يصلي إماماً بالمقتفي العباسي وقرأ عليه المقتفي بعض الكتب. نسبته إلى عمل الجواليق وبيعها. قال ابن القفطي: وهو من مفاخر بغداد.
من كتبه (المعرّب - ط) في ما تكلمت به العرب من الكلام الأعجمي، و (تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة - ط) و (أسماء خيل العرب وفرسانها - خ) و (شرح أدب الكاتب - ط) و (العروض) صنفه للمقتفي. قال ابن الجوزي: لقيت الشيخ أبا منصور الجواليقيّ، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقنا محققا، وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن.

-الاعلام للزركلي-