يحيى بن يحيى بن بكر أبي زكريا التميمي

أبي زكريا التميمي المنقري النيسأبيري

تاريخ الولادة142 هـ
تاريخ الوفاة226 هـ
العمر84 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • الحجاز - الحجاز
  • العراق - العراق
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • مصر - مصر

نبذة

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَالِمُ خُرَاسَانَ أبي زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ المِنْقَرِيُّ النَّيْسَأبيرِيُّ الحَافِظُ.

الترجمة

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَالِمُ خُرَاسَانَ أبي زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ المِنْقَرِيُّ النَّيْسَأبيرِيُّ الحَافِظُ.
كَتَبَ: بِبَلَدِهِ وَبَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ، وَالشَّامِ وَمِصْرَ.
لَقِيَ صِغَاراً مِنَ التَّابِعِيْنَ مِنْهُم كَثِيْرُ بنُ سُلَيْمٍ وَأَخَذَ عَنْهُ وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ وَمَالِكٍ وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَسُعَيْرِ بنِ الخِمْسِ، وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَالِ، وَعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَمُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ وَعَبْثَرِ بن القاسم، وأمم سواهم.
وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ القُشَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَابْنُهُ يَحْيَى حَيْكَانُ، وَزَكَرِيَّا بنُ دَاوُدَ الخَفَّافُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الجُرَشِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ التُّرْكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ بَشَّارٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ علي الذهلي وَدَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الصَّفَّارُ وَخَلاَئِقُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ قَالاَ: أَنْبَأَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القاسم القارىء، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَقِيْلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ بِهِ.
وُلِدَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ نَقَلَهُ: أبي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي عَنْ أَبِي الطَّيِّبِ المَكْفُوْفِ صَاحِبِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَلاَ أَحْسِبُ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أبي دَاوُدَ الخَفَّافُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَى يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِثْلَ نَفْسِهِ، وَمَا رَأَى النَّاسُ مِثْلَهُ. رَوَاهَا: أبي عثمان سعيد بن شاذان عنه.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى يَوْم مَاتَ، وَهُوَ إِمَامٌ لأَهْلِ الدُّنْيَا.
أبي العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدَشَ، وَكَانَ ثِقَةً سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: عَمَّنْ أَكْتُبُ؟ فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
قَالَ خُشْنَامُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى عِنْدِي إِمَاماً، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي نَفَقَةٌ لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ.
مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَخْرَمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي يَرْجِعُ فِي المُشْكِلاَتِ إِلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَيَقُوْلُ: هُوَ إِمَامٌ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ.
قَالَ أبي الطَّيِّبِ المَكْفُوْفُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَحَدٍ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْ:
يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَالفَضْلِ بنِ مُوْسَى وَيَحْيَى أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ يَحْيَى أَخرَجَ مِن عِلْمِهِ مَا كان ينبعي أَنْ يُخْرِجَه، وَأَمسَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُمْسِكَ عَنْهُ.
الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. ثُمَّ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إلَّا أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى شَيْءٌ آخَرُ.
قَالَ ابْنُ مَحْمِشَ: أَخْبَرَنَا أبي عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أبي أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَقَالَ: كَيْفَ قَالَ يَحْيَى؟ فَأَخبَرتُهُ فَضَرَبَ عَلَى حَدِيْثِهِ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا خَالَفَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
قَالَ أبي أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَكَانَ إِمَاماً وَقُدْوَةً وَنُوراً للإِسْلاَمِ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَقُوْلُوْنَ: لَوْ عَاشَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى سَنَتَيْنِ لَذَهَبَ حَدِيْثُهُ فَإِنَّهُ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ أَرْسَلَهُ هَذَا فِي بَدْءِ أَمرِهِ ثُمَّ صَارَ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ تَرَكَهُ ثُمَّ صَارَ يَضْرِبُ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ.
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَذكُرُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً، وَقَالَ: مَا أَخَرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَهُ كُنَّا نُسَمِّيهِ يَحْيَى الشَّكَّاكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَشُكُّ فِي الحَدِيْثِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ فَقُلْتُ: مَنْ أَدْرَكْتَ مِنَ المَشَايِخِ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا إِسْحَاقُ عَنْ مَشَايِخِهِ أَحَادِيْثَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَوْثَقُ مَنْ حَدَّثْتُكُمُ اليَوْمَ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الدَّارَابْجِرْدِيُّ: سمعت يحيى الحماني يقول: كُنَّا نَعُدُّ فُقَهَاءَ خُرَاسَانَ ثَلاَثَةً: عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ وَيَحْيَى بنَ يَحْيَى وَآخَرَ.
قَالَ أبي أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَتَوَقَّفَ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا يُخَالِفُ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
وَقَالَ أبي زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ، وَذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَأبيرِيَّ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِتْقَانِهِ أَمراً عَظِيْماً.

مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَذْرَةَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنَ عُثْمَانَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَزْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَأبيرِيَّ. فَكُنْتُ يَوْماً جَالِساً أَكتُبُ فَوَقَفَ عَلَيَّ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، مَعَهُ عَصَا وَرَكْوَةٌ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ هَذِهِ دَارُ أَبِي عَبْدِ اللهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: تُرَاهُ فِي البَيْتِ؟ قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَوَثَبتُ مَسْرُوْراً وَأَخبَرتُ أَبِي فَأَطرَقَ مَلِيّاً وَقَالَ: أَبْلِغْهُ مِنِّي السَّلاَمَ وَقُلْ: آتَاكَ اللهُ ثَوَابَ مَا نَوَيتَ. فَرَجَعتُ شِبْهَ الخَجِلِ فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ الله يَا بُنَيَّ وَمَضَى.
فَهَذِهِ حِكَايَةٌ بَاطِلَةٌ لَمْ يُتِمَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ وَإِنَّمَا طَلَبَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مَوْتِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَيْضاً فَمَا نَعْلَمُ أَنَّ يَحْيَى دَخَلَ بَغْدَادَ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ المَنْصُوْرِيَّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ يَقُوْلُ: أَرَادَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى الحَجَّ، فَاسْتَأْذَنَ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ فَقَالَ: أَنْتَ مِنَ الإِسْلاَمِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى فَلاَ آمَنُ أَنْ تُمْتَحَنَ فَتَصِيْرَ إِلَى مَكْرُوهٍ فَهَذَا الإِذْنُ وَهَذِهِ النَّصِيْحَةُ فَقَعَدَ.
وَبَلَغَنَا: أَنَّ يَحْيَى أَوْصَى بِثِيَابِ بَدَنِهِ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى أَحْمَدَ أَخَذَ مِنْهَا ثَوْباً وَاحِداً لِلْبَرَكَةِ، وَرَدَّ البَاقِي وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ تَفْصِيْلُ ثِيَابِهِ مِن زِيِّ بَلَدِنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: وَغَيْرُهُ مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ أبي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الفَرَّاءَ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى قَالَ: أَوْصَى أَبِي بِثِيَابِ جَسَدِهِ لأَحْمَدَ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فِي مِنْدِيْلٍ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِي ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً وَاحِداً وَرَدَّ البَاقِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: وَسَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ فِي رَمَضَانَ كَأَنَّ كِتَاباً أُدْلِيَ مِنَ السَّمَاءِ فَقِيْلَ لِي: هَذَا الكِتَابُ فِيْهِ اسْمُ مَنْ غُفِرَ لَهُ فَقُمْتُ فَتَصَفَّحْتُ فِيْهِ، فَإِذَا فِيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
قَالَ الحَاكِمُ: سمعت أبي: سمعت أبا عمور العَمْرَوِيَّ وَالِيَ البَلَدِ يَقُوْلُ: بَينَا أَنَا نَائِمٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى السَّطْحِ إِذْ رَأَيْتُ نُوراً يَسْطَعُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ قَبْرٍ فِي مَقْبَرَةِ الحُسَيْنِ كَأَنَّهُ مَنَارَةٌ بيضاء فدعوت بغلام لي رام. فَقُلْتُ: ارْمِ ذَاكَ القَبْرَ الَّذِي يَسْطَعُ مِنْهُ النُّوْرُ فَفَعَلَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ بَكَّرْتُ بِنَفْسِي فَإِذَا النَّشَّابَةُ فِي قَبْرِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِنْ مَوَالِي بَنِي مِنْقَرٍ كَانَ ثِقَةً، حَسَنَ الوَجْهِ طَوِيْلَ اللِّحْيَةِ خَيِّراً فَاضِلاً صَائِناً لِنَفْسِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً: يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَأبيرِيُّ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: ذَهَبْتُ يَوْماً أَحْكِي لِيَحْيَى بنِ يَحْيَى بَعْضَ كَلاَمِ الجَهْمِيَّةِ لأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ نَقْضاً عَلَيْهِم، وَفِي مَجْلِسِهِ يَوْمَئِذٍ حُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَرِيْشِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَأبي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ فِيْمَا أَحْسِبُ وَغَيْرُهُم مِنَ المَشَايِخِ. فَزَبَرَنِي يَحْيَى بِغَضَبٍ وَقَالَ: اسْكُتْ، وَأَنكَرَ عَلَى أُوْلَئِكَ اسْتَعِظَاماً أَنْ أَحْكِيَ كَلاَمَهُم وَإِنْكَاراً.
وَقَالَ نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا بِإِسْبِيْجَابَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: الذَّبُّ عَنِ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَقُلْتُ ليَحْيَى: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ، وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ وَيُجَاهِدُ فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ؟ قَالَ: نعم بكثير.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
وَقَالَ أبي العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ النَّبِيْلَ أَبَا الطَّيِّبِ المَكْفُوْفَ، وَقَدْ جَالَسَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ بن راهويه يوما: أصبح يحيى ابن يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ بِخُرَاسَانَ بَعْدَهُ مِثْلُهُ إلَّا إِسْحَاقُ، وَلاَ بَعْدَ إِسْحَاقَ مِثْلُ الذُّهْلِيِّ وَلاَ بَعْدَ الذُّهْلِيِّ كَمُسْلِمٍ وَلاَ بَعْدَ مُسْلِمٍ كَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ وَلاَ بَعْدَ ابْنِ نَصْرٍ كَابْنِ خُزَيْمَةَ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِيِّ.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايماز الذهبي

 

 

يحيى بن يحيى بن بكر التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي النَّيْسَابُورِي

روى عَن الحمادين وَمَالك وَاللَّيْث وَخلق
وَعنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَابْن رَاهَوَيْه والذهلي وَخلق
قَالَ أَحْمد مَا أخرجت خُرَاسَان بعد ابْن الْمُبَارك مثله
وَقَالَ ابْن رَاهَوَيْه يحيى بن يحيى أثبت من عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَمَا رَأَيْت مثل يحيى وَلَا رأى يحيى مثل نَفسه مَاتَ يَوْم مَاتَ وَهُوَ إِمَام لأهل الدُّنْيَا
مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.



 

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي كنيته أَبُو زَكَرِيَّا وَيُقَال مولى بني منقر من بني سعد النَّيْسَابُورِي مَاتَ فِي آخر صفر سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ كَانَ من سَادَات أهل زَمَانه علما ودينا وفضلا ونسكا وإتقانا
روى عَن أبي الْأَحْوَص فِي الْإِيمَان وَعباد بن عباد وَمَالك وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأبي مُعَاوِيَة وَمُعَاوِيَة بن سَلام وجعفر بن سُلَيْمَان وَيزِيد بن زُرَيْع وهشيم وعبد الرحمن بن مهْدي فِي الْوضُوء ووكيع وخَالِد بن عبد الله وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَاللَّيْث والدراوردي وَدَاوُد بن عبد الرحمن وَإِسْمَاعِيل بن علية وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَسليمَان بن منهال وَحَمَّاد بن زيد وَمُحَمّد بن مُسلم الطَّائِفِي وَحميد بن عبد الرحمن الرواسِي وَأبي عَلْقَمَة الْفَروِي عبد الله وَيحيى بن زَكَرِيَّا بن ابي زَائِدَة وَأبي عوَانَة وعبيد الله بن إياد بن لَقِيط وعبد الوارث بن سعيد وعبد العزيز بن أبي حَازِم وفضيل بن عِيَاض وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير فِي الصَّلَاة والرؤيا حِكَايَة وعبثر بن الْقَاسِم وعبد الله بن وهب فِي الصَّلَاة وعبد الله بن جَعْفَر الْمسور فِي الْجَنَائِز وَإِبْرَاهِيم بن سعد فِي الصَّوْم وَالْهِبَة وَغَيرهمَا وَأبي معشر الْبَراء فِي الصَّوْم وَهُوَ يُوسُف الْعَطَّار والمعتمر بن سُلَيْمَان فِي الْحَج وَأبي المحياه يحيى بن يعلى وَحَفْص بن غياث فِي الْحَج والمغيرة بن عبد الرحمن فِي الْحَج وَغَيره وَجَرِير بن عبد الحميد فِي الْحَج وَغَيره وَمُعَاوِيَة بن عمار فِي الْحَج وعبد العزيز بن الرّبيع بن سُبْرَة فِي النِّكَاح وَأبي ضَمرَة أنس بن عِيَاض فِي النِّكَاح وعبد الواحد بن زِيَاد فِي الْبيُوع وسليم بن أَخْضَر فِي الْوَصَايَا ويوسف بن الْمَاجشون فِي الْجِهَاد وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وحجاج بن مُحَمَّد فِي الْأَشْرِبَة وعبد الله بن نمير فِي اللبَاس وَالْأَدب وَأبي بكر بن شُعَيْب بن الْحجاب فِي إمَاطَة الْأَذَى والْحَارث بن عبيد أبي قدامَة فِي الْعلم ومُوسَى بن أعين فِي صفة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة.

رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.

 

أبو زكرياء يحيى بن يحيى بن بكير التميمي النيسابوري: الإِمام العالم العلامة المثبت الأمين الثقة قرأ على مالك الموطأ ولازمه، وروى عن الليث والحمادين وابن عيينة وغيرهم وعنه البخاري ومسلم وخرجا له في الصحيح وابن راهويه والذهبي وغيرهم. توفي سنة 226 هـ[840 م].

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف

 

 

 

النَّيْسَابُوري
(142 - 226 هـ = 759 - 840 م)
يحيى بن يحيى بن بكير بن عبد الرحمن، التميمي الحنظليّ، أبو زكريا، النيسابورىّ:
إمام في الحديث، ورع، ثقة. كان من سادات أهل زمانه علما ودينا ونسكا وإتقانا.
قال ابن حجر العسقلاني: طوَّل الحاكم ترجمته في تاريخه، وقسم الرواة عنه إلى خمس طبقات.
وقال ابن راهويه: مات وهو إمام الدنيا! .

-الاعلام للزركلي-