محمد بن محمد بن محمد بن أحمد أبي الفتح اليعمري

ابن سيد الناس

تاريخ الولادة671 هـ
تاريخ الوفاة734 هـ
العمر63 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • إشبيلية - الأندلس
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن سيد النَّاس ابْن أَبى الْوَلِيد بن مُنْذر بن عبد الْجَبَّار بن سُلَيْمَان أَبُو الْفَتْح فتح الدَّين اليعمري الإِمَام الْحَافِظ الْعَلامَة الأديب الْمَعْرُوف بِابْن سيد النَّاس ولد فِي ذي الْقعدَة سنة 671 إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَهُوَ من بَيت رياسة بإشبيلية وَكَانَ أَبوهُ قد قدم الديار المصرية وَمَعَهُ أُمَّهَات من الْكتب كمصنف ابْن أَبى أشته وَمُسْنَده ومصنف عبد الرَّزَّاق والمحلى والتمهيد والاستيعاب والاستذكار وتاريخ ابْن أَبى خَيْثَمَة ومسند الْبَزَّار

الترجمة

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى
ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن سيد النَّاس ابْن أَبى الْوَلِيد بن مُنْذر بن عبد الْجَبَّار بن سُلَيْمَان أَبُو الْفَتْح فتح الدَّين اليعمري الإِمَام الْحَافِظ الْعَلامَة الأديب الْمَعْرُوف بِابْن سيد النَّاس
ولد فِي ذي الْقعدَة سنة 671 إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَهُوَ من بَيت رياسة بإشبيلية وَكَانَ أَبوهُ قد قدم الديار المصرية وَمَعَهُ أُمَّهَات من الْكتب كمصنف ابْن أَبى أشته وَمُسْنَده ومصنف عبد الرَّزَّاق والمحلى والتمهيد والاستيعاب والاستذكار وتاريخ ابْن أَبى خَيْثَمَة ومسند الْبَزَّار وأحضره أَبوهُ فِي سنة

مولده على النجيب فَقبله وَأَجْلسهُ على فَخذه وكناه أَبَا الْفَتْح ثمَّ أحضرهُ فِي الرَّابِعَة على شمس الدَّين المقدسي وَسمع على القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن الْأنمَاطِي وَأكْثر عَن أَصْحَاب الكندي وَابْن طبرزذ ورحل إِلَى دمشق فَسمع من الصُّورِي وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ جمع جم من جِهَات مُخْتَلفَة ولازم ابْن دَقِيق الْعِيد وَتخرج بِهِ فِي أصُول الْفِقْه
قَالَ الذهبي وَلَعَلَّ مشيخته يقاربون الْألف وَنسخ بِخَطِّهِ وانتقى ولازم الشَّهَادَة مُدَّة وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق بساما صَاحب دعابة وَلعب صَدُوقًا حجَّة فِيمَا يَنْقُلهُ لَهُ بصر ناقد بالفن وخبرة بِالرِّجَالِ وَمَعْرِفَة الِاخْتِلَاف وَيَد طولى فِي علم اللِّسَان ومحاسنه جمة وَلَو أكب على الْعلم كَمَا يَنْبَغِي لشدت إِلَيْهِ الرحال وَقَالَ البرزالي كَانَ أحد الْأَعْيَان إتقانا وحفظا للْحَدِيث وتفهما فِي علله وَأَسَانِيده عَالما بصحيحه وسقيمه مستحضراً للسيرة
لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة حسن التصنيف صَحِيح العقيدة سريع الْقِرَاءَة جميل الْهَيْئَة كثير التَّوَاضُع طيب المجالسة خَفِيف الروح شئشظريف اللِّسَان لَهُ الشّعْر الرَّائِق والنثر الْفَائِق وَكَانَ محبا لطلبة الحَدِيث وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله وَقَالَ ابْن فضل الله كَانَ أحد أَعْلَام الْحفاظ وَإِمَام أهل البلاغة الواقفين بعكاظ بَحر مكثار وخبير فِي نقل الْآثَار انْتهى
وَله تصانيف مِنْهَا السِّيرَة النَّبَوِيَّة الْمَشْهُورَة الَّتِى انْتفع بهَا النَّاس من أهل عصره فَمن بعدهمْ وَشرع بشرح الترمذي كتب مِنْهُ مجلدا إِلَى أَوَائِل الصَّلَاة وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ الْحسن وَلَعَلَّ تِلْكَ النُّسْخَة الَّتِى وقفت عَلَيْهَا هى المسودة فَإِنَّهَا كَثِيرَة الضَّرْب والتصحيح وَهُوَ متمتع فِي جَمِيع مَا تكلم عَلَيْهِ من فن الحَدِيث وَغَيره مَعَ الْتِزَامه لإِخْرَاج الْأَحَادِيث الَّتِى يُشِير إِلَيْهَا الترمذي بقوله وَفِي الْبَاب عَن فلَان وَفُلَان الخ وَلما وقفت على الْجُزْء الذي من شرح الترمذي الذي يلي هَذَا الْجُزْء للزين العراقي بهرني ذَلِك ورأيته فَوق مَا شَرحه صَاحب التَّرْجَمَة بدرجات وَله بشرى الكئيب بِذكر الحبيب قصائد نبوية وَشَرحهَا فِي مُجَلد وَله منح الْمَدْح والمقامات الْعلية فِي الكرامات الجلية وَولى التدريس بمدارس وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس مَقْبُولًا عِنْدهم يعظمه كل أحد لاسيما أُمَرَاء مصر وأرباب رياستها قَالَ الصفدي وأقمت عِنْده بالظاهرية قَرِيبا من سنتَيْن فَكنت أرَاهُ يصلي كل صَلَاة مَرَّات كَثِيرَة فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ خطر إِلَى أَن أصلي كل صَلَاة مرَّتَيْنِ فَفعلت ثمَّ ثَلَاثًا فَفعلت وَسَهل علي ثمَّ أَرْبعا فَفعلت قَالَ واشك هَل قَالَ خمْسا انْتهى
وَهَذَا وَإِن كَانَ فِيهِ الاستكثار من الصَّلَاة الَّتِى هي خير مَوْضُوع وأجمل مَرْفُوع لَكِن الأولى أَن يتعود التَّنَفُّل بعد الْفَرَائِض على غير صفة الْفَرِيضَة فَإِن حَدِيث النهي عَن أَن تصلي صَلَاة فِي يَوْم مرَّتَيْنِ رُبمَا كَانَ شَامِلًا لمثل صُورَة صَلَاة صَاحب التَّرْجَمَة وَلَعَلَّه يَجعله خَاصّا بتكرير الْفَرِيضَة بنية الافتراض وَمن نظمه
(تمناها وَمَا عقد التمائم ... وشاب وحبها فِي الْقلب دَائِم)
(وطارحها الغرام بهَا فَقَالَت ... علمت فَقَالَ مَاذَا فعل عَالم)
وَمن قصائده القصيدة الَّتِى مطْلعهَا
(يَا بديع الْجمال سل من جمالك ... أَن يوافى عشاقه من وصالك)
وَمِنْه من أَبْيَات
(ظبى من التّرْك هضيم الحشا ... مهفهف الْقد رَشِيق القوام)ش
وَكَانَ مَوته فِي شعْبَان سنة 734 أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

 

 

فتح الدّين بن سيد النَّاس

الإِمَام الْعَلامَة الْمُحدث الْحَافِظ الأديب البارع أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن سيد النَّاس بن أبي الْوَلِيد بن مُنْذر بن عبد الْجَبَّار بن سُلَيْمَان الْيَعْمرِي الأندلسي الأَصْل الْمصْرِيّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة
وَسمع من غَازِي والعز وخلائق يقاربون الْألف ولازم ابْن دَقِيق الْعِيد وَتخرج عَلَيْهِ وَأعَاد عِنْده وَكَانَ يُحِبهُ ويثني عَلَيْهِ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْبَهَاء بن النّحاس وَكتب الْخط المغربي والمصري فأتقنهما
وَكَانَ أحد الْأَعْلَام الْحفاظ إِمَامًا فِي الحَدِيث ناقداً فِي الْفَنّ خَبِيرا بِالرِّجَالِ والعلل والأسانيد عَالما بِالصَّحِيحِ والسقيم لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة حسن التصنيف صَحِيح العقيدة أديبا شَاعِرًا فِي البلاغة ناظماً ناثراً مترسلاً ولي درس الحَدِيث بالظاهرية وَغَيرهَا
وصنف السِّيرَة الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى وَشرح التِّرْمِذِيّ لم يكمله فأتمه الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

 

محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، ابن سَيِّد الناس، اليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين:
مؤرخ، عالم بالأدب. من حفاظ الحديث، له شعر رقيق. أصله من إشبيلية، مولده ووفاته في القاهرة.
من تصانيفه (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير - ط) جزآن ومختصره (نور العيون - ط) و (بشرى اللبيب في ذكرى الحبيب - ط) قصيدة، و (تحصيل الإصابة في تفضيل الصحابة) و (النفح الشذي في شرح جامع الترمذي) لم يكمله، و (المقامات العلية في الكرامات الجلية - خ) وكانت بينه وبين الصلاح الصفدي مراسلات أدبية أوردها الصلاح في أكثر من 15صفحة من ألحان السواجع - خ. 

-الاعلام للزركلي-

 

 

 

محمد بنِ محمدِ بنِ محمدٍ، المعروفُ بابنِ سيد الناس، الإمامُ، العالمُ، الحافظُ، المحدِّثُ، فتحُ الدين، أبو الفتح اليعمريُّ.
سمع وقرأ، وارتحل وكتب، وحدث وأجاز، قال في "آثار الأدهار" كان إمامًا محدثًا حافظًا فصيحًا، وهو من بيت علم، أجاز له جماعة من الشيوخ، له كتاب: "المنقح الشذي في شرح الترمذي"، وكان ينظم الشعر، وله فيه حسنات، انتهى. ولد في سنة 671، وهو من بيت رئاسة بإشبيلية، قال الذهبي:

لعل مشيخته يقاربون الألف. قال الصلاح الكتبي: وكان عنده كتب كبار، وأمهات جيدة، وشعره رقيق، سهلُ التركيب، منسجمُ الألفاظ، عذبُ النظم بلا كلفة، ومن شعره:
عَهدي به والبينُ ليس يَروعُه ... صَبٌّ براهُ نُحولُه ودموعُه
لا تطلبوا في الحبِّ ثأرَ مُتَيَّمٍ ... فالموتُ من شرعِ الغرامِ شروعُه
عن ساكنِ الوادي سَقَتْه مدامعي ... حَدَّثْ حديثًا طابَ لي مسموعُه
أفد الذي عَنَتِ الوجوهُ لحبِّهِ ... إذ حلَّ معنى الحسن فيه جميعُه
البدرُ من كَلَفٍ بهِ كَلِفٌ به ... والغصنُ من عَطْفٍ عليه خضوعُه
أَهواهُ معسولَ المراشِفِ واللَّمى ... حلُو الحديثِ ظريفُه مطبوعُه
دارتْ رحيقُ لِحاظِه، فلنا بها ... سكرٌ يجلُّ عنِ المُدامِ صنيعُه
يَجْني فاضم (كذا في المطبوع.) عَتْبَهُ فإذا بَدَا ... فجمالُه مِمَّا جناهُ شفيعُه
انتهى.
قال البرزالي: كان أحدَ الأعيان إتقانًا وحِفظًا للحديث، وتفهمًا في عِلَله وأسانيده، عالمًا بصحيحه وسقيمه، مستحضرًا للسيرة، له الشعرُ الرائق، والنثرُ الفائق، وكان مُحِبًا لطلبة الحديث، ولم يخلف في مجموعه مثله، له تصانيف، منها: "السيرة النبوية" (طبعت السيرة باسم: "عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير"، في جزأين، ص 668، بالقاهرة 1356 هـ.)، و"شرح الترمذي".
قال الصفدي: أقمت عنده بالظاهرية قريبًا من سنتين، فكنت أراه يصلي كل صلاة مرات كثيرة، فسألته عن ذلك، فقال: خطر لي أن أصلي كل صلاة مرتين، ففعلت، ثم ثلاثًا، ففعلت، وسهل علي، ثم أربعًا ففعلت، قال: وأشك هل قال: خمسًا؟ انتهى.
قال الشوكاني: وهذا وإن كان فيه الاستكثار من الصلاة التي هي خير موضوع، وأجر مرفوع، ولكن الأولى أن يتعود النوافل بعد الفرائض على غير صفة الفريضة، فإن حديث النهي عن أن تصلَّى صلاة في يوم مرتين، ربما كان شاملا لمثل صورة صلاة صاحب الترجمة، ولعله يجعله خاصًا بتكرير الفريضة بنية الافتراض.
وكان موته في سنة 734، انتهى - رحمه الله تعالى -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

 

 مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن سيد النَّاس
الْحَافِظ الأديب فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْفَقِيه أبي عَمْرو بن الْحَافِظ أبي بكر الْيَعْمرِي الأندلسي الأشبيلي ثمَّ الْمصْرِيّ
أجَاز لَهُ النجيب الْحَرَّانِي وَحضر على الشَّيْخ شمس الدّين بن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ
وَسمع من قطب الدّين بن الْقُسْطَلَانِيّ وَمن غَازِي الحلاوي وَابْن خطيب المزة وَخلق

قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ كَانَ صَدُوقًا فِي الحَدِيث حجَّة فِيمَا يَنْقُلهُ لَهُ بصر نَافِذ بالفن وخبرة بِالرِّجَالِ وطبقاتهم وَمَعْرِفَة بالاختلاف
وَقَالَ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي كَانَ أحد الْأَعْيَان معرفَة وإتقانا وحفظا وضبطا للْحَدِيث وتفهما فِي علله وَأَسَانِيده عَالما بصحيحه وسقيمه مستحضرا للسيرة لَهُ حَظّ وافر من الْعَرَبيَّة وَله الشّعْر الرَّائِق والنثر الْفَائِق
وَقَالَ ابْن فضل الله فِي مسالك الْأَبْصَار أحد أَعْلَام الْحفاظ وَإِمَّا أهل الحَدِيث الواقفين فِيهِ بعكاظ الْبَحْر المكثار والحبر فِي نقل الْآثَار وَله أدب أسلس قيادا من الْغَمَام بأيدي الرِّيَاح وَأسلم مرَادا من الشَّمْس فِي ضمير الصَّباح
وَقَالَ الشَّيْخ صَلَاح الدّين الصَّفَدِي كَانَ حَافِظًا بارعا متوعلا هضبات الْأَدَب عَارِفًا متفننا بليغا فِي إنشائه ناظما ناثرا مترسلا لم يضم الزَّمَان مثله فِي أحشائه خطه أبهج من حدائق الأزهار وآنق من صفحات الخدود الْمُطَرز وردهَا بآس العذار
قلت مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة
وَكَانَ من بَيت رياسة وَعلم ولجده مُصَنف فِي منع بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد فِي مُجَلد ضخم يدل على علم عَظِيم
وصنف الشَّيْخ فتح الدّين كتابا فِي الْمَغَازِي وَالسير سَمَّاهُ عُيُون الْأَثر أحسن فِيهِ مَا شَاءَ

وَشرح من التِّرْمِذِيّ قِطْعَة وَله تصانيف أخر ونظم كثير
وَلما شغرت مشيخة الحَدِيث بالظاهرية بِالْقَاهِرَةِ وَليهَا الشَّيْخ الْوَالِد ودرس بهَا فسعى فِيهَا الشَّيْخ فتح الدّين وساعده نَائِب السلطنة إِذْ ذَاك ثمَّ لم يتجاسروا على الشَّيْخ فَأرْسل الشَّيْخ فتح الدّين إِلَى الشَّيْخ يَقُول لَهُ أَنْت تصلح لكل منصب فِي كل علم وَأَنا إِن لم يحصل لي تدريس حَدِيث فَفِي أَي علم يحصل لي التدريس فرق عَلَيْهِ الْوَالِد وَتركهَا لَهُ فاستمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي حادي عشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
وَمن شعره
(يَا كاتم الشوق إِن الدمع مبديه ... حَتَّى يُعِيد زمَان الْوَصْل مبديه)
(أصبو إِلَى البان بَانَتْ عَنهُ هاجرتي ... تعللا بليالي وَصلهَا فِيهِ)
(عصر مضى وجلابيب الصِّبَا قشب ... لم يبْق من طيبه إِلَّا تمنيه)
(لَو دَامَ عهد اللوى لم تلو ماطلتي ... دينا تقضى زماني فِي تقاضيه)
وَمِنْه
(عهدي بِهِ والبين لَيْسَ يروعه ... صب براه نحوله ودموعه)

 (لَا تَطْلُبُوا فِي الْحبّ ثأر متيم ... فالموت من شرع الغرام شُرُوعه)
(عَن سَاكن الْوَادي سقته مدامعي ... حدث حَدِيثا طَابَ لي مسموعه)
(أفدي الَّذِي عنت البدور لوجهه ... إِذْ حل معنى الْحسن فِيهِ جَمِيعه)
(الْبَدْر من كلف بِهِ كلب بِهِ ... والغصن من عطف عَلَيْهِ خضوعه)
(لله معسول المراشف واللمى ... حُلْو الحَدِيث ظريفه مطبوعه)
(دارت رحيق سلافه فلنا بهَا ... سكر يجل عَن المدام صَنِيعه)
(يجني فأضمر عَتبه فَإِذا بدا ... فجماله مِمَّا جناه شفيعه)
وَمِنْه
(قضى وَلم يقْض من أحبابه أربا ... صب إِذا مر خفاق النسيم صبا)
(رَاض بِمَا صنعت أَيدي الغرام بِهِ ... فحسبه الْحبّ مَا أعْطى وَمَا سلبا)
(مَا مَاتَ من مَاتَ فِي أحبابه كلفا ... وَلَا قضى بل قضى الْحق الَّذِي وجبا)
(فالسحب تبكيه بل تسقيه هامية ... وَكَيف تبْكي محبا نَالَ مَا طلبا)

 (والغصن نشوان يثنيه الغرام بِهِ ... كَأَنَّهُ منحميا وجده شربا)
(وطوقت جيدها الورقاء واختضبت ... لَهُ وغنت على أعوادها طَربا)
(ومالت الدوحة الْغناء راقصة ... تصبو وتنثر من أوراقها ذَهَبا)
(وَالرَّوْض حمل أنفاس النسيم شذا ... أزهاره راجيا من قربه سَببا)
(فرقاه الْورْد فاستغى بِهِ وثنى ... عطفا عَلَيْهِ وَمن رَجَعَ الْجَواب أَبى)
(ففارقت روضها الأزهار واتخذت ... نَحْو الرَّسُول سَبِيلا وابتغت سربا)
مِنْهَا
(لَو لم يكن بابلي الرِّيق مبسمه ... لما اكتسى ثغره من دره حببا)
(للأقحوانة مِمَّا فِيهِ منظرها ... وَلم تنَلْ مثله عرفا وَلَا ضربا)
(والبرق يخْفق لما شام بارقه ... فالمزن تبْكي لَهُ إِذْ أعوز الشنبا)
(من لي وللكبد الحرى وللمقلة العبرى ... استهلت وسحت دمعها سحبا)
(وَمن لمضنى إِذا لج السقام بِهِ ... وَالْحب لم يلق إِلَّا روحه سلبا)

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي