يعقوب بن إسحاق السكيت أبي يوسف
ابن السكيت
تاريخ الولادة | 186 هـ |
تاريخ الوفاة | 243 هـ |
العمر | 57 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
يعقوب بن إسحاق السكيت
ذكر محمد بن الفرج، قال: كان يعقوب يؤدب مع أبيه بمدينة السلام في درب القنطرة صبيان العامة، حتى احتاج إلى الكسب، فجعل يتعلم النحو. وكان أبوه رجلاً صالحاً، وكان من أصحاب الكسائي، حسن المعرفة بالعربية؛ وكان يقول: أنا أعلم من أبي بالنحو، وأبي أعلم مني بالشعر واللغة.
وحكي عن أبيه أنه حج وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، وسأل الله تعالى أن يعلم ابنه النحو، قال: فتعلم النحو واللغة، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة، فأجروا في كل دفعة دراهم وأكثر؛ حتى اختلف إلى بشر وإبراهيم ابني هارون - أخوين كان يكتبان لمحمد بن طاهر - فما زال يختلف إليهما وإلى أولادهما دهراً، واحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلم ولده، وجعل ولده في حجر إبراهيم، وقطع ليعقوب خمسمائة درهم، ثم جعلهما ألف درهم، وكان يعقوب قد خرج قبل ذلك إلى سر من رأى في أيام المتوكل [فصيره عبد الله بن يحيى بن خاقان عند المتوكل] ، فضم إليه ولده وأنسى له الرزق.
قال الحسين بن عبد المجيب: سمعت يعقوب بن السكيت في مجلس أبي بكر بن أبي شيبة يقول:
ومن الناس من يحبك حبا ... ظاهر الحب ليس بالتقصير
فإذا ما سألته نصف فلس ... الحق الحب باللطيف الخبير
وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: ما رأيت للبغدادين كتاباً خيراً من كتاب يعقوب بن السكيت في المنطق.
وتوفي يعقوب سنة ثلاث وأربعين ومائتين - وكان ذلك في خلافة المتوكل.
وقيل: إنه قتله المتوكل، وذلك أنه أمره المتوكل بشتم رجل من قريش فلم يفعل، وأمر القرشي أن ينال منه، فأجابه يعقوب، فلما أن أجابه قال له المتوكل: أمرتك أن تفعل فلم تفعل، فلما شتمك فعلت! وأمر بضربه، فحمل من عنده صريعاً مقتولاً، ووجه المتوكل من الغد إلى بني يعقوب عشرة آلاف درهم دية.
- يَعْقُوب بن إِسْحَاق السّكيت
روى عَن الْأَصْمَعِي، وَأبي عُبَيْدَة، وَالْفراء، وَغَيرهم من أهل اللُّغَة.
وَكتبه جَيِّدَة صَحِيحَة نافعة، مِنْهَا: " إصْلَاح الْمنطق "، وَكتاب " الْأَلْفَاظ "، و " كتاب فِي مَعَاني الشّعْر "، و " كتاب الْقلب والإبدال ".
وَلم يكن لَهُ نَفاذ فِي علم النَّحْو.
فَكَانَ يمِيل فِي رَأْيه واعتقاده، إِلَى مَذْهَب من يرى تَقْدِيم أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام.
قَالَ أَحْمد بن عبيد: شاورني فِي منادمة المتَوَكل، فنهيته، فَحمل قولي على الْحَسَد، وَأجَاب إِلَى مَا دُعي إِلَيْهِ.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْد المتَوَكل جَاءَ المعتز والمؤيد فَقَالَ: يَا يَعْقُوب، أَيّمَا أحب إِلَيْك ابناي هَذَانِ، أم الْحسن وَالْحُسَيْن؟ فغضَّ من ابنيه، وَذكر من الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام مَا هما أَهله.
فَأمر الأتراك فداسوا بَطْنه، فحُمل إِلَى دَاره، فَمَاتَ بعد غَد ذَلِك الْيَوْم.
وَكَانَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
وَيُقَال: سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَفِي هَذِه السّنة مَاتَ عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ.
وَقَالَ عبد الله بن عبد الْعَزِيز - وَكَانَ نهى يَعْقُوب عَن الاتَّصالِ بالمتوكل - فَذكره:
نَهَيْتُك يَا يعقوبُ عَن قُرْبِ شَادِنٍ ... إِذا مَا سَطَا أرْبَى علَى كُلِّ ضَيْغَمِ
فذُقْ واحْسُ مَا اسْتَحْسَيْتَه لَا أَقُول إِذْ ... عَثرْتَ لَعاً بلْ لِلْيَدَيْنِ ولِلْفَمِ
تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري
- ابن السِّكِّيت :
شَيْخُ العَرَبِيَّةِ, أبي يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ السِّكِّيْتِ البَغْدَادِيُّ النَّحْوِيُّ المُؤَدِّبُ مُؤلِفُ كِتَابِ "إصْلاَحِ المَنْطِقِ", دَيِّنٌ خَيِّرٌ, حُجَّةٌ فِي العَرَبِيَّةِ.
أَخَذَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ أبي عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ المُفَسِّرُ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ أبيهُ مُؤَدِّباً، فَتَعَلَّمَ يَعْقُوْبُ، وَبَرَعَ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَدَّبَ أَوْلاَدَ الأَمِيْرِ؛ محمد بن عبد الله بن طاهر, ثم ارْتَفَعَ مَحَلُّهُ، وَأَدَّبَ وَلَدَ المُتَوَكِّلِ.
وَلَهُ مِنَ التصانيف نحو من عشرين كتابًا.
رَوَى أبي عُمَرَ، عَنْ ثَعَلبٍ, قَالَ: مَا عَرَفْنَا لاِبْنِ السِّكِّيْتِ خَرْبَةٌ قَطُّ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَدَّبَ مَعَ أَبِيْهِ الصِّبْيَانَ.
وَرَوَى، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، وأبي عبيدة، والفراء، وكتبه صحيحة نافعة.
قَالَ ثَعْلَبٌ: لَمْ يَكُنْ لَهُ نَفَاذٌ فِي النَّحْوِ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ: شَاوَرَنِي يَعْقُوْبُ فِي مُنَادَمَةِ المُتَوَكِّلِ، فَنَهَيْتُهُ، فَحَمَلَ قَوْلِي عَلَى الحَسَدِ، وَلَمْ يَنْتَهِ.
وَقِيْلَ: كَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي اللُّغَةِ، وَأَمَّا التَّصْرِيْفُ، فَقَدْ سَأَلَهُ المَازِنِيُّ عَنْ وَزْنِ "نَكْتَلْ"، فَقَالَ: "نَفْعَل", فَرَدَّهُ. فَقَالَ: "نَفْتَعِل". فَقَالَ: أَتَكُوْنُ أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ وَزْنُهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ? فَوَقَفَ يَعْقُوْبُ، فَبَيَّنَ المَازِنِيُّ أَنَّ وَزْنَهُ "نَفْتَلُ". فَقَالَ الوَزِيْرُ ابْنُ الزَّيَّاتِ: تَأْخُذُ كُلَّ شَهْرٍ أَلفَيْنِ، وَلاَ تَدْرِي مَا وَزْنُ "نَكْتَل"? فَلَمَّا خَرَجَا, قَالَ ابْنُ السِّكِّيْتُ لِلْمَازِنِيِّ: هَلْ تَدْرِي مَا صَنَعْتَ بِي? فَاعْتَذَرَ.
وَلابْنِ السِّكِّيْتِ شِعْرٌ جَيِّدٌ.
وَيُرْوَى أَنَّ المُتَوَكِّلَ نَظَرَ إِلَى ابْنَيْهِ؛ المُعْتَزِّ وَالمُؤَيِّدِ، فَقَالَ لاِبْنِ السِّكِّيْتِ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ: هُمَا, أَوِ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ? فَقَالَ: بَلْ قَنْبَر. فَأَمَرَ الأَتْرَاكَ فَدَاسُوا بَطْنَهُ، فَمَاتَ بَعْدَ يَوْمٍ.
وَقِيْلَ: حُمِلَ مَيْتاً فِي بِسَاطٍ. وَكَانَ فِي المُتَوَكِّلِ نَصْبٌ, نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيْتِ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ: قَدْ عَرَضْتُ حَاجَةً إِلَيْكَ، فَإِنْ نَجَحَتْ، فَالفَانِي مِنْهَا حَظِّيَ، وَالبَاقِي حَظُّكَ، وَإِنْ تَعَذَّرَتْ فَالخَيْرُ مَظنُوْنٌ بِكَ، وَالعُذْرُ مُقَدَّمٌ لَكَ، وَالسَّلاَمُ.
قَالَ ثَعْلَبٌ: أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ أَعْلَمَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيْتِ، وَكَانَ المُتَوَكِّلُ قَدْ أَلْزَمَهُ تَأْدِيْبَ وَلَدِهِ المُعْتَزِّ، فَلَمَّا حَضَرَ, قَالَ لَهُ ابْنُ السِّكِّيْتِ: بِمَ تُحِبُّ أَنْ تَبْدَأَ? قَالَ: بِالانْصِرَافِ. قَالَ: فَأَقُوْمُ. قَالَ المُعْتَزُّ: فَأَنَا أَخَفُّ مِنْكَ، وَبَادَرَ، فعثر، فسقط، وَخَجِلَ. فَقَالَ يَعْقُوْبُ:
يَمُوْتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ ... وَلَيْسَ يَمُوْتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ
فَعَثْرَتُهُ بِالقَوْلِ تُذْهِبُ رَأْسَهُ ... وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى مَهْلِ
قِيْلَ: كِتَابُ "إصْلاَحِ المَنْطِقِ" كِتَابٌ بِلاَ خُطْبَةٍ، وَكِتَابُ "أَدَبِ الكَاتِبِ" خُطْبَةٌ بِلاَ كِتَابٍ.
قَالَ أبي سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ ثَعْلَباً يَقُوْلُ: عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي اللُّغَةِ. وَكَانَ يَقُوْلُ قَرِيْباً مِنْ ذَلِكَ فِي ابْنِ السِّكِّيْتِ.
قُلْتُ: "إصْلاَحُ المنطق" كِتَابٌ نَفِيْسٌ مَشْكُوْرٌ فِي اللُّغَةِ.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
يعقوب بن اسحاق بن السكيت، أبي يوسف البغدادي النحوي شيخ العربية. ولد سنة (186ه). روى عن الأصمعي وأبي عبيدة و غيرهما. وحكى عنه أحمد بن فرح المقرئ ومحمد بن عجلان الإخباري وغيرهما، وقال أبي العباس المبرد: ما رأيت للبغداديين كتاباً أحسن من كتاب ابن السكيت في المنطق.(ت: 244ه).
ينظر: وفيات الاعيان لابن خلكان: 6/395،396. وسير اعلام النبلاء للذهبي: 12/16.
ابن السِّكِّيت
(186 - 244 هـ = 802 - 858 م)
يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف، ابن السكيت:
إمام في اللغة والأدب. أصله من خوزستان (بين البصرة وفارس) تعلم ببغداد. واتصل بالمتوكل العباسي، فعهد إليه بتأديب أولاده، وجعله في عداد ندمائه، ثم قتله، لسبب مجهول، قيل: سأله عن ابنيه المعتز والمؤيد: أهما أحب إليه أم الحسن والحسين؟ فقال ابن السكيت: والله إن قنبرا خادم عليّ خير منك ومن ابنيك! فأمر الأتراك فداسوا بطنه، أو سلوا لسانه، وحمل إلى داره فمات (ببغداد) .
من كتبه " إصلاح المنطق - ط " قال المبرد: ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن منه، و " الألفاظ - ط " و " الأضداد - ط " و " القلب والإبدال - ط " و " شرح ديوان عروة ابن الورد - ط " و " شرح ديوان قيس ابن الخطيم - ط " و " الأجناس " و " سرقات الشعراء " و " الحشرات " و " الأمثال " و " شرح شعر الأخطل " و " تفسير شعر أبي نواس " نحو ثمانمائة ورقة، و " شرح شعر الأعشى " و " شرح شعر زهير " و " شرح شعر عمر بن أبي ربيعة " و " شرح المعلقات " و " غريب القرآن " و " النبات والشجر " و " النوادر " و " الوحوش " و "
معاني الشعر " صغير وكبير .
-الاعلام للزركلي-