يحيى بن يعمر البصري- ت 90
أحد أئمة التابعين، الإمام الكبير، قاضي مرو، وشيخ القراء والنحاة، وأحد أوعية العلم. أخذ القراءة عرضا عن «ابن عمر، وابن عباس» رضي الله عنهما.
و «أبي الأسود الدؤلي».
وقرأ عليه عدد كبير منهم: «عبد الله بن أبي إسحاق، وأبي عمرو بن العلاء» البصري أحد القراء السبعة المشهورين، ولا زالت قراءة «أبي عمرو» يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال «البخاري» في تاريخه: حدثنا «حميد بن الوليد» عن «هارون بن موسى» قال: أول من نقط المصاحف «يحيى بن يعمر».
قال «الذهبي»: حدث «يحيى بن يعمر» عن «أبي ذر الغفاري، وعمّار ابن ياسر» مرسلا، وعن «عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر» وعن غيرهم.
وحدث عن «يحيى بن يعمر» الكثيرون، منهم: «قتادة، وعطاء الخراساني، وسليمان التيمي، ويحيى بن عقيل»، وغيرهم.
توفي «يحيى بن يعمر» قبل التسعين من الهجرة، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله «يحيى بن يعمر» رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
يحيى بن يعمر الْبَصْرِيّ أَبُو سُلَيْمَان أَو أَبُو سعيد أَو أَبُو عدي
قَاضِي مرو أول من نقط الْمَصَاحِف
قَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر فصحاء النَّاس ثَلَاثَة مُوسَى بن طَلْحَة وَيحيى ابْن يعمر وَقبيصَة بن جَابر
وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ من فصحاء أهل زَمَانه وَأَكْثَرهم علما باللغة مَعَ الْوَرع الشَّديد
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
ع: يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ الْعَدْوَانِيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَدِيٍّ، [الوفاة: 91 - 100 ه]
قَاضِي مَرْوَ أَيَّامَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ [ص:1187]
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وأبي الأسود الديلي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ عُقَيْلٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمُصْحَفَ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُصَحَاءِ، أَخَذَ الْعَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ قد نفاه، فقبله قتيبة، وولاه القضاء بخراسان، فكان إذا انتقل من بلدٍ إلى بلد استخلف على القضاء بها. ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف.
وقال الداني: روى عنه القراءة عرضا عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو بن العلاء.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فُطَيْمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: فِي الْقُرْآنِ لحنٌ سَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ قَبْلَ التِّسْعِينَ.
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام - لشمس الدين أبو عبد الله بن قَايْماز الذهبي.
يحيى بن يعمر من بني عَوْف بن بكر بن يشْكر بن عدوان الْبَصْرِيّ كنيته أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو سُلَيْمَان كَانَ على قَضَاء مرو ولاه قُتَيْبَة بن مُسلم
روى عَن ابْن عمر فِي الْإِيمَان وَأبي الْأسود الديلِي فِي الصَّلَاة وَالْقدر وَابْن عَبَّاس فِي الدُّعَاء
روى عَنهُ عبد الله بن بُرَيْدَة وَيحيى بن عقيل فِي الصَّلَاة.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.
يحيى بن يعمر العدواني
روى عنه قتادة، وكان من الفصحاء، وكان قد ولاه يزيد بن المهلب القضاء بخراسان، فقال له يوماً: هل تشرب النبيذ؟ فقال: ما أدعه في صباحي ومسائي، فقال له: أنت ونبيذك؛ وعزله عن القضاء.
ويروى أن الحجاج بن يوسف قال له: أتجدني ألحن؟ فقال: الأمير أفصح من ذلك، فقال: عزمت عليك لتخبرني! فقال: يحيى: نعم! فقال له: في أي شيء؟ فقال: في كتاب الله تعالى؛ فقال: ذلك أشنع؛ ففي أي شيء من كتاب الله تعالى؟ قال: قرأت] قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم [فرفعت "أحبُّ" وهو منصوب، فقال له الحجاج: طول لحيتك أوقعك - وكان طويل اللحية - فقال له رجل ممن حضر: أيها الأمير، حدثني كعب الأحبار أنه مكتوب في بعض الكتب أن اللحية مخرجها من الدماغ، فمن تفرط لحيته في طولها يخف دماغه، ومن خف دماغه قل عقله، ومن قل عقله كان أحمق، والأحمق لا يسمع عنه؛ فقال الحجاج [ليحيى] : لا تساكني ببلد أنا فيه؛ ونفاه إلى خراسان وبها يزيد بن المهلب؛ فكان عنده.
قال محمد بن سلام: أخبرني أبي أن يزيد بن المهلب، كتب إلى الحجاج: إنا لقينا العدو، ففعلنا وفعلنا، واضطررناه إلى عرعرة الجبل؛ فقال الحجاج: ما لابن المهلب وهذا الكلام! فقيل له: إن يحيى بن يعمر عنده، فقال: ذاك إذن! وكان يستعمل الغريب من كلامه، فمن ذلك أنه قال لرجل خاصمته امرأته: أأن سألتك ثمن شكرها وسرك، أنشأت تمطلها وتضهلها!.
الشكر والسر: النكاح. ويروى: "وشبرك" والشبر: العطاء. وخاصم رجل رجلاً في غلام، فقال: باعني غلاماً أبّاقاً، فقال له يحيى: ألا قلت: أبوقاً! ومات يحيى بن يعمر بخراسان سنة تسع وعشرين ومائة، في أيام مروان بن محمد.
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.
يحيى بن يعمر
لَهُ كَلَام مَحْفُوظ ينْسب فِيهِ إِلَى التَّقعُّرِ.
ونفاه الْحجَّاج، فاستكتبه يزِيد بن الْمُهلب بخراسان، فَكتب عَنهُ كتابا إِلَى الْحجَّاج، فَقَالَ فِيهِ يصف عسكراً لقِيه يزِيد: واضطررناهم إِلَى عراعر الْجبَال، وأهضام الْغِيطَان، وأثناء الْأَنْهَار.
فَقَالَ الْحجَّاج، لما وقف على هَذَا الْفَصْل من الْكتاب: مَا لَا بن الْمُهلب وَلها الْكَلَام! حسداً لَهُ.
فَقيل: إنَّ ابْن يعمر هُنَاكَ.
فَقَالَ: ذَاك إِذا.
وَيُقَال: إِن نصر بن عَاصِم اللَّيْثِيّ أَخذ عَن يحيى.
وَتُوفِّي يحيى بن يعمر سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة.
تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري.
ومن أخبار يحيى بن يعمر العدواني
كان من بني عدوان وعداده في بني ليث؛ روى عن ابن عباس وابن عمر وابن مسعود وعائشة، روى عنه قتادة وإسحاق بن سويد وغيرهما من العلماء، وهو من أهل البصرة. - قال عبد الملك بن عمير: أدركت فصحاء العرب ثلاثة: قبيصة بن جابر الأسدي وموسى بن طلحة ويحيى بن يعمر. وقيل: هو أول من نقط المصاحف.
قال له الحجاج: أين ولدت؟ قال: بالأهواز. قال: فمن أين لك هذه الفصاحة؟ قال: كان أبي نشأ بتَّوج فأخذت عنه. - وكان الحجاج قد استدعاه من خراسان بسبب كتاب كتبه عن يزيد بن المهلب اعجبته فصاحته فيه، ثم قال له: أسمعتني ألحن؟ قال: نعم، إنك تقصر الممدود وتمد المقصور. - وقيل: تجعل مكان أن إن - فرده إلى خراسان. - وقيل: إنه قال له: يايحيى، أنت الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله ﷺ! قال: فقلت: إن آمنتني تكلمت. قال: فأنت آمن، والله لتخرجن من ذلك أو لألقين الأكثر منك شعرا! فقلت: نعم، أقرأ ذلك في كتاب الله ﷻ أن الله يقول، وقوله الحق: (ووهبنا لهُ إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمن وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌ من الصالحين) . وعيسى كلمة الله وروحه، ألقاها إلى العذراء البتول، نسبه الله ﷻ إلى إبراهيم عليه السلام، فجعله من ذرية إبراهيم. قال: مادعاك إلى نشر هذا ذكره؟ قلت: ماأستوجب الله به على العلماء في علمهم، ليبيننه للناس ولايكتمونه. قال: لاتعودن لذكر هذا ونشره! ثم كتب إلى قتيبة: إذا جاءك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك، والسلام.
سأل يزيد بن المهلب يحيى بن يعمر: هل تشرب النبيذ؟ فقال: ما أدعه صباحي ولامسائي ولافيما بينهما! فقال له: أنت مشغول بنبيذك! وعزله.
فمرّ به الفرزدق ذات يوم، فتعبث به يحيى وذكر بعض شعره، وكان يحيى أعلم أهل زمانه بالنحو، فقال له الفرزدق: مرة عند الحجاج تلحنه، ومرة تخبر يزيد بن المهلب بشربك النبيذ، ومرة تتعرض للفرزدق، وما أتى هذا كله إلا من طول لحيتك! فقال يحيى: ياأبا فراس، لو صلح أن نقطع منها مايزيد في لحيتك فعلنا! فقال الفرزدق: ياأحمق، لو أن هذا يكون لما تركك كواسج قومك وعليك منه شئ! فقال: مازحناك، ياأبافراس! قال: نحن جاددناك! إن شئت فزد حتى نزيد.
مات يحيى رحمه الله في سنة ثلاث وثمانين.
من كتاب نور القبس - أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود اليغموري (ت 673هـ)