عبد الرحيم بن إبراهيم بن حجاج الأبناسي

تاريخ الولادة829 هـ
تاريخ الوفاة891 هـ
العمر62 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن حجاج بن مُحرز الدّين بن الْبُرْهَان الابناسي القاهري الشَّافِعِي / جارنا وسبط النُّور على بن مِصْبَاح الْآتِي والماضي أَبوهُ، ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَالْبَعْض من غَيرهَا، وَعرض على شَيخنَا وَابْن الديري والبساطي وَابْن الْهمام فِي آخَرين وتدرب فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة بخاله الشَّمْس مُحَمَّد وبفقيهه الزين أبي بكر الشنواني

الترجمة

عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن حجاج بن مُحرز الدّين بن الْبُرْهَان الابناسي القاهري الشَّافِعِي / جارنا وسبط النُّور على بن مِصْبَاح الْآتِي والماضي أَبوهُ، ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَالْبَعْض من غَيرهَا، وَعرض على شَيخنَا وَابْن الديري والبساطي وَابْن الْهمام فِي آخَرين وتدرب فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة بخاله الشَّمْس مُحَمَّد وبفقيهه الزين أبي بكر الشنواني الآتيين فَلَمَّا ترعرع أقبل على الِاشْتِغَال فَكَانَ أول من أَخذ عَنهُ الْفِقْه القاياتي والونائي والبرهان بن خضر والمحلي والْعَلَاء القلقشندي وَأكْثر فِيهِ عَن البُلْقِينِيّ والمناوي وَبِهِمَا انْتفع فِيهِ وَأخذ فِي الْأُصُول عَن الشَّمْس الشرواني والونائي وَالثَّلَاثَة بعده وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الأبدي وَالشَّمْس وَكَذَا عَن الونائي والمحلي ومعظم انتفاعه فِي طريقتي ابْن الْحَاجِب وَابْن مَالك فِيهَا مَعَ التصريف والجدل والمعاني وَالْبَيَان والمنطق بالتقي الحصني لَازمه فِيهَا كثيرا بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَته إِلَى سُورَة يُونُس وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والمنطق عَن الشرواني وَفِي الْهَيْئَة والهندسة وَغَيرهمَا عَن الكافياجي والفرائض والحساب بنوعيه مَعَ الْجَبْر والمقابلة عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الأبدي أَو غَيره ولازم القاياتي فِي سَماع مُسلم وَأبي دَاوُد وَغَيرهمَا وَشَيخنَا فَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وَمن ذَلِك فِي شرح النخبة وَكتب عَنهُ فِي الاملاء من سنة سِتّ وَأَرْبَعين بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَذَا قَرَأَ فِي الْمَتْن على ابْن خضر وَسمع بِقِرَاءَتِي على شُيُوخ جُزْء الْأنْصَارِيّ بالصالحية وَختم الشفا وَجَمِيع الشَّمَائِل يَوْم عَرَفَة وبقراءة غَيْرِي مجَالِس من البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا هُوَ مُبين فِي ثبتي، وتلا لِابْنِ كثير مُلَفقًا على النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَابْن أَسد وَسمع عَلَيْهِمَا فِي غَيرهَا من الرِّوَايَات، وَأخذ فِي الْقرَاءَات عَن النُّور بن يفتح الله حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة تسع وَخمسين بل قَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَصَحب الزين مَدين ثمَّ ابْن أُخْته بل كَانَ هُوَ القارىء لتائية ابْن الفارض على أبي الصَّفَا بن أبي الوفا، وبسبب ذَلِك كَانَت كائنة انجر فِيهَا الْكَلَام إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه من الاتحادية بَان فِيهَا المزلزل من المكين كَمَا شرحته فِي مَحَله ودأب فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا حَتَّى تقدم وَصَارَ أحد الأماثل وتصدى للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَلزِمَ الانجماع بِمَنْزِلَة مَعَ التقلل وَالْكَرم والاعراض عَن مزاحمة الْفُقَهَاء حَتَّى أَنه ترك طلبا كَانَ باسمه فِي الاشرفية الْقَدِيمَة وَآخر فِي الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ وَنَحْو ذَلِك وتقنع برزيقات من قبل وَالِده، كل ذَلِك مَعَ صِحَة العقيدة وَلَكِن مَشْيه فِي الْخَوْض فِي تَقْرِير كَلَام هَؤُلَاءِ واخراجه عَن ظَاهره بِبَعِيد التَّأْوِيل إِلَى أَن صَار مرجعا لهَذِهِ الطَّائِفَة ومحط رحال كثير مِنْهُم طرق من لم يخالطه لنسبته لَهُم، وَكنت مِمَّن نصحه مرّة بعد أُخْرَى فَمَا أَفَادَ مَعَ اعترافه لي بِتَحْرِيم توالي ارْتِكَاب الالفاظ الَّتِي ظَاهرهَا مستقبح وَلما حج شَيْخه التقي الحصني فِي سنة سِتّ وَسبعين اسْتَخْلَفَهُ فِي تدريس الشَّافِعِي فِي ذِي الْقعدَة فدرس يَوْمَيْنِ حمد عمله فيهمَا وَتكلم لَهُ بعده فِي تَقْرِيره فِيهِ فَمَا تيَسّر وَكَذَا نَاب فِي التدريس بالحسنية والابناسية وَغَيرهمَا وَعرض عَلَيْهِ الزين بن مزهر تدريس التَّفْسِير بمدرسته فَمَا أذعن لكَلَام بلغه عَن بعض السُّفَهَاء فِي حَقه وَقصد بالاستفتاء فِي عدَّة وقائع فَأجَاب، وَكَذَا لَهُ حواش وتقاييد مفيدة وَكَلَام على حَدِيث الاعمال بِالنِّيَّاتِ بل رُبمَا نظم وبالنثر ألم وَبِالْجُمْلَةِ فمادته فِي التَّحْقِيق متوجهة وفاهمته أَجود من حافظته وعباره غير مُطلقَة بتقريره ومحادثته مَعَ رغبته فِي مساعدة من يَقْصِدهُ وتعبه بِسَبَب ذَلِك وَشدَّة تعصب وَكَثْرَة تقلب يُؤَدِّي إِلَيْهِ غَلَبَة سَلامَة الْفطْرَة وَقد أقبل على الذّكر والتوجه ومطالعة كَلَام الْقَوْم وزيارة الصَّالِحين وانتمى إِلَيْهِ شخص ينْسب للشرف من أَعْيَان بلقس فارتفق بِهِ كثيرا، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ موسميا، وَكَانَ متزوجا بحفيدة للبساطي ودامت مَعَه دهرا وَهِي صابرة زَائِدَة الطواعية لَهُ ثمَّ صَارَت تتخيل وتتوهم اتِّصَاله بغَيْرهَا من غير حَقِيقَة لذَلِك بِحَيْثُ كثر تضرره من إفحاشها فِي الْعشْرَة مَعَه وتكرر طَلَاقه لَهَا ثمَّ تعوذ حَتَّى مَاتَت بعد حَجهَا مَعَه وَلم ينصف فِي تركتهَا من جِهَة أخويها لعدم مشاحته ومزيد مسامحته بل مَا حصل لَهُ كَبِير أَمر مَعَ كثرته بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَعقد على ابْنة ابْن الشَّيْخ الْجَوْهَرِي أحد من أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَكَانَ قَدِيما زوج أمه فَمَا قدر الدُّخُول عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لم يلبث أَن تعلل مديدة وتجرع فِي غضونها فاقة مَعَ عدم وجود من يلائمه فِي التمريض والعلاج حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالاسهال فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل جدا على بَاب زَاوِيَة الشَّيْخ شهَاب ظَاهر بَاب الشعرية ثمَّ دفن عِنْد أَبِيه بجوار الضريح الْمَذْكُور وَسمعت أَن آخر كَلَامه كَانَ لَا إِلَه إِلَّا الله بعزم شَدِيد مَعَ أَنه أَقَامَ أَيَّامًا لَا يتَكَلَّم وَتكلم الاستادار فِي تركته ووفاء دينه وَلم يوف، وَنعم الرجل كَانَ لَوْلَا ميله الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي تطرق بِسَبَبِهِ إِلَيْهِ الْفُسَّاق الحساد مِمَّن هُوَ مرتكب مَا لَا خير فِي شَرحه رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَعَفا عَنهُ.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.