أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني أبي العباس
ثعلب النحوي أحمد
تاريخ الولادة | 200 هـ |
تاريخ الوفاة | 291 هـ |
العمر | 91 سنة |
مكان الولادة | بغداد - العراق |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
- الزبير بن بكار بن عبد الله الأسدي الزبيري "أبو عبد الله"
- سلمة بن عاصم النحوي أبي محمد
- علي بن المغيرة الأثرم أبي الحسن
- إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر القرشي الحزامي أبي إسحاق
- محمد بن سلام بن عبيد الله أبي عبد الله البصري الجمحي
- عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري الجشمي أبي سعيد
- محمد بن زياد أبي عبد الله "ابن الأعرابي"
- محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم غلام ثعلب "أبو عمر الزاهد"
- محمد بن العباس بن الوليد أبي الحسين "ابن النحوي الفقيه محمد"
- عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي أبي محمد
- محمد بن عبد الملك أبي بكر التاريخي "أبي بكر السراج"
- إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشر أبي إسحاق الحربي "إبراهيم الحربي"
- محمد بن أحمد بن يعقوب أبي عبد الله الوزيري
- أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ التميمي أبي بكر "أبي بكر بن مجاهد"
- إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي الواسطي أبي عبد الله "نفطويه إبراهيم"
- محمد بن سليمان أبي الحسين البصري "جوذاب"
- أبي إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج
- عبد الله بن المعتز بالله "عبد الله بن المعتز"
- محمد بن يحيى بن عبد الله أبي بكر الصولي "الشطرنجي"
- علي بن سليمان بن الفضل الأخفش أبي الحسن "الأخفش الصغير"
- أحمد بن نصر بن عبد الله أبي بكر الذارع النهرواني
- الحسين بن محمد بن غويث أبي عبد الله التنوخي الدمشقي
- محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبي بكر البغدادي العطار "ابن مقسم محمد"
- محمد بن القاسم بن محمد أبي بكر البغدادي "أبي بكر بن الأنباري محمد"
- داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسان التنوخي الأنباري أبي سعيد
- عبد الله بن محمد الخراز "ابن الخراز"
- أبي علي أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور
نبذة
الترجمة
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانيّ بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب:
إمام الكوفيين في النحو واللغة. كان راوية للشعر، محدثا، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة. ولد ومات في بغداد. وأصيب في أواخر أيامه بصمم فصدمته فرس فسقط في هوة، فتوفي على الأثر. من كتبه (الفصيح - ط) و (قواعد الشعر - ط) رسالة، و (شرح ديوان زهير - ط) و (شرح ديوان الأعشى - ط) و (مجالس ثعلب - ط) مجلدان، وسماه (المجالس) و (معاني القرآن) و (ما تلحن فيه العامة) و (معاني الشعر) و (الشواذ) و (إعراب القرآن) وغير ذلك .
-الاعلام للزركلي-
ثعلب النحوي
أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار النحوي الشيباني بالولاء المعروف بثعلب؛ ولاؤه لمعن بن زائد الشيباني الآتي ذكره في حرف الميم، وإن شاء الله تعالى كان إمام الكوفيين في النحو واللغة، سمع ابن العرابي والزبيربن بكار وروى عنه الخفش الأصغر وأبو بكر ابن الانباري وأبو عمر الزاهد وغيرهم، وكان ثقة حجة صالحاً مشهوراً بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم، مقدماً عند الشيوخ منذ هو حدث، وكان ابن الأعرابي إذا شك في شيء قال له: ما تقول يا أبا العباس في هذا ثقة بغزارة حفظه. وكان يقول: ابتدأت في طلب العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين، ونظرت في " حدود " الفراء وسني ثماني عشرة سنة، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقيت علي مسألة للفراء إلا وأنا أحفظها.
وقال أبو بكر ابن مجاهد المقرئ : قال لي ثعلب: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلة أصحاب الفقه بالفقه ففازوا، واشغل ة أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة فانصرفت من عنده، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في المنام ، فقال لي: أقرىء أبا العباس عن السلام وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل، قال أبو عبد الله الروذباري العبد الصالح: أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وأن جميع العلوم مفتقرة إليه.
وقال أبو عمر الزاهد المعروف بالمطرز: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء فقال: لا أدري، فقال له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد فقال له أبو العباس: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
وصنف كتاب الفصيح وهو صغير الحجم كثير الفائدة، وكان له شعر، وقال أبو بكر ابن القاسم الأنباري في بعض أماليه: أنشدني ثعلب، ولا أدري هل هي له أو لغيره:
إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها ... فكم تلبث النفس التي أنت قوتها
ستبقى بقاء الضب في الماء أو كما ... يعيش ببيداء المهامة حوتها
قال ابن الأنباري: وزادنا أبو الحسن ابن البراء فيها:
أغرك مني أن تصبرت جاهداً ... وفي النفس مني منك ماسيميتها
فلو كان مابي بالصخور لهدها ... وبالريح ما هبت وطال خفوتها
فصبراً لعل الله يجمع بيننا ... فأشكو هموماً منك فيك لقيتها
وولد في سنة مائتين لشهرين مضيا منها، قاله ابن القراب في تاريخه ، وقيل: سنة أربع ومائتين، وقيل: إحدى ومائتين، والذي يدل على انه ولد في سنة مائتين انه قال: رأيت المأمون لما قدم من خراسان في سنة أربع ومائتين وقد خرج من باب الحديد يريد الرصافة والناس صفان، فحملني أبي على يده وقال: هذا المأمون، وهذه سنة أربع، فحفظت ذلك عنه إلى الساعة وكان سني تقديرا يومئذ أربع سنين.
وتوفي يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الاولى، وقيل: لعشر خلون منها سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد، ودفن بمقبرة باب الشام، رحمه الله تعالى، وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لايسمع إلا بعد تعب، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق فصدمته فرس فألقته في هوة، فأخرج منها وهو كالمختلط، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم.
وجده سيار: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المثناة من تحتها وبعد اللف راء مهملة.
والشيباني - بفتح الشين المثلثة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الباء الموحدة وبعد الألف نون - نسبة إلى شيبان: حي من بكر بن وائل، وهما شيبانان: أحدهما سيبان بن ثعلبة بن عكابة، والآخر شيبان بن ذهل بن ثعلبة ابن عكابة، وشيبان الأعلى عم شيبان الأسفل.
ومن تصانيفه كتاب المصون واختلاف النحوين ومعاني القرآن وماتلحن فيه العامة والقراءات ومعاني الشعر والتصغير وما ينصرف وما لا ينصرف وما يجرى وما لا يجرى والشواذ والأمثال والإيمان والوقف والابتداء والألفاظ والهجاء والمجالس والأوسط وإعراب القرآن والمسائل وحد النحو وغير ذلك.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
- أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب
لَهُ مصنفات فِي النَّحْو واللغة، مِنْهَا: كِتَابه " الفصيح " و " كتاب فعلت وأفعلت "، وَالْكتاب الْمَعْرُوف ب " المصون فِي النَّحْو "، وَكتاب " اخْتِلَاف النَّحْوِيين ".
وَله علم كثير، وَرِوَايَة وَاسِعَة، وأمال جَيِّدَة.
مولده سنة مِائَتَيْنِ.
وَفَاته سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
وَبَعْضهمْ يَقُول: تُوفي ثَعْلَب سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَوجدت بِخَط أبي رَحمَه الله: عَاشَ ثَعْلَب خمْسا وَتِسْعين سنة.
كَانَ رجل يكنى أَبَا عِيسَى، يغشى مجْلِس أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب فيرفعه، فاعتل ثَعْلَب، فَلم يعده أَبُو عِيسَى، فَلَمَّا برأَ، وَعَاد إِلَى مجْلِس أبي الْعَبَّاس لم يرفعهُ، وَجلسَ حَيْثُ اسْتَقر بِهِ الْمجْلس، فَانْقَطع بعد ذَلِك عَن الْحُضُور، فَكتب إِلَيْهِ ثَعْلَب:
إِخَاءُ أَبِي عِيسَى إخاءُ ابنِ ضَرَّةٍ ... وَوُدِّي لَهُ وُدُّ ابْنِ أمٍّ ووالِدِ
فَمَا بَالُهُ مُسْتَعْذِباً مِن جَفَائِنَا ... مَوَارِدَ لَمْ تَعْذُبْ لَنا مِن مَوَارِدِ
أَقَمْتُ ثَلاثاً حِلْفَ حُمَّى مُضَرَّةٍ ... فَلَمْ أَرَهُ فِي أَهْلِ وُدِّي وَعَائِدِي
سَلاَمٌ هِيَ الدُّنْيَا قُرُوضٌ وَإِنَّمَا ... أَخُوكَ أخُوكَ المُرْتَجَى لِلشَّدَائِدِ
وَخَبره مَعَ ابْن الْمُغيرَة مَشْهُور، فَلذَلِك تَرَكْنَاهُ.
تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري
ثَعْلَب
الْعَلامَة الْمُحدث شيخ اللُّغَة الْعَرَبيَّة أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى بن يزِيد الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم الْبَغْدَادِيّ
الْمُقدم فِي نَحْو الْكُوفِيّين
ولد سنة مِائَتَيْنِ وابتدأ الطّلب سنة سِتّ عشرَة حَتَّى برع فِي علم الحَدِيث وَإِنَّمَا أخرجته فِي هَذَا الْكتاب لِأَنَّهُ قَالَ سَمِعت من عبيد الله بن عمر القواريري مائَة ألف حَدِيث
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتا حجَّة صَالحا مَشْهُورا بِالْحِفْظِ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
الإمام أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، المعروف بثعلب، الكوفي النحوي، إمام الكوفيين في النحو واللغة المتوفى ببغداد في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين عن إحدى وتسعين سنة.
حفظ كتاب الفراء أولًا وعني بالنحو أكثر من غيره، فلما أتقنه أكب على الشعر والمعاني والغريب ولازم ابن الإعرابي بضع عشرة سنة وسمع من عبيد الله القواريري مائة أَلْف حديث.
وكان ثقة، إمامًا في الأدب. روى عنه محمد بن العباس اليزيدي والأخفش الأصغر وأبو عمر الزاهد ونفطويه وخلق. وكان ضيق النفقة، مقترًا على نفسه، وكان بينه وبين المبَرِّد منافرة ولما مات [المبرد] أنشد:
ذَهَبَ المُبَرِّدُ وانْقَضَتْ أيّامُهُ ... وَسَيَنْقَضي عَمّا قَليلٍ ثَعْلَبُ
وله مؤلفات منها "الفصيح" وقد اختلف فيه وله "المصون في النحو" و"اختلاف النحاة" و"معاني القرآن" و"معاني الشعر" و"كتاب القراءات" و"كتاب التصغير" و"كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف" و"كتاب ما يجري وما لا يجري" و"كتاب الأمثال" و"ما يلحنُ فيه العامة" و"كتاب الوقف والابتداء" و"كتاب الشوان" و"كتاب الإيمان" و"كتاب الألفاظ" و"كتاب المجالس" و"كتاب الأوسط" و"إعراب القرآن" و"حد النحو" وغير ذلك. ذكره ابن خلِّكان والسيوطي وغيرهما.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، الشيبانيّ بالولاء، أبي العباس، المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، فاق مَن تقدَّم منهم وأهل عصره، ولد ببغداد سنة: (200هـ)، وكان راوية للشعر، محدثا، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة، سمع: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، ومحمد بن سلّام الجمحيّ، من كتبه: الفصيح، وقواعد الشعر، أصيب في أواخر أيامه بصمم فصدمته فرس فسقط في هوة، فتوفي على الأثر، توفي رحمه الله سنة: (291هـ). ينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي: 1/173، الأعلام للزِرِكلي: 1/267.
توجد له ترجمة في كتاب : إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الحافظ أبي القاسم الطبراني- للمنصوري.
أبو العباس ثعلب
وأما أبو العباس ثعلب أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني النحوي المعروف بثعلب، فإنه كان إمام الكوفيين في النحو واللغة في زمانه.
أخذ عن محمد بن زياد الأعرابي وعلي بن المغيرة الأثرم وسلمة بن عاصم ومحمد بن سلام الجمحي والزبير بن بكار وأبي الحسن أحمد بن إبراهيم. وأخذ عنه أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، وابن عرفة، وابن الأنباري، وأبو عمر الزاهد، وأبو موسى الحامض، وإبراهيم الحربي، وغيرهم.
وكان ثقة ديناً مشهوراً بصدق اللهجة والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدماً بين الشيوخ وهو حدث.
ويروى أن ابن الأعرابي كان يقول له: "ما تقول في هذا يا أبا العباس؟ " ثقة بغزارة علمه وحفظه.
ولد سنة مائتين. وكان يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين، وفيها ولدت، وطلبت العربية في سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر في حدود الفراء ولي ثمان عشرة سنة، وبلغت خمساً وعشرين سنة وما بقي علي للفراء مسألة إلا وأنا أحفظها وأضبط موضعها من الكتاب، ولم يبق من كتب الفراء في هذا الوقت شيء إلا وأنا قد حفظته.
وقال أبو بكر بن محمد التاريخي: أحمد بن يحيى ثعلب أصدق أهل العربية لساناً، وأعظمهم شأناً، وأبعدهم ذكراً، وأرفعهم قدراً، وأوضحهم علماً، وأرفعهم حلماً، وأثبتهم حفظاً، وأوفرهم حظّاً في الدين والدنيا.
وقال المبرد: أعلم الكوفيين ثعلب، فذكر [له] الفراء، فقال: لا يعشره.
وقال علي بن جمعة بن زهير: سمعت أبي يقول: لا يرد عرصات القيامة أحد أعلم بالنحو من أبي العباس ثعلب.
ويحكي ثعلب عن عمارة بن عقيل أنه كان يقرأ:] ولا الليل سابق النهار [بنصب "النهار"، فقال: ما أردت؟ فقال: أردت "سابقٌ النهار" يعني بالتنوين؛ فقال له: فهلا قلته؟ فقال: لو قلته لكان أوزن، أي أقوى.
ويحكى عنه، أنه قال في قول الشاعر:
وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم ... من الناس ذنباً جاءه وهو مسلما
معناه: وما كنت الدهر أخشى إحلاس مسلم مسلماً ذنباً جاءه. وهو لو وكد الضمير لكان أحسن، وغير التوكيد جائز.
وكذلك حكى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن العرب: "راكب الناقة طليحان" وتقديره: "راكب الناقة والناقة طليحان"، إلا أنه حذف المعطوف لتقدم ذكر الناقة، والشيء إذا تقدم دل على ما هو مثله.
ويحكى عنه أيضاً أنه قال في قوله:
يرد طيخاً وهديراً زغدبا
إنه من زغد زغداً في هديره، إذا هدر هديراً شديداً، من قولهم: زغد عكته، إذا عصرها ليخرج سمنها، فجعل الباء زائدة؛ وهذا بعيد جداً؛ وإنما هو من الأصلين المتداخلين: الثلاثي والرباعي، كسبط وسبطر، ودمث ودمثر، ولا خلاف أن الراء ليست زائدة؛ لأنها ليست من حروف الزيادة، وكذلك الباء في "زغدب" ليست زائدة، لأنها ليست من حروف الزيادة.
ويحكى عنه أيضاً أنه قال: الطيخ: الفساد، وهو من تواطخ القوم، وهذا معدود أيضاً من سقطات العلماء.
وقال أبو بكر بن مجاهد: كنت عند أبي العباس ثعلب، فقال: يا أبا بكر، اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو؛ فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة! فانصرفت من عنده تلك الليلة، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقال: "أقرئ أبا العباس عني السلام، وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل".
قال أبو عبد الله الروذباري: أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل.
ويروى عنه أيضاً أنه قال: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
وتوفي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ليلة السبت لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة، سنة إحدى وتسعين ومائتين، في خلافة المكتفي أبي محمد علي بن المعتضد، ودفن في مقبرة باب الشام ببغداد.
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.
ثعلب:
العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، إِمَامُ النَّحْوِ، أبي العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بنِ يَزِيْدَ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَغْدَادِيُّ، صَاحِبَ "الفَصِيْحِ وَالتَّصَانِيْفِ".
وُلِدَ سَنَةَ مائَتَيْنِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: ابتَدَأْتُ بِالنَّظَر وَأَنَا ابْنُ ثمَانِي عَشْرَة سَنَةً، وَلَمَّا بَلَغْتُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا بَقِيَ عليَّ مَسْأَلَةٌ للفَرَّاءِ، وَسَمِعْتُ مِنَ القَوَارِيْرِيِّ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بن المنذر، ومحمد بن سلام الجمحي، وابن الأعرابي، وعلي ابن المُغِيْرَةِ، وَسَلَمَة بنِ عَاصِمٍ، وَالزُّبَيْر بنِ بَكَّار.
وَعَنْهُ: نِفْطَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ اليَزِيْدِيّ، وَالأَخْفَشُ الصَّغِيْرُ، وَابْنُ الأَنْبَارِيِّ، وَأبي عُمَرَ الزَّاهِدُ، وَأَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ، وَابْنُ مِقْسَمٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ "أَمَالِيْهِ".
قَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ حُجَّة، دَيِّنٌ صَالِحٌ، مَشْهُوْرٌ بِالحِفْظِ.
وَقِيْلَ: كَانَ لاَ يَتَفَاصَحُ فِي خِطَابِهِ.
قَالَ المُبَرِّدُ: أَعْلَمُ الكُوْفِيّين ثَعْلَبٌ. فَذُكِرَ لَهُ الفَرَّاءُ، فَقَالَ: لاَ يَعْشُره.
وَكَانَ يُزرِي عَلَى نَفْسِهِ، وَلاَ يعدُّ نَفْسَهُ.
قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي المَنَامِ فَقَالَ لِي: أَقرِئ أَبَا العَبَّاسِ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ صَاحِبُ العِلْمِ المُسْتَطِيلِ.
قَالَ القِفْطِيُّ: كَانَ يكرِّرُ علىَّ كُتُبَ الكِسَائِيّ، وَالفَرَّاء، وَلاَ يَدْرِي مَذْهَبَ البَصْرِيّين، وَلاَ كَانَ مُسْتَخْرِطاً لِلْقِيَاس.
وَقَالَ الدِّيْنَوَرِيُّ: كَانَ المُبَرِّدُ أَعْلَمَ بكتاب سيبويه من ثعلب.
وَقِيْلَ: كَانَ ثَعْلَبٌ يُبَخَّل، وَخَلَّفَ سِتَّةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ.
وَكَانَ صَحِبَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرِ، وَعَلَّمَ وَلدَهُ طَاهِراً فَرَتَّبَ لَهُ أَلْفاً فِي الشَّهْرِ.
وَلَهُ كِتَابُ "اخْتِلاَفِ النَّحْوِييِّن"، وَكِتَابُ "القِرَاءاتِ"، وَكِتَابُ "مَعَانِي القُرْآنِ"، وَأَشْيَاءٌ.
وعُمِّر، وَأَصَمَّ، صَدَمَتْهُ دَابَّةٌ، فَوَقَعَ فِي حُفرَةٍ، وَمَاتَ مِنْهَا فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ ومائتين.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمازالذهبي