علي بن المغيرة الأثرم أبي الحسن
تاريخ الوفاة | 232 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
علي بن المغيرة الأثرم
وقال أبو مسحل: كان إسماعيل بن صبيح أقدم أبا عبيدة في أيام الرشيد من البصرة إلى بغداد، وأحضر الأثرم - وكان وراقاً في الوقت - وجعله في دار من دوره، وأغلق عليه الباب، ودفع إليه كتب أبي عبيدة، وأمره بنسخها، فكنت أنا وجماعة من أصحابنا نصير إلى الأثرم، فيدفع إلينا الكتاب من تحت الباب، ويدفع إلينا ورقاً أبيض من عنده، ويسألنا نسخه وتعجيله، ويوافقنا على الوقت الذي نرده إليه فيه؛ فكنا نفعل ذلك.
وكان الأثرم يقرأ على أبي عبيدة؛ قال: وكان أبو عبيدة من أضن الناس بكتبه؛ ولو علم بما فعله الأثرم لمنعه من ذلك ولم يسامحه.
وقال ثعلب: كنا عند الأثرم وهو يملي شعر الراعي، فلما استتم المجلس وضع الكتاب من يده؛ وكان معي يعقوب بن السكيت، فقال لي لابد أن أسأله عن أبيات للراعي، فقلت له: لا تفعل، فلعله لا يحضره جواب، فلم يقبل، ثم وثب فقال: ما تقول في قول الراعي:
وأفضن بعد كظومهن بجرةٍ ... من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا
قال: فتنحنح الشيخ ولم يجب، قال: فما تقول في بيته:
كدخان مرتجل بأعلى تلعة ... غرثان ضرم عرفجاً مبلولا
وقال: فلم يجب؛ فرأينا الكراهة في وجهه.
وقال الأثرم: "مثقل استعان بذقنه"، فقال يعقوب: هذا تصحيف؛ إنما هو "بدفية" فقال الأثرم: تريد الرأسة بسرعة! ثم دخل بيته. وقال في معنى المثل: إن البعير إذا حمل عليه، وأثقله الحمل مد عنقه، واعتمد على دفيه؛ لما لم تكن له راحة: فيضرب مثلاً لمن ضعف عن أمر واستعان بأضعف منه عليه.
وقال أبو بكر بن الأنباري: كان ببغداد من رواة اللغة اللحياني والأصمعي، وعلي بن المغيرة.
وتوفي الأثرم في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، في السنة التي مات فيها الواثق، وبويع المتوكل على الله تعالى.
علي بن المغيرة، أبو الحسن، الملقب بالأثرم:
عالم بالعربية والحديث. كان مقيما ببغداد. اشتغل نسّاخا في أول أمره.
له " النوادر " و " غريب الحديث " .
-الاعلام للزركلي-