علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي

علي بن حمزة الكسائي

تاريخ الولادة120 هـ
تاريخ الوفاة189 هـ
العمر69 سنة
مكان الولادةالكوفة - العراق
مكان الوفاةالري - إيران
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق
  • الكوفة - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

الإمام الحجة، شيخ قراء الكوفة، وإمام المسلمين في القراءات والعربية، فريد عصره في لغة العرب، وأعلم أقرانه بالغريب. هو أبي الحسن مولى بني أسد، وكان من أولاد الفرس من سواد العراق، إليه انتهت رئاسة القراءة بالكوفة بعد وفاة شيخه «حمزة». ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من علماء القراءات. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القرآن. وقيل هو: بهمن بن فيروز، مولى بني أسد. أخذ عن أبي جعفر الرؤاسي، ومعاذ الهراء، وكان أحد أئمة القراء السبعة؛ وكان قد قرأ على حمزة الزيات وأقرأ بقراءته ببغداد، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس.

الترجمة

عليّ بن حمزة الكسائيّ
الإمام الحجة، شيخ قراء الكوفة، وإمام المسلمين في القراءات والعربية، فريد عصره في لغة العرب، وأعلم أقرانه بالغريب. هو أبي الحسن مولى بني أسد، وكان من أولاد الفرس من سواد العراق، إليه انتهت رئاسة القراءة بالكوفة بعد وفاة شيخه «حمزة».
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من علماء القراءات.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القرآن.
قال «ابن الجزري»: كان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعلمهم بالقراءات.
وقال «ابن معين»: ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي، وقال «الذهبي»: ولد «الكسائي» في حدود سنة عشرين ومائة، وسمع من
«جعفر الصادق، والأعمش، وزائدة، وسليمان بن الارقم»، وقرأ «القرآن» وجوّده على «حمزة الزيات، وعيسى بن عمر الهمداني»
وروى «أبي عمرو الداني» وغيره أن «الكسائي» قرأ على: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واختار لنفسه قراءة، ورحل إلى «البصرة» فأخذ العربية عن «الخليل بن أحمد»

وقال «الذهبي»: وأخذ «الكسائي» الحروف أيضا- أي حروف القراءات- عن «أبي بكر بن عياش» وغيره، وخرج إلى البوادي، فغاب مدّة طويلة، وكتب الكثير من اللغات، والغريب، عن الأعراب «بنجد» وتهامة، ثم قدم وقد أنفد خمس عشرة «قنّينة» حبر، وقرأ عليه «أبي عمر الدوري، وأبي الحارث، ونصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبي عبيد القاسم بن سلام» وخلق سواهم.

وأقول: لقد تلقى «الكسائي» القراءات على خلق كثير منهم: «حمزة بن حبيب الزيات» وهو الإمام السادس، وسند حمزة صحيح ومتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما قرأ «الكسائي» على «محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى» أحد شيوخ «حمزة الكوفي» وعلى «عيسى الهمداني».
وقرأ «عيسى الهمداني» على «عاصم بن بهدلة أبي النّجود» وهو الإمام الخامس، وعاصم سنده صحيح ومتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ومن هذا يتبين أن قراءة «الكسائي» صحيحة ومتواترة ومتصلة السند حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زال المسلمون يتلقون قراءة «الكسائي» بالرضا والقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما تتلمذ على الكسائي عدد كثير، لأنه كان مدرسة وحده منهم: أبي الحارث: الليث بن خالد البغدادي، وحفص الدوري، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبي عبيد القاسم بن سلام ت 224 هـ وغيرهم كثير. قال «خلف بن هشام» كنت أحضر بين يدي الكسائي، وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم
وقال «أبي عبيد القاسم بن سلام» كان «الكسائي» يتخيّر القراءات، فأخذ من قراءة «حمزة» ببعض وترك بعضا، وكان من أهل القراءات، وهي كانت علمه وصناعته، ولم نجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه اهـ ولقد كان «الكسائي» رحمه الله تعالى ثقة، وأمينا في نقله قراءات القرآن، وتاريخه الناصع خير شاهد على ذلك. قال «أبي العباس بن مسروق»: حدثنا «سلمة بن عاصم» قال: قال «الكسائي»: صليت «بهارون الرشيد» فأعجبتني قراءتي، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبيّ قط، أردت أن أقول:
«لعلهم يرجعون» فقلت: «لعلهم يرجعين» فو الله ما اجترأ «هارون الرشيد» أن يقول أخطأت، ولكنه والله لما سلم قال: أيّ لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، قال: أما هذه فنعم اهـ فهذا الخبر إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على شجاعة «الكسائي» وأمانته، وقال «الفراء»، إنما تعلم «الكسائي» النحو على كبر، لأنه جاء إلى قوم، وقد أعيا، فقال: قد عييت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن؟ قال: كيف لحنت؟
قالوا له: إن كنت أردت من التعب فقل: «أعييت» وإن كنت أردت انقطاع الحيلة والتحيّر في الأمر، فقل «عييت» فأنف من ذلك وقام من فوره فسأل عمن يعلّم النحو، فدلّ على «معاذ الهرّاء» فلزمه، ثم خرج إلى البصرة، فلقي «الخليل بن أحمد» ثم خرج إلى بادية الحجاز.

ولقد بلغ «الكسائي» مكانة سامية في العلم، مما استحق ثناء العلماء عليه:
قال «أبي بكر بن الأنباري»: اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليه، فيجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع، والمبادئ.
وقال «الإمام الشافعي»: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على «الكسائي» .
وقال «الذهبي»: كان في «الكسائي» حشمة، لما نال من الرئاسة بإقراء «محمد الأمين ولد الرشيد» وتأديبه، وتأديبه أيضا للرشيد، فنال ما لم ينله أحد من الجاه، والمال، والإكرام، وحصل له رئاسة العلم والدنيا.
ولقد خلّف الكسائي للمكتبة الاسلامية، والعربية، الكثير من المصنفات، منها كتاب معاني القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب العدد، وكتاب النوادر، وكتاب في النحو، وكتاب الهجاء، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله، وكتاب المصادر، وكتاب الحروف وكتاب الهاءات، وغير ذلك كثير.
توفي الكسائي ببلدة يقال لها «رنبويه» بالريّ سنة تسع وثمانين ومائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وعلومه. رحم الله «الكسائي» وجزاه الله أفضل الجزاء.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

وقد سمع من سليمان بن أرقم وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وأخذ عنه أبو زكرياء يحيى بن زياد الفراء وأبو عبيدة القاسم بن سلاّم وجماعة.
وقال أبو زكرياء يحيى بن زياد الفراء: إنما تعلم الكسائي النحو على الكبر، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوماً وقد مشى حتى أعيا، فجلس إلى قومٍ فيهم فضل، وكان يجالسهم كثيراً، فقال: قد عييت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! فقال: كيف لحنت؟ فقالوا: إن كنت أردت من التعب، فقل: "أعييت"، [وإن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الأمر فقل: "عييت" مخففة] ، فأنف من هذه الكلمة وقام من فوره [ذلك] فسأل عمن يعلم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفذ ما عنده، ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل بن أحمد، وجلس في حلقته، فقال رجل من الأعراب: تركت أسداً وتميماً وعندهما الفصاحة، وجئت إلى البصرة! وقال للخليل بن أحمد: من أين علمُك؟ فقال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فخرج الكسائي، وأنفذ خمس عشرة قنينة حبراً في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ. ولم يكن له هم غير البصرة والخليل، فوجد الخليل قد مات وجلس في موضعه يونس بن حبيب البصري النحوي، فجرت بينهما مسائل أقرّ له يونس فيها، وصدره موضعه.
وقال عبد الرحيم بن موسى: قلت للكسائي: لم سميت الكسائي؟ قال: لأني أحرمت في كساء.
وقال خلف بن هشام: دخل الكسائي الكوفة، فجاء إلى مسجد السبيع - وكان حمزة بن حبيب يُقرئ فيه - فتقدم الكسائي مع أذان الفجر؛ وهو ملتف بكساء، فلما صلى حمزة، قال: من تقدم في الوقت؟ قيل له: الكسائي - يعنون به صاحب الكساء - فرمقه القوم بأبصارهم، فقالوا: إن كان حائكاً فسيقرأ سورة يوسف، وإن كان ملاحاً فسيقرأ سورة طه؛ فسمعهم، فابتدأ بسورة يوسف، فلم بلغ إلى قصة الذي قرأ:] فأكله الذئب [بغير همز، فقال له حمزة:] الذئب [بالهمز، فقال له الكسائي: وكذلك أهمز "الحوت"؟ وقرأ] فالتقمه الحوت [فقال: لا، فقال: فلم همزت "الذئب" ولم تهمز "الحوت"، وهذا] فأكله الذئب [وهذا] فالتقمه الحوت [! فرجع حمزة بصره إلى خلاد الأحول - وكان أكمل أصحابه - فتقدم إليه في جماعة أهل المجلس، فناظروا فلم يصنعوا شيئاً، وقالوا: أفدنا يرحمك الله! فقال لهم الكسائي: تفهموا عن الحائك، تقول إذا نسبت الرجل إلى الذئب: قد استذأب، ولو قلت: قد استذاب بغير همز، لكنت إنما نسبته إلى "الذوب" فتقول: قد استذاب الرجل، إذا ذاب شحمه بغير همز، وإذا نسبته إلى الحوت، تقول: قد استحات الرجل، إذا كثر أكله للحوت؛ لأن الحوت يأكل كثيراً، فلا يجوز فيه الهمز؛ فلتلك العلة همز "الذئب" ولم يهمز "الحوت". وفيه معنى آخر: لا تسقط الهمزة من مفرده ولا من جمعه، وأنشدهم:
أيها الذئب وابنه وأبوه ... أنت عندي من أذؤب ضاريات
قال: فسمي الكسائي من ذلك اليوم.
وله كتب كثيرة منها كتاب "معاني القرآن"، وكتاب "مختصر في النحو"، وكتاب "القراءات" وكتاب "العدد" وكتاب "اختلاف العدد"، وكتاب "مقطوع القرآن وموصوله"، وكتاب "النوادر الكبير" وكتاب "النوادر الصغير"، وكتاب "الهجاء"، وكتاب "المصادر"، إلى غير ذلك.
وكان الكسائي معلم الرشيد والأمين من بعده؛ قال سلمة: كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد، فدعاه يوماً المهدي وهو يستاك، فقال له: كيف تأمر من السواك؟ فقال: استك يا أمير المؤمنين، فقال المهدي: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم قال: التمسوا لنا من هو أفهم من هذا الرجل، فقالوا: رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة، قدم من البادية قريباً. فكتب بإزعاجه من الكوفة، فساعة دخل عليه، قال: يا علي بن حمزة! قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: تأمر من السواك؟ فقال: "سك يا أمير المؤمنين"، فقال: أحسنت وأصبت! وأمر له بعشرة آلاف درهم.
قال حرملة بن يحيى التجيبي: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.
قال الكسائي: صليت بالرشيد فأعجبته قراءتي، فغلطت في كلمة ما غلط فيها صبي قط، أردت أن أقرأ:] لعلهم يرجعون [، فقرأت: "لعلهم يرجعين" قال: فوالله ما اجترأ الرشيد أن يرد علي؛ ولكني لما سلمت، قال لي: يا كسائي، أي لغة هذه؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، قد يعثر الجواد! فقال: أما هذا فنعم.
قال ابن الدورقي: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت صلاة الجهر فقدموا الكسائي، فصلى بهم، فأرتج عليه في قراءة:] قل يا أيها الكافرون [فلما سلم، قال اليزيدي: قارئ أهل الكوفة يرتج عليه في] قل يا أيها الكافرون [! فحضرت صلاة الجهر، فتقدم اليزيدي فصلى فأرتج عليه في سورة الحمد، فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق.
وعن أبي محمد بن حمدان, قال: كان رجل يغتاب الكسائي, ويتكلم فيه, فكتبت فيه أنهاه, فما كان ينزجر, فجاءني بعد أيام, فقال لي: رأيت الكسائي في النوم أبيض الوجه, فقلت له: ما فعل الله تعالى بك يا أبا الحسن! قال: غفر لي بالقرآن, إلا أني رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فقال لي: أنت الكسائي! قلت: نعم يا رسول الله, قال: اقرأ, قلت: فما أقرأ يا رسول الله؟ قال:] والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد [, وضرب بيده كتفي, وقال: لأباهين بك الملائكة غدا.
وحكى الدوري قال: كان أبو يوسف يقع في الكسائي, ويقول: أي شىء يحسن! إنما يحسن شيئا من كلام العرب, فبلغ ذلك الكسائي فالتقيا عند الرشيد - وكان الرشيد يعظم الكسائي لتأديبه إياه - فقال: لأبي يوسف: [يا يعقوب] ، أيش تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق طالق طالق؟ قال: واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق أو طالق أو طالق؟ قال: واحدة، [قال] : فإن قال لها: أنت طالق ثم طالق ثم طالق؟ قال: واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق وطالق وطالق؟ قال: واحدة؛ قال الكسائي: يا أمير المؤمنين، أخطأ يعقوب في اثنين؛ وأصاب في اثنين، أما قوله: "أنت طالق طالق طالق" فواحدة؛ لأن الثنتين الباقيتين تأكيد، كما تقول: أنت قائم قائم قائم، وأنت كريم كريم كريم. وأما قوله: "أنت طالق أو طالق أو طالق" فهذا شك، فوقعت الأولى التي تتيقن؛ وأما قوله: "أنت طالق ثم طالق ثم طالق"؛ فثلاث لأنه نسق؛ وكذلك قوله: أنت طالق وطالق وطالق.
ويحكى عن الفراء أنه قال: دخلت على الكسائي يوماً، وكان يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: هذا الملك يحيى بن خالد، يوجه إلى ليحضرني فيسألني عن شيء، فإن أبطأت في الجواب لحقني منه عيب، وإن بادرت لم آمن من الزلل، قال: فقلت: يا أبا الحسن، من يعترض عليك؟ قل ما شئت، فأنت الكسائي، فأخذ لسانه، وقال قطعه الله إذن إذا قلت ما لا أعلم.
ومات الكسائي ومحمد بن الحسن في سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقال ابن الأنباري: مات الكسائي ومحمد بن الحسن سنة ثنتين وثمانين ومائة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات الكسائي بالري سنة تسع وثمانين ومائة، وكان عظيم القدر في أدبه وفضله، ودفنهما الرشيد بقرية يقال لها: رنبويه، وقال: اليوم دفنت الفقه واللغة.
قال محمد بن يحيى: سمعت عبد الوهاب بن حريش يقول: رأيت الكسائي في النوم، فقلت له: ما فعل الله عز وجل بك؟ قال: غفر لي بالقرآن.
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.

 

أَبُو الْحسن عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي
أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة.
أَخذ علم النَّحْو عَن الرُّؤَاسِي.

قَالَ الْمبرد: حَدثنِي الْمَازِني والتَّوَّزيُّ، أنَّ الْكسَائي كتب إِلَى أبي زيد:
شَكَوْتَ إليَّ مَجَانِيَنُكْم ... فأشْكْو إِلْيكَ مَجَانِيَنَنَا
فَإِنْ كَانَ أقْذَارُكُمْ قد نَمَوْا ... فَأقْذِرْ وأنْتِنْ بِمَنْ عِنْدَنَا
فَلَوْلاَ الْمُعَافَاةُ كُنَّا كَهُمْ ... وَلَوْلاَ البَلاَءُ لكَانُوا كَنَا
قَالَ أَبُو زيد: قدم الْكسَائي الْبَصْرَة، يَأْخُذ عَن أبي عَمْرو وَعِيسَى وَيُونُس علما كثيرا صَحِيح، فَلَمَّا خرج إِلَى بَغْدَاد، وَقدم أَعْرَاب

الحطمة، وَأخذ عَنْهُم شَيْئا فَاسِدا، وخلط هَذَا بذلك، فأفسد.
وَيُقَال: إِنَّه كَانَ مولى لبني أسدٍ.
تُوفي هُوَ وَمُحَمّد بن حسن الشَّيْبَانِيّ فِي الريِّ، سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة،

فَقَالَ الرشيد: دفَنَّا الْعلم فِي الريِّ.
وَله " تصنيف فِي الْقُرْآن "، وَغَيره.
وَكَانَ يرى الإمالة.

تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري

 

علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء، الكوفي، أبو الحسن الكسائي:
إمام في اللغة والنحو والقراءة. من أهل الكوفة. ولد في إحدى قراها. وتعلم بها. وقرأ النحو بعد الكبر، وتنقل في البادية، وسكن بغداد، وتوفي بالريّ، عن سبعين عاما. وهو مؤدب الرشيد العباسي وابنه الأمين.
قال الجاحظ: كان أثيرا عند الخليفة، حتى أخرجه من طبقة المؤدبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين. أصله من أولاد الفرس. وأخباره مع علماء الأدب في عصره كثيرة.
له تصانيف، منها " معاني القرآن " و " المصادر " و " الحروف " و " القراآت " و " نوادر " ومختصر في " النحو " و " المتشابه في القرآن خ " رسالة في شستربتي (3165) و " ما يلحن فيه العوامّ - ط " صغير في 16 صفحة نشر في المجلة الأشورية ببرلين  .

-الاعلام للزركلي-


 

علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز أبي الحسن الكسائي. اخذ القراءة عرضا عن حمزة الزيات أربع مرات، وقرأ أيضا على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهما، وروى عنه: جعفر الصادق، والأعمش، وغيرهما، قال أبي بكر ابن الأنباري: اجتمع في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ، (ت: 189ه). ينظر: تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي: 11/402، وتاريخ الاسلام للذهبي: 4/927، وهداية القاري الى تجويد كلام الباري لعبد الفتاح بن السيد عجمي: 2/676.

 

 علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز ، أبي الحسن الكسائي ، نسبة لبيع الكساء أو نسجه أو الاشتمال به ولبسه ، ولد سنة (119ه) ، إمام في اللغة والنحو والقراءة ، روى عن : حمزة ، وأبي جعفر الرؤاسي ، وغيرهما ، وروى عنه : أبي عمر الدّوري ، وأبي الحارث ، وغيرهما ، له من المصنفات : "معاني القرآن" و"مقطوع القرآن وموصوله" ، قال عنه بن الأنباري : اجتمع فيه أنه كان أعلم الناس بالنحو ، توفي سنة (189ه) . ينظر : الأنساب ، للسمعاني : 11/99 ؛ ونزهة الألباء ، للأنباري : 1/58 ؛ وغاية النهاية ، لابن الجزري : 1/535 .
 

أبو الحسن علي بن حمزة النحوي المعروف بالكسائي: الإِمام المشهور في النحو واللغة وفن القراءات، العمدة الثقة الأمين. قرأ على حمزة وتقدم سنده وعلى عيسى بن عمر على طلحة بن أبي مصرف على النخعي على علقمة على ابن مسعود رضي الله عنهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنه أئمة منهم أبو الحارث الليث بن خالد وأبو عمر حفص الداودي توفي سنة تسع وثمانين ومائة وعمره سبعون عاماً

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية

الكسائي:
الإِمَامُ، شَيْخُ القِرَاءةِ وَالعَرَبِيَّةِ، أبي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بَهْمَنَ بنِ فَيْرُوْزٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ، المُلَقَّبُ: بِالكِسَائِيِّ؛ لِكِسَاءٍ أَحرَمَ فِيْهِ.
تَلاَ عَلَى: ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَرْضاً، وَعَلَى حَمْزَةَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَالأَعْمَشِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ أَرْقَمَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَتَلاَ أيضا على: عيسى بن عمر المقرئ.
وَاخْتَارَ قِرَاءةً اشْتُهِرَتْ، وَصَارَتْ إِحْدَى السَّبْعِ.
وَجَالَسَ فِي النَّحوِ الخَلِيْلَ، وَسَافَرَ فِي بَادِيَةِ الحِجَازِ مُدَّةً لِلْعَرَبِيَّةِ، فَقِيْلَ: قَدِمَ وَقَدْ كَتَبَ بِخَمْسَ عَشْرَةَ قِنِّيْنَةَ حِبْرٍ. وَأَخَذَ عَنْ: يُوْنُسَ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي النَّحوِ، فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى الكِسَائِيِّ.
قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: اجْتَمَعَ فِيْهِ أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالنَّحوِ، وَوَاحِدَهُم فِي الغَرِيْبِ، وَأَوحَدَ فِي عِلْمِ القُرْآنِ، كَانُوا يُكْثِرُوْنَ عَلَيْهِ، حَتَّى لاَ يَضبِطَ عَلَيْهِم، فَكَانَ يَجمَعُهُم، وَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ، وَيَتْلُو، وَهُم يَضبِطُوْنَ عَنْهُ، حَتَّى الوُقُوفِ.
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: سَمِعْتُ الكِسَائِيَّ يَقرَأُ القُرْآنَ عَلَى النَّاسِ مَرَّتَيْنِ.
وَعَنْ خَلَفٍ، قَالَ: كُنْتُ أَحضُرُ بَيْنَ يَدَيِ الكِسَائِيِّ وَهُوَ يَتْلُو، وَيُنَقِّطُونَ عَلَى قِرَاءتِهِ مَصَاحِفَهُم.
تَلاَ عَلَيْهِ: أبي عُمَرَ الدُّوْرِيُّ، وَأبي الحَارِثِ اللَّيْثُ، وَنُصَيْرُ بنُ يُوْسُفَ الرَّازِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بن مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ، وَأَحْمَدُ بنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَأبي حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ، وعيسى بن سليمان الشيزري، وعدة.
وَمِنَ النَّقَلَةِ عَنْهُ: يَحْيَى الفَرَّاءُ، وَأبي عُبَيْدٍ، وَخَلَفٌ البَزَّارُ.
وَلَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْفٍ، مِنْهَا: "مَعَانِي القرآن"، وكتاب في القراءات، وَكِتَابُ "النَّوَادِرِ الكَبِيْرِ"، وَمُخْتَصَرٌ فِي النَّحْوِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَقِيْلَ: كَانَ أَيَّامَ تِلاَوَتِهِ عَلَى حَمْزَةَ يَلْتَفُّ فِي كِسَاءٍ، فَقَالُوا: الكِسَائِيَّ.
ابْنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ الكِسَائِيُّ: صَلَّيْتُ بِالرَّشِيْدِ، فَأَخْطَأْتُ فِي آيَةٍ، مَا أَخْطَأَ فِيْهَا صَبِيٌّ، قُلْتُ: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعِيْنَ، فَوَاللهِ مَا اجْتَرَأَ الرَّشِيْدُ أَنْ يَقُوْلُ: أَخْطَأْتَ، لَكِنْ قَالَ: أَيُّ لغة هذه? قلت: يا أمير المؤمنين! قد يعثر الجواد. قال: أما هذا فنعم.
وَعَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الفَرَّاءِ: سَمِعْتُ الكِسَائِيَّ يَقُوْلُ: رُبَّمَا سَبَقَنِي لِسَانِي بِاللَّحْنِ.
وَعَنْ خَلَفِ بنِ هِشَامٍ: أَنَّ الكِسَائِيَّ قَرَأَ عَلَى المِنْبَرِ: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا} [الكهف: 34] ، بِالنَّصْبِ، فَسَأَلُوْهُ عَنِ العِلَّةِ، فَثُرْتُ فِي وُجُوْهِهِم، فَمَحَوْهُ، فَقَالَ لِي: يَا خَلَفُ! مَنْ يَسْلَمُ مِنَ اللَّحْنِ?
وَعَنِ الفَرَّاء، قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّمَ الكسائي النحو علي كبر، ولزم مُعَاذاً الهَرَّاءَ مُدَّةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الخَلِيْلِ.
قُلْتُ: كَانَ الكِسَائِيُّ ذَا مَنْزِلَةٍ رَفِيْعَةٍ عِنْدِ الرَّشِيْدِ، وَأَدَّبَ وَلَدَهُ الأَمِيْنَ، وَنَالَ جَاهاً وَأَمْوَالاً، وَقَدْ تَرجَمتُهُ فِي أَمَاكِنَ.
سَارَ مَعَ الرَّشِيْدِ، فَمَاتَ بِالرَّيِّ، بِقَرْيَة أرَنْبُوية، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَفِي تَارِيْخِ مَوْتِه أقوال. فهذا أصحها.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي