محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي السدوسي أبي الطاهر

تاريخ الولادة279 هـ
تاريخ الوفاة367 هـ
العمر88 سنة
مكان الولادةمصر - مصر
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • واسط - العراق
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بجير بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بن أسامة أبو الطاهر الذهلي القاضي: سمع: أبا شعيب الحراني؛ ويوسف بن يعقوب القاضي وَمحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، وَأحمد بن يحيى ثعلبا؛ وموسى بن هارون الحافظ، وجماعة من طبقتهم. وولي القضاء بمدينة المنصور بالشرقية؛ وحدّث ببغداد شيئا يسيرا؛ ونزل مصر وحدث بها فأكثر؛ وكتب عنه عامة أهلها؛

الترجمة

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بجير بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بن أسامة أبو الطاهر الذهلي القاضي:
سمع: أبا شعيب الحراني؛ ويوسف بن يعقوب القاضي وَمحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، وَأحمد بن يحيى ثعلبا؛ وموسى بن هارون الحافظ، وجماعة من طبقتهم. وولي القضاء بمدينة المنصور بالشرقية؛ وحدّث ببغداد شيئا يسيرا؛ ونزل مصر وحدث بها فأكثر؛ وكتب عنه عامة أهلها؛ وسمع منه أبو الحسن الدارقطني؛ وعبد الغني بن سعيد الحافظان؛ وكان ثقة. وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمّد ابن الحسين المعروف بابن الطفال المصري.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قَالَ صرف الحسين بن عمر بن محمد القاضي عن قضاء مدينة المنصور؛ وولي مكانه أبو طاهر محمد بن عبد الله بن نصر بن بجير. وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن محمد؛ وله تقدم عنده وخاصية به؛ ثم ولاه القضاء بواسط؛ وأقام بها مدة طويلة يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمد وهو على ذلك؛ وأقام بعده مدة على ولايته ثم عزله بحكم عند دخوله إلى واسط ونكبه؛ وصار إلى بغداد فأقام في منزله ثم ولي قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها؛ وكان حسن السيرة جميل الأمر.
وأخبرنا على بن المحسن القاضي قال: أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال: واستقضى المتقي لله علي مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، أبا طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن نصر، وله أبوة في القضاء شديد المذهب متوسط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون بحضرته، فكان يتوسط بينهم ويكلمهم كلاما سديدا، ويجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب محمود وطريقة حسنة، ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه السنة في شوال، ثم استقضى المستكفي أبا الطاهر على الشرقية في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. فكانت ولايته أقل من خمسة أشهر.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري. قَالَ: توفي أبو الطّاهر القاضي سنة سبع وستين وثلاثمائة. حَدَّثَنِي بذلك جماعة من شيوخنا المصريين. قَالَ: ومولده في سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان قاضيا بمصر ثم استعفى من القضاء قبل موته بيسير، وبمصر مات، وكان فاضلا ذكيا متقنا لما حدث به

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي البصري البغدادي: القاضي السدوسي من بيوت العلم بها وذوي الأقدار الثقة الأمين الفاضل الفقيه الكثير السماع العالم الكامل، سمع من بشر بن موسى وأبي أحمد بن عبدوس ومحمد بن هارون وأبي بكر الفرياني وجعفر بن يحيى العطار وأبي إسحاق الزجاج وأبي بكر محمد بن سليمان السروري والقاضي أبي عمر الحمادي وجماعة، سمع منه أبو الحسن الدارقطني وعبد الغني بن سعيد وانتخبا له جزءًا من حديثه وأبو الحسن الجوهري وغيرهم، له كتاب في الفقه أجاب فيه عن مسائل مختصر المزني طى قول مالك واختصر تصير الجياني وتفسير البلخي تولى قضاء بغداد ثم مصر، مولده سنة 279هـ وتوفي سنة 367 ص [977 م].

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

 

 

 

محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي، أبو الطاهر:
فقه مالكي محدث. من قضاة مصر. كان محدث زمانه. أصله من البصرة. ولي قضاء " مدينة المنصور " نحو أربعة أشهر (سنة 329) ثم ولاه المستكفي قضاء الشرقية (ببغداد) سنة 334 نحو خمسة أشهر. وولي قضاء مصر سنة 348 فاستمر الى أن دخل " جوهر " مصر، فأقره وألزمه أن يحكم في المواريث والطلاق والهلال بقول الشيعة. ووصل " المعز " فأشرك معه في القضاء علي بن النعمان. وأصيب بفالج، فصُرف عن العمل سنة 360 وأقام بمصر إلى أن توفي. كان شاعرا حسن البديهة، مناظرا قوي الحجة، جوادا  .

-الاعلام للزركلي-

 

 

محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بُجَيْر القاضي أبو الطّاهر الذُّهْلي البغدادي،
نزيل مصر وقاضيها.
ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حَذْلَم، وأبا علي بن هارون.
وَحَدَّثَ عَنْ: بِشْر بن موسى، وأبي مسلم الكَجيّ، وأبي العبّاس ثعلب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وأبي خليفة، وخلقٍ سواهم.
رَوَى عَنْهُ: الدَارقُطْنيّ، وتمّام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاجّ الإشْبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطّفّال، وآخرون.
ووثّقه الخطيب.
قال ابن ماكولا: أخبرنا أبو القاسم بن ميمون الصدفي، قال: أخبرنا عبد الغني الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطّاهر كتاب " العلم " ليوسف بن يعقوب، فلما فرغ قلت: كما قُرئ عليك؟ قال: نعم، إلا اللّحنة بعد اللّحنة. قلت: أيّها القاضي فسَمِعْتَه مُعْرَبًا؟ قال: لا. قلت: هذه بهذه، وقمت من ليلتي، فجلست عند التميم النّحْوِي.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضي المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذُّهْلي، وله أبُوّة في القضاء، سديد المذهب، متوسّط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسط بينهم، ويتكلّم بكلام سديد، ثم صُرِف بعد أربعة أشهر، ثم استُقْضِيَ على الشرقيّة سنة أربع وثلاثين، وعزل بعد نحو خمسة أشهر.
وقال عبد الغني: سألت أبا الطَّاهر عن أوّل ولايته القضاء، فقال: سنة عشر وثلاثمائة. وقد كان ولي البصرة، وقال لي: كتبت العلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين ولي تسعُ سنين.
قال: وقرأ القرآن كلّه وله ثمان سنين، وكان مُفَوَّهًا، حَسَنَ البديهة، شاعرا، حاضر الحجة، علامة، عارفاً بأيام الناس، وكان غزير الحِفْظ، لا يَمَلُّه جليسه من حُسْن حديثه، وكان كريمًا، ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة.
قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمعْ بالقاضي أبي الطاهر فسلّمْ عليه، وقُلْ له: إنّه بلغني أنّك تَنْبَسِط مع جُلَسَائك، وهذا الانبساط يُقِلُّ هَيْبَةَ الحُكم، فَأَعْلَمْتُهُ بذلك، فقال لي: قل للأستاذ: لستُ ذا مالٍ أفيض به على جُلَسائي، فلا يكون أقلّ من خُلُقي، فأخبرتُ الأستاذَ، فقال: لا تعاوِدْه، فقد وضع القَصْعَة.
قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنّه سمع أبا بكر بن مقاتل يقول: أنفق القاضي أبو الطاهر بيت مالٍ خَلَّفَه له أبوه.
قال عبد الغني: لما تلقّى أبو الطّاهر القاضي المُعِزَّ أبا تميم بالإسكندرية ساءله المُعِزّ، فقال: يا قاضي كم رأيت من خليفة؟ قال: واحدًا، قال: مَن هو؟ قال: أنت، والباقون مُلُوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له: أحَجَجَتَ؟ قال: نعم. قال: وسلَّمت على الشَّيْخَيْن؟ قال: شغلني عنهما النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، كما شغلني أمير المؤمنين عن وليّ عهده، فازداد به المُعِزّ إعجابًا، وتخلّص من وليّ العهد، إذ لم يسلّم عليه بحضرة المُعِزّ، فأجازه المُعِزُّ يومئذ بعشرة آلاف دِرْهَم.
وحدّثني زيد بن علي الكاتب، قال: أنشدنا القاضي أبو الطّاهر السَّدُوسي لنفسه:
إنّي وإنْ كنتُ بأمر الهَوَى ... غِرًّا فسِتْري غيرُ مَهْتُوكِ
أكني عن الحبّ ويبكي دَمًا ... قلبي ودمعي غير مَسْفُوكِ
فظاهري ظاهرُ مُسْتملكٍ ... وباطني باطن مملوك
أخبرني أبو القاسم خمار بن علي بصُور، قال: أتيت القاضي أبا الطّاهر بأبيات قالها في ولده، فبكى وأنشدناها وهي:
يا طالباً بعد قتلـ ... ـي الحَجّ لله نُسْكًا
تَرَكْتَني فيك صَبًّا ... أبكي عليك وأبكي
وكيف أسْلُوك قُلْ لي ... أمْ كيف أصبر عَنْكا
روحي فِداؤك هذا ... جزاء عبدِك مِنْكا
حدّثني محمد بن علي الزَّيْنَبي، قال: حدثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنّا في دار القاضي أبي الطّاهر، نسمع عليه، فلمّا قمنا صاح بي بعض من حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقّب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطّاهر، فأنفذ إلينا حاجبه، فقال: من القاضي فيكم؟ فأشاروا إليّ، فلمّا دخلت عليه قال لي: أنت القاضي؟ فقلت: نعم، فقال لي: فأنا ماذا؟ فسكتُّ، ثم قلتُ: هو لقب لي، فتبسّم، وقال لي: تحفظ القرآن؟ قلت: نعم، قال: تَبِيتُ عندنا الليلة أنت وأربعةُ أنْفُسٍ معك، وتواعِدُهم ممّن تَعْلَمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتينا المغرب فقدم إلينا ألوان وحلواء، ولم يحضر القاضي، فلما قارَبْنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستر، ومنعنا عن القيام، وقال: كُلُوا معي، فلم آكل بَعْدُ، ولا يجوز أن تَدَعُوني آكُل وحدي، فَعَرَفُنا أن الذي دعاه إلى مبيتنا عنده غَمُّهُ على ولده أبي العبّاس، وكان غائبًا بمكّة، ثم أمر من يقرأ منّا، ثمّ استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول، فقام جماعة منّا وتَوَاجَدُوا بين يديه، ثم قال شِعْرًا في وقته، وألقاه على ابن المقارعي فغنى به، والشعر هو:
يا طالبًا بعد قتْلي
فبكى القاضي بكاءً شديدًا، وقدم ابنه بعد أيام يسيرة.
نقلت هذا وما قبله من خطّ أمين الدّين محمد بن أحمد بن شهيد، قال: وجدت بخطّ عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك.
قال ابن زُولاق في " أخبار قُضاة مصر ": ولد أبو طاهر الذُّهْلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاءَ واسط، فصرف بابنه أبي طاهر عن واسط، وولي موضعه، واخبرني أبو طاهر أنّه كان يَخْلِف أباه على البصْرة سنة أربعٍ وتسعين. ثم قال: وولي قضاءَ دمشق من قِبَل المطيع، فأقام بها تِسْعَ سِنين، ثم دخل مصر زائرًا لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعُملت عليه محاضر، فعُزل، وأقام بمصر إلى آخر أيّام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابنُ وليد وبذل ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك الخادم، فمدح الشهود أبا طاهر وقاموا معه، فولاه كافور، وطلب له العهد من ابن أمّ شَيْبان، فولاه القضاء، وحُمدت سيرته بمصر، واختصر " تفسير الْجُبّائي " و" تفسير البَلْخي "، ثم أنّ عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق. وكان أبو طاهر قد عُني به أبوه، فسمّعه سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار.
قال: وقد سمع من: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يُخَرّج عنهم شيئًا لصِغَره، وحصل للنّاس عنه، إملاء وقراءةً، نحوُ مائتي جُزْء، وحدث بكتاب " طبقات الشعراء " لمحمد بن سلام، عن أبي خليفة الْجُمَحي، عن ابن سلام. ولم يزل أمره مستقيمًا إلى أن لحقته علة عطلت شقه في سنة ست وستين وثلاثمائة، فقلد العزيز حينئذ القضاء عليّ بن النُّعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ستَّ عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلاً، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه،
وَتُوفِّي في آخر يومٍ من سنة سبعٍ وستّين.
قلت: وقيل: تُوُفّي أبو الطَّاهر في سَلْخ ذي القعدة من السنة، وكان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ: أَخْبَرَكَ المسلم المازني، قال: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَانِيُّ سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا سهل بن بشر، قال: أخبرنا علي بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ، قال: حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزٌ قَالَ: " وَيْحَكَ لَعلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ "؟ قَالَ: لا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنكتها؟ لا يكني، قَالَ: نَعَمْ. فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.
- تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام: لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (ت748هـ).

 


محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن صالح بن عبد الله بن أسامة أبو الطاهر الذهلي
القاضي السدوسي البصري البغدادي المالكي ولي قضاء بغداد وواسط ودمشق ومصر وكان أبوه ولي قضاء البصرة وواسط وكان يستخلف ولده هذا. دخل أبو طاهر مصر سنة أربعين وثلاثمائة وحج منها وعاد إليها وتولى القضاء بها ولم يتول قضاء مصر أحد من القضاة الذين تولوا قضاء بغداد غيره وغير يحيى بن أكثم. وروى أبو طاهر عن أبي غالب: علي بن أحمد بن النضر وإسحاق بن خالويه والحسين بن الكميت وأبي مسلم الكجي وأبي خليفة: الفضل بن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي ويوسف بن يعقوب القاضي وجماعة كثيرة من الأعيان.
وقال بن زولاق: كان أبو الطاهر كثير الحديث والأخبار واسع المذاكرة قد عنى به أبوه فسمعه في سنة سبع وثمانين ومائتين فأدرك جماعة منهم علي بن محمد السمسار وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما كثيراً تركته اختصاراً وحدث ببغداد يسيراً ونزل مصر فحدث بها وأكثر وكتب عنه عامة أهلها وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني وأبو أسامة الهروي والحافظ عبد المغني بن سعيد وأبو العباس الصيرفي وخلائق لا يحصون كثرة.
وذكره بن ماكولا فقال: كان ثقة ثبتاً كثير السماع فاضلاً وهو ثبت جليل في الحديث والقضاء وكان يذهب إلى قول مالك بن أنس
وربما اختار وكان من أهل القرآن والعلم والأدب متفنناً في علوم وله كتاب في الفقه أجاب فيه عن مسائل مختصر المزني على قول مالك بن أنس واختصر تفسير الجياني وتفسير البلخي وكان يخالف قول مالك في الحكم باليمين مع الشاهد ويحكى أن أباه وإسماعيل القاضي كان لا يحكمان به وكانا مالكيين وكان إذا شهد عنده الشاهد الواحد ليس معه سواه رد الحكم.
ومما استحسن من كلام أنه تلقى الخليفة المعز لدين الله بالإسكندرية وهو أحد الخلفاء العبيديين وكان مع الخليفة قاضيه النعمان بن محمد فلما جلس أبو طاهر عنده سأله الخليفة عن أشياء منها: أنه قال له كم رأيت من خليفة؟ فقال: واحد فقال: ومن هو؟ فقال: أنت والباقي ملوك ثم قال له: حججت؟ قال: نعم قال: وزرت؟ قال: نعم قال: سلمت على الشيخين؟ قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده.
فأرضى الخليفة وتخلص من ولي عهده وكان لم يسلم عليه بحضرة الخليفة فازداد الخليفة به عجباً وخلع عليه وأبقاه على ولايته. وأجازه بعشرة آلاف درهم. وأقام النعمان بن محمد بمصر لا ينظر في شيء اختياراً.
ولما أسن وضعف عزله العزيز بالله وولى علي بن النعمان فكانت ولاية أبي الطاهر ست عشرة سنة وقيل ثمان عشرة سنة وقيل إنه لم يعزل بل استعفى قبل موته بيسير. ومولده سنة تسع وسبعين ومائتين وهي سنة النجباء ولد فيها هو وجعفر بن الفرات والحسين بن القاسم بن عبيد الله وغيرهم.
وقال رحمه الله: كتبت العلم بيدي ولي تسع سنين. وتوفي بمصر سنة سبع وستين وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة وقيل غير ذلك.
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب: لإبراهيم بن علي، ابن فرحون، برهان الدين اليعمري (ت799هـ).