حُسَين بن وَليد بن نَصْر: من أهْل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبا القَاسِم، ويُعْرَف: بآن العريف.
كان: نَحوياً عَالَماً بالعَرَبية، مُتَقَدِّماً فيها. أخَذ بقُرْطُبَة عن آبن القُوطيّة وغيره. ورحَل إلى المشْرق فَسَمِع بِمصر من أبي الطَّاهر القَاضي، والحَسن بن رَشِيق وغيرهما، وأقام بمصر أعْواماً؛ ثُمَّ آنصرف إلى الأندلُس فاستَأدَبه المنْصور لِبَنيه وقرَّبَه من صُحْبَته، وكان: شاعراً كثيرَ المديح له، ولهُ حُظٌ في عِلم الكلاَم إلى أدبه. وتُوفِّي (رحمه الله) : بِطُلَيْطُلَة في غزاة الصَّابِقَة وذَلِك: في رَجب سَنة تِسعين وثلاث مائةٍ ودُفِن بها.
-تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي-
الحسين بن الوليد بن نصر أبو القاسم .
نحوي، متقدم في العربية، أخذ عن ابن القوطية، مؤدب لأولاد المنصور له كتاب يرد فيه على ابن النحاس مسائل من النحو وله مسألة في العربية، وضعها لولدي المنصور بن عامر. وهي: ضرب الشاتم القاتل محبك. وآدك قاصدك معجبا خالد. فيها مائتا ألف وجه، واثنان وسبعون ألف وجه، وثمانية وستون وجها. وله شرح يتضمن تقرير هذه الأوجه. وله مع صاعد اللغوي حكاية مستملحة هي أنه أتى المنصور بوردة في أول إبانة، فقال صاعد:
أتتك أبا عامر وردة ... يحاكي لك المسك أنفاسها
كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكملها راسها
فاستحسن المنصور ما قاله، وتابعه الحاضرون على ذلك. فحسده ابن العريف. وقال: هي للعباس بن الأحنف، ومضى إلى البيت وزاد عليها أبياتا وألحقها في دفتر عتيق وجاء بها فحلف ابن صاعد فلم يصدق، وجزم بأنه سرقها. وهي:
عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها
فألفيتها وهي في خدرها ... وقد صدع السكر أناسها
فقالت: أسار على هجعة ... فقلت: بلى، فرمت كاسها
ومدت إلى وردة كفها ... يحاكي لك المسك أنفاسها
كعذارء أبصرها مبصر ... فغطت بأنفاسها راسها
وقالت:
خف الله، لا تفضحـ ... ـن في ابنه عمك عباسها
توفي سنة تسعين وثلاثمائة 390ه.
البلغة في تراجم أئمة النحو والبلغة للمؤلف الفيروز آبادي ص124.