علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني البغدادي أبي الحسن

تاريخ الولادة306 هـ
تاريخ الوفاة385 هـ
العمر79 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق
  • الكوفة - العراق
  • بغداد - العراق
  • واسط - العراق
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • مصر - مصر

نبذة

هو: علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود الإمام الحافظ، أبي الحسن الدارقطني البغدادي صاحب التصانيف وأحد الأعلام الثقات. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

الترجمة

 أبي الحسن الدارقطني
هو: علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود الإمام الحافظ، أبي الحسن الدارقطني البغدادي صاحب التصانيف وأحد الأعلام الثقات.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
ولد «الدارقطني» سنة ست وثلاثمائة من الهجرة.
وما أن بدأت مواهبه حتى أخذ يرحل إلى الأقطار يأخذ عن علمائها ويتلقى عن شيوخها وقد رحل في ذلك إلى كل من مصر، والشام، وأخذ القرآن وحروف القراءات عن عدد كبير من خيرة العلماء، وفي هذا يقول الإمام «ابن الجزري»:
«عرض الدارقطني القراءات على أبي بكر النقاش، وأبي الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، ومحمد بن الحسن الطبري، ومحمد بن عبد الله الحربي، وأبي بكر محمد بن عمران التمار، ومحمد بن أحمد بن قطن، وأبي الحسن بن بويان، وأحمد بن محمد الديباجي، وسمع كتاب السبعة من أبي بكر بن مجاهد.
وكان إماما في القراء، والنحويين، سألته عن العلل والشيوخ، وصادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها، منها: «المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال وغريب اللغة، وكتاب القراءات، وكتاب السنن، والمعرفة بمذاهب الفقهاء».
وقال: البرقاني أحد تلاميذه: كان الدارقطني يملي عليّ العلل من حفظه». وقال أبي ذر الهروي: قيل للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا.
ومما يدل على فصاحة لسان «الدارقطني» الكثير من الآراء والأخبار، أذكر منها الخبر التالي: يقول «الخطيب البغدادي»: حدثني «الازهري» أن «أبا الحسن الدارقطني» لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له «مسلم بن عبيد الله» وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار. وكان «مسلم» أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعة على العربية. فسأل الناس «أبا الحسن الدارقطني» أن يقرأ كتاب النسب، ورغبوا في سماعة بقراءته، فأجابهم إلى ذلك، واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب، والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة، أو يظفروا منه بسقطة، فلم يقدروا على ذلك، حتى جعل «مسلم» يعجب ويقول له: «وعربية أيضا».
وكان الدارقطني ملمّا بكثير من العلوم يحفظها عن ظهر قلب، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: «حدثنا محمد بن علي الصوري قال: سمعت أبا محمد رجاء بن محمد بن عيسى المعدل يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني: فقلت له:رأى الشيخ مثل نفسه؟
كما أخذ الدارقطني حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من خيرة العلماء. وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: سمع «أبا القاسم البغوي» وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وبرز بن الهيثم القاضي، وأحمد بن اسحاق البهلول. وعبد الوهاب بن أبي حية، والفضل بن أحمد الزبيدي، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا سعيد العدوي، ويوسف بن يعقوب النيسأبيري، وأبا حامد بن هارون الحضرمي، وأحمد بن عيسى السكين البلدي. وإسماعيل بن العباس الوراق، وإبراهيم بن حماد القاضي، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ومن بعدهم.
تصدر «الدارقطني» إلى تعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. يقول «الإمام ابن الجزري»: «تصدر «الدارقطني» في أواخر عمره للإقراء، وألف في القراءات كتابا جليلا لم يؤلف مثله، وهو أول من وضع أبياب الأصول قبل «الفرش». ولم يعرف مقدار الكتاب إلا من وقف عليه، ولم يكمل حسن كتاب «جامع البيان» لأبي عمرو الداني ت 444 هـ إلا لكونه نسجا على منواله.
وروى عن الدارقطني حروف القراءات من كتابه هذا محمد بن إبراهيم بن أحمد. ثم يقول: «ابن الجزري»: «وقد رحل «الدارقطني» إلى مصر والشام.
وهو كبير فأفاد، وروى عنه خلق وأئمة كبار مثل: العلامة أبي حامد الأسفراييني، وأبي ذر المعروي، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي بكر البرقاني، وعبد الغني الازدي، وتمام الرّازي، وأبي نعيم الأصبهاني، وأبي محمد الخلال، وأبي الطيب الطبري، وأبي الحسن بن المهتدي بالله.
وقد منح الخالق العظيم «الدارقطني» ذاكرة قوية، وحافظة أمينة. وفي هذا يقول «الحاكم»: صار «الدارقطني» أوحد عصره في الحفظ، والفهم، والورع، فقال لي: قال الله تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ فقلت له: لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله، فقال لي: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا».
ومن الأدلة أيضا على حافظة «الدارقطني» القوية الخبر التالي: قال البغدادي: «حدثنا الأزهري قال: بلغني أن «الدارقطني» حضر في حداثته مجلس «اسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءا كان معه، وإسماعيل يملي، فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ. فقال له «الدارقطني»:
فهمي للاملاء خلاف فهمك. ثم قال: كم تحفظ، كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن، فقال: لا أعرف، فقال «الدارقطني»: أملى ثمانية عشر حديثا، فعدت الأحاديث فوجدت كما قال. ثم قال «الدارقطني»: الحديث الاول منها عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان، عن فلان، و، متنه كذا، ولم يزل يذاكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الاملاء حتى أتى على آخرها. فتعجب الناس منه.
كان الدارقطني مع غزارة علمه قوي الملاحظة، ودقيقا في ضبطه للكلمات والأسماء، والأخبار في ذلك كثيرة. أذكر منها الخبر التالي: قال البغدادي: قال الخلال: وغاب مستملي «أبي الحسن الدارقطني» في بعض مجالسه فاستمليت عليه. فروى حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى» فقلت: اللهم انك عفو- وخففت الواو- فأنكر ذلك وقال: «عفوّ» بتشديد الواو.
وقال «الأزهري»: رأيت «محمد بن أبي الفوارس» وقد سأل «أبا الحسن الدارقطني» عن علة حديث فأجابه ثم قال له: «يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري».
لقد كانت ثقافة «الدارقطني» متعددة، فكما كان من علماء القراءات والحديث كان من علماء الفقه، وفي هذا يقول البغدادي: وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: لم يسبق «أبي الحسن» إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبياب المتقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم، ويحذون حذوه، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فان كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري، وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، وكتب الحديث عن أبي سعيد نفسه، ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر، وقيل: إنه يحفظ دواوين جماعة من الشعراء.
ثم يقول «البغدادي»: سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول: كان «الدارقطني» أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه، وسلم له يعني سلم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم، ثم يقول «البغدادي»: حدثني «الصوري» قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ «بمصر» يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثلاثة: علي بن المديني، في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته. قال «البرقاني»: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرا اذا حكى عن «أبي الحسن الدارقطني» شيئا يقول: قال أستاذي:
وسمعت أستاذي، فقلت له في ذلك، فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من «أبي الحسن الدارقطني».
لقد احتل «الإمام الدارقطني» مكانة سامية ومنزلة رفيعة بين العلماء مما استوجب الثناء عليه تقديرا لعلمه وخلقه وفضله حول هذه المعاني السامية يقول «البغدادي»: «كان الدارقطني فريد عصره وقريع دهره ونسيجا وحده وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث. وأسماء الرجال، وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث منها القراءات.
ثم يقول «البغدادي»: وحدثني أبي الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال: سمعت: أبا ذر العروي: يقول: سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وسئل عن الدارقطني فقال: قال لي «الأزهري»: كان «الدارقطني» ذكيا اذا ذوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، ولقد حدثني «محمد بن طلحة» أنه حضر مع «أبي الحسن» في دعوة عند بعض الناس ليلة. فجرى شيء من ذكر «الأكلة» فاندفع «أبي الحسن» يورد أخبار «الأكلة» وحكاياتهم ونوادرهم حتى قطع ليلته أو أكثرها بذلك».
توفي «الدارقطني» ثامن ذي القعدة لسنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله ثمانون سنة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

 

 

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ الدَّارَقُطْنِيُّ عَالِمٌ مُتْقِنٌ غَايَةً فِي الْحِفْظِ وَفِيٌّ رَضِيَهُ الْعُلَمَاءُ كُلُّهُمْ سَمِعَ الْبَغَوِيَّ وَابْنَ أَبِي دَاوُدَ وَابْنَ صَاعِدٍ ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى شُيُوخٍ بَعْدَهُمْ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَاخْتَتَمَ بِهِ الشُّيُوخُ فِي هَذَا الشَّأْنِ بِبَغْدَادَ وَكَانَ بِهَا بَعْدَهُ حُفَّاظٌ مَاتُوا فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ والحسين بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُكَيْرٍ وَأبو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ الْبَغْدَادِيَّانِ

الإرشاد في معرفة علماء الحديث - أبو يعلى الخليلي، خليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني.

 

 

 

علي بن عمر بن أَحْمد بن مهدي بن مَسْعُود بن النُّعْمَان بن دِينَار بن عبد الله الإِمَام الْجَلِيل أَبُو الْحسن الدارقطني البغدادي الْحَافِظ
الْمَشْهُور الِاسْم صَاحب المصنفات إِمَام زَمَانه وَسيد أهل عصره وَشَيخ أهل الحَدِيث
مولده فى سنة سِتّ وثلاثمائة
سمع من أَبى الْقَاسِم البغوى وأبى بكر بن أَبى دَاوُد وَابْن صاعد وَمُحَمّد بن هَارُون الحضرمى وعَلى بن عبد الله بن مُبشر الواسطى وأبى عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القاضى وَالقَاسِم وَالْحُسَيْن ابنى المحاملى وأبى بكر بن زِيَاد النيسابورى وأبى روق الهزانى وَبدر بن الْهَيْثَم وَأحمد بن إِسْحَاق بن البهلول وَأحمد بن الْقَاسِم الفرائضى وأبى طَالب أَحْمد بن نصر الْحَافِظ وَخلق كثير بِبَغْدَاد والكوفة وَالْبَصْرَة وواسط
ورحل فى الكهولة إِلَى الشَّام ومصر فَسمع القاضى أَبَا الطَّاهِر الذهلى وَهَذِه الطَّبَقَة
روى عَنهُ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإسفراينى الْفَقِيه وَأَبُو عبد الله الْحَاكِم وَعبد الْغنى ابْن سعيد المصرى وَتَمام الرازى وَأَبُو بكر البرقانى وَأَبُو ذَر عبد بن أَحْمد وَأَبُو نعيم الأصبهانى وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال وَأَبُو الْقَاسِم التنوخى وَأَبُو طَاهِر بن عبد الرَّحِيم الْكَاتِب والقاضى أَبُو الطّيب الطبرى وَأَبُو الْحسن العتيقى وَحَمْزَة السهمى وَأَبُو الْغَنَائِم بن الْمَأْمُون وَأَبُو الْحُسَيْن بن المهتدى بِاللَّه وَأَبُو مُحَمَّد الجوهرى وَخلق كثير
قَالَ الْحَاكِم صَار الدارقطنى أوحد عصره فى الْحِفْظ والفهم والورع وإماما فى الْقُرَّاء والنحويين وفى سنة سبع وَسِتِّينَ أَقمت بِبَغْدَاد أَرْبَعَة أشهر وَكثر اجتماعنا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار فصادفته فَوق مَا وصف لى وَسَأَلته عَن الْعِلَل والشيوخ
قَالَ وَأشْهد أَنه لم يخلف على أَدِيم الأَرْض مثله
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ الدارقطنى فريد عصره وقريع دهره ونسيج وَحده وَإِمَام وقته انْتهى إِلَيْهِ علم الْأَثر والمعرفة بعلل الحَدِيث وَأَسْمَاء الرِّجَال مَعَ الصدْق والثقة وَصِحَّة الِاعْتِقَاد والاضطلاع من عُلُوم سوى علم الحَدِيث مِنْهَا الْقرَاءَات فَإِن لَهُ فِيهَا مصنفا مُخْتَصرا جمع الْأُصُول فى أَبْوَاب عقدهَا فى أول الْكتاب وَسمعت من يعتنى بالقراءات يَقُول لم يسْبق أَبُو الْحسن إِلَى طَرِيقَته الَّتِى سلكها فى عقد الْأَبْوَاب الْمُقدمَة فى أول الْقرَاءَات وَصَارَ الْقُرَّاء بعده يسلكون ذَلِك وَمِنْهَا الْمعرفَة بمذاهب الْفُقَهَاء فَإِن كِتَابه السّنَن يدل على ذَلِك وبلغنى أَنه درس فقه الشافعى على أَبى سعيد الإصطخرى وَقيل على غَيره
وَمِنْهَا الْمعرفَة بالأدب وَالشعر فَقيل إِنَّه كَانَ يحفظ دواوين جمَاعَة
قَالَ وحدثنى الأزهرى قَالَ بلغنى أَن الدارقطنى حضر فى حداثته مجْلِس إِسْمَاعِيل الصفار فَجَلَسَ ينْسَخ جُزْءا والصفار يملى فَقَالَ رجل لَا يَصح سماعك وَأَنت تنسخ فَقَالَ الدارقطنى فهمى للإملاء خلاف فهمك تحفظ كم أمْلى الشَّيْخ قَالَ لَا قَالَ أمْلى ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا الحَدِيث الأول عَن فلَان عَن فلَان وَمَتنه كَذَا والْحَدِيث الثانى عَن فلَان عَن فلَان وَمَتنه كَذَا ثمَّ مر فى ذَلِك حَتَّى أَتَى على الْأَحَادِيث فتعجب النَّاس مِنْهُ أَو كَمَا قَالَ
وَقَالَ رَجَاء بن مُحَمَّد الْمعدل قلت للدارقطنى رَأَيْت مثل نَفسك فَقَالَ قَالَ الله تَعَالَى {فَلَا تزكوا أَنفسكُم} فألححت عَلَيْهِ فَقَالَ لم أر أحدا جمع مَا جمعت
وَقَالَ أَبُو ذَر عبد بن أَحْمد قلت للْحَاكِم بن البيع هَل رَأَيْت مثل الدارقطنى فَقَالَ هُوَ لم ير مثل نَفسه فَكيف أَنا
وَقَالَ أَبُو الطّيب القاضى الدَّارَقُطْنِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ فى الحَدِيث
وَقَالَ الأزهرى كَانَ الدارقطنى ذكيا إِذا ذوكر شَيْئا من الْعلم أى نوع كَانَ وجد عِنْده مِنْهُ نصيب وافر وَلَقَد حَدَّثَنى مُحَمَّد بن طَلْحَة النعالى أَنه حضر مَعَ الدارقطنى دَعْوَة فَجرى ذكر الْأكلَة فَانْدفع الدارقطنى يُورد أخبارهم ونوادرهم حَتَّى قطع أَكثر ليلته بذلك

وَقَالَ الأزهرى رَأَيْت الدَّارَقُطْنِيّ أجَاب ابْن أَبى الفوارس عَن عِلّة حَدِيث أَو اسْم ثمَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الْفَتْح لَيْسَ بَين الشرق والغرب من يعرف هَذَا غيرى
وَقَالَ البرقانى كَانَ الدراقطنى يملى على الْعِلَل من حفظه قَالَ وَأَنا الذى جمعتها وَقرأَهَا النَّاس من نسختى
قَالَ شَيخنَا الذهبى وَهَذَا شىء مدهش فَمن أَرَادَ أَن يعرف قدر ذَلِك فليطالع كتاب الْعِلَل للدراقطنى
وَقَالَ الْخَطِيب حَدَّثَنى العتيقي قَالَ حضرت الدراقطنى وجاءه أَبُو الْحسن البيضاوى بغريب ليسمع مِنْهُ فَامْتنعَ واعتل بِبَعْض الْعِلَل فَقَالَ هَذَا رجل غَرِيب وَسَأَلَهُ أَن يملى عَلَيْهِ أَحَادِيث فأملى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن من حفظه مَجْلِسا تزيد أَحَادِيثه على الْعشْرين متون أَحَادِيثه جَمِيعهَا نعم الشىء الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة فَانْصَرف الرجل ثمَّ جَاءَهُ بعد وَقد أهْدى لَهُ شَيْئا فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه سَبْعَة عشر حَدِيثا متون جَمِيعهَا (إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه)
وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْغنى بن سعيد أحسن النَّاس كلَاما على حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة على بن المدينى فى وقته ومُوسَى بن هَارُون فى وقته وعَلى ابْن عمر الدارقطنى فى وقته
وَقَالَ رَجَاء بن مُحَمَّد الْمعدل كُنَّا عِنْد الدارقطنى يَوْمًا والقارىء يقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يتَنَفَّل فَمر حَدِيث فِيهِ نسير بن ذعلوق فَقَالَ القارىء بشير فسبح الدارقطنى

فَقَالَ بشير فسبح فَقَالَ بسير فَتلا الدارقطنى {ن والقلم}
وَقَالَ حَمْزَة بن مُحَمَّد بن طَاهِر كنت عِنْد الدارقطنى وَهُوَ قَائِم يتَنَفَّل فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عبد الله ابْن الْكَاتِب عَمْرو بن شُعَيْب فَقَالَ عَمْرو بن سعيد فسبح الدارقطنى فَأَعَادَهُ وَقَالَ ابْن سعيد ووقف فَتلا الدارقطنى {يَا شُعَيْب أصلاتك تأمرك} فَقَالَ ابْن شُعَيْب
قلت وَهَذَا فى الحكايتين مَعَ حسنه فِيهِ من أَبى الْحسن اسْتِعْمَال للمسألة الْمَشْهُورَة فِيمَن أَتَى فى الصَّلَاة بشىء من نظم الْقُرْآن قَاصِدا للْقِرَاءَة وشىء آخر فَإِن صلَاته لَا تبطل على الْأَصَح وَلَو قصد ذَلِك الشىء الآخر وَحده لبطلت
وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر المقدسى كَانَ للدارقطنى مَذْهَب فى التَّدْلِيس خفى يَقُول فِيمَا لم يسمعهُ من أَبى الْقَاسِم البغوى قرىء على أَبى الْقَاسِم الْبَغَوِيّ حَدثكُمْ فلَان
توفى الدارقطنى يَوْم الْخَمِيس لثمان خلون من ذى الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
قَالَ أَبُو نصر بن مَاكُولَا رَأَيْت فى الْمَنَام كأنى أسأَل عَن حَال الدارقطنى فى الْآخِرَة فَقيل لى ذَاك يدعى فى الْجنَّة الإِمَام

طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي


 

 

 

الدَّارَقُطْنِيّ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام حَافظ الزَّمَان أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر بْن أَحْمد بن مهْدي الْبَغْدَادِيّ
الْحَافِظ الهشير صَاحب السّنَن والعلل والأفراد وَغير ذَلِك
ولد سنة سِتّ وثلاثمائة
وَسمع الْبَغَوِيّ وَابْن أبي دَاوُد وَابْن صاعد وَابْن دُرَيْد وخلائق بِبَغْدَاد وَالْبَصْرَة والكوفة وواسط ومصر وَالشَّام
حدث عَنهُ الْحَاكِم وَأَبُو حَامِد الإسفرايني وَعبد الْغَنِيّ وَالْبرْقَانِي وَأَبُو نعيم وَالْقَاضِي أَبُو الطّيب وخلائق
قَالَ الْحَاكِم أوحد عصره فِي الْفَهم وَالْحِفْظ والورع إِمَام فِي الْقُرَّاء والمحدثين لم يخلف عَن أَدِيم الأَرْض مثله
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ فريد عصره وَإِمَام وقته وانْتهى إِلَيْهِ علم الْأَثر والمعرفة بالعلل وَأَسْمَاء الرِّجَال مَعَ الصدْق والثقة وَصِحَّة الِاعْتِقَاد وَالْأَخْذ من الْعُلُوم كالقراءات فَإِن لَهُ مصنفا سبق فِيهِ إِلَى عقد الْأَبْوَاب قبل فرش الْحُرُوف وتأسى بِهِ الْقُرَّاء بعده والمعرفة بمذاهب الْفُقَهَاء درس الْفِقْه على الْإِصْطَخْرِي والمعرفة بالأدب وَالشعر فَقيل كَانَ يحفظ دواوين جمَاعَة مِنْهُم السَّيِّد الْحِمْيَرِي وَلِهَذَا نسب إِلَى التَّشَيُّع وَمَا أبعده مِنْهُ
قَالَ رَجَاء بن الْمعدل قلت للدارقطني هَل رَأَيْت مثل نَفسك فَقَالَ قَالَ الله تَعَالَى {فَلَا تزكوا أَنفسكُم} فألححت عَلَيْهِ فَقَالَ لم أر أحد جمع مَا جمعت
وَقَالَ أَبُو ذَر الْحَافِظ قلت للْحَاكِم هَل رَأَيْت مثل الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ هُوَ لم ير مثل نَفسه فَكيف أَنا وَكَانَ عبد الْغَنِيّ إِذا ذكر الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ أستاذي
قَالَ القَاضِي أَبُو الطّيب الدَّارَقُطْنِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث
وَقَالَ البرقاني أمْلى عَليّ كتاب الْعِلَل من حفظه
قَالَ السّلمِيّ سَمِعت الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول مَا شَيْء أبْغض إِلَيّ من الْكَلَام
وَقَالَ ابْن طَاهِر للدارقطني مَذْهَب خَفِي فِي التَّدْلِيس يَقُول فِيمَا لم يسمعهُ من الْبَغَوِيّ قرىء على أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ حَدثكُمْ فلَان
تصدر فِي آخر أَيَّامه للإقراء وَكَانَ تَلا على ابْن مُجَاهِد والنقاش مَاتَ ثامن ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

 

عَليّ بن عمر [305 - 385]
ابْن أَحْمد بن مهْدي بن مَسْعُود بن النُّعْمَان بن دِينَار بن عبد الله، أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ.
نبئت عَن السلَفِي، عَن أبي الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي، عَن أبي الْحُسَيْن الْعلوِي، عَن القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ قَالَ: رَأَيْت الْحَاكِم أَبَا عبد الله النَّيْسَابُورِي بَين يَدي أبي الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ يسْأَله عَن أَشْيَاء، فَلَمَّا خرجنَا من عِنْده قَالَ: مَا رَأَيْت مثله.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الفوارس الْحَافِظ: توفّي الْحَافِظ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّامِن من ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ، يَعْنِي: وَثَلَاث مئة.
قَالَ: وَكَانَ قد انْتهى إِلَيْهِ علم هَذَا الشَّأْن، وَمَا رَأينَا فِي الْحِفْظ فِي جَمِيع عُلُوم الحَدِيث، والقراءات، وَالْأَدب مثله، وَكَانَ متفنناً.
وَقَالَ غَيره: وَكَانَ مولد الدَّارَقُطْنِيّ سنة خمس، وَقيل: سنة سِتّ وَثَلَاث مئة، وَدفن قربياً من مَعْرُوف الْكَرْخِي (رَضِي الله عَنْهُمَا) .
وَقَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ: وَكَانَ فريد عصره، وقريع دهره ونسيج وَحده، وَإِمَام وقته، انْتهى إِلَيْهِ علم الْأَثر، والمعرفة بعلل الحَدِيث، وَأَسْمَاء الرِّجَال، وأحوال الروَاة، مَعَ الصدْق، وَالْأَمَانَة، والثقة، وَالْعَدَالَة، وَقبُول الشَّهَادَة، وَصِحَّة الِاعْتِقَاد، وسلامة الْمَذْهَب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحَدِيث، مِنْهَا:
علم الْقرَاءَات، فَإِن لَهُ فِيهَا كتاباُ مُخْتَصرا موجزاً جمع الْأُصُول فِي أَبْوَاب عقدهَا أول الْكتاب، وَسمعت بعض من يعتني بعلوم الْقُرْآن يَقُول: لم يسْبق إِلَى طَرِيقَته الَّتِي سلكها فِي عقد الْأَبْوَاب الْمُقدمَة فِي أول الْقرَاءَات، وَصَارَ الْقُرَّاء بعده يسلكون طَرِيقَته فِي تصانيفهم، ويحذون حذوه.
وَمِنْهَا: الْمعرفَة بمذاهب الْفُقَهَاء، فَإِن كِتَابه " السّنَن " الَّذِي صنفه يدل على أَنه كَانَ مِمَّن اعتنى بالفقه، لِأَنَّهُ لَا يقدر على جمع مَا تضمن ذَلِك الْكتاب إِلَّا من تقدّمت مَعْرفَته بالاختلاف فِي الْأَحْكَام.
قَالَ: وَبَلغنِي أَنه درس فقه الشَّافِعِي على أبي سعيد الْإِصْطَخْرِي، وَقيل: درس الْفِقْه على صَاحب لأبي سعيد، وَكتب الحَدِيث عَن أبي سعيد نَفسه.
وَمِنْهَا: الْمعرفَة بالأدب وَالشعر، وَقيل: إِنَّه كَانَ يحفظ دواوين جمَاعَة من الشُّعَرَاء، وَسمعت حَمْزَة بن مُحَمَّد بن طَاهِر الدقاق يَقُول: كَانَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ يحفظ " ديوَان " السَّيِّد الْحِمْيَرِي فِي جملَة مَا يحفظ، فنسب إِلَى التشييع لذَلِك.
وحَدثني الْأَزْهَرِي أَن أَبَا الْحسن لما دخل مصر كَانَ بهَا شيخ علوي من أهل مَدِينَة رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يُقَال لَهُ: مُسلم بن عبيد الله، وَكَانَ عِنْده كتاب " النّسَب "، عَن الْخضر بن دَاوُد، عَن الزبير بن بكار، وَكَانَ مُسلم أحد الموصوفين بالفصاحة، المطبوعين على الْعَرَبيَّة، فَسَأَلَ النَّاس أَبَا الْحسن أَن يقْرَأ عَلَيْهِ كتاب " النّسَب "، وَرَغبُوا فِي سَمَاعه بقرَاءَته، فأجابهم إِلَى ذَلِك، وَاجْتمعَ فِي الْمجْلس من كَانَ بِمصْر من أهل الْعلم وَالْأَدب وَالْفضل، فحرصوا على أَن يحفظوا على أبي الْحسن لحنة، أَو يظفروا مِنْهُ بسقطه، فَلم يقدروا على ذَلِك، حَتَّى جعل مُسلم يعجب، وَيَقُول: وعربية أَيْضا

قَالَ: وحَدثني الصُّورِي قَالَ: سَمِعت أَبَا مُحَمَّد رَجَاء بن مُحَمَّد الْمعدل قَالَ: قلت للدارقطني: رأى الشَّيْخ مثل نَفسه؟ فَقَالَ لي:: قَالَ الله: {فَلَا تزكوا أَنفسكُم} [النَّجْم: 32] ، فَقلت لَهُ: لم أرد هَذَا، إِنَّمَا أردْت أَن أعلمهُ لأقول: رَأَيْت شَيخا لم ير مثله، فَقَالَ: إِن كَانَ فِي فن وَاحِد فقد رَأَيْت من هُوَ أفضل مني، وَإِن كَانَ من اجْتمع فِيهِ مَا اجْتمع فِي فَلَا. انْتهى كَلَام الْخَطِيب.
وروى ابْن طَاهِر: أَن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: مَا فِي الدُّنْيَا شَيْء أبْغض إِلَيّ من الْكَلَام، وَأَنه كَانَ طوَالًا أَبيض.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

 

 

علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدّارقطنيّ الشافعيّ:
إمام عصره في الحديث، وأول من صنف القراآت وعقد لها أبوابا. ولد بدار القطن (من أحياء بغداد) ورحل إلى مصر، فساعد ابن حنزابة (وزير كافور الإخشيدي) على تأليف مسندة. وعاد إلى بغداد فتوفي بها.
من تصانيفه كتاب " السنن - ط " و " العلل الواردة في الأحاديث النبويّة - خ " ثلاثة مجلدات منه، و " المجتبى من السنن المأثورة - خ " و " المؤتلف والمختلف - خ " الجزء الثاني منه، وهو الأخير، في دار الكتب، حديث، و " الضعفاء - خ " و " أخبار عمرو بن عبيد - ط " جزء منه في وريقات .

-الاعلام للزركلي

 

 

 

أبو الحسن، علي بنُ عمرَ بنِ أحمدَ بنِ مهديٍّ، البغداديُّ، الدارقطنيُّ، الحافظُ المشهور.
كان عالمًا مشهورًا فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي، وانفرد بالإمامة في علم الحديث في عصره، ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، وكان عارفًا باختلاف الفقهاء، ويحفظ كثيرًا من دواوين العرب.
وروى عنه: الحافظُ أبو نعيم الأصبهاني، صاحبُ "حلية الأولياء"، وجماعة كثيرة، وقبل القاضي ابن معروف شهادته، فندم على ذلك، وقال: كان يقبل قولي على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بانفرادي، فصار لا يقبل قولي على نقلي إلا مع آخر!
وصنف كتاب "السنن"، و"المختلف والمؤتلف"، وغيرهما، وأقام عند أبي الفضل بمصر مدة، وبالغ أبو الفضل في إكرامه، وانفق عليه نفقة واسعة، وأعطاه شيئًا كثيرًا، ولم يزل عنده حتى فرغ المسند، وكان يجتمع هو والحافظ عبد الغني المذكور على تخريج المسند وكتابته إلى أن نجز.
وقال الحافظ عبد الغني: أحسنُ الناس كلامًا على حديث رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة 1 - علي بن المديني، في وقته 2 - وموسى بن هارون، في وقته 3 - والدارقطني، في وقته. وسأل الدارقطنيَّ يومًا أحدُ أصحابه، هل رأى الشيخُ مثلَ نفسه؟ فامتنع من جوابه، وقال، قال اللَّه تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، فألح عليه، فقال: إن كان في فن واحد، فقد رأيت من هو أفضل مني، وإن كان من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ، فلا. وكان متفننًا في علوم كثيرة، إمامًا في علوم القرآن.
وكانت ولادته في ذي القعدة سنة 306، وتوفي يوم الأربعاء لثمان خلون، وقيل: للثاني من ذي القعدة، وقيل: ذي الحجة سنة 385 ببغداد، وصلى عليه الشيخ أبو حامد الإسفراييني الفقيهُ المشهور، ودُفن قريبًا من معروفٍ الكَرْخِيِّ في مقبرة باب حربٍ، ودارُ القطنِ: محلةٌ كبيرةٌ ببغداد، واللَّه أعلم.

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.