محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية أبي بكر الأزدي

تاريخ الولادة223 هـ
تاريخ الوفاة321 هـ
العمر98 سنة
مكان الولادةالبصرة - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • فارس - إيران
  • عمان - الأردن
  • البصرة - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي: بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب الأدب وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار. وورد بغداد بعد أن أسن، فأقام بها إلى آخر عمره. وحدث عن عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي. وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السيرافي، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني، وغيرهم.

الترجمة

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي:
بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب الأدب وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار. وورد بغداد بعد أن أسن، فأقام بها إلى آخر عمره. وحدث عن عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي. وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السيرافي، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نبأنا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن قَالَ: قَالَ لنا ابن دريد أنا محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم- قبيل- ابن غانم بن دوس- قبيل- بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عَبْد الله بْن مالك بْن نصر بْن الأزد- قبيل- بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان. قَالَ ابن دريد: وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين ركبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أدوه: وفي هذا يقول قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه ... طريد نفته مذحج والسكاسك
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ نبأنا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد اللغوي قَالَ سمعت ابن دريد يقول: مولدي بالبصرة سكة صالح سنة ثلاث وعشرين وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب قَالَ أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ أنشدنا أبو بكر بن دريد، وَقَالَ هذا أول شيء قلته من الشعر:
ثوب الشباب علي اليوم بهجته ... وسوف تنزعه عنى يد الكبر
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيب على خطر
سمعت أبا بكر محمد بن روق بن علي الأسدي يقول كان يقال إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
حَدَّثَنِي علي بن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بن يوسف الأزرق قَالَ حَدَّثَنِي جماعة، عن أبي بكر بن دريد إنه قَالَ: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي، وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها آذنتنا ببينها أسماء. فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع المعلم حفظت ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرفته ذلك، فاستعظمه وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان وعدني به.
قَالَ أبو الحسن: وكان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وما رأيته قد قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا الحسن الدارقطني، عن ابن دريد فقال تكلموا فيه.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه ما قَالَ الأصمعي، فكان يقول في واحد حَدَّثَنَا الرياشي، وفي آخر حَدَّثَنَا أبو حاتم، وفي آخر حَدَّثَنَا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي يقول: كما يجيء على قلبه.
كتب إلى أبو ذر الهرويّ سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا بكر بن شاذان يَقُول مات ابن دريد سنة إحدى وعشرين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو بكر ابن دريد في يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن نصر القاضي قَالَ نبأنا أبو العلاء حمد بن عبد العزيز قَالَ كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنا لنفسه:
فقدت بابن دريد كل فائدة ... لما غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكى لفقد الجود مجتهدا ... فصرت أبكى لفقد الجود والأدب

 

 

 

مُحَمَّد بن الْحسن بْن دُرَيْد بن عتاهية بن حنتم بن الْحسن بن حمامي، أَبُو بكر الْأَزْدِيّ، صَاحب " الجمهرة "، هَكَذَا نسب نَفسه، وَرَفعه إِلَى نصر بن الأزد.
قَالَ: وحمامي من أول من أسلم من آبَائِي، وَهُوَ من السّبْعين رَاكِبًا الَّذين خَرجُوا مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ من عمان إِلَى الْمَدِينَة، لما بَلغهُمْ وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أدوه.
وَكَانَ ابْن دُرَيْد - عَفا الله عَنَّا وَعنهُ - من أَعْلَام اللُّغَة.
ولد بِالْبَصْرَةِ، وَنَشَأ بعمان، وتنقل فِي جزائر الْبَحْر، وَالْبَصْرَة، وَفَارِس، وَطلب الْأَدَب، وَعلم النَّحْو واللغة حَتَّى برع، وَورد بَغْدَاد بعد أَن علت سنه، فَأَقَامَ بهَا إِلَى حِين وَفَاته، وَكَانَ رَأْسا مُتَقَدما فِي حفظ اللُّغَة، والأنساب، وأشعار الْعَرَب، وَله شعر جيد سَائِر، وَكَانَ أَبوهُ من أهل الرياسة واليسار.

حدث عَن: ابْن أخي الْأَصْمَعِي، وَأبي حَاتِم السجسْتانِي، والرياشي.
وروى عَنهُ: السيرافي، والمرزباني، وَأَبُو بكر ابْن شَاذان، وَغَيرهم. ومولده - فِيمَا رُوِيَ عَنهُ - فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ومئتين.
رُوِيَ لنا عَن أبي مَنْصُور الشَّيْبَانِيّ وَغَيره، عَن الْخَطِيب قَالَ: سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن رزق بن عَليّ الْأَسدي يَقُول: كَانَ يُقَال: إِن أَبَا بكر ابْن دُرَيْد أعلم الشُّعَرَاء، وأشعر الْعلمَاء.
وَبِه، عَن الْخَطِيب: حَدثنِي عَليّ بن المحسن التنوخي، عَن أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف الْأَزْرَق قَالَ: وَكَانَ أَبُو بكر - يَعْنِي: ابْن دُرَيْد - وَاسع الْحِفْظ جدا، مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ، كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ دواوين الْعَرَب كلهَا، أَو أَكْثَرهَا، فيسابق إِلَى تَمامهَا ويحفظها، وَمَا رَأَيْته قطّ قرئَ عَلَيْهِ ديوَان شَاعِر، إِلَّا وَهُوَ يسابق إِلَى رِوَايَته، لحفظه لَهُ.

وَبِه: حَدثنِي عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر قَالَ: سَمِعت حَمْزَة بن يُوسُف يَقُول: سَأَلت أَبَا الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن دُرَيْد، فَقَالَ: تكلمُوا فِيهِ. وَقَالَ حَمْزَة: سَمِعت أَبَا بكر الْأَبْهَرِيّ الْمَالِكِي يَقُول: جَلَست إِلَى جنب ابْن دُرَيْد وَهُوَ يحدث، وَمَعَهُ " جُزْء " فِيهِ: قَالَ الْأَصْمَعِي، فَكَانَ يَقُول فِي وَاحِد: حَدثنَا الرياشي، وَفِي آخر: حَدثنَا أَبُو حَاتِم، وَفِي آخر: حَدثنَا ابْن أخي الْأَصْمَعِي، عَن الْأَصْمَعِي، كَمَا يَجِيء على قلبه.
قلت: هَذَا رجم بالتوهم، وَمَا الْمَانِع من أَن يكون ابْن دُرَيْد قد حفظ حَدِيث كل وَاحِد من شُيُوخه هَؤُلَاءِ على حِدة، وَإِن لم يكن مُبينًا فِي كِتَابه كَمَا وجد ذَلِك لغيره.
وَبِه قَالَ: كتب إِلَيّ أَبُو ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ من مَكَّة قَالَ: سَمِعت أَبَا مَنْصُور الْأَزْهَرِي يَقُول: دخلت على ابْن دُرَيْد فرأيته سَكرَان،

فَلم أعد إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو ذَر: وَسمعت ابْن شاهين يَقُول: كُنَّا ندخل على ابْن دُرَيْد، ونستحيي مِنْهُ مِمَّا نرى من العيدان الْمُعَلقَة، وَالشرَاب الْمُصَفّى مَوْضُوعا، وَقد كَانَ جَاوز التسعين سنة.
قَالَ أَبُو ذَر: وَسمعت إِسْمَاعِيل بن سُوَيْد يَقُول: جَاءَ إِلَى ابْن دُرَيْد سَائل، فَلم يكن عِنْده غير دن نَبِيذ، فوهبة لَهُ، فجَاء غُلَامه، فَقَالَ: النَّاس يتصدقون بالنبيذ {} فَقَالَ: أيش أعمل؟ لم يكن عِنْدِي غَيره، فَمَا تمّ الْيَوْم حَتَّى أهدي لَهُ عشرَة دنان، فَقَالَ لغلامه: تصدقنا بِوَاحِد، فأخذنا عشرَة.
قلت: وَقد ذكره الْأَزْهَرِي - فِيمَا رَأَيْته فِي صدر كِتَابه الْجَلِيل الموسوم [ب: " تَهْذِيب اللُّغَة " - فِي عداد من لَا يعْتد بِهِ فِي رِوَايَة اللُّغَة، فَقَالَ: مَاتَ - عَفا الله عَنهُ - فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مئة، وَدفن بمقبرة الخيزران من بَغْدَاد.

قَالَ الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي الْعَلَاء حمد بن عبد الْعَزِيز قَالَ: كنت فِي جَنَازَة أبي بكر ابْن دُرَيْد وفيهَا جحظة، فأنشدنا لنَفسِهِ:
(فقدت بِابْن دُرَيْد كل فَائِدَة ... لما غَدا ثَالِث الْأَحْجَار والترب)

(وَكنت أبْكِي لفقد الْجُود مُجْتَهدا ... فصرت أبْكِي لفقد الْجُود وَالْأَدب)

قَالَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه الْجِرْجَانِيّ - وَكَانَ من الْعلمَاء المبرزين على بَاب أبي الْعَبَّاس الْأَصَم، أملاه علينا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مئة - قَالَ: أنشدنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد لنَفسِهِ فِي مدح الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وأرضاه:
(بملتفتيه للمشيب مطالع ... ذوائد عَن ورد التصابي روادع)

(يصرفنه طوع الْعَنَان وَرُبمَا ... دَعَاهُ الصِّبَا فاقتاده وَهُوَ طائع)

 (وَمن لم يزعه لبه وحياؤه ... فَلَيْسَ لَهُ من شيب فوديه وازع)

(هَل النافر الْمَدْعُو للحظ رَاجع ... أَو النصح مَقْبُول أَو الْوَعْظ نَافِع؟)

(أم الهمك المهموم بِالْجمعِ عَالم ... بِأَن الَّذِي يوعي من المَال ضائع؟)
وَأَن قصاراه على فرط ضنه ... فِرَاق الَّذِي أضحى لَهُ وَهُوَ جَامع)

(ويخمل ذكر الْمَرْء ذِي المَال بعده ... وَلَكِن جمع الْعلم للمرء رَافع)

(ألم تَرَ آثَار ابْن إِدْرِيس بعده ... دلائلها فِي المشكلات لوامع)

(معالم يفنى الدَّهْر وَهِي خوالد ... وتنخفض الْأَعْلَام وَهِي روافع)
مناهج فِيهَا للهدى متصرف ... موارد فِيهَا للرشاد شرائع)

(ظواهرها حكم ومستنبطاتها ... لما حكم التَّفْرِيق فِيهِ جَوَامِع)

(لرأي ابْن إِدْرِيس ابْن عَم مُحَمَّد ... ضِيَاء إِذا مَا أظلم الْخطب صادع)

(إِذا المعضلات المشكلات تشابهت ... سما مِنْهُ نور فِي دجاهن سَاطِع)

(أَبى الله إِلَّا رَفعه وعلوه ... وَلَيْسَ لما يعليه ذُو الْعَرْش وَاضع)

(توخى الْهدى واستنقذته يَد التقى ... من الزيغ، إِن الزيغ للمرء صارع)

(ولاذ بآثار النَّبِي فَحكمه ... لحكم رَسُول الله فِي النَّاس تَابع)

(وعول فِي أَحْكَامه وقضائه ... على مَا قضى التَّنْزِيل وَالْحق ناصع)

(بطيء عَن الرَّأْي الْمخوف التباسه ... إِلَيْهِ إِذا لم يخْش لبسا مسارع)

 

 (وَأَنْشَأَ لَهُ منشيه من خير مَعْدن ... خلائق هن الزاهرات البوارع)

(تسربل بالتقى وليداً وناشئا ... وَخص بلب الكهل مذ هُوَ يافع)

(وهذب حَتَّى لم تشر بفضيلة ... إِذا التمست إِلَّا إِلَيْهِ الْأَصَابِع)

(فَمن يَك علم الشَّافِعِي إِمَامه ... فمرتعه فِي ساحة الْعلم وَاسع)

(سَلام على قبر تضمن جِسْمه ... وجادت عَلَيْهِ المدجنات الهوامع)

(لَئِن فجعتنا الحادثات بشخصه ... وَهن بِمَا حكمن فِيهِ فواجع)

(فأحكامه فِينَا بدور زواهر ... وآثاره فِينَا نُجُوم طوالع)

ذكرهَا الْحَاكِم هَكَذَا فِي كِتَابه فِي " المناقب "، لَكِن فِيهِ: حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه الْجِرْجَانِيّ، وَقيل: إِنَّه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجِرْجَانِيّ، وَفِيمَا وَقع إِلَيّ: رَوَاهَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن ابْن خالويه قَالَ: أَنْشدني ابْن دُرَيْد لنَفسِهِ، وَفِيمَا رُوِيَ من طَرِيقه تفَاوت يسير فِي بَعْضهَا، من ذَلِك:
(تسربل بالتقوى وليدا وناشئا)

وَزِيَادَة بَيت بعد قَوْله: سَلام على قبر ... وَهُوَ:
(لقد غيبت أَكْفَانه شخص ماجد ... جليل إِذا الْتفت عَلَيْهِ المجامع)

وَبَيت آخر بعد قَوْله: بطيء عَن الرَّأْي الْمخوف ... وَهُوَ:
(جرت لبحور الْعلم إِذْ صَار فكره ... لَهَا مدَدا فِي الْعَالمين ينابع)

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

 


حَدَّثَنِي هبة الله بن الحسن الأديب قَالَ قرأت بخط المحسن بن علي أن ابن دريد لما توفي حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن بها، وكان قد جاء في ذلك اليوم طش من مطر، وإذا بجنازة أخرى من نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق، فنظروا إذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي. فقال الناس. مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، فدفنا جميعا في الخيزرانية

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

 

ابن دريد
وأما أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، فإنه ولد بالبصرة. قال: الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي: سمعت ابن دريد يقول: ولدت بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
ونشأ بعمان، وطلب علم النحو، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وعبد الرحمن، ابن أخي الأصمعي.
وكان من أكابر علماء العربية مقدماً في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم، وأخذ عنه أبو سعيد السيرافي، وأبو عبيد الله المرزباني.
وكان شاعراً كثير الشعر، فمن ذلك المقصورة المشهورة، ومنه أيضاً القصيدة المشهورة، التي جمع فيها المقصور والممدود؛ إلى غير ذلك.

وقال محمد بن رزق بن علي الأسدي: كان يقال: إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
وله من الكتب: كتاب الخمهرة في اللغة، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير، وكتاب الأنواء، وكتاب الملاحن، وكتاب أدب الكتاب، وكتاب المجتبى، وكتاب المقتنى؛ إلى غير ذلك.
وحكى أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي، قال: سألت أبا بكر بن دريد عن الكاغد، فقال: يقال بالدال المهملة، وبالذال المعجمة، وبالظاء المعجمة.
وقال جمزة بن يوسف: سألت أبا الحسن الدار قني عن ابن دريد، فقال: تكلموا فيه.
وقال أبو حفص عمر بن شاهين الواعظ: كنا ندخل على أبي بكر بن دريد ونستحيي منه مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى، وقد كان جاوز التسعين.
ويحكى أن أبا بكر بن دريد قال لأصحابه: رأيت البارحة في المنام آتياً أتاني، فقال لي: لم لا تقول في الخمر شيئاً؟ فقلت: وهل ترك أبو نواس فيها لأحد قولا! قال: نعم، أنت أشعر منه حيث يقول:
وحمراء قبل المزج، سفراء بعده ... أتت بين ثوبَيْ نرجسٍ وشقائق

حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا ... عليها مجاجا، فاكتست لون عاشق
فقلت: من أنت؟ قال: شيطانك. وسألته عن اسمه فقال: أبو زاجية، وأخبره أنه يسكن بالموصل.
وذكر إسماعيل بن سويد أن سائلاً جاء إلى ابن دريد، فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فوهبه له، فجاءه غلامه، وأنكر عليه ذلك، فقال: أيشٍ اعمل! لم يكن عندي غيره.
ويروى أنه قال:] لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [، فما تم اليوم حتى أهدى عشرة دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد، وأخذنا عشرة.
وذكر ابن شاذان أن ابن دريد مات سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، في السنة التي خلع فيها القاهر بالله تعالى أبو منصور محمد بن المعتضد، وبويع الراضي بالله تعالى أبو العباس محمد بن المقتدر بالله تعالى.
وذكر ابن كامل؛ أنه مات يوم الأربعاء لثمان عشرة ليلة خلت من شعبان من السنة المذكورة، وذكر أنه مات هو وأبو هاشم الجبائي في يوم واحد، ودفنا في مقبرة الخيرزان، وقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، ورثاه جحظة، فقال:
فقدت بابن دريد كل منفعة ... لما غدا ثالث الأحجار والترب
قد كنت أبكي لفقد الجود آونةً ... فصرت أبكي لفقد الجود والأدب

نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.

 

 

 

 

مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد بن عتاهية الإِمَام أَبِي بكر الأزدي البصري
نزيل بَغْدَاد
مولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
وتنقل فى جزائر الْبَحْر وَفَارِس فى طلب اللُّغَة وَالْأَدب وَكَانَ أَبوهُ من رُؤَسَاء زَمَانه وَأما هُوَ فَكَانَ رَأْسا فى الْعَرَبيَّة وأشعار الْعَرَب

حدث عَن أَبى حَاتِم السجستانى وأبى الْفضل الْعَبَّاس الرياشى وَابْن أخى الأصمعى وَغَيرهم
روى عَنهُ أَبُو سعيد السيرافى وَأَبُو بكر بن شَاذان وَأَبُو الْفرج صَاحب الأغانى وَأَبُو الْعَبَّاس إِسْمَاعِيل بن ميكال وَغَيرهم
قَالَ أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْرَق مَا رَأَيْت أحفظ من ابْن دُرَيْد وَمَا رَأَيْته قرئَ عَلَيْهِ ديوَان قطّ إِلَّا وَهُوَ يسابق إِلَى رِوَايَته لحفظه لَهُ
وَعَن أَبى بكر الأسدى قَالَ كَانَ يُقَال ابْن دُرَيْد أعلم الشُّعَرَاء وأشعر الْعلمَاء
وَلابْن دُرَيْد قصيدة طنانة مدح بهَا الشافعى رضى الله عَنهُ أَولهَا
(بملتفتيه للمشيب مطالع ... ذوائد عَن ورد التصابى روادع)
(تصرفنه طوع الْعَنَان وَرُبمَا ... دَعَاهُ الصِّبَا فاقتاده وَهُوَ طائع)
(وَمن لم يزعه لبه وحياؤه ... فَلَيْسَ لَهُ من شيب فوديه وازع)
وَمِنْهَا
(لرَأى ابْن إِدْرِيس ابْن عَم مُحَمَّد ... ضِيَاء إِذا مَا أظلم الْخطب صادع)
(إِذا المعضلات المشكلات تشابهت ... سما مِنْهُ نور فى دجاهن سَاطِع)
(أَبى الله إِلَّا رَفعه وعلوه ... وَلَيْسَ لما يعليه ذُو الْعَرْش وَاضع)
وَمِنْهَا
(سَلام على قبر تضمن جِسْمه ... وجادت عَلَيْهِ المدجنات الهوامع)
(لقد غيبت أَكْفَانه شخص ماجد ... جليل إِذا الْتفت عَلَيْهِ المجامع)
وَأما قصيدته الدريدية فقد سَارَتْ بهَا الركْبَان مدح بهَا عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال وَابْنه أَبَا الْعَبَّاس إِسْمَاعِيل وأخاه
قَالَ الْحَاكِم فى تَرْجَمَة أَبى الْعَبَّاس إِسْمَاعِيل سَمِعت أَبَا مَنْصُور الْفَقِيه يَقُول كنت بِالْيمن سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فَبينا أَنا ذَات يَوْم أَسِير بِمَدِينَة عدن إِذْ رَأَيْت مؤدبا يعلم مُسْتَأْجرًا لَهُ مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد وَقد بلغ ذكر الميكالية فَقَالَ لى يَا خراسانى أَبُو الْعَبَّاس هَذَا لَهُ عنْدكُمْ عقب فَقلت هُوَ بِنَفسِهِ حى فتعجب من هَذَا أَشد الْعجب وَقَالَ أَنا أعلم هَذِه القصيدة مُنْذُ كَذَا سنة
الإقواء فى الشّعْر
قَالَ أَبُو سعيد السيرافى حضرت مجْلِس أَبى بكر بن دُرَيْد وَلم يكن يعرفنى قبل ذَلِك فَجَلَست فَأَنْشد أحد الْحَاضِرين بَيْتَيْنِ يعزيان لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام
(تَغَيَّرت الْبِلَاد وَمن عَلَيْهَا ... فوجة الأَرْض مغبر قَبِيح)
(تغير كل ذى حسن وَطيب ... وَقل بشاشة الْوَجْه الْمليح)
فَقَالَ ابْن دُرَيْد هَذَا الشّعْر قد قيل قَدِيما وَجَاء فِيهِ الإقواء
قَالَ فَقلت إِن لَهُ وَجها يُخرجهُ عَن الإقواء نصب بشاشة وَحذف التَّنْوِين مِنْهَا لالتقاء الساكنين فَيكون بِهَذَا التَّقْدِير نكرَة منتصبة على التَّمْيِيز ثمَّ رفع الْوَجْه بِإِسْنَاد قل إِلَيْهِ فَيصير اللَّفْظ وَقل بشاشة الْوَجْه الْمليح
قَالَ فرفعنى حَتَّى أقعدنى بجانبه
قلت وَحَاصِله إِنْكَار الْجَرّ وَدَعوى نصب بشاشة على التَّمْيِيز وَأَن التَّنْوِين حذف مِنْهُ للضَّرُورَة وَأَن الْوَجْه مَرْفُوع بالفاعلية والمليح على الصّفة وَهَذَا جيد لَكِن فِيهِ دعاوى كَثِيرَة وَإِذا كَانَ الإقواء وَاقعا فى كَلَامهم وَالرِّوَايَة بِالْجَرِّ فَلَا حَاجَة إِلَى هَذَا التَّكْلِيف وَقد جَاءَ فى كَلَامهم
(لَا مرْحَبًا بغد وَلَا أَهلا بِهِ ... إِذْ كَانَ ترحال الْأَحِبَّة فى غَد)

(زعم البوارح أَن رحلتنا غَدا ... وبذاك خبرنَا الْغُرَاب الْأسود)
وَقَالَ عبد الله بن مُسلم بن جُنْدُب الهذلى من شعراء الإسلاميين
(تَعَالَوْا أعينونى على اللَّيْل إِنَّه ... على كل عين لَا تنام طَوِيل)
(وَلَا تخذلونى فى الْبكاء فإننى ... لكم عِنْد طول الْجهد غير خذول)
ثمَّ قَالَ فِيهَا
(فويلى وعولى فَرجوا بعض كربتى ... وَإِلَّا فإنى ميت بِقَلِيل)
(فَإِن كَانَ هَذَا الشوق لابد لَازِما ... وَلَيْسَ لكم فِيهِ الْغَدَاة حويل)
قَوْله حويل أى مَا أحتال فِيهِ
وَقَالَ آخر
(أحب أَبَا مَرْوَان من أجل تمره ... وَأعلم أَن الْيمن بِالْمَرْءِ أوفق)
(وَوَاللَّه لَوْلَا تمره مَا حببته ... وَلَو كَانَ أدنى من سعيد ومشرق)
وَأنْشد الْأَصْحَاب مِنْهُم ابْن الصّباغ فى الشَّامِل وَقد ذكرُوا مَا شاع عَن عبد الله ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا من تَجْوِيز نِكَاح الْمُتْعَة أَن شَاعِرًا فى عصره قَالَ
(قَالَت وَقد طفت سبعا حول كعبتها ... يَا صَاح هَل لَك فى فَتْوَى ابْن عَبَّاس)
(تَقول هَل لَك فى بَيْضَاء بهكنة ... تكون مثواك حَتَّى يصدر النَّاس)

غير أَنى رَأَيْت أَبَا الْعَلَاء المعرى فى رسَالَته الَّتِى سَمَّاهَا رِسَالَة الغفران قد أنكر على ابْن دُرَيْد إنشاد هَذَا الشّعْر على وَجه الإقواء وَذكر أَن الرِّوَايَة الصَّحِيحَة
(وغودر فى الثرى الْوَجْه الْمليح ... )
قَالَ أَبُو الْعَلَاء وَالْوَجْه الذى قَالَه أَبُو سعيد فى تَخْرِيجه شَرّ من الإقواء عشر مَرَّات وَأطَال فى هَذَا
وَحكى أَبُو مُحَمَّد بن جَعْفَر البلخى فى كِتَابه أَن أَبَا مُحَمَّد يحيى بن الْمُبَارك اليزيدى النحوى سَأَلَ الكسائى عَن قَول الشَّاعِر
(مَا رَأينَا خربا نقر عَنهُ الْبيض صقر ... )
(لَا يكون العير مهْرا ... لَا يكون الْمهْر مهر)
فَقَالَ الكسائى يجب أَن يكون الْمهْر مَنْصُوبًا على أَنه خبر كَانَ وفى الْبَيْت على هَذَا التَّقْدِير إقواء
وَقَالَ اليزيدى بل الشّعْر صَوَاب لِأَن الْكَلَام قد تمّ عِنْد قَوْله لَا يكون الثَّانِيَة وهى مُؤَكدَة للأولى ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ الْمهْر مهر ثمَّ ضرب بقلنسوته الأَرْض وَقَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد
وَكَانَ بِحَضْرَة الْخَلِيفَة فَقَالَ يحيى البرمكى أتكتنى بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالله إِن خطأ الكسائى مَعَ حسن أدبه لأحسن من صوابك مَعَ سوء أدبك
فَقَالَ اليزيدى إِن حلاوة الظفر أذهبت عَنى التحفظ
وَمِمَّا ينْسب لِابْنِ دُرَيْد من الشّعْر
(فَنعم فَتى الجلى ومستنبط الندى ... وملجأ مكروب ومفزع لاهث)
(غياث بن عَمْرو بن الحليت بن جَابر بن ... زيد بن مَنْصُور بن حَارِث)

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

 

 

 

- أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ
مُتَأَخّر الْعَصْر.

لَهُ كتاب " الجمهرة " على حُرُوف المعجم، قَالَ بَعضهم يعِيبهُ:
وهْوُ كتابُ الْعَيْنِ إلاَّ ... أنَّه قَدْ غَيَّرَهْ
وَله كتاب " الِاشْتِقَاق "، وَكتاب " الملاحن ".
وَله شعر كثير، مِنْهُ " الْمَقْصُور والممدود "، هِيَ مَشْهُورَة.
أَخذ عَن بِي حَاتِم.
وَبلغ ثَمَانِينَ سنة، وجازها.
تُوفي سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة.
* * *

 

 

 

تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم-لأبو المحاسن المفضل التنوخي المعري.

 

 

 

ابن دريد:
العَلاَّمَةُ شَيْخُ الأَدب أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ دُرَيْد بنِ عَتَاهِيَة، الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، تَنَقَّلَ فِي فَارس وَجزَائِرِ البَحْر يطلبُ الآدَابَ وَلسَانَ العَرَبِ، فَفَاقَ أَهْل زَمَانِهِ، ثُمَّ سَكَنَ بَغْدَاد. وَكَانَ أبيهُ رَئِيْساً متموِّلاً. ولأبي بكر شعر جيد.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ، وَأَبِي الفَضْل الرِّيَاشِيِّ، وَابْن أَخِي الأَصْمَعِيِّ، وَتَصَدَّرَ لِلإِفَادَة زمَاناً.
أَخَذَ عَنْهُ: أبي سَعِيْدٍ السِّيْرَافيُّ، وَأبي بَكْرٍ بنُ شَاذَان، وَأبي الفَرَجِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأبي عُبَيْد الله المرزباني، وإسماعيل ابن ميكال، وعيسى ابن الوَزِيْرِ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَق: مَا رَأَيْتُ أَحفَظَ مِنِ ابْنِ دُرَيْد، وَلاَ رَأَيْتُهُ قُرِئَ عَلَيْهِ دِيْوَانٌ قَطُّ إلَّا وَهُوَ يسَابق إِلَى رِوَايته، يَحْفَظ ذَلِكَ.
قُلْتُ: كَانَ آيَةً مِنَ الآيَات فِي قوَة الحِفْظ.
قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: كُنَّا ندخلُ عَلَيْهِ فَنَسْتَحْيِي مِمَّا نَرَى مِنَ العِيدَانِ وَالشَّرَاب، وَقَدْ شَاخَ.
وَقَالَ أبي مَنْصُوْرٍ الأَزْهَرِيُّ: دَخَلتُ فرَأَيْتُهُ سكرَانَ فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تكلّمُوا فِيْهِ: وَقَالَ أبي بَكْرٍ الأَسَدِيُّ: كَانَ يُقَالُ: ابْنُ دُرَيْد أَعْلَمُ الشُّعرَاء، وَأَشعرُ العُلَمَاء.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثمان وتسعون سنة، عفا الله عنه.
ورثَاهُ جَحْظَة فَقَالَ:
فَقَدْتُ بِابْنِ دُرَيْدٍ كُلَّ فَائِدَةٍ ... لَمَّا غَدَا ثَالثَ الأَحجَارِ وَالتُّرَب
وَكُنْتُ أَبكِي لفَقْدِ الجُودِ مُنْفَرِداً ... فَصِرْتُ أَبكِي لِفَقْدِ الجود والأدب
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي

 

 

 

 

محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، من أزد عمان من قحطان، أبو بكر:
من أئمة اللغة والأدب. كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء. وهو صاحب (المقصورة الدريدية - ط) .
ولد في البصرة، وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما، وعاد الى البصرة. ثم رحل إلى نواحي فارس، فقلده (آل ميكال) ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته (المقصورة) ثم رجع إلى بغداد، واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا، فأقام إلى أن توفي.
ومن كتبه (الاشتقاق - ط) في الأنساب، منه مخطوطة نفيسة في الخزانة العامة بالرباط، بخط ابن مكتوم القيسي، و (المقصور والممدود - ط) و (شرحه - خ) و (الجمهرة - ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، أضاف إليها المستشرق كرنكو مجلدا رابعا للفهارس، و (ذخائر الحكمة - خ) رسالة، و (المجتنى - ط) و (صفة السرج واللجام - ط) و (الملاحن - ط) و (السحاب والغيث - ط) و (تقويم اللسان) و (أدب الكاتب) و (الأمالي - خ) السابع منه، رأيته في خزانة الرباط، وهو صغير، كتب في دمشق سنة 641 بخط (علي بن أبي طالب الحسيني) و (الوشاح) و (زوار العرب) و (اللغات)  .

-الاعلام للزركلي-

 

 

 

 

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية أبي بكر الأزدي النحوي البصري.
حدث عن: العباس بن الفرج الرياشي، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني.
وعنه: أبي القاسم الطبراني في «معاجمه»، وأبي سعيد السيرافي، وعمر بن محمد بن سيف، وأبي بكر بن شاذان، وأبي عبيد الله المرزباني، وغيرهم.
قال أبي منصور الأزهري: وسم بافتعال العربية، وتوليد الألفاظ التي ليس لها أصول، وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم، وسألت نفطويه عنه فاستخف به ولم يوثقه في روايته، ودخلت عليه يومًا فوجدته سكران لا يكاد يستمر لسانه على الكلام من غلبة السكر عليه. وقال ابن شاهين: كنا ندخل عليه ونستحي منه مما نرى من العيدان المعلقة والشراب المصفى وقد جاوز التسعين. وقال الزبيدي: كان أعلم الناس في زمانه باللغة والشعر وأيام العرب وأنسابها. وقال الدارقطني: تكلموا فيه. وقال الخطيب: كان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب. وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الرواية للأخبار وأيام الناس والأنساب غير أنه لم يكن ثقة عند جميعهم وكان خليقًا. وقال الذهبي: العلاّمة شيخ الأدب، كان آية من الآيات في قوة الحفظ. وقال أبي الحسن الأزرق: كان واسع الحفظ جدًّا ما رأيت أحفظ منه .
ولد بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
- تهذيب اللغة (1/ 31)، طبقات النحويين واللغويين (106)، أسئلة حمزة (60)، نزهة الألباب للأنباري (226)، تاريخ بغداد (2/ 195)، النبلاء (15/ 96)، الوافي بالوفيات (2/ 339)، اللسان (6/ 203)، مختصر العلوم (247)، وغيرها.

إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الحافظ أبي القاسم الطبراني- للمنصوري.