عويمر بن عامر أو قيس بن زيد أبي الدرداء الأنصاري الخزرجي

أبي الدرداء

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة32 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • الحجاز - الحجاز
  • دمشق - سوريا

نبذة

هو: أبي الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري الخزرجي. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الأولى من حفاظ «القرآن» قال «سعيد بن عبد العزيز»: أسلم «أبي الدرداء» يوم «بدر» ثم شهد «أحدا» وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلّم يومئذ أن يردّ من على الجبل، فردهم وحده. وكان قد تأخر إسلامه قليلا .

الترجمة

أبي الدرداء
هو: أبي الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري الخزرجي.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الأولى من حفاظ «القرآن» قال «سعيد بن عبد العزيز»: أسلم «أبي الدرداء» يوم «بدر» ثم شهد «أحدا» وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلّم يومئذ أن يردّ من على الجبل، فردهم وحده.
وكان قد تأخر إسلامه قليلا .
وقال «أبي الدرداء» عن نفسه: أعدّ لي ماء في المغتسل فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فنظر إليه «ابن رواحة» مقبلا، فقال: يا رسول الله هذا «أبي الدرداء» وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال صلى الله عليه وسلّم: إنما جاء ليسلم، إن ربّي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم.
وقد جمع «أبي الدرداء» القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قال «أبي الدرداء»: كنت تاجرا قبل المبعث، فلما جاء الاسلام جمعت التجارة والعبادة،
فلم يجتمعا، فتركت التجارة ولزمت العبادة. وكان «أبي الدرداء» رضي الله عنه مدرسة وحده، فقد روي أن الذين كانوا في حلقة إقرائه، أزيد من ألف رجل، ولكل عشرة منهم ملقن، وكان «أبي الدرداء» يطوف عليهم قائما، فإذا أحكم الرجل منهم، تحوّل إلى «أبي الدرداء» يعرض عليه.
وقد روى عن «أبي الدرداء» عدد كثير أذكر منهم: أنس بن مالك، وابن عباس، وأبا أمامة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم من خيرة الصحابة.
ومن التابعين: علقمة بن قيس، وقبيصة بن ذؤيب، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار، وأبي عبد الرحمن السلمي، وخالد بن معدان، وعبد الله بن عامر اليحصبي أحد القراء السبعة المشهورين، ولا زال المسلمون يتلقون قراءته حتى الآن.
وعن «محمد بن كعب» قال: لما كان زمن «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، كتب إليه «يزيد بن أبي سفيان» إن أهل الشام قد كثروا، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأعنّي برجال يعلمونهم، فدعا «عمر» كلا من:
معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي بن كعب، وأبي أيوب الأنصاري».
وقال لهم: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم. فخرج «عبادة بن الصامت» إلى «حمص» وخرج «أبي الدرداء» إلى «دمشق» وخرج «معاذ بن جبل» إلى «فلسطين» ولم يزل «أبي الدرداء» بدمشق حتى توفاه الله تعالى.
قال: «أنس» رضي الله عنه: مات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجمع القرآن غير أربعة: «أبي الدرداء، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبي زيد».
قال «أبي عمرو الداني» ت 444 هـ: عرض على «أبي الدرداء» القرآن: خليد ابن سعيد، وراشد بن سعد، وخالد بن معدان، وابن عامر. وقال «مسلم بن مشكم» قال لي «أبي الدرداء»: اعدد من في مجلسنا، قال: فجاءوا ألفا وستّ مائة ونيفا، فكانوا يقرءون، ويتسابقون عشرة عشرة، فإذا صلى الصبح انفتل وقرأ جزءا، فيحدّقون به يسمعون ألفاظه، وكان «ابن عامر» مقدّما فيهم.
وكان «لأبي الدرداء» بين الصحابة، والتابعين مكانة علمية خاصة يتجلى ذلك في الأقوال الآتية: قال «أبي ذرّ» لأبي «الدرداء»: ما أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء. وقال «مسروق»: وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة: «عمر- وعليّ- وأبيّ- وزيد- وأبي الدرداء- وابن مسعود» وقال «الليث» عن رجل آخر: رأيت «أبا الدرداء» دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل السلطان، فمن سائل عن فريضة، ومن سائل عن حساب، وسائل عن حديث، وسائل عن معضلة، وسائل عن شعر.
وكان «أبي الدرداء» مع كثرة أعماله، وانشغاله بتعليم القرآن لا يفتر عن ذكر الله تعالى، يدل على ذلك ما يلي: روى «عمر بن واقد» أنه قيل «لأبي الدرداء» وكان لا يفتر من الذكر: كم تسبح في كل يوم؟ قال: مائة ألف، إلا
أن تخطئ الأصابع. وقد أثر عن «أبي الدرداء» أقوال كلها وعظ، وحكمة، وإرشاد، أذكر منها ما يلي: قال «معاوية بن قرّة»: قال «أبي الدرداء» ثلاثة أحبهن ويكرههن الناس: الفقر، والمرض، والموت، أحب الفقر تواضعا لربّي، والموت اشتياقا لربّي، والمرض تكفيرا لخطيئتي . وقال «لقمان بن عامر»: إن «أبا الدرداء» قال: أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون، ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها، وننظر إليها معهم، وحسابهم عليها ونحن منها برآء. وعن «عبد الله بن مرّة» أن «أبا الدرداء» قال: اعبد الله كأنك تراه، وعدّ نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البرّ لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى.
قال «الذهبي»: توفي «أبي الدرداء» سنة اثنتين وثلاثين، وما خلّف بالشام كلها بعده، رضي الله عنه. رحم الله «أبا الدرداء» وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

 

سيدنا أبو الدرداء (رضي الله عنه)
هو عويمر بن عامر الأنصاري الخزرجي أسلم يوم بدر وشهد المشاهد كلها وآخى عليه الصلاة والسلام بينه وبين سلمان فكانا من الزهّاد العبّاد وهو معدود من الفقهاء الحكماء قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنه حكيم هذه الأمة" وقال فيه: "ما حملت ورقاء ولا أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء" تولى قضاء دمشق في خلافة عمر وعثمان وقيل إن عمر ولاه قضاء المدينة أيام خلافته، توفي سنة نيف وثلاثين.

 شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
 

 

عُوَيْمِر بن عَامر بن زيد بن قيس بن أُميَّة بن عَامر بن عدي بن كَعْب بن الْخَزْرَج بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج بن بلحرث بن الْخَزْرَج وَقيل إِن اسْمه عَامر وعويمر تصغيره أَبُو الدَّرْدَاء الْأنْصَارِيّ
انْتقل إِلَى الشَّام وَمَات بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وقبره بِدِمَشْق
روى عَنهُ معدان بن أبي طَلْحَة فِي الصَّلَاة وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَأَبُو مرّة مولى أم هانىء وعلقمة بن قيس وَأم الدَّرْدَاء وَجبير بن نفير وَصَفوَان بن عبد الله بن صَفْوَان.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.

 

 

عويمر:
أبو الدرداء - مشهور بكنيته وباسمه جميعا.
واختلف في اسمه، فقيل هو عامر، وعويمر لقب، حكاه عمرو بن الفلاس عن بعض ولده، وبه جزم الأصمعي في رواية الكديمي عنه.
واختلف في اسم أبيه، فقيل: عامر، أو مالك، أو ثعلبة، أو عبد اللَّه، أو زيد، وأبوه ابن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
قال أبو شهر، عن سعيد بن عبد العزيز: أسلم يوم بدر، وشهد أحدا وأبلى فيها.
قال صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد: «نعم الفارس عويمر» ، وقال: «هو حكيم أمّتي» (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 117، والحاكم في المستدرك 3/ 337 ... الحديث) .
وقال الأعمش، عن خيثمة، عنه: كنت تاجرا قبل البعث، ثم حاولت التجارة بعد الإسلام فلم يجتمعا.
وقال ابن حبّان: ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي أمامة، وفضالة بن عبيد.
روى عنه ابنه بلال، وزوجته أم الدرداء، وأبو إدريس الخولانيّ، وسويد بن غفلة، وجبير بن نفير، وزيد بن وهب، وعلقمة بن قيس، وآخرون.
قال أبو شهر، عن سعيد بن عبد العزيز: مات أبو الدرداء وكعب الأحبار لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. وقال الواقدي وجماعة: مات سنة اثنتين وثلاثين. وقال ابن عبد البر: إنه مات بعد صفّين. والأصح عند أصحاب الحديث أنه مات في خلافة عثمان.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.

 

 

عويمر بن عامر
عويمر بْن عَامِر وَيُقَال: عويمر بْن قيس بْن زَيْد، وقيل: عويمر بْن ثعلبة بْن عَامِر بْن زَيْد بْن قيس بْن أمية بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج، أَبُو الدرداء الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
وقَالَ الكلبي: اسمه عَامِر بْن زَيْد بْن قيس بْن عبسة بْن أمية بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
وَقَدْ ذكرناه فِي عَامِر.
وقَالَ أَبُو عُمَر: وليس بشيء.
وهو مشهور بكنيته، ويذكر فيها إن شاء اللَّه تَعَالى أتم من هَذَا، وكان من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم.
روى عَنْهُ: أنس بْن مَالِك، وفضالة بْن عُبَيْد، وَأَبُو أمامة، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَبَّاس وَأَبُو إدريس الخولاني، وجبير بْن نفير، وابن المسيب، وغيرهم.
تأخر إسلامه، فلم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: إنه لم يشهد أحدًا، وأول مشاهده الخندق.
وآخى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سلمان الفارسي.
روى أيوب، عَنْ أَبِي قلابة أن أبا الدرداء مر عَلَى رَجُل قَدْ أصاب ذنبًا، وكانوا يسبونه، فَقَالَ: أرأيتم لو وجدتموه فِي قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قَالُوا: بلى، قَالَ: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا اللَّه الَّذِي عافاكم، قَالُوا: أفلا نبغضه؟ قَالَ: إنَّما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي.
وروى صالح المري، عَنْ جَعْفَر بْن زَيْد العبدي، أن أبا الدرداء لما نزل بِهِ الموت بكى، فقالت لَهُ أم الدرداء: وأنت تبكي يا صاحب رَسُول اللَّه؟ ! قَالَ: نعم، وما لي لا أبكي، ولا أدري علام أهجم من ذنوبي.
وقَالَ شميط بْن عجلان: لما نزل بأبي الدرداء الموت جزع جزعًا شديدًا، فقالت لَهُ أم الدرداء: ألم تك تخبرنا أنك تحب الموت؟ قَالَ: بلى، وعزة ربي، ولكن نفسي لما استيقنت الموت كرهته، ثُمَّ بكى، وقَالَ: هَذِهِ آخر ساعاتي من الدنيا، لقنوني لا إله إلا اللَّه، فلم يزل يرددها حتَّى مات.
وقيل: دعا ابنه بلالًا، فَقَالَ: ويحك يا بلال! اعمل للساعة، اعمل لمثل مصرع أبيك، واذكر بِهِ مصرعك وساعتك، فكأن قَدْ، ثُمَّ قبض.
وتوفي قبل عثمان بسنتين، قيل: توفي سنة ثلاث أَوْ اثنتين وثلاثين بدمشق، وقيل: توفي بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين، والأصح، والأشهر، والأكثر عند أهل العلم أَنَّهُ توفي فِي خلافة عثمان، ولو بقي لكان لَهُ ذكر بعد قتل عثمان إما فِي الاعتزال، وَإِما فِي مباشرة القتال، ولم يسمع له بذكر فيهما البتة، والله أعلم.
قَالَ أَبُو مسهر: لا أعلم أحدًا نزل دمشق من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير أَبِي الدرداء، وبلال مؤذن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وواثلة بْن الأسقع، ومعاوية، ولو نزل أحد سواهم لما سقط علينا.
وكان أَبُو الدرداء أقنى أشهل، يخضب بالصفرة، عَلَيْهِ قلنسوة وعمامة قَدْ طرحها بين كتفيه.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

 

أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَسَدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْكَيْخَارَانِيَّ يُحَدِّثُ , عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، بِعَسْكَرِ مَكْوَمَ , نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَجْدَعَيْنِ»

-معجم الصحابة - أبي الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي-

 

 

أبي الدرداء اسمه عويمر، فقيل عويمر [ابن عامر]  بْن مالك بْن زيد بْن قيس. وقيل: عويمر بْن قيس بْن زيد بْن أمية. وقيل: عويمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد ابن قيس بْن أمية بْن عامر بْن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج، من بلحارث بْن الخزرج. وقيل: اسم أبي الدرداء عامر بْن مالك، وعويمر لقب.
وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة، تأخر إسلامه قليلًا، وَكَانَ آخر أهل داره إسلامًا، وحسن إسلامه، وَكَانَ فقيهًا عاقلًا حكيمًا، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سلمان الفارسي. روى عنه عَلَيْهِ الصلاة والسلام أنه قَالَ: عويمر حكيم أمتي. شهد مَا بعد أحد من المشاهد، واختلف فِي شهوده أحدًا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: توفي سنة اثنتين وثلاثين بدمشق فِي خلافة عُثْمَان.
وَقَالَ غيره: توفي سنة إحدى وثلاثين بالشام، وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقال أهل الأخبار: إنه توفى بعد صفين.
والصحيح أنه مات فِي خلافة عثمان، وإنما ولى القضاء لمعاوية في خلافة عُثْمَان.
روى منصور بْن المعتمر، عَنْ أبي الضحى، عَنْ مسروق، قَالَ. شافهت أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: عمر، وعلى، وعبد الله ابن مَسْعُود، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بْن ثابت.
روى مسعر، عَنِ القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدرداء من الَّذِينَ أوتوا العلم.

وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن أبى الزاهرية، عن جبير ابن نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ- أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ قُبَّةَ أَدَمٍ فِي مَرْجٍ أَخْضَرَ، وَحَوْلَ الْقُبَّةِ غَنَمٌ رَبُوضٌ تَجْتَرُّ وَتَبْعَرُ الْعُجْوَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟ قِيلَ:
هَذِهِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقَالَ: يَا عَوْفُ، هَذَا الَّذِي أَعْطَانَا اللَّهُ بِالْقُرْآنِ، وَلَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى هَذِهِ الثَّنِيَّةِ لَرَأَيْتَ بِهَا مَا لَمْ تَرَ عَيْنُكَ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنُكَ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِكَ مِثْلُهُ، أَعَدَّهُ اللَّهُ لأَبِي الدَّرْدَاءِ، إِنَّهُ كَانَ يَدْفَعُ الدُّنْيَا بِالرَّاحَتَيْنِ وَالصَّدْرِ.
وذكر عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ: أخبرني حيي بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ الحجري، قَالَ قَالَ أَبُو ذر لأبي الدرداء: مَا حملت ورقاء، ولا أظلت خضراء أعلم منك يَا أبا الدرداء.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَشْفُونَ مِنَ الدَّاءِ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عبد العزيز، قَالَ: إن عمر أمر أبا الدرداء عَلَى القضاء بدمشق، قَالَ: وَكَانَ القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب والصحيح أنه مات في خلافة عثمان، وإنما ولى القضاء لمعاوية فِي خلافة عُثْمَان.

وروى أَبُو إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، قال: لما حضرت معاذ بْن جبل الوفاة قيل له: يَا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، أوصنا، فَقَالَ: التمسوا العلم عند عويمر أبي الدرداء، فإنه من الَّذِينَ أوتوا العلم وروى سُفْيَان، عَنْ ثور، عَنْ خالد بْن معدان، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو يقول: حدثونا عَنِ العالمين العاملين: معاذ، وأبى الدرداء.

وروى من حديث ابْن عيينة، وحديث إِسْمَاعِيل بْن عياش أَيْضًا، أنه قيل لأبي الدرداء: مالك لا تقول الشعر. وكل لبيب من الأنصار قَالَ الشعر! فَقَالَ: وأنا قد قلت شعرا. فقيل: وما هو؟ فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى اللَّه إلا مَا أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّه أفضل مَا استفادا
قيل: إنه استقضاه عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وقيل: بل استقضاه معاوية. وتوفي فِي خلافة عُثْمَان قبل قتل عُثْمَان بسنتين. وقد تقدم من خبره فِي باب اسمه مَا فيه كفاية
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي.

 

 

أبو الدرداء
أبو الدرداء اسمه عويمر بن عَامِر بن مالك بن زيد بن قيس بن أمية بن عَامِر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وقيل: اسمه عَامِر بن مالك، وعويمر لقب، وقد ذكرناه فِي عويمر أتم من هَذَا.
وأمه محبة بنت واقد بن عَمْرو بن الإطنابة، تأخر إسلامه قليلا، كَانَ آخر أهل داره إسلاما، وحسن إسلامه، وَكَانَ فقيها عاقلا حكيما، آخى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سُلَْمَان الفارسي، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عويمر حكيم أمتي ".
شهد ما بعد أحد من المشاهد، واختلف فِي شهوده أحدا.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا جَعْفَر بن أحمد أبو مُحَمَّد القاري، أخبرنا أبو القاسم عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الرحيم، أخبرنا مُحَمَّد بن الْحَسَن بن عبدان، حدثنا عبد الله بن بنت منيع، حدثنا هدبة، حدثنا أبان العطار، حدثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن؟ " قالوا: نحن أعجز من ذَلِكَ وأضعف، قَالَ: " فإن الله عَزَّ وَجَلَّ جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} جزءا من أجزاء القرآن "
وروى جبير بن نفير، عن عوف بن مالك أَنَّهُ رأى فِي المنام قبة من أدم فِي مرج أخضر، وحول القبة غنم ربوض تجتر وتبعر العجوة، قَالَ: قلت: لمن هَذِه القبة؟ قيل: هَذِه لعبد الرحمن بن عوف، فانتظرناه حَتَّى خرج فقال: يا ابن عوف، هَذَا الَّذِي أعطى الله عَزَّ وَجَلَّ بالقرآن، ولو أشرفت عَلَى هَذِه الثنية لرأيت بِهَا ما لَمْ تر عينك، ولم تسمع أذنك، ولم يخطر عَلَى قلبك مثله، أعده الله لأبي الدرداء، إنه كَانَ يدفع الدُّنْيَا بالراحتين والصدر.
ولي أبو الدرداء قضاء دمشق فِي خلافة عثمان، وتوفي قبل أن يقتل عثمان بسنتين، وقد ذكرناه فِي عويمر.
أخرجه أبو عمر.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

أبو الدرداء عويمر بن عامر بن زيد الانصاري مات سنة اثنتين وثلاثين وقبره بباب الصغير بدمشق مشهور يزار قد زرته غير مرة

مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).

 

أَبُو الدَّرْدَاء
(000 - 32 هـ = 000 - 652 م)
عويمر بن مالك بن قيس بن أمية الأنصاري الخزرجي، أبو الدرداء:
صحابي، من الحكماء الفرسان القضاة. كان قبل البعثة تاجرا في المدينة، ثم انقطع للعبادة. ولما ظهر الإسلام اشتهر بالشجاعة والنسك. وفي الحديث " عويمر حكيم أمتي " و " نعم الفارس عويمر ". وولاه معاوية قضاء دمشق بأمر عمر بن الخطاب، وهو أول قاض بها. قال ابن الجزري: كان من العلماء الحكماء. وهو أحد الذين جمعوا القرآن، حفظا، على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم بلا خلاف.
مات بالشام. وروى عنه أهل الحديث 179 حديثا .

-الاعلام للزركلي-