أحمد بن محمد بن عبد الكريم أبو الفضل تاج الدين ابن عطاء الإسكندري

ابن عطاء الله الإسكندري

تاريخ الولادة658 هـ
تاريخ الوفاة709 هـ
العمر51 سنة
مكان الولادةالإسكندرية - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • الإسكندرية - مصر
  • القاهرة - مصر

نبذة

أحمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل تاج الدين، ابن عَطَاء الله الإسكندري: متصوف شاذلي، من العلماء. كان من أشد خصوم الإسلام ابن تيمية. له تصانيف منها (الحكم العطائية - ط) في التصوف، و (تاج العروس - ط) في الوصايا والعظات، توفي بالقاهرة.

الترجمة

أحمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل تاج الدين، ابن عَطَاء الله الإسكندري:
متصوف شاذلي، من العلماء. كان من أشد خصوم الإسلام ابن تيمية. له تصانيف منها (الحكم العطائية - ط) في التصوف، و (تاج العروس - ط) في الوصايا والعظات، و (لطائف المنن في مناقب المرسي وأبي الحسن - ط) توفي بالقاهرة. وينسب إليه كتاب (مفتاح الفلاح) وليس من تأليفه .

-الاعلام للزركلي-

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه

 

هو تاج الدين سيدي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسباً المالكي مذهباً الإسكندري (الإسكندراني) داراً، القرافي مزاراً، الصوفي حقيقة، الشاذلي طريقة، أعجوبة زمانه، ونخبة عصره وأوانه، الجامع لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وتصوف ونحو وأصول وغير ذلك. قطب العارفين، وترجمان الواصلين ومرشد السالكين رضي الله عنه وأرضاه. وكان رجلاً صالحاً عالماً يتكلم على كرسي ويحضر ميعاده خلق كثير، وكان لوعظه تأثير في القلوب، وكان له معرفة تامة بكلام أهل الحقائق وأرباب الطريق، وله ذوق ومعرفة بكلام الصوفية وآثار السلف، وله عبارة عذبة لها وقع في القلوب، وكانت له مشاركة في الفضائل. وكان ينتفع الناس بإشاراته. وله موقع في النفس وجلالة. وهو الزاهد المذكر الكبير القدر تلميذ الشيخ ياقوت رضي الله عنه، وقبله تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي وشهد له شيخه أبو العباس المرسي بالتقديم.

قال الشيخ زروق: "كان جامعاً لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه ونحو وأصول وغير ذلك كان رحمه الله متكلماً على طريق أهل التصوف واعظا انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه".

قال ابن حجر في الدرر الكامنة: "صحب الشيخ أبا العباس المرسي، صاحب الشاذلي، وصنف مناقبه ومناقب شيخه، وكان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه. وكان من كبار القائمين على الشيخ تقي الدين ابن تيمية".

 

قال الذهبي: كانت له جلالة عظيمة، ووقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل، وكان يتكلم - بالجامع الأزهر فوق كرسي - بكلام يروّح النفوس.

 

قال ابن الأهدل: الشيخ العارف بالله، شيخ الطريقين وإمام الفريقين، كان فقيهاً عالماً ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية فصحب شيخ الشيوخ المرسي، وفُتح عليه على يديه وله عدة تصانيف، منها الحكم. وكله مشتملة على أسرار ومعارف، وحكم ولطائف، نثراً ونظماً. ومن طالع كتبه عرف فضله.

وقال الكمال جعفر: سمع من الأبرقوهي، وقرأ النحو على الماروني، وشارك في الفقه والأدب، وصحب المرسي."شذرات الذهب " لابن العماد (6 /20).

 

سلوكه طريق أهل الله

كان رضي الله عنه في أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى أنه كان يقول: من قال أن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل ولكن بعد أن سلك على يد أهل الصوفية وعرف مقامهم قال: كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام.

قال رضي الله عنه في كتابه لطائف المنن: جرت بيني وبين أحد أصحاب سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه قبل صحبتي له وقلت لذلك الرجل: ليس إلا أهل العلم الظاهر وهؤلاء القوم يدّعون أموراً عظيمة وظاهر الشرع يأباها، قال رحمه الله وسبب اجتماعي به أن قلت في نفسي بعد أن جرت تلك الخصومة: دعني أذهب أنظر إلى هذا الرجل فصاحب الحق له أمارات. قال فأتيته فوجدته يتكلم في الأنفاس التي أمر الشارع بها فأذهب الله ما كان عندي وصار رحمه الله من خواص أصحابه ولازمه اثني عشر عاماً حتى أشرقت أنواره عليه وصار من صدور المقربين.

كان رحمه الله ونفعنا بأسراره متكلماً على طريق أهل التصوف واعظاً انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه قال له مرة شيخه سيدي أبو العباس المرسي رضي الله: "عنه الزم فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً في المذهبين - يريد مذهب أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة – ثم قال والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا فكان كما أخبر".

 

كراماته

من كراماته رضي الله عنه أن رجلاً من تلامذته حج فرأى الشيخ في المطاف وخلف المقام وفي المسعى وفي عرفة. فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد في غيبته في الحج فقالوا لا، فدخل وسلم على الشيخ فقال له سيدي بن عطاء الله رضي الله عنه من رأيت في الحج في سفرتك هذه من الرجال فقال الرجل يا سيدي رأيتك. فتبسم وقال: الرجل الكبير يملأ الكون.

ومن كراماته رضي الله عنه أن الكمال بن الهمام رضي الله عنه الفقيه المحدث زار قبره فقرأ عنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى (فمنهم شقي وسعيد) فأجابه من القبر سيدي ابن عطاء الله بصوت عال: يا كمال ليس فينا شقي. فأوصى الكمال بن الهمام رضي الله عنه أن يدفن هناك.

 

مؤلفاته

له مؤلفات كثيرة رحمه الله تعالى ومتداولة سارت بذكرها الركبان منها الحكم العطائية التي أفرد كثير من العلماء كتبهم في تفسير تلك الحكم ذات العبارات الرائقة والمعاني الحسنة الفائقة قصد فيها إيضاح طريق العارفين والموحدين وتبيين مناهج السالكين حتى قالوا في حق الحكم العطائية كادت أن تكون الحكم قرآناً يتلى وقيل: لو كان لنا معاشر المسلمين أن نصلي بغير القرآن لصلينا بحكم ابن عطاء الله.

 

من تصانيفه:

- عنوان التوفيق في آداب الطريق، شرح بها قصيدة الغوث أبو مدين (ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا).

- أصول مقدمات الوصول.

- تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس.

- التنوير في إسقاط التدبير.

- الحكم العطائية على لسان أهل الطريقة.

- القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد.

- الطريق الجادة في نيل السعادة.

- لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس والشيخ أبي الحسن.

- المرقى إلى القدير الأبقى.

- مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الكريم الفتاح.

- مختصر تهذيب المدونة للبرادعي في الفقه.

 

وفاته

توفي رضي الله عنه كهلا بالمدرسة المنصورية بالقاهرة سنة  709 هجرية ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها. ومقامه يزار يتوسل به الصالحون ويتبرك به الصغير والكبير. وكانت جنازته مشهودة حفلة إلى الغاية.

نفعنا الله به وبعلومه. آمين.

 

من شعره

وكان له نظم حسن على طريق القوم ومن شعره قصيدة أولها:

يا صاح إن الركب قد سار مسرعاً *** ونحن قعود ما الذي أنت صانع

أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم *** صريع الأماني والغرام ينازع

وهذا لسان الكون ينطق جهرة *** بأن جميع الكائنات قواطع

ومن شعره:

مرادي منك نسيان المراد *** إذا رمت السبيل إلى الرّشاد

وأن تدع الوجود فلا تراه *** وتصبح ماسكاً حبل اعتماد

إلى كم غفلةٍ عنّي وإنّي *** على حفظ الرعاية والوداد

ودّي فيك لو تدري قديم *** ويوم السبت يشهد بانفرادي

وهل ربّ سواي فترتجيه *** غداً ينجيك من كربٍ شداد

فوصف العجز عمَّ الكون طرّاً *** فمفتقر بمفتقرٍ ينادي

وبي قد قامت الأكوان طرّاً *** وأظهرت المظاهر من مرادي

أفي داري وفي ملكي وفلكي *** توجه للسوى وجه الرجاء عن العباد

ووصفك فالزمنه وكن ذليلاً *** ترى منّي المنى طوع القياد

وكن عبداً لنا والعبد يرضى *** بما تقضي الموالي من مراد

 

 

ابن عطاء الله السكندري[عدل]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة متحقق منها من هذه الصفحةعرض/إخفاء التفاصيل

ابن عطاء الله السكندري

الحقبة   658 هـ - 709 هـ

المولد   658 هـ في الإسكندرية في مصر

الإقامة  مسلم

الوفاة    709 هـ في القاهرة في مصر

العقيدة  أهل السنة، أشعرية

المذهب مالكي

الاهتمامات      التصوف

تأثر بـ  أبو الحسن الشاذلي أبو العباس المرسي

تأثر به  ابن المبلق السكندري تقي الدين السبكي أحمد زروق

تعديلعرض نقاش تعديل

ابن عطاء الله السكندري فقيه مالكي وصوفي شاذلي الطريقة، بل أحد أركان الطريقة الطريقة الشاذلية الصوفية، (658 هـ / 1260م - 709 هـ / 1309م). الملقب بـ "قطب العارفين" و"ترجمان الواصلين" و"مرشد السالكين". كان رجلاً صالحاً عالماً يتكلم على كرسي ويحضر ميعاده خلق كثير، وكان لوعظه تأثير في القلوب، وكان له معرفة تامة بكلام أهل الحقائق وأرباب الطريق، وله ذوق ومعرفة بكلام الصوفية وآثار السلف. وكان ينتفع الناس بإشاراته. وله موقع في النفس وجلالة.

 

اسمه ونشأته

هو تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسباً. وفد أجداده المنسوبون إلى قبيلة جذام، إلى مصر بعد الفتح الإسلامي واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطاء الله حوالي سنة 658 هـ الموافق 1260م ونشأ كجده لوالده الشيخ أبي محمد عبد الكريم بن عطاء الله، فَقيهاً يَشتغل بالعلوم الشَرعية حيث تلقي منذ صباه العلوم الدينية والشرعية واللغوية.

§سلوكه طريق التصوف[عدل]

 

سند الطريقة الشاذلية يظهر فيها اسم ابن عطاء الله السكندري

كان الشيخ ابن عطاء الله في أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى أنه كان يقول: "من قال أن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل". فما أن صحب شيخه أبو العباس المرسي واستمع إليه بالإسكندرية حتى أعجب به إعجاباً شديداً وأخذ عنه طريق الصوفية وأصبح من أوائل مريديه وصار يقول عن كلامه القديم: "كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام". ثم تدرج ابن عطاء في منازل العلم والمعرفة حتى تنبأ له الشيخ أبو العبَاس يوماً فقال له: "الزم، فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً في المذهبين" يقصد مذهب أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة. ثم قال: "والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا" فكان كما أخبر.

§تلاميذه

أخذ عن ابن عطاء الله الكثير من التلامذة، منهم:

ابن المبلق السكندري.

تقي الدين السبكي، شيخ الشافعية.

§كتبه[عدل]

ترك ابن عطاء الكثير من المصنفات والكتب منها المفقود ومنها الموجود، لكن أبرز ما بقي له:

لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن.

القصد المجرد في معرفة الإسم المفرد.

التنوير في إسقاط التدبير.

أصول مقدمات الوصول.

الطريق الجادة في نيل السعادة.

عنوان التوفيق في آداب الطريق، شرح بها قصيدة الشيخ أبو مدين (ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا).

تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس.

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح.

الحكم العطائية على لسان أهل الطريقة، وهي أهم ما كتبه وقد حظيت بقبول وانتشاراً كبيراً ولا يزال بعضها يُدرس في بعض كُليات جامعة الأزهر، كما تَرجم المستشرق الانجليزى آرثر اربري الكثير منها إلى الإنجليزية، وترجم الأسباني ميجيل بلاسيوس فقرات كثيرة منها مع شرح الرندى عليها.

§وفاته[عدل]

 

مسجد بن عطاء الله السكندري

توفي الشيخ ابن عطاء الله كهلا بالمدرسة المنصورية في القاهرة سنة 709 هـ ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها. ولا يزال قَبره مَوجوداً إلى الآن بجبانة سيدي على أبو الوفاء تحت جبل المُقطمِ. من الجهةِ الْشرقية لجبَانة الإمام الليث. وقد أقيم على قبره مسجد في عام 1973

§قال العلماء عنه[عدل]

أحمد زروق: كان جامعاً لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه ونحو وأصول وغير ذلك كان متكلماً على طريق أهل التصوف واعظا انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه.

ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة: صحب الشيخ أبا العباس المرسي، صاحب الشاذلي، وصنف مناقبه ومناقب شيخه، وكان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه.

الذهبي: كانت له جلالة عظيمة، ووقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل، وكان يتكلم - بالجامع الأزهر فوق كرسي - بكلام يروّح النفوس.

ابن الأهدل: الشيخ العارف بالله، شيخ الطريقين وإمام الفريقين، كان فقيهاً عالماً ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية فصحب شيخ الشيوخ المرسي، وفُتح عليه على يديه وله عدة تصانيف، منها الحكم. وكله مشتملة على أسرار ومعارف، وحكم ولطائف، نثراً ونظماً. ومن طالع كتبه عرف فضله.

المصادر :  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ( بتصرف )

 

ابن عطاء الله الاسكندري - 709 للهجرة
تاج الدين احمد بن محمد بن عطاء الله الاسكندراني، الزاهد المذكور تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي.

كان ينتفع الناس بإشاراته. وله موقع في النفس وجلالة، ومشاركة في الفضائل.
مات كهلا، سنة تسع وسبعمائة. وكانت جنازته مشهودة. اجتمعت بأخيه العلامة شرف الدين بالاسكندرية، وسمعت منه، ولبست منه الطاقية كما ستعلمه.

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله تَاج الدَّين أَبُو الْفضل الإسكندراني الشاذلي
صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي صَاحب الشاذلية وصنّف مناقبه ومناقب شَيْخه وَكَانَ الْمُتَكَلّم على لِسَان الصوفية في زَمَانه وَهُوَ مِمَّن قَامَ على الشَّيْخ تقى الدَّين ابْن تَيْمِية فَبَالغ في ذَلِك وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس وَله فِي ذَلِك تصانيف قَالَ الذهبي كَانَت لَهُ خلال عَجِيبَة وَوَقع في النُّفُوس ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَرَأَيْت الشَّيْخ تَاج الدَّين الفارقي لما رَجَعَ من مصر مُعظما لوعظه وإشارته وَكَانَ يتَكَلَّم بالجامع الْأَزْهَر يمزج كَلَام الْقَوْم بآثار عَن السلف وفنون من الْعلم فَكثر أَتْبَاعه وَكَانَ عَلَيْهِ سيماء الْخَيْر وَيُقَال أن ثَلَاثَة قصدُوا مَجْلِسه فَقَالَ أحدهم لَو سلمت من العائلة لتجردت وَقَالَ الآخر أَنا أصلي وَأَصُوم وَلَا أجد من الصلاح ذرة فَقَالَ الثَّالِث إن صلاتي مَا ترضيني فَكيف ترْضى ربي فَلَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسه قَالَ في أثْنَاء كَلَامه وَمن النَّاس من يَقُول فَأَعَادَ كَلَامهم بِعَيْنِه وَمن جملَة من أَخذ عَنهُ الشَّيْخ تقي الدَّين السبكي وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر سمع من الأبرقوهي

وَقَرَأَ النَّحْو على المحيى وشارك فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَصَحب المرسي فَتكلم على النَّاس فسارعت إليه الْعَامَّة وَكثير من المتفقهة وَكثر أَتْبَاعه قَالَ أَبُو حَيَّان وَقَالَ الْكَمَال ابْن المكين حكى لَهُ المراكشي قَالَ كنت أصحب فَقِيرا فَحَضَرَ اليه الخليلى الْوَزير يزوره فَقَالَ لَهُ جاءني ابْن عَطاء الله فَقَالَ لي اللَّيْلَة ترى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي الْمَنَام فَاجْعَلْ بشارتي أَن توليني الخطابة بالإسكندرية فمضت اللَّيْلَة وَمَا رَأَيْت شَيْئا وَقد عزمت على ضربه فَلم يزل الْفَقِير يتلطف بِهِ حَتَّى عَفا عَنهُ وَإِذا صَحَّ هَذَا فَهُوَ محتال وَلَيْسَ من الرِّجَال وَهُوَ صَاحب الحكم الْمَشْهُورَة الآن بِحكم ابْن عَطاء الله الَّتِى يلهج كثير من متصوفه زمننا بِحِفْظ كَلِمَات مِنْهَا وَمَات في نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 تسع وَسَبْعمائة

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني.

 

- تاج الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي: طريقة الإِمام المتكلم الجامع لأنواع العلوم من تفسير وأصول وفقه وغير ذلك الولي الواصل الشيخ الفاضل العالم العامل، كان متكلماً على طريق التصوف أخذ عن أبي العباس المرسي وانتفع به والشيخ ياقوت العرشي، وعنه أخذ

من لا يعد كثرة منهم الشيخ داود بن عمر الشاذلي والشيخ داود ما خلا له تآليف مفيدة تدل على قدم راسخ في العلوم الظاهرية والباطنية منها التنوير في إسقاط التدبير وله الحكم وله لطائف المنن في مناقب شيخه أبي العباس وشيخه أبي الحسن. توفي بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 709 هـ[1309م].

 شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

 

 

أحمد بن محمد بن عطاء الله
الشيخ العارف تاج الدين أبو الفضل الإسكندري.

كان رجلاً صالحاً له ذوق، وفي كلامه ترويح للنفس وسَوْق إلى الشوق، يتكلّم على كرسيّ في الجوامع، ويقيّد المارقين بأغلالٍ وجوامع، وله إلمام بآثار السلف الصالح، وكلام الصوفية، إذا هبّ نسيمه العاطر الفائح شوّق كثيراً من القلوب، ومحا بالدموع غزيراً من الذنوب، وله مشاركة في الفضائل، وعليه للصَّلاح سيماء ودلائل، وهو تلميذ الشيخ أبي العباس المُرْسي صاحب الشاذلي، وكان من كبار القائمين على الشيخ تقي الدين بن تيميّة، وله جلالة يف النفوس بنفسه القويّة.
ولم يزل على حاله إلى أن ركدت تلك العبارة، وانكدرت نجوم تلك الإشارة.
وتوفي رحمه الله تعالى بالقاهرة في المنصورية في حادي عشر جمادى الآخرة سنة تسع وسبع مئة.
ومن شعره:
مُرادي منك نسيانُ المراد ... إذا رُمْتَ السبيلَ إلى الرَّشادِ
وأنْ تَدَعَ الوجود فلا تَراهُ ... وتُصبح مالكاً حَبْلَ اعتمادِ
إلى كم غفلةٍ عنّي وإني ... على حِفظِ الرعاية والودادِ
وَوُدّي فيك لو تدري قديمٌ ... ويومُ السبت يشهد بانفرادي
وهل ربُّ سواي فتَرْتَجيه ... غداً يُنجيك من كَرْبٍ شداد
فوصف العَجز عمّ الكون طُرّاً ... فمفتقرٍ يُنادي
وبي قد قامت الأكوانُ طُرّاً ... وأظهرتُ المظاهرَ مِنْ مُرداي
أفي داري وفي ملكي وفُلْكي ... تُوجّه للسِّوى وَجْهَ اعتماد

وها خِلَعي عليكَ فلا تُذِلْها ... ومن وجه الرجاء عن العباد
ووصفَك فالزَمَنْهُ وكن ذليلاً ... ترى منّي المنى طَوْع القياد
وكن عبداً لنا والعبد يرضى ... بما تَقْصي الموالي من مُراد
قلت: شعرٌ نازلٌ، هو يجدُّ وكأنه هازل.
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).
 

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله تَاج الدّين أَبُو الْفضل الإسْكَنْدراني الشاذلي صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي صَاحب الشاذلي وصنف مناقبه ومناقب شَيْخه وَكَانَ الْمُتَكَلّم على لِسَان الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه وَهُوَ مِمَّن قَامَ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية فَبَالغ فِي ذَلِك وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس وَله فِي ذَلِك تصانيف عديدة وَمَات فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية كهلاً وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ جلالة عَجِيبَة وَوَقع فِي النُّفُوس ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَرَأَيْت الشَّيْخ تَاج الدّين الفارقي لما رَجَعَ من مصر مُعظما لوعظه وإشارته وَكَانَ يتَكَلَّم بالجامع الْأَزْهَر فَوق كرْسِي بِكَلَام يروح النُّفُوس ومزج كَلَام الْقَوْم بآثار السّلف وفنون الْعلم فَكثر أَتْبَاعه وَكَانَت عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَيُقَال أَن ثَلَاثَة قصدُوا مَجْلِسه فَقَالَ أحدهم لَو سلمت من العائلة لتجردت وَقَالَ الآخر أَنا أُصَلِّي وَأَصُوم وَلَا أجد من الصّلاح ذرة فَقَالَ الثَّالِث إِن صَلَاتي مَا ترضيني فيكيف ترضي رَبِّي فَلَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسه قَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه وَمن النَّاس من يَقُول فَأَعَادَ كَلَامهم بِعَيْنِه وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَرَأت على سارة بنت السُّبْكِيّ عَن أَبِيهَا سَمَاعا قَالَ سَمِعت أَبَا الْفضل بن عَطاء يَقُول فَذكر شَيْئا من كَلَامه وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر سمع من الأبرقوهي وَقَرَأَ النَّحْو على المحيي الماروني وشارك فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَصَحب المرسي وَتكلم على النَّاس فسارعت عَلَيْهِ الْعَامَّة وَكثير من المتفقهة وَكثر أَتْبَاعه قَالَ لنا أَبُو حَيَّان قَالَ لنا شرف الْقُضَاة ابْن الربعِي قَالَ لنا ابْن عَطاء يَوْمًا أنمرجن لكم قُلْنَا نعم فَتكلم بِكَلَام الْقَوْم فَقُلْنَا لَهُ نعم حكيت كَلَام الْمرْجَانِي فاستمر قَالَ وَقَالَ لي الْكَمَال ابْن المكين حكى لي المراكشي قَالَ كنت أصحب فَقِيرا فَحَضَرَ إِلَيْهِ ابْن الخليلي الْوَزير يزوره فَقَالَ لَهُ جَاءَنِي ابْن عَطاء الله فَقل لي اللَّيْلَة ترى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام وَاجعَل بشارتي أَن توليني الخطابة بالإسكندرية فمضت اللَّيْلَة وَمَا رَأَيْت شَيْئا وَقد عزمت على ضربه فَلم يزل الْفَقِير يتلطف بِهِ حَتَّى عَفا عَنهُ

-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-



تاج الدين أبي الفضل احمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبدالرحمن بن عبد الله بن أحمد ابن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسبا ولد بتاريخ ( 658هـ )، له مصنفات منها: لطائف المنن في مناقب الشيخ ابن عباس ، والقصد المجرد في معرفة الاسم المفرد ، والتنوير في اسقاط التدبير وتاج العروس ، توفي ابن عطاء سنة 709 .ينظر: الأعلام للزركلي :1/221 

الشيخ الإمام تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندراني الجُذامي المالكي الشَّاذلي، إمام عصره في جميع الفنون، المتوفى بمصر في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعمائة، عن ...
أخذ عن الشيخ [لمُرْسي] بعد أن كان من المنكرين عليه وفُتح له على يديه وانتفع به وله في مدحه عدة قصائد وألف كتابه " [لطائف] المنن" في مناقبه ومناقب شيخه أبي الحسن [الشّاذلي] ثم صحب ياقوت العرشي وكان يعظ الناس بالقاهرة، فكثرت أتباعه. و [كان] لوعظه تأثير في القلوب لذوقه ومعرفته. وكان من كبار القائمين على الشيخ تقي الدين ابن تيمية. وله "التنوير في إسقاط التدبير" و"تاج العروس" و"مفتاح الفلاح في ذكر الله الفتاح" و"الحكم" و"المرقى إلى القدس الأنقى" و"مختصر تهذيب المدوَّنة" في الفقه. وكان أعجوبة زمانه في التصوف. ذكره المقريزي والسيوطي.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله أبي العباس وأبي الفضل بن أبي عبد الله بن أبي محمد الجذامي الاسكندري الإمام المتكلم الشاذلي. كان جامعاً لأنواع العلوم من تفسير وحديث ونحو وأصول وفقه وغير ذلك - وله تآليف مفيدة منها التنوير في إسقاط التدبير والحكم.
كان - رحمه الله تعالى - متكلماً على طريقة أهل التصوف واعظاً انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه وكان شاذلي الطريقة ينتمي للشيخ أبي الحسن الشاذلي وأخذ طريقه عن أبي العباس المرسي - رحمه الله عن الشيخ أبي الحسن - رحمه الله.وكان أعجوبة زمانه في كلام التصوف وله نظم حسن في الوعظ. توفي رحمه الله بالقاهرة سنة تسع وسبعمائة ودفن بالقرافة وقبره مشهور يزار.
ومن تاريخ مصر للقطب عبد الكريم

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري

 

 أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُي الْفضل
من أهل الْإسْكَنْدَريَّة أرَاهُ كَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَقيل كَانَ مالكيا
كَانَ أستاذ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد فِي التصوف وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا صَاحب إشارات وكرامات وَقدم راسخ فِي التصوف
صحب الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس المرسي تلميذ الشَّيْخ أبي الْحسن الشاذلي وَأخذ عَنهُ
واستوطن الشَّيْخ تَاج الدّين الْقَاهِرَة يعظ النَّاس ويرشدهم وَله الْكَلِمَات البديعة دونهَا أَصْحَابه فِي كتب جمعوها من كَلَامه وَمن مصنفات الشَّيْخ تَاج الدّين كتاب التَّنْوِير فِي إِسْقَاط التَّدْبِير
وَمن كَلَامه إرادتك التَّجْرِيد مَعَ إِقَامَة الله لَك فِي الْأَسْبَاب من الشَّهْوَة الْخفية وإرادتك الْأَسْبَاب مَعَ إِقَامَة الله إياك فِي التَّجْرِيد انحطاط عَن الذرْوَة الْعلية
مَا أَرَادَت همة سالك أَن تقف عِنْدَمَا كشف لَهَا إِلَّا ونادته هواتف الْحَقَائِق الَّذِي تطلب أمامك وَلَا تبرجت ظواهر الكرامات إِلَّا نادت حقائقها {إِنَّمَا نَحن فتْنَة فَلَا تكفر}
وَقَالَ كَيفَ يتَصَوَّر أَن يَحْجُبهُ شَيْء وَهُوَ الَّذِي أظهر كل شَيْء كَيفَ يتَصَوَّر أَن يَحْجُبهُ شَيْء وَهُوَ الَّذِي ظهر بِكُل شَيْء كَيفَ يتَصَوَّر أَن يَحْجُبهُ شَيْء وَهُوَ الَّذِي ظهر فِي كل شَيْء كَيفَ يتَصَوَّر أَن يَحْجُبهُ شَيْء وَهُوَ الَّذِي ظهر لكل شَيْء كَيفَ يتَصَوَّر أَن يَحْجُبهُ شَيْء وَهُوَ الظَّاهِر قبل وجود كل شَيْء كَيفَ يتَصَوَّر أَن يَحْجُبهُ شَيْء وَهُوَ أظهر من كل شَيْء
وَمن شعره
(أعندك عَن ليلى حَدِيث مُحَرر ... لإيراده يحيا الرميم وينشر)
(فعهدي بهَا الْعَهْد الْقَدِيم وإنني ... على كل حَال فِي هَواهَا مقصر)
(وَقد كَانَ عَنْهَا الطيف قدما يزورني ... وَلما يزر مَا باله يتَعَذَّر)
توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسَبْعمائة

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الاسكندرى يكنى أبا الفضل، وكان المتكلم بلسان الصوفية فى زمانه، وقام على الشيخ تقى الدين بن تيمية فبالغ فى ذلك، وكان يلقى دروسه بالأزهر، ويمزج كلام الصوفية بآثار السلف. أخذ عن أبى عباس المرسى، وأخذ عنه تقى الدين السبكى. له ترجمة فى الدرر الكامنة 1/ 273 - 275، والديباج المذهب ص 70 - 71، وشجرة النور الذكية 1/ 204، وشذرات الذهب 6/ 19 - 20، والنجوم الزاهرة 8/ 280 وحسن المحاضرة 1/ 524 وطبقات الشافعية 5/ 176 وكشف الظنون 675.

مؤلف الحكم وغيرها كالتنوير فى اسقاط التدبير، ومختصر تهذيب المدونة. ولطائف المنن فى مناقب الشيخ أبى العباس المرسى وشيخه أبى الحسن.

وتوفى فى أوائل [شهر (7)] جمادى الثانية عام 709.

ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 

 

أحمد الجذامى الإسكندرى، أخذ عن أبى العباس المرسى طريقة شيخه الشاذلى بالقاهرة، ودفن بالقرافة سنة 709. هو ابن عطاء الله السكندرى صاحب الحكم

وفى هذه السنة يوم الثلاثاء ثالث شهر ربيع الأول منها بموافقة شهر «غشت» من الشهور العجمية فى أوّل دولة أبى الجيوش-حاصر البرجلوني «المرية» وقائد أبى الجيوش عليها القائد «أبو مدين: شعيب بن شعيب» وعلى البحر القائد «أبو الحسن: على الرنداحى» والبرجلوني المذكور طاغية أرغون-خذله الله-وصل عشية يوم الاثنين ثانى الشهر المذكور إلى طرف الفنت من ساحل المرّية الشرقى، فى ثلاثمائة قطعة بين صغار وكبار، حربية وسفرية، فحطّ هنالك وبات فى أجفانه، فلما كان من الغد يوم الثلاثاء أنزل الخيل والعدد والأزواد بتلك المواضع، من طرف الفنت إلى الموضع المعروف ببركة الصفر، وانتشر الفرسان والرجال بفحص المرية وخارجها، وفى الحين أمر القائد أبو مدين بهدم ما قارب الأسوار من المبانى بخارج البلد، فهدمت، وسويت بالأرض، وسدّت أبواب البلد بالبناء إلا ما دعت الضرورة لتركه، وهيئت الأسوار للقتال، ولازمها الرماة والرجال.
وفى يوم الأربعاء ثانى يوم نزولهم احتفل النصارى فى أحفل زىّ، وأتوا يضربون الأبواق والطبول حتى انتهوا إلى أسوار البلد مما يلى الرجل، فقاتلوا البلد قتالا عظيما، وتكالبوا عليها تكالبا شديدا، وقد كان المسلمون على غير تعبئة، لخروجهم من البلد طمعا فى دفاع النصارى عند إقبالهم، لعدم الخبرة بحالهم؛ ففروا أمامهم إلى البلد ولجئوا إلى الأسوار، ودافعوهم بالقتال والسهام عن البلد، وعصم الله وهو نعم النصير.
وفى يوم الخميس خامس الشهر المذكور وصل الشيخان أبو العباس: أحمد ابن طلحة، وأبو عبد الله، محمد بن أبى بكر فى نحو مائة وخمسين فارسا، وكان أولادهم بالمرية، فما رآهم النصارى وقد أطلوا خرجوا إليهم فى خيلهم ورجلهم ومعهم الطاغية ملكهم، فصبر الغزاة القادمون لقتالهم أعظم صبر، وتجلّدوا على جلادهم غاية التجلد، واقتحموا على رغم أنوفهم، وتكرار ألوفهم حتى دخلوا البلد بعد أن هلك من خيلهم تسعة، وما نقص منهم عدد؛ فكانت هذه الكائنة مما أكمدت النصارى [وطاغيتهم أشد الوجد والكمد] وأدخلت عليهم حزنا وأمدت المسلمين بأعظم المدد.
وفى سائر هذا اليوم وصلت جيوش النصارى على البرّ بما عم السهل والوعر من الخيل والرجال، فأحدقوا بالبلد إحداق الهالة بالقمر، والأكمام بالثمر، وقد كان لحق أهل المرّية لأوّل حصارهم دهش فلمّا ناشبوهم القتال، واستقرّ بهم النّزال، ورأوا أن الحرب سجال، انبسطت للقتال نفوسهم، وثارت للحرب عزائمهم، وافترس رماتهم، وانتصر حماتهم، وصاروا يبادرون الحرب، ولا يهابون الطعن والضرب، وأخذ النصارى نفوسهم لأول الحصار بالمواظبة على القتال، والمصابرة بالنزال، قلّما ذهب لهم يوم إلا بقتال جديد، وجعلوا يرتّبون الرجال أنطاقا على البلاد ويضيّقون الطرق، ويحافظون على الرتب، ومهما ظهر لهم موضع راحة للبلاد، أو مسلك دخول أو خروج بادروا إليه ليسدوه، ونصبوا المجانيق وأعدوا الأثقاب] وضيقوا الحصار، وفتحوا إلى الحرب الأبواب.
فلما كان يوم الأحد ثامن عشر ربيع الأول المذكور احتفل الطاغية فى مواكبه وجنوده، ورايانه وبنوده، وأقبل نحو البلد فى عدد كثير حتى وافى باب «بجّانة» وهنالك أكثر نزولهم ومعظم قتالهم فأفاضوا فى المقاتلة، واستقبلهم المسلمون بأشد المدافعة.
وكذلك كانت الحروب بينهم فى عامة الأيام.
وفى يوم السبت الرابع عشر من الشهر المذكور أقبل جيش المسلمين من حضرة «غرناطة» طامعا فى نصرة البلد ودفاع العدو عنها، فخرج الطاغية إليهم، والتقى الجمعان، فكانت الكرّة على المسلمين، وقتل كثير من الرّجالة والفرسان، وفى خلال ذلك خرج جمع من أهل البلد، فاختلفوا إلى محلّة النصارى، فنهبوا منها كلّ ما قدروا عليه.
وفى يوم السبت الحادى والعشرين ضربوا ناقوسهم الكبير، وكانوا لا يضربونه إلا لركوب طاغيتهم، ودخلوا فى السلاح بأجمعهم، وأقبلوا محدقين بالبلد من جميع جهاته، وأعدّوا للقتال أبراجا سامية من الخشب تندفع على عجلات، وشحنوها بالرجال، وهيئوا سلاليم عالية على الأسوار، وأقبلوا يتقدمهم الرجال والرماة، ويتلوهم الفرسان، ففرّقوا ذلك على البلد، فدافعهم المسلمون وطرحوا عليهم الزّفت والقطران، ورموا بالنيران، حتى فرّ النصارى عنها، وتمكّن المسلمون من كثير منهم، وكان هذا اليوم من الأيام العظام.
وفى أوّل شهر ربيع الأخير أقبل جيش من حضرة «غرناطة» إلى «مرسانة» ليرقبوا بها، فضيّقوا على النصارى تصرّفاتهم، وكانوا يخرجون من محلتهم صبيحة كلّ يوم فى جمع وافر من الفرسان ينتجون من الوادى على دوابهم أنواع العصير، وضروب الفواكه، ويجلبون الخشب لأبنيتهم، والحطب لوقودهم، فخرجوا على عادتهم يوم الأربعاء عاشر شهر ربيع الأخير، فلما بلغوا الوادى خرجت عليهم كمائن المسلمين فانهزموا أمامهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وغنموا دوابّهم وأسلجتهم، وكان عليهم فى ذلك بوار وانكسار.

وفى يوم الجمعة الثانى عشر لشهر ربيع الأخر أقبل جيش المسلمين وعليهم الشيخ أبو سعيد: عثمان بن أبى العلاء فانبرت إليه جيوش النصارى، وتلاقوا بمواضع خارج المرية ؛ فكانت الدائرة على النصارى، وقتل جماعة من زعمائهم وكماتهم وقتل الفرس تحت الشيخ أبى سعيد، لكن نجّاه الله تعالى، وسلمه.
ولما ضاقت صدور النصارى بالحرب وفشا فيهم القتل فى الأيام الفارطة عزموا على المكيدة؛ فخرجت فرقة من فرسانهم ليلا، وأبعدوا عن المحلة، فلما كان من الغد يوم الأحد الرابع عشر من شهور ربيع الأخير-أطلوا فى زى جيوش المسلمين عليهم البرانس، وعند ما تظاهروا للمحلة، ركب الجيش إليهم على حال استعجال، وخلفوا أخبيتهم ليس فيها أحد يستدرجون بذلك أهل البلد للخروج إليهم وقدر صدوا لهم المكامن، وعملوا عليها الخيل، ونصبوا لهم الحبائل، ولما بصر المسلمون بظاهر الحال، ولم يكن عندهم شعور بالمكيدة رفعوا الأعلام فى الأسوار وخرج الفرسان، وقائد البحر وجماعة من أعيان المرية قاصدين نحو الأخبية لينتهبوها، ثمّ إن الله سبحانه صرفهم عنها فعرجوا إلى جبل المرية ليبتدءوا بما هنالك من الأخبية؛ إذ كان أهلها من شرارهم. ولما شاهد أرباب الكمائن ذلك من فعل المسلمين حسبوا أنهم فطنوا للمكيدة، وأن تعريجهم إنما كان طلبا لنجاتهم؛ فانبروا من مكانهم، وأرادوا قطعهم عن البلد؛ فسقط فى أيدى المسلمين، واتفق أن [قد كان ] فتح فى تلك الجهة باب أمس ذلك اليوم، فلجئوا إليه واقتحموا عليه، ومن انقطع منهم عاذ بالسّور، ودوفع عنه بالنّبل، ودلىّ لهم ألواح، وتستّروا بها حتى ارتفع القتال وتحصنوا فتترسوا وصرف الله مكرهم .
وفى يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر ربيع الأخير أعملوا الحيلة فى إقامة ألواح عظام عالية بموضع يعرف بالأسد على قرب من البلد، ووصلوا بينها بمسامير الحديد، وجعلوا بينون خلفها؛ فعظم الأمر فى ذلك على المسلمين، وأقبلوا يحاولون تحريقها فيسّر الله تعالى عليهم ذلك بعد جهد عظيم.
وفى يوم السبت الموفى عشرين للشهر المذكور-كان القتال العام فى البرّ والبحر، وركب الطاغية فى أسطوله فى البحر، وفرّق جيشه على كلّ جهة من جهات البلد فى البحر، وفى البر، وأقبلوا جميعا على القتال، وقد أعدّوا من الأبراج والسلاليم ما يضيق عنه نطاق الاحتمال وصاروا لا يدفعهم قتال، وضاق الحال بالمسلمين، وانسدت [أبواب] الحيل فصرخ بهم صارخ ان بادروهم بطرح العذرة عليهم؛ فهو أعظم نكاية لديهم، فبادر الناس فى الحين لتناول ذلك وحمله؛ فوضعوا الشئ فى محله، وقارنوا الشكل بشكله، ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله، فكان الفارس منهم فى أجمل حال فى زيّه، وإذا هو مكسوّ ثوب العذرة؛ فيصير مسخرة بينهم، وكان ذلك أدهى عليهم من القتال، وفرّج الله من شدة تلك الحال.
وفى يوم الأربعاء العاشر لجمادى الأولى وصل جيش المسلمين من الحضرة فى خيل ورجل كثير، فأقبل الفرسان من جهة المناظر، وأقبل الرجالة من جهة الجبل، وكان التقدم للرّجّالة، فرجعت إليهم طائفة من فرسان النصارى ، فلم يستطيعوا صبرا على مقاتلتهم؛ فانهزموا أمامهم ومضت عليهم سيوفهم، وكان من لطف الله تعالى أن خرج طائفة من المسلمين من البلد إلى ما يليهم من المحلة عند شغل النصارى عنهم وأحرقوا لهم بعض أخبيتهم وكثيرا من بيوتهم، فصعد دخانها فى الجوّ، وعند ما شاهد ذلك مقاتلة النصارى انصرفوا نحوه يظنون أن محلّتهم أضرمت فى جميعها النيران فكان ذلك المنهزمين سببا لرفع السيف عنهم.

ولما انتهى فرسان المسلمين إلى الحفير الذى احتفره النصارى على محلتهم وعليه طاغيتهم عنده بجنده توقفوا عن مخالطتهم حتى فرّق الليل بين الفريقين من غير قتال، وصار هذا الجيش من المسلمين بعد ذلك يرتّب مرسانة، فيأتون فى أكثر الأيام إلى محلة النصارى يناهشونهم ويضاربونهم، وخف لذلك القتال عن البلد، فكانوا لا يقاتلون أهل البلاد إلا فى اليوم الذى لا يأتى فيه جيش المسلمين.
وفى صبيحة يوم الجمعة الثالث لجمادى الأخيرة رام النصارى غدر البلاد من ناحية جبلها فأتوا فى عدد موفور بسلاليم عالية فرفعوها حتى ألصقوها بالسور، ووثبوا يصعدون فيها، ويرتفعون عليها، ولم يكن فى تلك الجهة للاتفاق غير رجل واحد من المسلمين، فصاح بالناس فسارعوا إليه يتصايحون حتى غصّت الأسوار بأناسها، وضاقت عن أهلها، فدافعوهم، وفتح الباب هنالك فخرجت منه طائفة من المسلمين فطلبوهم، وقتلوا رئيسا من زعمائهم فيمن قتل.
وفى عشية يوم الخميس التاسع من الشهر المذكور أعملوا الحيلة على غدر هذه الجهة من العرقوب مرة ثانية، أوظنوا إخلاءها من الناس وقد كان ناسها استشعروا الحذر من الغدرة الأولى، ففطنوا لهم وتصايحوا، فاجتمع الناس إليهم، وفتح الباب هنالك، فتمكّنوا منهم، وظفروا بعدد منهم.
وفى يوم الاثنين الثانى والعشرين لرجب سقطت ستارة من السور [بحذو باب العربى ] فنتدب النصارى إليها، وتهالكوا عليها، وتقاتلوا قتالا مستمرّا بطول اليوم، وهو آخر قتال كان بينهم وبين أهل البلد إلى أن ارتحلوا.
وإنما أطلت بهذا الحصار؛ لما فيه من العبرة لأولى البصائر والأبصار وكانت عدّة فرسانهم ثلاثة آلاف فارس منها ألف مدّرعة وأربعمائة مبرقعة [والسائر تبع لهؤلاء ] وأما الرجّالة فلا يحصون كثرة، هلك من جميعهم فى هذا الحصار تسعون ألفا قتل منهم أهل المرية بطول الحصار أربعة عشر من الزعماء وسبعمائة من الفرسان [وواحدا ] وعشرين ألفا من الرجّالة، والسائر قتلهم جيش المسلمين.
وعدّة أخبيتهم نحو الثلاثمائة وأما القياطين والبيوت فما لا يأخذه حصر.
وعدة المجانيق التى نصبوا للرجم أحد عشر منجنيقا رعادة تدور بالبلد وينقل بعضها من جهة إلى أخرى منها ما يرجم أسوار البلد، ومنها ما يرجم داخل البلد، ومنها ما يرجم القصبة.
ومعظم تسلّطهم وكلبهم إلى أسوار العرقوب، وعدة الحجارة التى رمت بها المجانيق بطول الحصار اثنان وعشرون ألفا.

وانظر لحكمة الله كان عدد موتاهم أضعافا للأحجار المرمى بها من حجر يزن ثلاثين، إلى حجر يزن خمسة وعشرين.
وكان لأهل البلد منجنيق واحد يرمون [بها ] برّا وبحرا بحسب الحاجة فلما تكسرت لحجر أصابها صنعوا ثلاثة مجانيق أخرى، ومن أسباب عصمة الله تعالى لأهل البلد فى هذه المدة ما توفر لمخازن قصبته  من الشعير الكثير، وصاروا يفرّقون  ذلك بحساب رطل لكل نفس بسوم قيراط واحد للرطل من غير تفرقة بين قوى وضعيف، وأنهى ما بلغ إليه الرطل من القمح ثلاثة دراهم، والخبزة منه إحدى عشرة أوقية بدرهمين.
وعدّة من استشهد من أهل البلد لطول الحصار مائة وتسع وخمسون نسمة منهم امرأتان وسائرهم رجال.
ثم أرسل الله الريح الغربية مدّة شهرين فمنعت أجفانهم السّير، وقطعت عنهم المير حتى عمّهم الجوع، فأجابوا إلى الصلح على مال التزم لهم، فوصل الحمام إلى المرية مبشرا بذلك، وذلك يوم الأحد الحادى والعشرين لرجب من السنة وقد أنف من ذلك جيوش قشتالة، ووسّقوا أثقالهم فى المراكب، وما عجزوا عنه أضرموا فيه النيران، وبقى منهم طائفة بعد ذلك ضاقت عليهم الأجفان فأقاموا تحت الذمّة، ورحلت المحلّة بطاغيتها المخزى فى غضب الله إلى لعنة الله وسوء المصير، وذلك يوم الخميس الثانى والعشرين من شعبان منها فكانت مدّة الحصار إلى مدة التمام ستة أشهر غير [عشرة ] أيام.
وفى شهر رمضان من السنة المذكورة حشد أهل بادية المرية لهدم ما بقى بعد الحصار بخارج البلد من الحيطان والأبنية خوفا مما كان يتحدّث به من عود الطاغية البرجلوني إليها، ونزوله عليها كرّة أخرى فامتنعت إلى أن حلّ قضاء الله وقدره وكان أمر الله قدرا مقدورا.
وإنما ذكرناه للاعتبار فى مقدورات الله.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)