شرف الدين أبي سليمان داود الكبيربن عمر بن ماخلا الكهاري

داود بن عمر الكهاري

تاريخ الوفاة732 هـ
مكان الوفاةالإسكندرية - مصر
أماكن الإقامة
  • الإسكندرية - مصر

نبذة

شرف الدين أبي سليمان داوود ﴿الكبير﴾ بن عمر بن ماخلا الكهاري السكندري, أحد أكابر الأولياء ومشاهير الأصفياء أعطى مقاماً عالياً في كشف البواطن ومن رجال الشاذلية بالإسكندرية. صحب تاج الدين ابن عطاء الله السكندري. كان رضي الله عنه شرطياً في بيت الوالي بالإسكندرية وكان يجلس تجاه الوالي وبينهما إشارة يفهم منها وقوع المتهم أو براءته فإن أشار إليه أنه برئ عمل بإشارته أو أنه فعل ما اتهم به عمل بذلك. وله كلامٌ عالٍ في الطريق وكان أميا لا يكتب ولا يقرأ.

الترجمة

شرف الدين أبي سليمان داوود ﴿الكبير﴾ بن عمر بن ماخلا الكهاري السكندري, أحد أكابر الأولياء ومشاهير الأصفياء أعطى مقاماً عالياً في كشف البواطن ومن رجال الشاذلية بالإسكندرية. صحب تاج الدين ابن عطاء الله السكندري. كان رضي الله عنه شرطياً في بيت الوالي بالإسكندرية وكان يجلس تجاه الوالي وبينهما إشارة يفهم منها وقوع المتهم أو براءته فإن أشار إليه أنه برئ عمل بإشارته أو أنه فعل ما اتهم به عمل بذلك. وله كلامٌ عالٍ في الطريق وكان أميا لا يكتب ولا يقرأ.

 

كان يتمثل بقول:

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد إلا على أكمه لا يعرف القمرا

ثم استترت عن الأبصار يا صمد و كيف يظهر من بالغرة استترا

ومن كلامه رضي الله عنه في كتابه المسمى بعين الحقائق في قول صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى : على قدر ارتقاء همتك في نيتك يكون ارتقاء درجتك عند عالم سريرتك.

وكان رضي الله عنه يقول : إنما كانت العلل والأسباب لوجود البعد والحجاب، ومن استنار قلبه علم أن الخضوع لرب الأرباب حتمٌ لازمٌ للعبد من غير العلل .

وكان رضي الله عنه يقول : للولي نوران : نورُ عطفٍ ورحمة يجذب به أهلِ العناية ، ونورُ فيضٍ وعزة وقهر يدفع به أهل البعد والغواية ، لأنه يتصفح بين دائرتي فضلٍ وعدل ، فإذا أقيم بالفضل ظهر فجذب فنفع ، وإذا أقيم بالعدل والعز حجب فخفي ودفع ، ولذلك أقبل بعضٌ وأدبر بعض.

ومن أقواله رضي الله عنه: كلما ازداد علم العبد زاد افتقاره ومطلبه وعلت همته، لأنه في حال جهله يطلب العلم وفى حال علمه يطلب جلاء العلوم. والمعلومات درجات لا غاية لمنتهاها ولا حد لعلو مرماها، فوا عجباً من لوعة كلما ارتوت زاد تأجهها وضرامها.

وكان يقول : من أعظم المواهب بعد الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله الإيمان بنور الولاية في خلقه سواء ظهرت في ذات العبد أو في غيره من العباد فإنه كما هو مطلوب أن يؤمن بها في غيره كذلك مطلوب أن يؤمن بها في نفسه.

ومن أقواله رضي الله عنه : الناس صنفان صنف اشتغل بالدنيا وإقامة دولتها وشعائر دينها فهو في كفالة علماء المسلمين ، وصنف سعت هممهم بعد أن حصلوا ما حصل الأولون إلى فهم الأسرار وطلبوا من يسير بها في منازل التحقيق فهم في كفالة العارفين.

وكان يقول: لا يكن أكبر همك من العبادة إلا القرب من المعبود دون الأجر والثواب فإنه إذا مَنَّ عليك بالدخول إلى حضرته فهنالك الأجور وأعلى منها، ثم ينعم عليك حتى تكون أنت منعماً على ذلك.

وهذا المعنى الذي ختم به سيدي داود كلمته هذه هو معنى المدد وهو أن يفيض الله من نعمه وأسراره وخصوصياته على مخصوص حتى يصير هذا المنعم عليه محلاً لإفاضة النعم. أنظر إلى قوله تعالى : ﴿هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب﴾.

ويقول أيضاً موضحاً لتنزلات المدد : قلوب المؤمنين تحت قلوب الأولياء وقلوب الأولياء تحت ظل قلوب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقلوب الأنبياء تحت ظل أنوار العناية ، والأمداد تتنزل فيما بين ذلك : ﴿ويتلوها الشاهد منه﴾.

وكان يقول رضي الله عنه: لسان العارف قلم يكتب به في ألواح قلوب المريدين فربما كتب في لوح قلبك ما لم تعلم معناه وبيانه عند ظهور آياته .

وكان يقول: العارف أثره في الآخذين عنه بإمداده وأنواره أكثر من آثارهم فيهم بأذكارهم وأعمالهم.

وكان يقول: إقبال القلب على الله حسنة يُرجى أن لا يضر معها ذنب وأعراض القلب عن الله سيئة لا يكاد ينفع معها حسنة.

ويقول: من أعجب العجب، محب وقف بباب غير باب الحبيب.

وكان يقول : إن أردت سلوك المحجة البيضاء والوصول إلى ذروة أهل التقى والاقتداء بأهل الرتبة الأولى فإياك أن تجعل دينك وإيمانك من نتائج العقول والأفكار أو مستنداً إلى أدلة النظر بل عرج إلى المحل الأعلى والمنزل الأعز الأحمى واستمد البركات والأنوار من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأل الله تعالى أن يمن عليك بمدد من عنده يغنيك به عن كل شيء سواه ويهديك بنوره إليه حتى لا تشهد في ذلك إلا إياه وقل رب إني أعوذ بك أن يكون إيماني بك وبما أنزلت وبمن أرسلت مستفاداً من فكرة مشوبة بالأوصاف النفسية أو مستنداً إلى عقل ممزوج بأمشاج الطينة البشرية بل من نورك المبين ومددك الأعلى ونور نبيك المصطفى .

وكان رضي الله عنه يقول : يرسل الوالد الشفوق ولده الطفل إلى الطبيب من حيث لا يشعر الطفل ويقال له تلطف به ولا تشقق عليه وإكرامك علينا ولا تكلفه معرفة دائه ولا معرفة مداواته ، كذلك يقال للعارف داوِ مرضى عبادنا إذا أتوك بتيسيرنا وهم لا يشعرون ولا تكلفهم معرفة دائهم ولا معرفة مداواتهم فإنهم ربما شق ذلك عليهم وعاملهم كما عاملناهم فإنك داعٍ إلينا ومطالب بحقنا فقد دعوناهم إلى حضرتنا وجنتنا وهم بها غير عالمين وبكنه حقائقها على الحقيقة غير عارفين.

وكان يقول: مراد العارف أن يخرج المريد من الضيق إلى السعة في عالم الغيب وإن لم يشعر المريد بذلك.

وكان يقول : العارفون يتكلمون مع الخلق وهم بالحق مع الحق كما حكا عن أبى القاسم الجنيد رضي الله عنه أنه قال لي ثلاثون سنة أتكلم مع الله تعالى والناس يظنون أنى أتكلم معهم .

وكان يقول: ابن آدم ذو عوالم ثلاث: عالم إنساني، وعالم شيطاني، وعالم روحاني فله من حيث المعنى الطيني: الجهل والنسيان، ومن حيث الريح الشيطاني: التكذيب والكفران والجحود والطغيان، ومن حيث الوصف الروحاني: التصديق والإذعان، ثم اليقين والعرفان ثم الشهود والعيان.

وكان يقول : القلوب ثلاثة : قلب أرضي : فالشيطان يأوي إليه وربما استحوذ بالإغواء عليه. وقلب سماوي: فهو يلقى إليه ويسترق السمع من نواحيه، فهو ينال من سماع أخباره وربما رجم بشهاب أنواره. وقلب عرشي: فهو أبداً لا يدانيه، ولا يصل أبداً إليه

 

كتبه

كشف البلاغة في المعاني

عيون الحقائق

الرسالة المرضية في شرح دعاء الشاذلية وغيرها.

توفي سنة 732هـ / 1331م ومقامه في شارع متفرع من شارع الحجاري في رأس التين بالإسكندرية .

طبقات الأولياء لسراج الدين أبي حفص عمر ابن علي ابن أحمد المصري, المعروف بابن الملقن و المتوفي سنة 804 هـ

راجع كتاب  الطبقات الكبرى لسيدي الشعراني

 

داود بن عمر الكهاري - ق 8 للهجرة
الشيخ داود بن عمر بن ما خل الكهاري الأسكندري المالكي،

صحب تاج الدين بن عطاء الله وشرح " حزب البحر " فكان يتمثل بقوله:
لقد ظهرت، فلا تخفى على أحد ... إلا على أكمه لا يعرف القمرا
ثم استترت عن الأبصار يا صمد ... وكيف يظهر من بالعزة استتراً؟!

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.