أبي بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد النقاش

تاريخ الولادة266 هـ
تاريخ الوفاة351 هـ
العمر85 سنة
مكان الولادةالموصل - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • ماوراء النهر - أفغانستان
  • الري - إيران
  • خراسان - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • البصرة - العراق
  • الكوفة - العراق
  • الموصل - العراق
  • بغداد - العراق
  • الجزيرة - بلاد الشام
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • أضنة - تركيا
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

أبي بكر النقاش هو: محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن مسند أبي بكر النقاش الموصلي الأصل ثم البغدادي. ولد «أبي بكر النقاش» بالموصل سنة ست وستين ومائتين من الهجرة، وعني بالقراءات القرآنية من صغره. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

الترجمة

 أبي بكر النقاش
هو: محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن مسند أبي بكر النقاش الموصلي الأصل ثم البغدادي.
ولد «أبي بكر النقاش» بالموصل سنة ست وستين ومائتين من الهجرة، وعني بالقراءات القرآنية من صغره.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
شغف «أبي بكر النقاش» منذ نعومة أظفاره بالقراءات القرآنية وفي سبيل ذلك وصل الى كثير من المدن والأمصار يأخذ عن شيوخها ويتلقى عن علمائها وفي هذا يقول الإمام «ابن الجزري»: طاف «أبي بكر النقاش» الأمصار وتجول في البلدان وكتب الحديث وقيد السنن، وصنف المصنفات في القراءات، والتفسير، وغير ذلك. وطالت أيامه، فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه، وورعه، وصدق لهجته، وبراعة فهمه، وحسن اطلاعه، واتساع معرفته.
وقال «الخطيب البغدادي»: كان أبي بكر النقاش عالما بحروف القرآن حافظا للتفسير، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم، وكان قد سافر الى الكثير من المدن شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، والجبال، وبلاد خراسان وما وراء النهر.
ويجمع المؤرخون على أن شيوخ «أبي بكر النقاش» بلغوا عددا كبيرا فمن الذين أخذ عنهم القراءات: أبي ربيعة، وأبي علي الحسين بن محمد الحداد المكي، ومحمد بن عمران الدينوري، ومدين بن شعيب البصري، وأبي أيوب الضبي، واسماعيل بن عبد الله النحاس، وادريس بن عبد الكريم، وأحمد بن فرح، وهارون الأخفش، وعبيد الله بن بكار، وغيرهم كثير.
ومن الذين أخذ عنهم الحديث: اسحاق بن سفيان الختليّ، وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وأحمد بن محمد بن رشد بن المصري، والحسين بن ادريس الهرويّ، وغيرهم كثير.
تصدر «أبي بكر النقاش» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم من كل فج عميق، يأخذون عنه وينهلون من علمه ويقرءون مصنفاته.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية، محمد بن عبد الله بن أشتة، محمد بن أحمد الشنبوذي، والحسن بن محمد الفحام، والحافظ أبي الحسن الدارقطني، والفرج ابن محمد القاضي، وعبد الله بن عبد الصمد الوراق، وإبراهيم بن أحمد الطبري،واحمد بن عبد الله بن الحسين البزاز، ومحمد بن الحسن بن الفضل القطان وغيرهم كثير.
ومن الذين رووا عنه سنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم: أبي بكر بن مجاهد، وجعفر بن محمد، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، ومحمد ابن الحسين بن الفضل، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبي الحسن بن الحمامي المقرئ، وجماعة آخرون.
وكان «أبي بكر النقاش» من المشهود لهم بالثقة، وفي هذا يقول الإمام «الداني» ت 444 هـ: النقاش جائز القول، مقبول الشهادة، سمعت عبد العزيز بن جعفر يقول: كان النقاش يقصد في قراءة «ابن كثير، وابن عامر» لعلو إسناده فيهما، وكان له بيت مليء كتبا، وكان أبي الحسن الدارقطني يستملي له وينتقي للناس من حديثه .
سمع «أبي بكر بن مجاهد» الحروف من جماعة كثيرة، وطاف الأمصار، وتجول في البلدان وكتب الحديث، وقيد السنن، وصنف المصنفات، وطالت أيامه فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه وصدق لهجته وبراعة فهمه، وحسن اطلاعه واتساع معرفته .
ترك «أبي بكر النقاش» ثروة علمية ضخمة حيث صنف في القراءات والتفسير وغير ذلك، ومن مصنفاته: كتاب التفسير في نحو اثني عشر ألف ورقة سماه «شفاء الصدور» أو «إشفاء الصدور» وكتاب «الموضح في معاني القرآن» ودلائل النبوة، والقراءات بعللها، وكتاب العقل، وكتاب المناسك، وكتاب أخبار القصاص، وكتاب ذم الحسد، وكتاب أبياب في القرآن، وكتاب إرم ذات العماد، وكتاب المعجم الاوسط، والمعجم الأصغر، والمعجم الكبير في أسماء القراء وقراءاتهم، وكتاب السبعة بعللها الكبير، وكتاب السبعة الاوسط، وكتاب السبعة الأصغر، وغيرها كثير.
ظل «أبي بكر النقاش» يتلو كتاب الله تعالى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الدنيا وفي هذا يقول أبي الحسن بن الفضل القطاني: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، فجعل يحرك شفتيه ثم نادى بعلو صوته: (لمثل هذا فليعمل العاملون) يرددها ثلاثا ثم خرجت نفسه رحمه الله تعالى \. رحم الله أبا بكر النقاش رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

 

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ بن هارون بن جعفر بن سند، أبو بكر المقرئ النقاش: نسبه أبو حفص بن شاهين. وهو موصلي الأصل، ويقال: أنه مولى أبي دجانة سماك بن خرشة الأنصاري. وكان عالما بحروف القرآن، حافظا للتفسير، صنف فيه كتابا سماه «شفاء الصدور».، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم. وكان سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، والجبال، وببلاد خراسان، وما وراء النهر.
وحدث عن: إسحاق بن سفيان الختلي، وأبو مسلم الكجي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، وَمحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحضرمي، وَمحمد بْن عَلِيّ بْن زيد الصائغ المكي، وأحمد بن محمد بن رشدين المصري، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ السامي، والحسين بن إدريس الهرويين، والحسن بن سفيان النسوي، وخلق يطول ذكرهم، روى عنه: أبو بكر بن مجاهد، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن الحسين بن الفضل، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربيّ، وجماعة آخرهم أبو عليّ بن شاذان. وفي أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة.

أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ البزّاز بعكبرا قال: نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النقاش إملاء قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ بِالْمِصِّيصَةِ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ الْقَاضِي، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ بِطَبَرِسْتَانَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الأَنْصَارِيُّ بِهَرَاةَ، وَنَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّحْوِيُّ بِحِمْصَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قِيرَاطٍ بِدِمَشْقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِالرَّمْلَةِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيَّانِ بِأَنْطَاكِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أيّوب القلّا بِطَبَرِيَّةَ، وَيَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي بِحِمْصَ قَالُوا: نبأنا كثير بن عبيد قال: نبأنا بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَن أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يَدْعُونَ مَنْ دُونِهِ إِلا أُنْثَى- إِلا نَصْرَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا كثير قال: نبأنا بَقِيَّةُ، وَالْمُعَافَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ قال: نبأنا أَبُو غَالِبِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: نبأنا زائدة، عن لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ الله ألا يستجيب لدعاء حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ».

حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ بِحَدِيثِ أَبِي غَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ أَخِي أبي بكر بن بنت معاوية لأبيه فقال: نا أبو غالب قال نا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ الله ألا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ».
فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَا غَالِبٍ لَيْسَ هُوَ ابْنَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ وَإِنَّمَا أَخُوهُ لأَبِيهِ. ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ وَزَائِدَةُ مِنَ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، وَهَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ مُرَكَّبٌ فَرَجَعَ عَنْهُ. وَقَالَ: هُوَ فِي كِتَابِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي غَالِبٍ وَأَرَانِي كِتَابًا لَهُ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى ظَهْرِهِ أبو غالب قال نبأنا جدي. قال أبو الْحَسَنِ: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ كِتَابٍ عِنْدَهُ أَنَّهُ صَحِيحٌ. وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مُرَكَّبًا فِي الْكِتَابِ عَلَى أَبِي غالب فتوهم أَنَّهُ مِنْ حَدِيثٍ أَبِي غَالِبٍ وَاسْتَغْرَبَهُ وَكَتَبَهُ، فَلَمَّا وَقَفْنَاهُ عَلَيْهِ رَجَعَ عَنْهُ. قَالَ أبو الحسن: وحدث بحديث عن يحيى بن محمد بن صاعد، فقال فيه: حَدَّثَنَا يحيى بن محمد المديني قال نا إدريس بن عيسى القطان عن شيخ له ثقة- إما إسحاق الأزرق أو زيد بن الحباب- أحد هذين، الشك من أبي الحسن عن سفيان الثوري عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عن ابن عباس قصة إبراهيم والحسن والحسين، وهذا حديث باطل كذب على كل من رواه، ابن صاعد فمن فوقه. وأحسب حديثه أنه وقع إليه كتاب لرجل غير موثوق به قد وضعه في كتابه أو وضع له علي أبي محمد بن صاعد فظن أنه من صحيح حديثه فرواه فدخل عليه الوهم وظن أنه من سماعه من ابن صاعد.
قال الشيخ أبو بكر: لا أعرف وجه قول أبي الحسن في أبي غالب إنه ليس بابن بنت معاوية بن عمرو لأن أبا غالب كان يذكر أن معاوية بن جده. وأما حديث النقاش عنه فقد رواه عنه أيضا أبو علي الكوكبي.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدّل قال نبأنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «سألت ربي ألا يشفع حبيبا يدعو علي حبيبه». قال الشيخ أبو بكر: والحديث الثاني إنما هو عن زيد بن الحباب لا عن إسحاق الأزرق وقد أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال نبأنا محمّد بن الحسن النقاش قال: نبأنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط قال نبأنا إدريس بن عيسى المخزوميّ القطّان قال نبأنا زيد بن الحباب قال نبأنا سفيان الثوري عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عن أبي الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْسَرِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْمَنِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، تَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا وَتَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا، إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِوَحْيٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ. قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ من ربي فقال: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامُ وَيَقُولُ لَكَ: لَسْتُ أَجْمَعُهُمَا لَكَ فَافْدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ» . فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَبَكَى، وَنَظَرَ إِلَى الْحُسَيْنِ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أُمُّهُ أَمَةٌ وَمَتَى مَاتَ لَمْ يَحْزَنْ عَلَيْهِ غَيْرِي، وَأُمَّ الْحُسَيْنِ فَاطِمَةُ وَأَبُوهُ عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي لَحْمِي وَدَمِي وَمَتَى مَاتَ حَزِنَتِ ابْنَتِي وَحَزِنَ ابْنُ عَمِّي وَحَزِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَأَنَا أُوثِرُ حُزْنِي عَلَى حُزْنِهِمَا، يَا جِبْرِيلُ تَقْبِضُ إِبْرَاهِيمَ، فَدَيْتُهُ بِإِبْرَاهِيمَ» . قَالَ فَقُبِضَ بَعْدَ ثَلاثٍ. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْحُسَيْنَ مُقْبِلا قَبَّلَهُ وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَرَشَفَ ثَنَايَاهُ وَقَالَ: «فديت من فديته بابني إبراهيم» .
قال الشيخ أبو بكر: دلس النقاش بن صاعد فقال نا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط، وأقل مما شرح في هذين الحديثين تسقط به عدالة المحدث ويترك الاحتجاج به.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أنه ذكر النقاش فقال: كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص.
سألت أبا بكر البرقاني عن النقاش فقال: كل حديثه منكر. وَحَدَّثَنِي من سمع أبا بكر ذكر تفسير النقاش فقال: ليس فيه حديث صحيح.
حَدَّثَنِي محمد بن يحيى الكرماني قَالَ: سمعت هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري ذكر تفسير النقاش فقال: ذاك إشفى الصدور، وليس بشفاء الصدور.
سمعت أبا الحسين بن الفضل القطان يقول: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فجعل يحرك شفتيه بشيء لا أعلم ما هو ثم نادى بعلو صوته: «لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ» يرددها ثلاثا، ثم خرجت نفسه. ذكر محمد بن أبي الفوارس أن مولد النقاش في سنة ست وستين ومائتين.
سمعت أبا الحسين بن رزقويه يقول: توفي أبو بكر النقاش يوم الثلاثاء ليومين مضيا من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ودفن غداة يوم الأربعاء.
قال الشيخ أبو بكر: في داره دفن، وكان يسكن دار القطن

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن هَارُون بن جَعْفَر بن سَنَد أَبِي بكر النقاش الموصلي ثمَّ البغدادي
الإِمَام فى الْقرَاءَات وَالتَّفْسِير وَكثير من الْعُلُوم
ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
وعنى بالقراءات من صغره فَقَرَأَ على جمَاعَة
وَطَاف فى الْأَمْصَار وجال فى الْبِلَاد
وَحدث عَن أَبى مُسلم الكجى وَإِسْحَاق بن سِنِين الختلى وَمُحَمّد بن على الصَّائِغ وَالْحسن بن سُفْيَان وَغَيرهم

روى عَنهُ ابْن مُجَاهِد وَهُوَ من شُيُوخه وجعفر الخلدى وَابْن شاهين وَأَبُو أَحْمد الفرضى وَأَبُو على ابْن شَاذان وَغَيرهم
وَمن تصانيفه كتاب شِفَاء الصُّدُور فى التَّفْسِير وَفِيه مَوْضُوعَات كَثِيرَة
وثقة أَبُو عَمْرو الدانى وَقَبله وزكاه وَضَعفه قوم مَعَ الِاتِّفَاق على جلالته فى الْعلم
ولنذكر أَحَادِيث مِمَّا كَانَت سَبَب الْكَلَام فِيهِ
فَمِنْهَا أَنه قَالَ حَدثنَا أَبُو غَالب ابْن بنت مُعَاوِيَة بن عَمْرو واسْمه على بن أَحْمد حَدثنَا جدى مُعَاوِيَة عَن زَائِدَة عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الله لَا يقبل دُعَاء حبيب على حَبِيبه)
قَالَ الدارقطنى أنْكرت هَذَا على النقاش وَقلت لَهُ إِن أَبَا غَالب لَيْسَ بِابْن بنت مُعَاوِيَة وَإِنَّمَا أَخُوهُ لِأَبِيهِ مُحَمَّد هُوَ ابْن بنت مُعَاوِيَة وَمُعَاوِيَة وزائدة ثقتان وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع فَرجع عَنهُ
قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب لَا أعرف وجة قَول الدارقطنى فى أَبى غَالب أَنه لَيْسَ بِابْن بنت مُعَاوِيَة لِأَن أَبَا غَالب يذكر أَن مُعَاوِيَة جده وَقد رَوَاهُ أَبُو على الكوكبى عَن أَبى غَالب عَن جده مُعَاوِيَة بن عَمْرو فَذكره
قلت فَلَيْسَ فِيهِ مَا يقتضى جرحا فى أَبى بكر النقاش وَللَّه الْحَمد
وَمِنْهَا قَالَ النقاش حَدثنَا يحيى بن مُحَمَّد المدينى حَدثنَا إِدْرِيس بن عِيسَى الْقطَّان عَن شيخ لَهُ ثِقَة عَن الثورى عَن قَابُوس بن أَبى ظبْيَان عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

 

النقاش الْعَلامَة الرّحال الجوال أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن زِيَاد الْموصِلِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ
الْمُقْرِئ الْمُفَسّر أحد الْأَعْلَام
ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَسمع أَبَا مُسلم الْكَجِّي وَالْحسن بن سُفْيَان والطبقة فَأكْثر وَأغْرب وأعجب وتلا عَلَيْهِ هَارُون الْأَخْفَش وعدة وتلا عَلَيْهِ ابْن مهْرَان مؤلف الْغَايَة
وصنف شِفَاء الصُّدُور فِي التَّفْسِير وغريب الْقُرْآن وَالسّنة وَغير ذَلِك
وَمَعَ جلالته فَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث وحاله فِي الْقرَاءَات أمثل
قَالَ البرقاني كل حَدِيثه مُنكر وَقَالَ غَيره يكذب فِي الحَدِيث وَتَفْسِيره ملآن بالموضوعات مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين وثلاثمائة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

مُحَمَّد بن الْحسن بْن مُحَمَّد بن زِيَاد بن هَارُون بن جَعْفَر بن سَنَد، أَبُو بكر النقاش الْمُقْرِئ الْمُفَسّر، صَاحب كتاب " شِفَاء الصُّدُور " فِي التَّفْسِير.
موصلي الأَصْل، نزل بَغْدَاد، وَقيل: إِنَّه مولى أبي دُجَانَة الْأنْصَارِيّ.

قَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ: كَانَ عَالما بحروف الْقُرْآن، حَافِظًا للتفسير، وَله تصانيف فِي الْقرَاءَات وَغَيرهَا من الْعُلُوم.
وَكَانَ سَافر الْكثير شرقا وغربا، وَكتب بِالْكُوفَةِ، وَالْبَصْرَة، وَمَكَّة، ومصر، وَالشَّام، والجزيرة، والموصل، وَالْجِبَال، وببلاد خُرَاسَان، وَمَا وَرَاء النَّهر.
وَحدث عَن: إِسْحَاق بن سِنِين الْخُتلِي، وَأبي مُسلم الْكَجِّي، وَمُحَمّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ، وَمُحَمّد بن عَليّ بن زيد الصَّائِغ الْمَكِّيّ، وَالْحسن بن سُفْيَان النسوي، وَخلق يطول ذكرهم.
روى عَنهُ: أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد، وجعفر الْخُلْدِيِّ، وَأَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو حَفْص ابْن شاهين، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْخَطِيب: وَفِي حَدِيثه مَنَاكِير بأسانيد مَشْهُورَة.

قَالَ الْخَطِيب: حَدثنِي عبيد الله ابْن أبي الْفَتْح، عَن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَنه ذكر النقاش، فَقَالَ: كَانَ يكذب فِي الحَدِيث، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْقَصَص.
قَالَ الْخَطِيب: وَسَأَلت البرقاني عَن النقاش فَقَالَ: كل حَدِيثه مُنكر
قَالَ: وحَدثني من سمع أَبَا بكر ذكر " تَفْسِير " النقاش، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ حَدِيث صَحِيح.
قَالَ: وحَدثني مُحَمَّد بن يحيى الْكرْمَانِي قَالَ: سَمِعت هبة الله بن الْحسن الطَّبَرِيّ ذكر " تَفْسِير " النقاش، فَقَالَ: ذَاك إشفى الصُّدُور، وَلَيْسَ بشفاء الصُّدُور.

قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين؛ صَاحب هَذَا الْكتاب: النقاش - رَحمَه الله - معزى بالغرائب، مكثر من رِوَايَة الْمَنَاكِير، وَلَا يتَجَاوَز أمره إِلَى التَّكْذِيب، وَمَا ذَكرْنَاهُ عَن الْحفاظ كالبرقاني، وَهبة الله الطَّبَرِيّ اللالكائي، والخطيب، لَيْسَ فِيهِ تَكْذِيب، وَلَيْسَ فِيهِ أَكثر من أَن نسبوه إِلَى رِوَايَة الْمَنَاكِير وَمَا لَا يثبت، وعنها وَقع الذَّم ل " تَفْسِيره ".
وَقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ حديثين بَين بطلانهما، وَلم يزدْ على وَصفه بالوهم والتوهم.
وَأما طَلْحَة بن مُحَمَّد فمعتزلي دَاعِيَة مَجْرُوح، حكى ذَلِك الْخَطِيب، وَذكر عَن الْأَزْهَرِي - وَهُوَ عبيد الله بن أبي الْفَتْح - أَنه قَالَ فِيهِ: ضَعِيف فِي رِوَايَته وَفِي مذْهبه، فَكيف يرجع إِلَيْهِ فِي مثل هَذَا ويعتمد؟ لَا سِيمَا فِي مثل النقاش على جلالته وشهرته بَين أهل الْقُرْآن بِمَا يُوجب طَهَارَة ساحته، وَالله أعلم.
قَالَ الْخَطِيب: سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن ابْن الْفضل الْقطَّان يَقُول: حضرت أَبَا بكر النقاش وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث خلون من شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مئة، فَجعل يُحَرك شَفَتَيْه بِشَيْء لَا أعلم مَا هُوَ، ثمَّ نَادَى بعلو صَوته: {لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61] ، يُرَدِّدهَا ثَلَاثًا، ثمَّ خرجت نَفسه.

وَذكر ابْن أبي الفوارس أَن مولد النقاش سنة سِتّ وَسِتِّينَ ومئتين، وَدفن فِي دَاره بِبَغْدَاد.
وَقَالَ النقاش: حدثت عَن الْمَدَائِنِي قَالَ: قَرَأَ إِمَام بِقوم سُورَة الْحَمد، فَقَالَ: وَلَا الظالين، بالظاء، فرفسه رجل من خَلفه، فَقَالَ الإِمَام: أوه ضهري، فَقَالَ لَهُ الرجل: يَا كَذَا وَكَذَا! خُذ الضَّاد من ظهرك، فاجعلها فِي الضَّالّين، وَأَنت فِي عَافِيَة.
وروى الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ عَن النقاش أَن مُحَمَّد بن عَليّ الصَّائِغ أخْبرهُم قَالَ: أَخْبرنِي يحيى بن معِين قَالَ: كنت عِنْد أبي يُوسُف، وَعِنْده جمَاعَة من أَصْحَاب الحَدِيث وَغَيرهم، فوافته هَدِيَّة من أم جَعْفَر احتوت على تخوت دبيقي، ومصمت، وَشرب، وتماثيل ند، وَغير ذَلِك، فذاكرني رجل بِحَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أَتَتْهُ هَدِيَّة وَعِنْده قوم جُلُوس فهم شركاؤه فِيهَا "، فَسَمعهُ أَبُو يُوسُف فَقَالَ: أبي تعرض؟ إِنَّمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " والهدايا: الأقط، وَالسمن، وَالزَّبِيب "، وَلم تكن الْهَدَايَا مَا ترَوْنَ، يَا غُلَام، شل إِلَى الخزائن.
وَفِيمَا روى بِخَط أبي الْقَاسِم ابْن الدبثائي الْأَزْهَرِي قَالَ: قَرَأت على أبي عَليّ ابْن حمكان الشَّافِعِي، حَدثنِي عَليّ بن أَحْمد بن قُرْقُور التمار، وَمُحَمّد بن الْحسن قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ الصَّائِغ بِمَكَّة قَالَ: سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول: مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي فِي النَّاس بِمَنْزِلَة الْعَافِيَة لِلْخلقِ، وَالشَّمْس للدنيا، جزاه الله عَن الْإِسْلَام وَعَن نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيرا.
وَهَذَا من أحسن مَا ينْقل عَن ابْن معِين فِي رُجُوعه للشَّافِعِيّ.
وَبِالْإِسْنَادِ قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِدْرِيس بهراة، حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ لنا الشَّافِعِي: دهمني فِي هَذِه الْأَيَّام أَمر أمضني وآلمني، وَلم يطلع عَلَيْهِ غير الله، فَلَمَّا كَانَ البارحة أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّد بن إِدْرِيس! قل: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أملك لنَفْسي ضرا وَلَا نفعا، وَلَا موتا وَلَا حَيَاة وَلَا نشورا، وَلَا أَسْتَطِيع أَن آخذ إِلَّا مَا أَعْطَيْتنِي، وَلَا أتقي إِلَّا مَا وقيتني، اللَّهُمَّ فوفقني لما تحب وترضى من القَوْل وَالْعَمَل فِي عَافِيَة، فَلَمَّا أَن أَصبَحت أعدت ذَلِك، فَلَمَّا ترحل النَّهَار أَعْطَانِي الله طلبتي، وَسَهل لي الْخَلَاص مِمَّا كنت فِيهِ، فَعَلَيْكُم بِهَذِهِ الدَّعْوَات فَلَا تغفلوا عَنْهَا.
وَبِه: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن النقاش، حَدثنَا أَبُو نعيم عبد الْملك بن مُحَمَّد، حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ: نَاظر رجل الشَّافِعِي فِي مَسْأَلَة فدقق، وَالشَّافِعِيّ ثَابت يُجيب ويصيب، فَعدل الرجل إِلَى الْكَلَام فِي مناظرته، فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِي: هَذَا غير مَا نَحن فِيهِ، هَذَا كَلَام، لست أَقُول بالْكلَام، وَاحِدَة، وَأُخْرَى لَيست الْمَسْأَلَة مُتَعَلقَة بِهِ، ثمَّ أنشأ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ يَقُول:
(مَتى مَا تقد بِالْبَاطِلِ الْحق يأبه ... وَإِن قدت بِالْحَقِّ الرواسِي تنقد)
(إِذا مَا أتيت الْأَمر من غير بَابه ... ضللت وَإِن تقصد إِلَى الْبَاب تهتد)
فَدَنَا مِنْهُ الرجل وَقبل يَده.
وَبِه: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَبُو نعيم، حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِي: رَأس التوقي ترك الإفراط فِي التوقي.
قَالَ النقاش: صدق الشَّافِعِي، لِأَن الإفراط هُوَ مُجَاوزَة الْحق فِي مِقْدَار الْمصلحَة، وَالله أعلم.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

 

النقَّاش: العلَّامة المفسِّر, شَيْخُ القُرَّاءِ, أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ المَوْصِلِيُّ, ثم البغدادي النَّقاش.
وُلِد سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وحدَّث عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ سُنِيْنَ، وَأَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ زُهَيْر، وَمُطَيَّن, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّائِغ، وَخَلْق.
وَتلاَ عَلَى هَارُوْنَ الأَخْفشِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَنَس بِدِمَشْقَ, وَعَلَى الحَسَنِ بنِ الحُبَاب وَغَيْرِهِ بِبَغْدَادَ, وَعَلَى الحَسَنِ بنِ أَبِي مِهرَان بِالرَّيّ, وَعَلَى أَبِي رَبِيْعَةَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ, وَعِدَّة.
قرأَ عَلَيْهِ أبي بَكْرٍ بنُ مهرَان, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ الفَارِسِيّ, وَأبي الحَسَنِ بنُ الحَمَّامِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبرِي, وَأبي الفَرَجِ الشَّنَبُوذِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّف, وَعَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ السَّعِيدِي، وَأبي الفَرَجِ النَّهْروَانِي, وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَشَّار, وَخَلْق آخِرُهُم مَوْتاً أبي القَاسِمِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الزَّيْدِي الحَرَّانِيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مُجَاهِد، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ شَاهِيْن, وَأبي أَحْمَدَ الفَرَضَيُّ، وَأبي عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأبي القَاسِمِ الحُرْفِي.

وَهُوَ مُؤلف "شِفَاءِ الصُّدورِ" فِي التَّفْسِيْر.
وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحْلَة, قَدِيْمَ اللِّقَاءِ، وَهُوَ فِي القرَاءاتِ أَقوَى مِنْهُ فِي الرِّوَايَات.
وَله كِتَابَ "الإِشَارَة فِي غَرِيْبِ القُرْآن"، وكتَاب "المنَاسك", و"دلائل النبوة"، والمعاجم الثَّلاَثَة أَوسط، وَأَكْبَر وَأَصغر, فَالأَكْبَرُ فِي مَعْرِفَةِ المقرِئين, وَلَهُ كِتَاب كَبِيْر فِي التَّفْسِيْرِ نَحْو مِنْ أَرْبَعِيْنَ مجلداً, وكتَاب "القرَاءاتِ بعِلَلِهَا", وكتَاب "السبعة", وكتاب "ضد العقل" وكتاب "أَخْبَارِ القُصَّاص", وَأَشيَاء، وَلَوْ تَثَّبت فِي النَّقْلِ لصَارَ شَيْخَ الإِسْلاَمِ.
قَالَ أبي عَمْرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ مَقْبول الشَّهَادَةِ, حَدَّثَنَا فَارسٌ, سَمِعْتُ عَبْدَ الله بن الحسين سَمِعْتُ ابْنَ شَنَبُوذ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ مِنْ دِمَشْقَ, فَإِذَا بَقَافِلَة فِيْهَا النَّقَّاش، وَبِيَدِهِ رَغِيف, فَقَالَ لِي: مَا فَعَل الأَخفش؟ قُلْتُ: تُوُفِّيَ, قَالَ ثُمَّ انصرفَ النَّقَّاشُ وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَخفش.

وَقَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهد: كَانَ النَّقَّاش يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ, وَالغَالِبُ عَلَيْهِ القَصَصُ.
وَقَالَ أبي بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: كُلُّ حَدِيْث النَّقَّاشِ مُنكر.
وَقَالَ الحَافِظُ هِبَة اللهِ اللاَّلْكَائِيّ: تَفْسِيْر النَّقَّاش إِشْفَى الصُّدور لاَ شفَاء الصُّدورِ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ فِي حَدِيْثِهِ: مَنَاكِيرُ بِأَسَانيدَ مَشْهُوْرَة.
رَوَى أبي بَكْرٍ, عَنْ أَبِي غَالِب, عَنْ جدِّهِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرٍو, عَنْ زَائِدَةَ, عَنْ لَيْث, عَنْ مُجَاهد, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يقبل دعاء حبيب على حبيبه".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَرَجَعَ عَنْهُ حِيْنَ قُلْتُ لَهُ: هُوَ مَوْضُوْع.
قَالَ الخَطِيْبُ: قَدْ رَوَاهُ أبي عَلِيٍّ الكَوْكَبِي, عَنْ أَبِي غَالِب.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قال النقاش: كسرى أنو شِرْوَان جَعلهَا كُنْيَةً, وَكَانَ يدعُو: لاَ رَجَعَتْ يَدٌ قَصدَتْكَ صفرَاءَ مِنْ عَطَائِك, وَإِنَّمَا هِيَ صِفْرًا.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ ابْنَ الفَضْل القَطَّان يَقُوْلُ: حضَرتُ النَّقَّاش وَهُوَ يَجُود بِنَفْسِهِ فِي ثَالثِ شَوَّال سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافَّات: 61] يُرَدِّدُهَا ثَلاَثاً, ثُمَ خَرَجَتْ نَفْسُه -رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: قَدِ اعْتمد الدَّانِي فِي التَّيْسِير عَلَى رِوَايَاته للقرَاءات, فَاللهُ أَعلم, فإنَّ قلبِي لاَ يَسْكُن إِلَيْهِ، وَهُوَ عِنْدِي متَّهم, عفَا الله عنه.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

(266 - 351 هـ = 880 - 962 م) محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون، أبو بكر النقاش: عالم بالقرآن وتفسيره. أصله من الموصل، ومنشأه ببغداد. رحل رحلة طويلة. وكان في مبدإ أمره يتعاطى نقش السقوف والحيطان فعرف بالنقاش.
من تصانيفه (شفاء الصدور - خ) في التفسير، و (الإشارة) في غريب القرآن، و (الموضح) في القرآن ومعانيه، و (المعجم الكبير) في أسماء القراء وقراآتهم، و (مختصره) و (أخبار القصّاص) قال الذهبي: (وقد اعتمد الداني في التيسير على رواياته للقراآت، والله أعلم، فان قلبي لا يسكن إليه وهو عندي متهم عفا الله عنه) .

-الاعلام للزركلي-

 

 

أبو بكر، محمدُ بنُ الحسن بن زيادِ بنِ هارونَ بنِ جعفرٍ المقرىء، المعروفُ بالنقاش، الموصليُّ الأصل، البغداديُّ المولد والمنشأ.
كان عالمًا بالقرآن والتفسير، وسافر الكثير شرقًا وغربًا وسمع بالكوفة والبصرة ومكة ومصر والشام والجزيرة والموصل والجبال وخراسان وما وراء النهر، وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وذُكر النقاشُ عند طلحة بن محمد بن جعفر، فقال: كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص، وروى عن جماعة من جلة العلماء، وروا عنه.
قال البرقاني: كل حديث النقاش مناكير، وليس في تفسيره حديث صحيح.

ولد سنة 265، وتوفي سنة 351. والنقاش: مَنْ ينقش السقوف والحيطان وغيرها، وكان أبو بكر المذكور في مبدأ أمره يتعاطى هذه الصنعة، فعرف بها.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.