حماد بن أبي سليمان مسلم الكوفي أبي إسماعيل

الفقيه حماد

تاريخ الوفاة120 هـ
أماكن الإقامة
  • الكوفة - العراق

نبذة

حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ الْكُوفِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى الأَشْعَرِيِّينِ. أَحَدُ الأَعْلامِ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ. روى عن أنس، وابن الْمُسَيِّبِ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَتَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَكَانَ سَخِيًّا جَوَّادًا.

الترجمة

حماد بن أبي سليمان، مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري: تفقه بإبراهيم ومات سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين ومائة. قال عبد الملك بن إياس: قيل لإبراهيم: من لنا بعدك؟ قال: حماد.

- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.

 

 

حماد بن أبي سليمان
العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، أبي إِسْمَاعِيْلَ بنُ مُسْلِمٍ الكُوْفِيُّ، مَوْلَى الأَشْعَرِيِّيْنَ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَتَفَقَّهَ: بِإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ وَأَفْقَهُهُم، وَأَقْيَسُهُم، وَأَبْصَرُهُم بِالمُنَاظَرَةِ، وَالرَّأْيِ، وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ مِنَ الرِّوَايَةِ؛ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، فَهُوَ في عداد صغار التابعين.
رَوَى عَنْهُ: تِلْمِيْذُهُ؛ الإِمَامُ أبي حَنِيْفَةَ، وَابْنُهُ؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادٍ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَالأَعْمَشُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَمُغِيْرَةُ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ الجُعْفِيُّ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأبي بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَكَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ الأَذْكِيَاءِ، وَالكِرَامِ الأَسْخِيَاءِ، لَهُ ثَرْوَةٌ، وَحِشْمَةٌ، وَتَجَمُّلٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: كَانَ أبي سُلَيْمَانَ، وَالِدُ حَمَّادٍ مَوْلَى أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ الحُميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جاء إلى أَبِي طَلْحَةَ الكَحَّالِ يَسْتَنْعِتُهُ مِنْ شَيْءٍ بِعَيْنِهِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ, فَرَأَيْتُهُ أَشْهَبَ اللِّحْيَةِ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: لإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ: مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ? قَالَ: حَمَّادٌ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: فَمَا سَمِعْتُ الشَّيْبَانِيَّ ذَكَرَ حَمَّاداً إلَّا أَثْنَى عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: رَأَيْتُ حَمَّاداً وَقَدْ دَخَلَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَمَعَهُ أَطْرَافٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْهَا. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ: مَا هَذَا? أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَذَا? فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ.
رَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِكِتَابَةِ الأَطْرَافِ. وَرَوَى: شَرِيْكٌ، عَنْ جَامِعٍ أَبِي صَخْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّاداً يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ، وَيَقُوْلُ: إِنَّا لاَ نُرِيْدُ بِذَلِكَ دُنْيَا، وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَنْبِجَانِيٌّ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مَعْمَرٌ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ أَفْقَهَ مِنَ: الزُّهْرِيِّ، وَحَمَّادٍ، وَقَتَادَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ حَمَّادٌ أَبْصَرَ بِإِبْرَاهِيْمَ مِنَ الحَكَمِ.
ابْنُ إِدْرِيْسَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ شُبرمة، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ بِعِلْمٍ مِنْ حَمَّادٍ.
أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا إِبْرَاهِيْمَ نَعُوْدُهُ حِيْنَ اخْتفَى، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِحَمَّادٍ، فَإِنَّهُ قَدْ سَأَلَنِي عن جميع ما سألني عنه الناس.
يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نُرَى أَنَّ بَعْدَ إِبْرَاهِيْمَ الأَعْمَشُ، حَتَّى جَاءَ حَمَّادٌ بِمَا جَاءَ بِهِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ، وَمُغِيْرَةُ أَحْفَظَ مِنَ الحَكَمِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: حَمَّادٌ أَحَبُّ إِلَيَّ من مغيرة.

وَقَالَ مَعْمَرٌ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا إِسْحَاقَ، فَيَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم? فَنَقُوْلُ: مِنْ عِنْدِ حَمَّادٍ فَيَقُوْلُ: مَا قَالَ لَكُم أَخُو المُرْجِئَةِ? فَكُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى حَمَّادٍ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم? قُلْنَا: مِنْ عِنْدِ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: الْزَمُوا الشَّيْخَ، فَإِنَّهُ يُوْشَكُ أَنْ يُطْفَى. قَالَ: فَمَاتَ حَمَّادٌ قَبْلَهُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِحَمَّادٍ: كُنْتَ رَأْساً، وَكُنْتَ إِمَاماً فِي أَصْحَابِكَ، فَخَالَفْتَهُم، فَصِرْتَ تَابِعاً! قَالَ: إِنِّي أَنْ أَكُوْنَ تَابعاً فِي الحَقِّ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً فِي البَاطِلِ.
قُلْتُ: يُشِيْرُ مَعْمَرٌ إِلَى أَنَّهُ تَحَوَّلَ مُرْجِئاً إِرْجَاءَ الفُقَهَاءِ، وَهُوَ أَنَّهُم لاَ يَعُدُّوْنَ الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ مِنَ الإِيْمَانِ، وَيَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَيَقِيْنٌ فِي القَلْبِ، وَالنِّزَاعُ عَلَى هَذَا لَفْظِي -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَإِنَّمَا غُلُوُّ الإِرْجَاءِ مَنْ قَالَ: لاَ يَضُرُّ مَعَ التَّوْحِيْدِ تَرْكُ الفَرَائِضِ، نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ.
رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنَّ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَنْ أَمِنَ أَنْ يُسْتَثْقَلَ, ثَقُلَ.
قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَيْنِ الأُضْحِيَةِ يَكُوْنُ فِيْهَا البَيَاضُ؟ فَلَمْ يَكْرَهْهَا.
وَسَأَلَتُهُ عَنِ الرَّجُلِ: يَحْلِفُ عَلَى الشَّيْءِ كَاذِباً وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ صَادِقٌ؟ قَالَ: لاَ يَكُفِّرُ.
وَسَأَلْتُهُ عَنِ التَّرَبُّع فِي الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَسَأَلْتُ حَمَّاداً عَنِ الرَّجُلِ يَسْرِقُ مِنْ بَيْتِ المَالِ؟ فَقَالَ: يُقْطَعُ.
وَسَأَلْتُهُ عَنْ رجل قال: إن فارقت غريمي، فمالي عَلَيْهِ فِي المَسَاكِيْنِ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصُّفْرِ بِالحَدِيْدِ نَسِيْئَةٌ.
قَالَ مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: إِنَّ حَمَّاداً قَدْ جَلَسَ يُفْتِي. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُهُ وَقَدْ سَأَلَنِي عَمَّا لَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ عُشرِه?.
وَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ الحَكَمَ يَقُوْلُ: وَمَنْ فِيْهِم مِثْلُ حَمَّادٍ؟ يَعْنِي: أَهْلَ الكُوْفَةِ.
قَالَ أبي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ أَفْقَهُ مِنَ الشَّعْبِيِّ، مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ حَمَّادٍ! وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ صَدُوْقَ اللِّسَانِ، لاَ يَحْفَظُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ النسائي: ثقة، مرجىء.
وَقَالَ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ مُسْتقِيْمٌ فِي الفِقْهِ، فَإِذَا جَاءَ الأَثَرُ شوَّش.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ أَفْقَهَ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَتْ رُبَّمَا تَعْتَرِيْهِ مُوْتَةٌ وَهُوَ يُحَدِّثُ.

وَبَلَغَنَا أَنَّ حَمَّاداً كَانَ ذَا دُنْيَا مُتَّسِعَةٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يُفَطِّر فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسَ مائَةِ إِنْسَانٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يُعْطِيْهِم بَعْدَ العِيْدِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مائَةَ دِرْهَمٍ.
وَحَدِيْثُهُ فِي كُتُبِ السُّنَنِ، مَا أَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيْثاً وَاحِداً مَقْرُوْناً بِغَيْرِهِ. وَلاَ يُلْتَفَتُ إِلَى مَا رَوَاهُ أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي -حَمَّادٌ- وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ- عَنْ إِبْرَاهِيْمَ. وَفِي لَفْظٍ: وَمَا كُنَّا نَثِقُ بِحَدِيْثِهِ. وَقَالَ أبي بَكْرٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ: إِنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عَنْ حَمَّادٍ شَيْئاً، فَقَالَ: كَذَبَ.
يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مغيرة، قال: حج حماد بن أبي سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ فَإِنِّي قَدِمْتُ عَلَى أهل الحجاز فرأيت عطاء، وطاوسا، وَمُجَاهِداً فَصِبْيَانُكُم بَلْ صِبْيَانُ صِبْيَانِكُم أَفْقَهُ مِنْهُم قال مغيرة فرأينا ذَاكَ بَغْيٌ مِنْهُ.
خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الرَّأْيُ الَّذِي أَحْدَثْتَ؟ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ! فَقَالَ: لَوْ كَانَ حَيّاً, لَتَابَعَنِي عَلَيْهِ يَعْنِي: الإِرْجَاءَ.
الفِرْيَابِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: مَا كنا نأتي حماد إلَّا خِفْيَةً مِنْ أَصْحَابِنَا.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ, قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ يُصرعُ وَإِذَا أَفَاقَ, تَوَضَّأَ. قُلْتُ: نَعَمْ, لأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الإِغْمَاءِ, وَهُوَ أَخُو النَّوْمِ, فَيَنْقُضُ الوُضُوْءَ.
وَرَوَى جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كَانَ حَمَّادٌ يُصِيْبُهُ المَسُّ، فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبَ عَنْهُ عَادَ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيْهِ.
حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثَ مَا أَحْدَثَ.
قَالَ العُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَمَّادٍ الفَقِيْهِ وَطَوَّلَهَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ، حَدَّثَنَا القَوَارِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، قال: قدم علينا حماد بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ البَصْرَةَ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ فَجَعَلَ صِبْيَانُ البَصْرَةِ يَسْخَرُوْنَ بِهِ فَقَالَ له رجل ما تقول في رجل وطىء دَجَاجَةً مَيْتَةً فَخَرَجَتْ مِنْ بَطْنِهَا بَيْضَةٌ? وَقَالَ لَهُ آخَرُ مَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ مِلْءَ سُكُرُّجَةٍ?.
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا أبي المَلِيْحِ, قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الرَّقَّةَ، فَخَرَجْتُ لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَإِذَا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ حَمْرَاءُ, وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِالسَّوَادِ، فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا عَلَيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَحَادِيْثِ "المُسْنَدِ"، وَالنَّاسُ يَسْأَلُوْنَهُ عَنْ رَأْيِهِ، فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ قَالَ لاَ جَاءَ اللهُ بِكَ.
قَالَ أبي دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: حَمَّادٌ مُقَارَبُ الحَدِيْثِ، مَا رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَلَكِنَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ عِنْدَهُ عَنْهُ تَخْلِيْطٌ فَقُلْتُ لأَحْمَدَ: أبي مَعْشَرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ حَمَّادٌ فِي إِبْرَاهِيْمَ؟ قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا.
وَقَالَ الأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ: أَمَّا رِوَايَاتُ القُدَمَاءِ عَنْ حَمَّادٍ فَمُقَارِبَةٌ، كَشُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ، وَهِشَامٍ وَأَمَّا غَيْرُهُم، فَقَدْ جَاؤُوا عَنْهُ بِأَعَاجِيْبَ. قُلْتُ لَهُ: حَجَّاجٌ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ? فَقَالَ: حَمَّادٌ عَلَى ذَاكَ لاَ بَأْسَ بِهِ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَقَدْ سَقَطَ فِيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ وَذَاكَ. وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَظَنَّنَا أَنَّهُ عَنَى سَلَمَةَ الأَحْمَرَ أَوْ عَنَى غَيْرَهُ.
قَالَ كَاتِبُهُ: إِنَّمَا التَّخْلِيْطُ فِيْهَا مِنْ سُوْءِ حِفْظِ الرَّاوِي عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَقَعُ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبُ، وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ مُتَمَاسِكٌ فِي الحَدِيْثِ.
مَاتَ حَمَّادٌ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. أَرَّخَهُ: خَلِيْفَةُ. وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
فَأَفْقَهُ أَهْلِ الكُوْفَةِ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِمَا: عَلْقَمَةُ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِ: إِبْرَاهِيْمُ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ: حَمَّادٌ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ حَمَّادٍ: أبي حَنِيْفَةَ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِ أبي يُوْسُفَ، وَانْتَشَرَ أَصْحَابُ أَبِي يُوْسُفَ فِي الآفَاقِ، وَأَفْقَهُهُم: مُحَمَّدٌ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ: أبي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى.
وَقَالَ أبي نُعَيْمٍ الكُوْفِيُّ: مَاتَ حَمَّادٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً رَحِمَهُ اللهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُم بِالتَّشَهُّدِ: "التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطِّيِّبَاتُ, السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ, السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ".
وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حَمَّادٍ, سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: قَالَ أبي القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أبي المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّدِ الأَنْصَارِيُّ بِالمِزَّةِ، أَنْبَأَنَا أبي الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ طاوس سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ قِرَاءةً عَلَيْهِمَا قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَمِّي أبي عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ, حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، قَالُوا: "المَيْتُ يُغَسَّلُ وِتْراً، وَيُكَفَّنُ وِتْراً, وَيُجَمَّرُ وِتْراً".
وَبِهِ عَنْ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِداً، وَإِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُوْنَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِن شِئْتَ فَأَفْطِرْ، وَالصَّوْمُ أَفْضَلُ يَعْنُوْنَ: رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ.
وَبِهِ عَنْ حَمَّادٍ، سَأَلْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ عَنِ الجُنُبِ يَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ: أَوَ لَيْسَ هُوَ فِي جَوْفِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البُرْجُلاني، عَنْ إِسْحَاقَ السَّلُوْلِيِّ، سَمِعْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ سَخِيّاً عَلَى الطَّعَامِ، جَوَاداً بِالدَّنَانِيْرِ، وَالدَّرَاهِمِ.
وَقَالَ أَيْضاً عَنْ: زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، عَنِ الصَّلْتِ بنِ بِسْطَامَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ حماد بن
أَبِي سُلَيْمَانَ يَزُوْرُنِي, فَيُقِيْمُ عِنْدِي سَائِرَ نَهَارِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ، قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تَحْتَ الوِسَادَةِ, فَمُرْهُم يَنْتَفِعُوْنَ بِهِ فَأَجِدُ الدَّرَاهِمَ الكَثِيْرَةَ.
وَعَنِ الصَّلْتِ بنِ بِسْطَامَ، قَالَ: وَكَانَ يُفَطّر كُلَّ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ خَمْسِيْنَ إِنْسَاناً، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الفِطْرِ، كَسَاهُم ثَوْباً ثَوْباً.
رَوَى عُثْمَانُ بنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَبِيْحٍ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ أبي الزِّنَادِ الكُوْفَةَ عَلَى الصَّدَقَاتِ، كَلَّمَ رَجُلٌ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ فِيْمَنْ يُكَلِّمُ أَبَا الزِّنَادِ يَسْتَعِيْنُ بِهِ فِي بَعْضِ أَعْمَالِهِ. فَقَالَ حَمَّادٌ: كَمْ يُؤَمِّلُ صَاحِبُكَ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ أَنْ يُصِيْبَ مَعَهُ؟ قَالَ: أَلْفُ دِرْهَمٍ. قَالَ: قَدْ أَمَرْتُ لَهُ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَلاَ يُبْذَلُ وَجْهِي إِلَيْهِ. قَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً.
قَالَ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ": قَالَ حَمَّادٌ: إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عند الحاكم، رُجِمَ يَعْنِي: الزَّانِي وَرَوَى لَهُ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ"، وَأَخْرَج لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُوْناً بغيره والباقون.

سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
 

 

حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان واسْمه مُسلم أَبُو إِسْمَاعِيل الْكُوفِي الْفَقِيه
مولى إِبْرَاهِيم بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ
روى عَن أنس وَالنَّخَعِيّ وَسَعِيد بن جُبَير وَابْن الْمسيب وَالشعْبِيّ وَغَيرهم
وَعنهُ حَمَّاد بن سَلمَة وَحَمْزَة الزيات وَالثَّوْري وَشعْبَة
قَالَ مُغيرَة قلت لإِبْرَاهِيم إِن حمادا قد قعد يُفْتِي فَقَالَ وَمَا يمنعهُ أَن يُفْتِي وَقد سَأَلَني وَهُوَ وَحده عَمَّا لم تَسْأَلُونِي عَن عشرَة
وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ مَا رَأَيْت أفقه من حَمَّاد قيل وَلَا الشّعبِيّ قَالَ وَلَا الشّعبِيّ
وَقَالَ شُعْبَة كَانَ حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان لَا يحفظ قَالَ الْمُزنِيّ يَعْنِي أَن الْغَالِب عَلَيْهِ الْفِقْه وَأَنه لم يرْزق حفظ الْآثَار
وَقَالَ شُعْبَة أَيْضا كَانَ حَمَّاد ومغيرة أحفظ من الحكم قَالَ الْمُزنِيّ يَعْنِي سوى حفظ حَمَّاد الْآثَار كَانَ أحفظ من الحكم
مَاتَ سنة عشْرين وَمِائَة وَقيل سنة تسع عشرَة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

الإمام الفقيه أبو إسمعيل حَمَّاد بن مسلم الكُوفي الحنفي، المتوفى سنة عشرين ومائة. سمع أنس بن مالك وروى عنه سفيان وشعبة وأبو حنيفة وبه تفقه وعليه تخرج وانتفع وأخذ حَمَّاد بعد ذلك عنه. نقل الذهبي توثيقه عن [يحيى] بن معين وغيره وروى له مسلم وأصحاب السنن. وكان له لسان سوؤل وقلب عقول.

سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

م: حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ الْكُوفِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ مُسْلِمٍ، [الوفاة: 111 - 120 ه]

مَوْلَى الأَشْعَرِيِّينِ.
أَحَدُ الأَعْلامِ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ. روى عن أنس، وابن الْمُسَيِّبِ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَتَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو حَنِيفَةَ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ سَخِيًّا جَوَّادًا.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِيَاسٍ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ: مِنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: حَمَّادٌ.
وَقَالَ مُغِيرَةُ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: إِنَّ حَمَّادًا قَدْ قَعَدَ يُفْتِي! قَالَ: وَمَا يَمْنَعُهُ وَقَدْ سَأَلَنِي عَمَّا لَمْ تَسْأَلُونِي عَنْ عُشْرِهِ؟
وَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ يَقُولُ: وَمَنْ فِيهِمْ مِثْلُ حَمَّادٍ! يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ حَمَّادٍ، قِيلَ: وَلا الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: وَلا الشَّعْبِيُّ.
وَقَالَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الأَشْعَرِيُّ مِنَ الأَجْوَادِ، كَانَ يُفْطِرُ كُلَّ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ كُلَّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ إنسانٍ، وَيُعْطِيهِمْ لَيْلَةَ الْعِيدِ مِائَةً مِائَةً.
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: كَانَ يُفْطِرُ خَمْسِينَ إِنْسَانًا.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ صَدُوقُ اللِّسَانِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، إِلا أَنَّهُ مُرْجِئٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: حَمَّادٌ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ، مَا رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وشعبة والقدماء، ولكن حمادا - يعني ابن سلمة - عِنْدَهُ عَنْهُ تَخْلِيطٌ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ: أَبُو مَعْشَرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ حَمَّادٌ فِي إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، وَحَمَّادٌ كَانَ يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ.
وَرَوَى وَرْقَاءُ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ جَلَسَ الْحَكَمُ وَأَصْحَابُهُ إِلَى حَمَّادٍ، حَتَّى أَحْدَثَ مَا أَحْدَثَ؛ يَعْنِي الإِرْجَاءَ.
ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ لا يَحْفَظُ؛ يَعْنِي أَنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهِ كَانَ الْفِقْهُ.
حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ حَمَّادٌ وَمُغِيرَةُ أَحْفَظَ مِنَ الْحَكَمِ، يَعْنِي مَعَ سوء حفظ حماد للآثار، كَانَ أَحْفَظَ مِنَ الْحَكَمِ. 
قال أبو حاتم: حماد صدوق، لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي الْفِقْهِ، فَإِذَا جَاءَ الآثَارَ شَوَّشَ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ حَمَّادٌ أَفْقَهَ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَتْ بِهِ مُوتَةٌ، كَانَ رُبَّمَا حَدَّثَ فَتَعْتَرِيهِ، فَإِذَا أَفَاقَ أَخَذَ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَقَعُ فِي حَدِيثِهِ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبُ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ فِي الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالُوا: وَكَانَ حَمَّادٌ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَاخْتَلَطَ فِي آخِرِ أَمْرِهِ وَكَانَ مُرْجِئًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ حَمَّادٌ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ.
خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا برجلٍ آخَرَ، وَأَهْلُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ.

تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام - لشمس الدين أبو عبد الله بن قَايْماز الذهبي.

 

 

حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان الْأَشْعَرِيّ مَوْلَاهُم مقرون بمنصور وَالْأَعْمَش وَاسم أبي سُلَيْمَان مُسلم مولى إِبْرَاهِيم بن أبي مُوسَى الْكُوفِي كنيته أَبُو إِسْمَاعِيل كَانَ الْأَعْمَش يسيء الرَّأْي فِيهِ قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة عشْرين وَمِائَة
روى عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ فِي الْأَشْرِبَة
روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.

 

 

حَمَّاد بن مُسلم أَبُو إِسْمَعِيل بن أبي سُلَيْمَان الْكُوفِي أحد أَئِمَّة الْفُقَهَاء سمع أنس ابْن مَالك وتفقه بإبراهيم وروى عَنهُ سُفْيَان وَشعْبَة وَأَبُو حنيفَة وَبِه تفقه وَعَلِيهِ تخرج وانتفع وَأخذ حَمَّاد عَنهُ بعد ذَلِك وَمَات فى حَيَاته سنة عشْرين وَمِائَة قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر أَبُو حنيفَة أقعد النَّاس بحماد وَقَالَ مُغيرَة حج حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان فَلَمَّا قدم أتيناه فَقَالَ ابشروا يَا أهل الْكُوفَة رَأَيْت عَطاء وطاؤسا وَمُجاهد فصبيانكم بل صبيان صِبْيَانكُمْ أفقه مِنْهُم وَكَانَ لَهُ لِسَان سؤول وقلب عقول وَكَانَت بِهِ مُؤنَة وَكَانَ رُبمَا حَدثهمْ بِالْحَدِيثِ فَتغير بِهِ فَإِذا أَفَاق أَخذ من حَيْثُ انْتهى وَكَانَ إِذا أَفَاق تَوَضَّأ روى لَهُ مُسلم وَأَصْحَاب السّنَن وَلما ذكره الذَّهَبِيّ فى الْمِيزَان قَالَ لَوْلَا ذكر ابْن عدي لَهُ فى كَامِله لما أوردته وَنقل عَن ابْن عدي أَن لَهُ غرائب وَهُوَ متماسك لَا بَأْس بِهِ ثمَّ ذكر الذَّهَبِيّ توثيقه عَن ابْن معِين وَغَيره وَكَانَ حَمَّاد رَحمَه الله تَعَالَى يفْطر كل يَوْم من شهر رَمَضَان خمسين إنْسَانا فَإِذا كَانَ يَوْم الْفطر كساهم ثوبا ثوبا وَأَعْطَاهُمْ مائَة مائَة وَقَالَ ابْن السماك لما قدم ابْن زِيَاد الْكُوفَة على الصَّدَقَة كلم رجل حمادا أَن يكلم ابْن زِيَاد ليستعين بِهِ فى بعض أَعماله فَقَالَ لَهُ حَمَّاد كم تومل فى عمل زِيَادَة أَن تصيب فِيهِ قَالَ الف دِرْهَم قَالَ قد أمرت لَك بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَلَا أبذل وَجْهي لَهُ فَقَالَ جَزَاك الله خيرا

الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي.

 

 

حماد بن أبي سليمان مسلم، الأشعري بالولاء. فقيه تابعي كوفي من شيوخ الإمام أبي حنيفة. أخذ الفقه عن إبراهيم النخعي وغيره. وكان أفقه أصحابه. يضعف في الحديث عن غير إبراهيم. وهو مستقيم في الفقه ، ينظر : تهذيب التهذيب 3 / 16؛ والفهرست لابن النديم ص 299؛ وطبقات الفقهاء للشيرازي ص 63.

 

 

حمّاد بن أبي سليمان: أبي إسماعيل الكوفي (ت119) مولى إبراهيم بن أبي موسى الاشعري، كان احد العلماء الأذكياء والكرام الأسخياء له ثروة وحشمة وتجمّل، قال ابن إدريس: ما سمعت الشيباني ذكر حماداً الا اثنى عليه، قال أبي حاتم الرازي: هو مستقيم في الفقه فإذا جاء الأثر شوش. ينظر: طبقات الفقهاء 1/84، سير أعلام النبلاء5/231-238 

 

 

حماد بن أبى سليمان مولى آل أبى موسى الاشعري واسم أبيه مسلم مات سنة عشرين ومائة
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).