أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء أبي العباس الأدمي
أبي العباس الأدمي أحمد
تاريخ الوفاة | 309 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أَبُي الْعَبَّاس بن عَطاء واسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل بن عَطاء الأدمِيّ
من ظراف مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وعلمائهم لَهُ لِسَان فِي فهم الْقُرْآن يخْتَص بِهِ
صحب إِبْرَاهِيم المارستاني والجنيد بن مُحَمَّد وَمن فَوْقهمَا من الْمَشَايِخ كَانَ أَبُو سعيد الخراز يعظم شَأْنه
سَمِعت أَبَا الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مقسم الْمُقْرِئ يَقُول سَمِعت ابْن مَرْوَان النهاوندي يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد الخراز يَقُول التصوف خلق وَلَيْسَ إنابة وَمَا رَأَيْت من أهلة إِلَّا الْجُنَيْد وَابْن عَطاء مَاتَ سنة تسع وثلاثمائة أَو إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة وَأسْندَ الحَدِيث
أخبرنَا عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْهَاشِمِي بِبَغْدَاد قَالَ حَدثنَا أَبُو نعيم أَحْمد ابْن عبد الله بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُبَيْش الْمُقْرِئ الصُّوفِي حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل بن عَطاء حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى حَدثنَا هَاشم بن الْقَاسِم حَدثنَا عبد الآخر بن دِينَار عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ قَالَ قدم رَسُول الله ﷺ الْمَدِينَة وَالنَّاس يجبونَ أسنمة الْإِبِل ويقطعون إليات الْغنم فَقَالَ ﷺ (مَا قطع من الْبَهِيمَة وَهِي حَيَّة فَهُوَ ميتَة)
سَمِعت عبد الله بن عَليّ العكبري يَقُول سُئِلَ ابْن عَطاء مَا الْمُرُوءَة فَقَالَ أَلا تستكثر لله عملا
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن بكر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء يَقُول فِي الْبَيْت مقَام إِبْرَاهِيم وَفِي الْقلب آثَار الله تَعَالَى وللبيت أَرْكَان وللقلب أَرْكَان وأركان الْبَيْت من الصخر وأركان الْقلب معادن أنوار الْمعرفَة
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء يَقُول خلق الله الْأَنْبِيَاء للمشاهدة لقَوْله تَعَالَى {أَو ألْقى السّمع وَهُوَ شَهِيد} (ق: 5) وَخلق الْأَوْلِيَاء للمجاورة لقَوْله ﷺ (عز جَارك) وَخلق الصَّالِحين للملازمة قَالَ الله تَعَالَى {وألزمهم كلمة التَّقْوَى} (الْفَتْح: 48) وَخلق الْعَوام للمجاهدة قَالَ الله تَعَالَى {وَالَّذين جاهدوا فِينَا} (العنكبوت 291)
سَمِعت أَبَا سعيد عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْقرشِي يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء يَقُول من ألزم نَفسه آدَاب السّنة نور الله قلبه بِنور الْمعرفَة وَلَا مقَام أشرف من مقَام مُتَابعَة الحبيب ﷺ فِي أوامره وأفعاله وأخلاقه والتأدب بآدابه قولا وفعلا وعزما وعقدا وَنِيَّة
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء يَقُول الْعلم الْأَكْبَر الهيبة وَالْحيَاء فَمن عرى مِنْهُمَا عري عَن الْخيرَات
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت الْعَبَّاس بن عَطاء يَقُول ثَلَاثَة مقرونة بِثَلَاثَة الْفِتْنَة مقرونة بالمنية والمحبة مقرونة بِالِاخْتِيَارِ والبلوى مقرونة بِالدَّعْوَى
وسمعته يَقُول سَمِعت ابْن عَطاء وَسُئِلَ إِلَى مَا تسكن قُلُوب العارفين فَقَالَ إِلَى قَوْله تَعَالَى {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} لِأَن فِي {بِسم الله} هيبته وَفِي اسْمه {الرَّحْمَن} عونه ونصرته وَفِي اسْمه {الرَّحِيم} محبته ومودته ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ من فرق بَين هَذِه الْمعَانِي فِي لطافتها فِي هَذِه الْأَسَامِي فِي غوامضها وَأنْشد
(إِذا مَا وجود النَّاس فَاتَ علومهم ... فعلمي لوجدي صَاحب وقرين)
وَسمعت أَبَا الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت ابْن عَطاء يَقُول
(أسامي بنفسي ذلة واستكانة ... إِلَى الْخلَّة العلياء من جَانب الْكبر)
(إِذا مَا أَتَانِي الذل من جَانب الْغنى ... سموت إِلَى العلياء من جَانب الْفقر)
قَالَ وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء يَقُول من عَامل الله تَعَالَى على رُؤْيَة مَا سبق مِنْهُ إِلَيْهِ لم يكن بعجيب أَن يمشي على المَاء أَو فِي الْهَوَاء وكل أَمر الله عجب وَلَيْسَ شَيْء مِنْهُ بعجب
وَسمعت أَبَا الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول الْإِنْصَاف فِيمَا بَين الله وَبَين العَبْد فِي ثَلَاثَة فِي الِاسْتِعَانَة والجهد وَالْأَدب
فَمن العَبْد الِاسْتِعَانَة وَمن الله الْقرْبَة وَمن العَبْد الْجهد وَمن الله التوفق وَمن العَبْد الْأَدَب وَمن الله الْكَرَامَة
قَالَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس بن عَطاء من تأدب بآداب الصَّالِحين فَإِنَّهُ يصلح لبساط الْكَرَامَة وَمن تأدب بآداب الْأَوْلِيَاء فَإِنَّهُ يصلح لبساط الْقرْبَة وَمن تأدب بآداب الصديقين فَإِنَّهُ يصلح لبساط الْمُشَاهدَة وَمن تأدب بآداب الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يصلح لبساط الْأنس والانبساط
وأنشدت لأبي الْعَبَّاس بن عَطاء لِابْنِ الرُّومِي
(غموض الْحق حِين يذب عَنهُ ... يقلل نَاصِر الْخصم المحق)
(تضل عَن الدَّقِيق فهوم قوم ... فتقضي للمجل على المدق)
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء ينشد
(ذكرك لي مؤنس يعارضني ... يوعدني عَنْك مِنْك بالظفر)
(فَكيف أنساك يَا مدى هممي ... وَأَنت مني بِموضع النّظر)
وَسمعت أَبَا بكر يَقُول سَمِعت ابْن عَطاء يَقُول لما عصى آدم بَكَى عَلَيْهِ كل شَيْء فِي الْجنَّة إِلَّا الذَّهَب وَالْفِضَّة فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِمَا لم لم تبكيا على آدم فَقَالَا مَا كُنَّا نبكي على من يعصيك فَقَالَ عز وَجل وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأجعلن قيمَة كل شَيْء بكما ولأجعلن ابْن آدم خَادِمًا لَكمَا
أَنْشدني عبد الْوَاحِد بن بكر الورثاني قَالَ أَنْشدني أَبُو عَليّ النهاوندي لأبي الْعَبَّاس بن عَطاء
(إِذا ضد من أَهْوى صددت عَن الصد ... وَإِن حَال عَن عهدي أَقمت على الْعَهْد)
(فَمَا الوجد إِلَّا أَن تذوب من الوجد ... وتصبح فِي جهد يزِيد على الْجهد)
سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول أَنْشدني إِبْرَاهِيم بن فاتك لِابْنِ عَطاء
(أَجلك أَن أَشْكُو الْهوى مِنْك إِنَّنِي ... أَجلك أَن تومي إِلَيْك الاصابع)
(وأصرف طرفِي نَحْو غَيْرك عَامِدًا ... على أَنه بالرغم نَحْوك رَاجع)
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت ابْن عَطاء يَقُول إِن الشَّفَقَة لم تزل بِالْمُؤمنِ حَتَّى أوفدته على خير أَحْوَاله وَإِن الْغَفْلَة لم تزل بالفاجر حَتَّى أوفدته على شَرّ أَحْوَاله
قَالَ وَقَالَ ابْن عَطاء أعظم الْغَفْلَة غَفلَة العَبْد عَن ربه وغفلته عَن أوامره وغفلته عَن آدَاب مُعَامَلَته
قَالَ وَقَالَ ابْن عَطاء أصح الْعُقُول عقل وَافق التَّوْفِيق وَشر الطَّاعَات طَاعَة أورثت عجبا وَخير الذُّنُوب ذَنْب أعقب تَوْبَة وندما
قَالَ وَقَالَ ابْن عَطاء السّكُون إِلَى مألوفات الطبائع يقطع بصاحبها عَن بُلُوغ دَرَجَات الْحَقَائِق
قَالَ وَقَالَ ابْن عَطاء من وَحْشَة الْقُلُوب عَن مصَادر الْحق أُنْسُهَا بالأجناس وَمن أنس قلبه بِاللَّه استوحش مِمَّا سواهُ
قَالَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس بن عَطاء أدن قَلْبك من مجالسة الذَّاكِرِينَ لعِلَّة ينتبه غفلته وأقم شخصك فِي خدمَة الصَّالِحين لَعَلَّه يتعود ببركتها طَاعَة رب الْعَالمين
قَالَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس بن عَطاء السّكُون إِلَى الْأَسْبَاب اغترار وَالْوُقُوف مَعَ الْأَحْوَال يقطع بك عَن محولها
طبقات الصوفية - لأبو عبد الرحمن السلمي.
أبي العباس بن عطاء الأدمى - 309 للهجرة
أبي العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمى. صحب الجنيد، وابرهيم المارستاني، وغيرهما.
وكان من أقران الجنيد وعلمائهم. وكان أبي سعيد الخراز يعظم شأنه. مات سنة تسع وثلثمائة.
من كلامه: " من الزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة.
ولا أشرف من متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم فى أوامره، وأفعاله وأخلاقه، والتأدب بآدابه ".
وقال. " أعظم الغفلة غفلة العبد عن ربه، وعن أوامره، وعن آداب معاملته ".
وقال: " علامة الولي أربعة: صيانة سره فيما بينه وبين الله، وحفظ جوارحه فيما بينه وبين أمره، واحتمال الأذى فيما بينه وبين خلقه، ومداراته للخلق على تفاوت عقولهم ".
وسئل: " ما العبودية؟ " فقال: " ترك الاختيار، وملازمة الافتقار ".
وسئل: " ما المروءة؟ " فقال: " ألا تستكثر لله عملاً ".
وقال: " لما عصى آدم عليه السلام بكى عليه كل شيء في الجنة إلا الذهب والفضة؛ فأوحى الله أليهما: " لم لا تبكيان على آدم؟! " فقالا: " ما كنا لنبكى على من يعصيك! ". فقال الله: " وعزتي وجلالي! لأجعلن قيمة كل شيء بكما، ولأجلعن بنى آدم خدماً لكما ".
وأنشد أبي العباس بن عطاء:
اذا صد من أهوى صددت عن الصد ... وان حال عن عهدي أقمت على العهد
فما الوجد إلا أن تذوب من الوجد ... وتصبح في جهد يزيد على الجهد
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل بْن عَطَاء الأدمي من كبار مشايخ الصوفية وعلمائهم كان الخراز يعظم شأنه وَهُوَ من أقران الجنيد وصحب إِبْرَاهِيم المارستاني، مَات سنة تسع وثلاث مائة.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا سَعِيد الْقُرَشِيّ يَقُول: سمعت ابْن عَطَاء يَقُول: من ألزم نَفْسه آداب الشريعة نور اللَّه قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أوامره وأفعاله وأخلاقه.
وَقَالَ ابْن عَطَاء: أَعْظَم الغفلة غفلة العبد عَن ربه وغفلته عَن أوامره ونواهيه وغفلته عَن آداب معاملته.
سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الشيرازي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد الصوفي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَطَاء يَقُول: كُل مَا سئلت عَنْهُ فاطلبه فِي مفازة العلم، فَإِن لَمْ تجده ففي ميدان الحكمة، فَإِن لَمْ تجده فزنه بالتوحيد، فَإِن لَمْ تجده فِي هذه المواضع الثلاثة فاضرب بِهِ وجه الشَّيْطَان.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأَدَمي البغدادي الزاهد، أحد المشايخ القانتين الموصوفين بالاجتهاد في العبادة، المتوفى في ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة.
صحب الجنيد صحبة طويلة وأخذ الطريقة عن إبراهيم المارستاني وكان يختم كل يوم ختمة.
حدّث عن يوسف بن موسى والمفضل بن زياد. قال ابن كثير: هذا الرجل ممن كان قد اشتبه عليه أمر الحلاج وأظهر موافقته، فعاقبه الوزير حامد بن العباس بالضرب البليغ ومات من ذلك بعد سبعة أيام. وكان قد دعا على الوزير بأن تقطع يداه ورجلاه، فمات الوزير بعد مدة، كذلك. ذكره الذهبي وغيره.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عَطَاءٍ، أَبُو العباس الأدمي الصّوفيّ.
كان أحد شيوخهم الموصوفين بالعبادة وَالاجتهاد، وكثرة الدرس للقرآن، وحدث بشيء يسير عَن يوسف بْن موسى القطان، وَالفضل بْن زياد صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل، ونحوهما. روى عنه مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حبيش النّاقد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سهل بن عطاء الصّوفيّ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا الحسن ابن بشر البجلي، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيح، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ».
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْن عَلِيِّ بْن حُبَيْشٍ النّاقد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدّثنا الفضل ابن زياد قَالَ: سمعت هارون بْن معروف يقول: أقبلت عَلَى الحديث وتركت القرآن، قَالَ: فرأيت فِي المنام كأن قائلا يقول لي: من آثر الحديث عَلَى القرآن عوقب. قَالَ: فما حال علي الحول حتى ذهب بصري!.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش- وذكر أبا العباس بْن عطاء- فقال: كَانَ له فِي كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وبقي فِي ختمة يستنبط مودع القرآن بضع عشرة سنة، ليستروح إِلَى معاني مودعها، فمات قبل أن يختمها.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- يقول: سمعت أبا الحسين مُحَمَّد بْن عيسى بْن خاقان يقول: كَانَ أَبُو العباس بْن عطاء ينام من الليل والنهار ساعتين.
أخبرنا إسماعيل بن محمّد الحيرى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السجزي يقول: لم أر فِي جملة مشايخ الصوفِية أفهم من ابْن عطاء.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيزِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا محمد بن علي بن المأمون قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ قَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ». فَقَالَ: عِلْمُ الْحَالِ، وَعِلْمُ الْوَقْتِ، وَعِلْمُ السِّرِّ، فَمَنْ جَهِلَ وَقْتَهُ وَمَا عَلَيْهِ فَقَدْ جَهِلَ الْعِلْمَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي المذكر قَالَ: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وسئل عَنِ التوبة- فقال: التوبة الرجوع عَن كل شيء ذمه العلم، إِلَى ما مدحه العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز الهمذاني- بها- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الصيقلي قال: سمعت عبد الله بن بيان الجريري يقول: سمعت أحمد ابن عطاء- وسئل عَنِ الدُّنْيَا ما هي؟ - فقال: همة دنية.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا مُحَمَّد بْن علي بْن المأمون قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن سهل بْن عطاء الأدمي- أبا العباس- يقول: لا يكون غناء النفس إلا للأولياء خاصة. وقد يكون المؤمن غني القلب، ولا يكون غني النفس، وكذلك إسلام النفس لا يكون إلا للأولياء خاصة، وقد يكون المؤمن سليم القلب ولا يكون سليم النفس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش يقول: سئل أبو العبّاس ابن عطاء، ما العبودية؟ قال: ترك الاختيار، وملازمة الافتقار.
وأخبرنا أبو نعيم حَدَّثَنَا ابْن حبيش قَالَ: قَالَ أَبُو العباس بْن عطاء: إياك أن تلاحظ مخلوقا وأنت تجد إِلَى ملاحظة الحق سبيلا.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: حَدَّثَنَا الحسن بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: سئل أَبُو مُحَمَّد الجريري عَنِ الفقر وَالغنى أيهما أفضل؟ فقال: لو لم يكن من فضل الفقر إلا ثلاث: إسقاط المطالبة، وقطع عن المعصية، وتقديم الدخول إلى الجنة. لكفى فنقل هذا الكلام إلى أبي العبّاس ابن عطاء فقال: يا سبحان الله! وأي فضل يكون أفضل مما أضافه الله إلى نفسه؟
وأي شيء يكون أعجز من شيء تنافى الله عنه، لأن الله أضاف الغنى إلى نفسه وتنافى عَنِ الفقر، واعتد عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى [الضحى 8] ولم يقل فأفقر، فكان اعتداد الله بالعطاء لا بالفقر، ثم ذكر عند موضع تشريف أسماء العطاء: إِنْ تَرَكَ خَيْراً [البقرة 180] ولم يقل إن ترك فقرا. ثم قَالَ بعد ذلك: فإن احتج محتج بأنه عرض عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاتيح الدُّنْيَا فلم يقبلها ولم يردها، وتركها اختيارا، فهذا صفة التاركين وَالتارك لا يكون إلا غنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول:
إذا كَانَت نفسك غير ناظرة لقلبك فأدبها بمجالسة الحكماء، ومن أراد أن يستضيء بنور الحكمة فليلاق بها أهل الفهم وَالعقل.
أَخْبَرَنَا أبو علي بن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي قَالَ: سمعت أبا العباس بْن عطاء ينشد فِي مجلسه:
الطرق شتى وطرق الحق مفردة ... وَالسالكون طريق الحق أفراد
لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم ... فهم عَلَى مهل يمشون قصاد
وَالناس فِي غفلة عما له قصدوا ... فكلهم عَن طريق الحقّ رقّاد
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسين البصري يقول: كنت فِي مجلس ابْن عطاء فبكى رَجُل فقال: يا هذا، البكاء لا منفذ له هاهنا، أما سمعت قول الشاعر:
قَالَ لي حين رمته ... كل ذا قد علمته
لو بكى طول دهره ... بدم ما رحمته
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن علي بْن حبيش قَالَ: أنشدني أَبُو العباس بْن عطاء:
ذكرك لي مؤنس يعارضني ... ويوعدني عنك منك بالظفر
وكيف أنساك يا مدى هممي ... وأنت مني بموضع النظر
وَقَالَ أَبُو نعيم: قال: أنشدني ابن حبيش قال: أنشدني أحمد بن سهل بْن عطاء:
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه ... لابي ولا بشفِيع لي إِلَى الناس
إذا يئست فكاد اليأس يقلقني ... جَاءَ الغنى عجبا من جانب الياس
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول فِي قوله تعالى: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ [الواقعة 88، 89] .
قَالَ: الروح النظر إِلَى وجه اللَّه، وَالريحان الاستماع لكلامه، وجنة نعيم هو أن لا يحجب فِيهَا عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عطية لابن عطاء:
ومستحسن للهجر وَالوصل أعذب ... أطالبه ودى فِيأبي ويهرب
فعلمت ألوان الرضا خوف هجره ... وعلمه حبى له كيف يغضب
ولي ألف وجه قد عرفت طريقه ... ولكن بلا قلب إِلَى أين أذهب؟
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: سمعت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وقد سئل عَنِ التصوف ما هو؟
- فقال: اتفقت والجنيد عَلَى أن التصوف نزاهة طبع كامنة فِي الإنسان، وحسن خلق مشتمل عَلَى ظاهره.
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عطاء سنة سبع وثلاثمائة.
هكذا قَالَ لنا إسماعيل عَنِ السلمي، وهو وهم.
وَالصواب: ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو العباس بْن عطاء الأدمي فِي ذي القعدة سنة تسع.
وكذلك حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح الفارسي، عَنْ طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر الشاهد.
وأَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أَحْمَد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت في كتاب أبي بخط يده: مات أَبُو العباس بْن عطاء لأيام خلت من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
أحْمد بن محمد بن سهْل بن عطاء الأدمي البغْدادي ، أبي العباس ، الزاهد، العابد، المتأله ، وكان له في كل يوْم ختمة، وفي رمضان تسْعوْن ختمة، وبقي في ختمة مفردة بضْع عشْرة سنة يتفهم ويتدبر، مات في سنة: تسْع وثلاث مائة ( 309 ه)، في ذي القعْدة . ينظر : سير أعلام النبلاء / 14 / 255 ، و طبقات الصوفية / للنيسأبيري /1 / 207 .
ابن عطاء:
الزَّاهِدُ العَابِدُ المتَأَلِّه، أبي العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ بن عَطَاءٍ الأَدَمِيُّ البَغْدَادِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّان.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبيش، وَقَالَ: كَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَتمَة، وَفِي رَمَضَانَ تِسْعُوْنَ خَتمَة، وَبَقِيَ فِي خَتمَة مُفردَةٍ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يتفهَّمُ وَيتدبَّر.
وَقَالَ حُسَيْنُ بنُ خاقان: كان ينام في اليوم واللية سَاعَتَيْن، مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ: وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ.
قُلْتُ: لكنَّه رَاجَ عَلَيْهِ حال الحلاج، وصححه، فقال السلمي: امتُحِنَ بِسَبِب الحَلاَّج، وَطَلَبه حَامِدُ الوَزِيْر وَقَالَ: مَا الَّذِي تَقُولُ فِي الحَلاَّج؟ فَقَالَ: مَالَك وَلذَاكَ؟ عَلَيْكَ بِمَا نُدِبْتَ لَهُ مِنْ أَخذ الأَمْوَال، وَسفكِ الدِّمَاء. فَأَمَرَ بِهِ فَفُكَّتْ أَسنَانُه، فصَاح: قطعَ اللهُ يَديكَ وَرِجْلَيْك.
وَمَاتَ بَعْدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَلَكِنْ أُجيبَ دُعَاؤُه، فَقُطِعَتْ أَرْبَعَةُ حَامِد. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان يذكر هَذَا.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَطَاء يَنْتمِي إِلَى المَارِسْتَانِيّ إِبْرَاهِيْم.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَطَاء فَقَدَ عقلَهُ ثَمَانيَةَ عَشَرَ عَاماً، ثُمَّ ثَاب إِلَيْهِ عقلُهُ.
ثَبَّتَ اللهُ عَلَيْنَا عُقُوْلَنَا وَإِيْمَانَنَا، فَمَنْ تسبَّبَ فِي زوَالِ عَقْلِهِ بِجُوع، وَرِيَاضَةٍ صَعْبَة، وَخَلْوَة، فَقَدْ عَصَى وَأَثِمَ، وَضَاهَى مِنْ أَزَال عقلِهِ بَعْضَ يَوْمٍ بسُكر. فما أحسن التقيد بمتابعة السنن والعلم.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمازالذهبي