الاسم الكامل والنسب والمولد
أحمد بن مصطفى بن الشيخ محمد بن مصطفى، الشهير بقاره خوجة، المعروف ببرناز. وُلد سنة 1074 هـ / 1664 م، من سلالة الأتراك المستقرين بتونس، حنفي المذهب، وكان جوّالًا في الأقطار لطلب العلم والأخذ عن علماء عصره.
النشأة العلمية والتعليم
نشأ في بيت علم، ولفح جدّه محمد شواظ من ظلم الجند أودى بحياته. حضر مجالس جده في الحديث وهو صغير، ثم قرأ على علماء تونس، وسافر إلى مصر، ومكة، ثم الجزائر، وتعلّم على يد عدد من كبار العلماء في رحلاته، ثم عاد إلى تونس وواصل الطلب والتحصيل حتى صار من كبار الشيوخ والمدرّسين.
المشايخ والأساتذة
قرأ في تونس على الشيخ سعيد المحجوز، وعلي الصوفي، ومصطفى بن عبد الكريم، وإبراهيم الأندلسي، وإبراهيم الجمل الصفاقسي، والمفتي الحنفي محمد المحجوب، ومحمد فتاتة.
وفي مصر: أخذ عن محمد الخرشي، وعبد الباقي الزرقاني، وإبراهيم الشيرخيتي، ويحيى الشاوي الجزائري، وأحمد البقري، وأحمد الشرفي الصفاقسي، وعبد الحي الشرنبلالي.
وفي مكة: أخذ عن حسن بن مراد التونسي، وأحمد البشبيشي، وأحمد القطان، والمرحومي.
وفي الجزائر: عن أحمد بن ساسي، والشيخ الصديقي، وبركات بن باديس، وعلي الكمّاد، ورمضان بن مصطفى العنابي، وعلي بن خليل، ومحمد بن سعيد قدورة، ومحمد الفاسي، وأحمد بن عبد العظيم، ومحمد بن صولة.
وفي تونس بعد عودته: عن سعيد الشريف، وعبد القادر العيسي المطماطي، وقرأ على أحمد عزوز القراءات العشر من طريق الدرة لابن الجزري.
الطلاب الذين تأثروا به
لم يُذكر له تلاميذ بأسمائهم، لكن كثرة تدريسه بالمؤسسات الكبرى كالمدرسة الشماعية والعنقية والزيتونة، وتوليه مهام التدريس بالجامع الجديد، تدل على أن له أثرًا كبيرًا في الجيل اللاحق.
النشاط الدعوي والتربوي
عُيّن مدرسًا بالمدرسة الشماعية، ثم اتخذه شيخه محمد المحجوب معيدًا بمدرسة يوسف داي، ثم تولى الصلاة وخطبة الجمعة بالجامع المواجه لمقام سيدي محرز بن خلف منذ شعبان 1108 هـ / فبراير–مارس 1697، ثم تولى الإمامة والخطابة فيه أصالة سنة 1116 هـ / مارس 1705. كما دَرّس في المدرسة العنقية والزيتونة، وأسندت له دروس الحديث في إحدى مدرستي الجامع الجديد اللتين أسّسهما حسين بن علي باي.
أخلاقه وسلوكه
كان لوعًا بالتأليف، مجيدًا للغتين التركية والفارسية، حاضرًا في الساحة العلمية، لكنه لم يسلم من الاضطهاد رغم علمه ومكانته. أُهين وضُرب مع فقهاء الحنفية في عهد مراد بوبالة، ثم خُنق في سجنه بأمر علي باشا، وكان ذلك تتويجًا لمسار من الابتلاء السياسي والاجتماعي رغم مكانته العلمية.
المواقف السياسية والخطابية
ضُرب في 6 محرّم 1114 هـ / جوان 1702 م مع عدد من فقهاء الحنفية بأمر مراد بوبالة، الذي قطع عنهم المرتبات. وبعد تولي علي باشا الحكم وقتله عمه حسين بن علي باي، أمر بسجن أحمد برناز، وخنقه بعد مدة طويلة في سجنه في 18 ذي القعدة 1138 هـ / 18 جويلية 1726 م، حسبما رواه محمد الصغير بن يوسف الباجي في كتابه "المشرع الملكي".
المؤلفات
أعلام الأعيان بتخفيفات الشرع على العبيد والصبيان، وهو كتاب مطول في أحكام الصبيان والعبيد. أتم تبييضه سنة 1113 هـ / 1701 م، وتوجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية.
تزيين الغرة بمحاسن الدرة في القراءات الثلاث الزائدة على السبع (أبي جعفر، ويعقوب، وخلف).
حاشية على شرح المنار لابن فرشتا (فقه حنفي)، منها نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 4411.
حواشي على المرادي شارح ألفية ابن مالك.
شرح على الطريقة المحمدية.
الشهب المخرقة في من ادعى الاجتهاد لولا انقطاعه عن المخرقة، أُلّف سنة 1124 هـ / 1712 م، ونقحه سنة 1129 هـ / 1717 م، وتوجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية رقم 18584 و12364، ويحتوي على تراجم وحكايات ومعلومات تاريخية عن المراديين والدايات.
قصيدة بائية طويلة نظمها في أصحاب أبي الحسن الشاذلي الأربعين.
قطعة من حاشية على شرح الجاربردي لشافية ابن الحاجب في الصرف.
كتابات متفرقة على صحيح البخاري.
نبذة على مقامات الحريري.
نُكت على الخزرجية في العروض، لم يُبيّضه.
الوفاة
توفي خنقًا في سجنه بأمر من علي باشا في 18 ذي القعدة 1138 هـ / 18 جويلية 1726 م.
تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 92 - للكاتب محمد محفوظ