محمد بن عبد الله الشامي

تاريخ الولادة1342 هـ
تاريخ الوفاة1401 هـ
العمر59 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • الباب - سوريا
  • حلب - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

الشيخ محمد الشامي: ولد في حي شعبي من أحياء حلب - الألمجي - عام 1923م. آباؤه وأجداده من أهالي منطقة الباب - من عشيرة الدراوشة - أخذه والده الرجل الزاهد الصالح الشيخ عبد الله الشامي إلى الباب ليعيش مع أهله وأقربائه...

الترجمة

الشيخ محمد الشامي
1342ه – 1401ه.
1923م – 1980م.
ولد في حي شعبي من أحياء حلب - الألمجي - عام 1923م. آباؤه وأجداده من أهالي منطقة الباب - من عشيرة الدراوشة - أخذه والده الرجل الزاهد الصالح الشيخ عبد الله الشامي إلى الباب ليعيش مع أهله وأقربائه...
حضر محمد الشامي، وهو صغير، مجلس الشيخ مصطفى أبو زلام - شیخ الباب - فأحبه الشيخ، وقربه، واهتم به، وعلمه. وحينما حصل على الابتدائية انتسب إلى الثانوية الشرعية / الخسروية / ولازم شيوخها وأساتذتها، وأخذ عنهم.
 وشغل غرفة في جامع الحلوية - شرقي الجامع الأموي الكبير - واصطحبه شيخه الشيخ مصطفى أبو زلام إلى الشيخ محمد النبهان - رحمه الله - وما إن رآه الشيخ حتى أحبه وجذبه إليه، وجعله مستشاره الخاص في جميع أموره الدينية والدعوية؛ ومنذ ذلك الوقت أصبح سفيره، ومراسله، والمتكلم باسمه، والداعي بدعوته...
شارك الشيخ محمد الشامي الثوار والمجاهدين في ثورتهم وجهادهم ضد المستعمر الفرنسي، وشارك في التظاهرات، وكان خطيبا بارعا في إلهاب مشاعر المتظاهرين، مما أدى إلى اعتقاله من قبل الفرنسيين.
سافر إلى مصر والتحق بالأزهر فترة قصيرة، فعرف علماء الأزهر عن قرب ولازمهم، ونشأت بينهم صداقة قوية، والتقى بعدد كبير من رجال الفكر والدعوة والسياسة، كالشيخ الخضر حسين، وعبد الحليم محمود، وحسين الشافعي - نائب رئيس الجمهورية - وكمال الدين حسین - زعيم مصر الفتاة - وغيرهم كثير...
 عاد إلى حلب ليشغل وظيفة الخطابة في عدد من جوامع حلب الكبيرة كجامع الشعبانية، والجامع الأموي الكبير، وجامع السيد علي ؛ واستقر أخيرا في جامع عمر بن عبد العزيز - محطة بغداد.
شارك في كثير من الندوات والمؤتمرات الدولية، وتنقل في عدد من البلدان العربية، التقى بعلمائها، وقادتها، ومفكريها.
نال شهرة واسعة، وأعطاه الله تعالى قبولا واسعة في الأرض حتى سمي ب (قاضي الحاجات).
عاش حياته كلها، والتقى بالملوك والحكام والأمراء، وقضى حوائج التجار ورجال الأعمال، ومات - رحمه الله تعالى - ولم يملك دارا أو سيارة، فبيته التي سكنها كان قد استأجرها من الأوقاف - في بناية النهضة قرب القلعة.
كانت له غرفة في جامع الإسماعيلية - مقابل الهجرة والجوازات القديمة - قرب القلعة - وكانت تزدحم ليلا ونهارا بأصحاب الحاجات ، فهذا له ولد يريد أن يؤجله للخدمة العسكرية، وذاك يريد الحصول على موافقة لجواز السفر، وهذا الولد موقوف يسعى لإخراجه، وهذا يبحث عن عمل، وهذا يحتاج إلى دواء، وذاك يحتاج إلى وظيفة... وهذان شریکان اختلفا...
ونظرا لضيق الغرفة، فقد نقل الشيخ غرفته من جامع الإسماعيلية إلى جامع السلطانية - مقابل باب القلعة - ففي السلطانية المكان أوسع، والخدمات متوفرة...
من مآثر الشيخ محمد الشامي - رحمه الله :
 ١ . استطاع بمساعيه الحميدة أن يحصل على موافقة من جامعة الأزهر الشريف بقبول طلاب المعاهد الشرعية في سورية بالانتساب إلى جامعة الأزهر بعد حصولهم على شهادة المعهد.
 ۲. استطاع أن يحصل على موافقة من رئيس الجمهورية على أن يؤدي العالم خدمته الإلزامية / العسكرية / وهو في وظيفته الدينية - أي أن يبقى إمام وخطيبا في جامعه - وتحسب المدة من الخدمة الإلزامية.
 3. أتى بعدد من علماء الأزهر الشريف للتدريس في دار نهضة العلوم الشرعية / الكلتاوية /.
 4. استطاع أن يظهر مدينة حلب على مستوى العالم الإسلامي على أنها مدينة العلم والعلماء، فلقد كان يمثلها في اللقاءات والمؤتمرات الدولية، ويدعو كبار العلماء من كافة أنحاء العالم الإسلامي إليها.
5- كان رسولا مؤتمنا للعلماء في سورية إلى السلطة القائمة فيها، يسعی لتقريب وجهات النظر، وإزالة الخلاف إن حصل، والسعي للإصلاح، وإخماد نار الفتنة.  
ومن أقواله: «لقد جالست الملوك والأمراء والرؤساء، فوالله، ما تمنيت في يوم من الأيام أن أكون مكان أحدهم ؛ وما جالست أحداً من الصالحين والزهاد إلا ورأيته أفضل مني ، وتمنيت أن أكون مثله ».
وقوله: «الداعية إلى الله تعالی بغير لغة أجنبية في بلاد الغرب کالأخرس تماما، لأنه لا يمكن أن يوصل رسالته ودعوته إلى الآخرين».
والغريب بالأمر أنه كان يشعر في أواخر حياته بأنه مقتول، وكان يردد، بعد كل صلاة جمعة، مئة مرة (حسبنا الله ونعم الوكيل) و(ليس لها من دون الله كاشفة). وقد سمعه كل من صاحبه يقول: «لا يقدم على قتلي إلا أحد رجلين: إما أن يكون كافرا لا دين له، أو مجنونا لا عقل له». وكان دعاؤه: «اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك، واجعلني اللهم صادقا غير كاذب، مقبلا غير مدبر»... وكان له ما أراد، فلقد رزقه الله الشهادة في بيت من بيوته - جامع السلطانية - وهو مقبل يذكر الله تعالی غیر مدبر. ودفن - رحمه الله تعالى - في المقبرة الخاصة الجامع السلطانية، بالقرب من ملك حلب السلطان غازي بن صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله تعالی - عام 1980م.
مقتطفات من كتاب: موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب العصر الحديث.