عبد الحق بن فضل الله البنارسي النيوتيني

تاريخ الولادة1206 هـ
تاريخ الوفاة1276 هـ
العمر70 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بنارس - الهند
  • دهلي - الهند
  • صنعاء - اليمن

نبذة

الشيخ عبد الحق البنارسي الشيخ العالم المحدث المعمر عبد الحق بن فضل الله العثماني النيوتيني ثم البنارسي أحد العلماء المشهورين، ولد بقرية نيوتيني من أعمال موهان سنة ست ومائتين وألف وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء

الترجمة

الشيخ عبد الحق البنارسي
الشيخ العالم المحدث المعمر عبد الحق بن فضل الله العثماني النيوتيني ثم البنارسي أحد العلماء المشهورين، ولد بقرية نيوتيني من أعمال موهان سنة ست ومائتين وألف وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم سافر إلى دهلي وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي وأخذ بعضها عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي سماعاً عليه ثم سافر إلى مكة المباركة فحج وصدر عنه بمكة بعض ما لا يليق بشأن الأئمة المجتهدين فحبسه الولاة ثم أطلقوه فرجع إلى الهند وأقام بها زماناً ثم سافر إلى الحجاز في ركب السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي فلما وصل إلى المدينة المنورة بعد الحج تكلم في بعض المسائل الخلافية على عادته وتفوه في حق المجتهدين ورمى بالضلال أصحاب المذاهب الأخر من الأحناف والشافعية وكان إذ ذاك الشيخ محمد سعيد الأسلمي المدراسي بالمدينة المنورة فوشي به إلى القاضي فلما علم ذلك عبد الحق خرج من المدينة مختفياً وذهب إلى جريدة وأقام بها حتى قفل الركب إلى تلك القرية فلحق به ثم انحاز عنه في جده ورحل إلى صنعاء اليمن ولقى بها القاضي محمد بن علي الشوكاني والقاضي عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن البهكلي والشيخ عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير اليماني والشيخ محمد عابد بن أحمد علي السندي وكلهم أجازوه إجازة عامة سنة ثمان وثلاثين ثم لحق بالقفل المذكور بمدينة مخا ورجع إلى الهند وسافر إلى الحجاز سبع مرات، وكان السفر السابع سفره من الدنيا إلى الآخرة.
قال محمد بن عبد العزيز الزينبي في ثبته: هو شيخي على الحقيقة وقائدي إلى هذه الطريقة ولم أر بعيني أفضل منه، سمعت منه الحديث المسلسل بالأولية عند قدومي عليه من لفظه وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وقرأت عليه الكثير وأجازني بجميع مروياته وكتب لي الإجازات أكثر من عشر مرات وكلها موجودة عندي، وكان ولادته سنة ست ومائتين وألف كما سمعت ذلك منه، وتوفي بمنى محرماً في ثاني ذي الحجة عام ست وسبعين ومائتين وألف يوم الخميس ودفن على باب مسجد الخيف ليلة الجمعة وكنت حاضراً إذ ذاك، وكان ارتحل إلى اليمن وسمع وأدرك منهم: السيد عبد الله بن الأمير والشيخ محمد بن علي الشوكاني والشيخ عبد العزيز والشيخ عبد القادر وأضرابهما من أهل الهند، انتهى.
وللشيخ عبد الحق رسالة في قصة سفره إلى صنعاء اليمن ورجوعه منها إلى بلاد الهند، قال فيها: إني ارتحلت من مدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عازماً إلى مدينة صنعاء المحمية لزيارة العالم الرباني محمد بن علي الشوكاني فتحملت على نفسي مشاق الأسفار وتجرأت عليه بجوب البراري والبحار ومصائب الأمطار حتى وصلت إلى المدينة المذكورة ونزلت في بيت من بيوتها ثم كتبت إليه كتاباً وأرسلته صحبة بعض الناس فطلبني في ساعته وأكرمني غاية الإكرام وسألني عن مدة عمري وما درست فيه ثم أعطاني نسخاً من مؤلفاته وأمرني بمطالعتها حتى طالعت أكثرها وكنت أتشرف بزيارته في يومي درسه الإثنين والخميس وأسمع منه، فكان الشيخ يحل الغوامض والمعضلات حق حلها فبينما أنا على هذا الحال إذ بليت بالحمى فبقيت محموماً زماناً طويلاً ثم عافاني الله تعالى من ذلك وإذا بالشيخ قد عزم على السفر فسرت إلى حضرته وودعته وكان ذلك يوم الجمعة عاشر جمادي الآخرة سنة 1238هـ، فتلطف بي وعطف علي فقرأت عليه غالب المسلسلات ثم أجازني بجميع ماله من المرويات وكتب لي كتاب الإجازة بيده الشريفة وأعطاني ثبته اتحاف الأكابر في أسناد الدفاتر وأشار إلي بنقله، وهذه صورة إجازة القاضي محمد بن علي الشوكاني لعبد الحق المذكور.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله يقول محمد بن علي الشوكاني غفر الله لهما حامداً لله تعالى ومصلياً على رسوله وآله وصحبه: إني قد أجزت الشيخ العلامة أبا الفضل عبد الحق بن الشيخ العلامة محمد فضل الله المحمدي الهندي كثر الله فوائده بمنه وكرمه ونفع بمعارفه ما اشتمل عليه هذا الثبت الذي جمعته وسميته اتحاف الأكابر باسناد الدفاتر فليرو عني ما اشتمل عليه من كتب الإسلام على اختلاف أنواعها كما يراه فيه وهو أهل لما هنالك ولم أشترط عليه شرطاً فهو أجل من ذلك وأعلى وأخذت عليه أن يصلني بالدعوة المستقبلة في حياتي وبعد مماتي، حررته يوم الجمعة بتاريخ جمادي الآخرة سنة 1238هـ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتحية، انتهى.
وللشيخ عبد الحق رسالة في أسانيد الشيخ محمد عابد السندي قال فيها: وأما شيخنا الجليل الحامل لعلوم الخليل كذا وكذا الشيخ العلامة محمد عابد بن أحمد علي الواعظ الأنصاري الخزرجي الأيوبي فله شيوخ عديدة منهم: وجيه الدين السيد عبد الرحمن بن سليمان مفتي زبيد ومنهم الشيخ العلامة يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي ومنهم عمه الشيخ العلامة النحرير محمد حسين ابن محمد مراد الأنصاري عن الشيخ عبد الخالق المزجاجي ومنهم الشيخ العلامة صالح الفلاني إلى غير ذلك. وللشيخ عبد الحق رسالة في لقائه بالسيد عبد الله الأمير قال فيها: ولما نزلت مدينة صنعاء المحمية وأدناني الله تعالى بفضله وكرمه من الشيخ العلامة كذا وكذا السيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، عرضت عليه حاجتي فأجابني بغاية اللطف فقرأ علي أولاً بسنده المتصل الحديث المسلسل بالأولية وهو حديث الرحمة وأجازني روايته ورواية جميع ما يجوز له روايته إجازة عامة ثم قرأ علي نبذاً من صحيح البخاري تيمناً، وسمعت في حال درسه الشريف في جامع البيان في تفسير القرآن وأيضاً في صحيح البخاري وفي علم الأصول وغير ذلك.
وهذه صورة إجازة السيد عبد الله الأمير للشيخ عبد الحق: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على نعمائه المتواترة وتفضلاته المسلسلة المتكاثرة والصلاة والسلام على المرفوع إلى أعلى عليين الموضوع معاديه إلى سجين وعلى آله رواة أخباره وصحابته المقتفين طريقه وآثاره، وبعد فإنه وفد إلى صنعاء اليمن الولد العلامة زينة أهل الاستقامة ذو الطريقة الحميدة والخصال الشريفة المحمودة عبد الحق بن محمد فضل الله المحمدي الهندي دامت إفاداته فتشرفت إذ كان من صالحي عباد الله وأصفيائه وحضر مجلس الحديث النبوي وسمع من جوامع الكلم المصطفوي فأول ما سمع مني الحديث المسلسل بالأولية وهو حديث الرحمة المشهور الذي تضمن سنده أولية ما سمع عند أرباب الحديث المأثور ثم سمع مني حصة من صحيح البخاري للإمام أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة البخاري الجعفي مولاهم رحمه الله تعالى ورضي عنه، ولما جدبه عزم العود إلى وطنه والشوق إلى أهله ومسكنه طلب مني إجازة عامة ومثلي منه يطلب ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز ولكن الحقائق قد تخفي وقد من الله تعالى علي وله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً بالمثول عند أئمة الأسانيد النبوية والسماع منهم للآثار والأحاديث المصطفوية منهم: والدي وشيخي ناصر السنة مجدد المائة الحادية عشر - رضي الله عنه - قرأت عليه في عدة علوم وسمعت من لفظه كثيراً من الكتب الأمهات الست ومن غيرها من كتب الحديث وشيخنا الإمام العلامة ذو التصانيف المفيدة والفوائد العديدة عبد الخالق ابن الزين المزجاجي قرأت عليه أوائل الأمهات وأجازني بسائرها ومنهم شيخنا الإمام الخطيب الفصح عبد القادر بن خليل كدك المدني سمعت عليه جانباً من صحيح البخاري عام وصوله إلى صنعاء سنة خمس وثمانين ومائة وألف وأجازني إجازة عامة ومنهم شيخنا الإمام المشهور عند الخاص والعام أبو الحسن ابن محمد  صادق السندي المدني أجازني إجازة عامة وغير هؤلاء من أهل اليمن نفع الله بهم، فأقول: إني قد أجزت الولد المذكور كثر الله تعالى فوائده بجميع كتب الحديث من الصحاح والمسانيد والمعاجم وغيرها وما يتبعها مما له نفع في الاستنباط للأحكام من نحو وتصريف وأصول الفقه والمعاني والبيان والبديع واللغة كما أجازني مشايخي بالشرط المعتبر عند أهل الأثر وأوصيه بتقوى الله عز وجل واتباع الحق أينما كان ومع من كان والعمل بصحيح السنة ومجانبة البدعة والاستقامة على قدم الحق والصدق وأن لا ينساني من دعائه في خلواته وجلواته وعقب صلواته جمعنا الله تعالى في دار السرور على سرر متقابلين اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد والله تعالى يجزيه جزاء المحسنين ويجعلنا من عباد الله الصالحين وصلى الله على رسوله المختار وآله خيرة الأخيار، قاله بفمه وحرره بقلمه خادم السنة النبوية عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، غفر الله تعالى لهم، في غرة شهر رجب الحرام سنة 1238هـ، انتهى.
وللشيخ عبد الحق رسالة في حكاية لقائه مع القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن الحسن البهكلي قال فيها: إن من أجل نعماء الله تبارك وتعالى التي أنعم الله بها على أن أوصلني بحضرة الإمام كذا وكذا مولانا القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن حسن البهكلي وقد صحبته أياماً كثيرة وبقيت متأملاً في حالاته الشريفة فما وجدتها إلا موافقة لحالات الصحابة والتابعين فهو إذا نخبة المنخوب وإنسان عين المطلوب والقلم يعثر عن المدح لعدم إمكان الإحاطة به هذا القرطاش ولورود النهى عنه إلى أن قال: وقد سمعت منه كثيراً من الأحاديث الشريفة النبوية ومنها من تفسير كتاب الله وأول ما سمعت منه كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الرحمة المسلسل بالأولية وأجازني رضي الله عنه بجميع مروياته عن شيوخه المتصل سندهم إلى المؤلفين وإلى سيدنا محمد خاتم النبيين مع عدم لياقتي لهذا الأمر العظيم والخطب الجسيم وأفادني الشيخ العلامة بفوائد كثيرة في مدة يسيرة فجزاه الله عني خيرالجزاء.
وأما إجازة القاضي عبد الرحمن فهي منظومة، منها قوله:
وبعد فالله كثير المن من علينا بالإمام السني
أعني أبا الفضل حليف الصدق الفاضل المبرور عبد الحق
محمدي الهدى والطريقة ووارث العلم على الحقيقة
جاء من الهند لأخذ العلم عن أهله الأبرار أهل الفهم
طلبني إجازة يروي بها عني أحاديث النبي ذي البها
ولست أهلاً أن أجير إنما حسن بي ظناً فكنت عندما
وعند هذا قد أجزته بما يجوز لي أرويه عند العلما
إلى غير ذلك، وكان عبد الحق بن فضل الله لا يتقيد بمذهب ولا يقلد أحداً في شيء من أمور دينية بل يعمل بنصوص الكتاب والسنة ويجتهد برأيه ولذلك جرت بينه وبين الأحناف مباحثات كثيرة في الاجتهاد والتقليد، ومن مصنفاته الدر الفريد في المنع عن التقليد.
توفي محرماً بمنى في ثاني ذي الحجة عام ست وسبعين ومائتين وألف يوم الخميس ودفن على باب مسجد الخيف ليلة الجمعة.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)