أبي الحسن أحمد المنصور
تاريخ الولادة | 956 هـ |
تاريخ الوفاة | 1012 هـ |
العمر | 56 سنة |
مكان الولادة | فاس - المغرب |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبو الحسن مولانا أحمد المنصور أمير المؤمنين.
مولانا الإمام ابن أمير المؤمنين: أبى عبد الله: محمد المهدى بن أمير المؤمنين: أبى عبد الله القائم بأمر الله تعالى بن أبى زيد عبد الرحمن بن على ابن مخلوف بن زيدان بن أحمد بن محمد بن [أبى] القاسم بن محمد بن الحسن ابن عبد الله بن أبى محمد بن عرفة بن الحسن بن أبى بكر بن علىّ بن حسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد المهدى بن عبد الله الكامل بن الحسن الثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
فهذا نسبه. أبقاه الله ملجأ للعانين، وكعبة للمعتفين.
وهو [حفظه الله] الذى وضع هذا التأليف لأجله شكرا لنعمته علىّ، ولما أسدى من معروفه إلىّ. عالم الأمراء، وأمير العلماء، نصره الله وأيّده، ورفع ألويته وسدّده، له قدم راسخ فى كل فن من معرفة الشعراء والخبر، والمنطق والمعانى، والبيان، والأصلين، والفقه، واللغة، والتفسير، والحديث، وعلومه، والحساب، والهيئة، والهندسة، والنحو، وغير ذلك.
أخذ أيده الله عن أبى العباس ما اشتملت عليه فهرسته التى عدّ فيها مقروءاته أيّده الله عليه.
وأخذ النحو عن أبى العباس: أحمد بن قاسم القدومى الأندلسى، وعن أبى مالك: عبد الواحد بن أحمد الحميدى.
وأخذ «الحديث» عن أبى النعيم: رضوان بن عبد الله الجنوى، وأجاز له عن سفيان عن زكرياء والقلقشندى عن ابن حجر.
وقرأ «كتاب الله» العظيم على معلم أولاد الملوك بالدولتين: الفقيه الأستاذ أبى عبد الله: محمد الدّرعى، وعلى الفقيه القاضى: سليمان بن إبراهيم.
وأخذ «الرسالة» عن الفقيه أبى عمران: موسى السوسى وقرأ «خليلا» وأخذ «الرسالة» أيضا عن أبى فارس: عبد العزيز بن إبراهيم الدمناتى.
وقرأ مقدمة ابن أجروم، وألفية ابن مالك ولامية الأفعال، له، على أبى عبد الله: محمد الحارثى.
وأخذ المعانى والبيان والأصلين، والمنطق والفقه والتفسير على أبى العباس: أحمد بن على بن عبد الرحمن المنجور.
وعلم الحساب، وفتح الله عليه، أيده الله، فى فهم كتاب أوقليدس من غير شيخ؛ لعزّة وجوده فى المغرب، فكان يفكّ شكلا، فى كل يوم، من أشكاله مع ملكه إلى أن أتى عليه.
وله نظم وتأليف نسبته، وتقاييد على بعض الأحاديث أجاب عنها -أيده الله-بأجوبة حسنة، وهى كلها مع غالب نظمه ذكرت فى المنتقى المقصور.
وهو أيده الله من أهل العقل والفضل، وحسن السيرة، وبعد الهمة، وانتقاء المحمدة، واصطناع الرجال. له آثار جليلة، وأعمال جميلة ، [وهو الذى شيد الحصن على فاس المغرب البيضاء والقديمة، وهو] إمام عادل، وهمام باسل، وملك فاضل، ماضى العزيمة، نافذ الصريمة ، ثابت الجنان، طويل السّنان، ذو رفد عميم، وعهد كريم.
ولنذكر شيئا من نظمه الآن وإن كنت ذكرته فى المنتقى؛ ليقف الناظر فى هذه [العجالة] على براعته أيده الله، وما حواه من خصال الكمال المحمودة فى هذا الزمان الصعب، أبقى الله وجوده، وأدام سعوده.
فما ألفى بخط يده-أمنه الله وأيده -ما نصه:
من أوّليات شعرى ما قلت فى وردة مقلوبة بين يدى محبوبة:
ووردة شفعت لى عند مرتهنى … راقت وقد سجدت لفاتر الحدق
كأن خضرتها من فوق حمرتها … خال على خدّه من عنبر عبق
ثم قال-أيده الله-ومن يعلم ذلك الخال العنبرى الذى يوضع على الخدود يعلم عظم هذا التشبيه.
وله أيضا من التورية وهو من أوّليات شعره:
شادن نمّ عليه نفحه … ما خلاصى من سهام كامنه
أحلال أننى خائفه … وغزالى بعد خوفى آمنه؟ !
وله أيضا فى وصف رقيب ملازم:
رقيبى كأن الأرض مرآة شخصه … فأين تولّى الطرف منّى يراه
مقيم بوجه الوصل حتى كأنما … وصالى هلال والسّواد صداه
وله-أيده الله-ويغنّى به من رمل الماية:
أيا روضة ضنّت علىّ بزهرها … ولم يتلقّ ناظراى سواك
أبيحى لنفسى من شذاك بقاءها … إذا فتّ طرفى علّ أنفى يراك
[قال أيده الله: ] وهذا مأخوذ من قول الشريف الرضى:
عرّضن بى ركب الحجاز وسله … فمتى عهده بأكناف جمع
واستمل من حديث من سكن … «الخيف» ولا تكتبنه إلا بدمعى
فاتنى أن أرى الديار بطرفى … فلعلى أرى الديار بسمعى
وهو أخذ من قول بشار قوله:
قالوا بمن لا ترى تهذى فقلت لهم … الأذن كالعين توفى القلب ما كانا
وأنت إذا تأمّلت هذا وجدتنى أقنع بالقليل من الرّضى وبشّار؛ وذلك أن من يحدثهما يصف لكل منهما حبيبه وأين هو؟ وبأى حالة تركه؟ فيتعلل بذلك، وربما شفى (3) بذلك غليله، وقد قيل:
يكفى المحبّ من الحبيب قليله … وينوب عن شخص الحبيب خياله
إن لم يكنه فإنه تمثيله … وما قنعت به أنا لا يغنى فتيلا
[وربما ترك الصّبّ عليلا] وما هو إلا كما قال الأرّجانى:
سأل الصّدى عنه وأصغى للصّدى … كيما يقول فقال مثل مقاله
ناداه أين ترى محطّ رحاله؟ … فأجاب أين ترى محطّ رحاله؟ !
ولقد علمت أنّ الشمّ إنما يحصل بواسطة تكييف الهواء المتصل بالخيشوم بتكييف الرائحة [لا بطريق نقل الرائحة] من ذى الرائحة إلى الهواء؛ لامتناع انتقال الأعراض.
وقولى: «أبيحى لنفسى بقاءها» التى هى الرائحة ولا بقاء لها بغيره ليس كقول الرّضىّ: ولا تكتباه إلا بدمعى.
وله-أيده الله-من المزدوج أيضا:
على جدول غطّت عليه بشعرها … لئلاّ ترى الشّمس الرقيبه يا طرف
فبت أرى فى جدولى بدر وجهها … غريقا ونقط العين به كلف
قال-أيده الله-ومنه أيضا:
طرقت حماه والأسود توارد … به فتولّى الظّبى وهو بعيد
فعلمت آساد الشّرى كيف تقدم … وعلّم غزلان النقا كيف تشرد
وله أيضا فى طريق التعمية فى اسم نسيم:
يا هلالا طلوعه بين جفنى … وغزالا كناسه بين جنبى
إنّ سهما رميت غادر همّا … لو تناهى ما شكّ آخر قلبى
وله-أيده الله-من الجناس المركب، ويغنّى به، من الحيس:
لما ثنى المحبوب رقّ لى الدجى … وأتى يعللنى بزهر كواكبه
أولى غراب البين ودّك يا حشى … البين يدنى والصباح كواك به
قال أيده الله: فقولى: «إنّ سهما» تنصيص، و «غادرهما» إسقاط، وهو إشارة لإسقاط «همّا» من هذا الاسم.
وقولى: «لو تناهى»: انتقاد، والانتقاد: هو إشارة إلى بعض أجزاء الكلمة، ليؤخذ جزء الاسم المطلق، كأن يذكر الوجه والصدر، والتّاج، والصافى، والرأس، ويريد به الحرف الأوّل من الكلمة، أو يذكر القلب، والجوف، والحشا، والخصر، ويريد به الوسط، أو يذكر الآخر، والمنتهى، والختام، ويريد به آخر الكلمة؛ فقولى «لو تناهى» معناه: أنه أخذ لفظة هم غير متناه ببقية الميم منها.
وقولى «ما شكّ آخر قلبى»: انتقاد أيضا، وأرادت بآخر قلبى: الياء، ويسمى أيضا «التّسمية » وهو أن تذكر الاسم وتريد المسمى، أو تذكر المسمى وتريد الاسم، وقد تمّ الاسم.
واعلم أنهم لم يشترطوا فى استخراج الكلمة بطريق التعمية حصولها بحركاتها وسكناتها، بل اكتفوا بحصول الكلمة من غير ملاحظة هيئتها الخاصة، فإذا وقع فمن المحسنات ويسمى العمل التذييلى. انتهى كلامه، أيده الله، على البيتين.
وله أيضا-أيده الله-فى اسم غزال، وهو مما جمع بين تعمينين ولغز.
وأملد مطوى الحشا زال ردفه … فلا خصر إلا أن تصوّرته وهما
فنصف اسمه يرمى القلوب وعكسه … بقى أبدا أذن المحب به صما
قال أيده الله: فقولى: «أملد» أردت به بعمل التّرادف غصن مطوىّ الحشا انتقاد، و «زال ردفه»: قضيت به غرضين: أزلت به النون بعمل الإسقاط الباقى من «غصن» بعد طىّ الصاد التى بوسطه، وأثبته بموضعها بعمل الانتقاد، وأوضحت ذلك بقولى «فلا خصر». وإن كنت لا أحتاج إليه؛ لئلاّ يكون فى البيت شئ خارج عن التعمية. انتهى تفسيره لها، أيده الله بمنه.
وله أيضا فى اسم سلاف:
وأحور وسنان الجفون كأنّما … سقى لحظه من ريق بقرقف
نضا صارما لافلّ صارم لحظه … تزايد منه منذ سلّ تلاه فى
قال أبقاه الله تعالى: فقولى: «تلاه فى» من طريق التعمية، وفى العمل التذييلى، وهو أن يأتى بالكلمة بحركاتها وسكناتها، أو هو المحسنات كما سبق.
وله-أيده الله:
من شقائى قنصته وهو خشف … لم أقل فإن قلت فات فهمت
أملد منه من تحلّل خصر … وتثنّى عن حبّه ما عدلت
فقولى: «أملد» أردت الألف بعمل التشبيه، و «تحلل خصر منه»: انتقاد: أردت بالخصر وسط لفظة منه و «وتحلله» أى ينحل السكون الذى على النون.
وقولى: وتثنى أى الألف من التثنية لا التثنى فتم الاسم بحركاته وعدده انتهى تفسيره أيده الله. وله أيد الله نصره بمنه ولهما حكاية:
وصفوا اشتياقى للحبيب وسرهم … قول الحبيب أنا أنا فيه
قلبى له حجر فقلت مغالطا … للعاذل المؤذى: أنا فيه
قال: أيده الله: وفى هذين البيتين عدة من المحسنات غير التعمية: فيهما جناس التورية المسمى عندهم بالملفّق، وحدّه بأن يكون كلّ من الركنين مركبا من كلمتين، وهذا هو الفرق بينه وبين المركب، قلّ من فرّق بينهما. ومنه الانسجام ومنه الاستخدام، وعهدى بالفقيه على بن منصور الشبطمى تعرّض إلى شرحها فى كراسة، والتعمية فى هذين البيتين بالعمل الحسابى [وهو كثير] إلا أن هذا العمل أحسبنى أبا عذرته؛ إذا لم أره لغيرى، ومادة التعمية فيه «أنا أنا فيه» أضرب أنا فى، وقولى فيه نصّ فى الضرب، ويخرج من هذا مائتان وستون عدد [حروف] هيمانى وحقك.
وقولى: «قلبى له حجر» بعمل القلب يصير رجح، فصار المجموع هيمانى وحقك [يرجح فيه التورية وهيمانى وحقك] من الخارج [من] هذا الضرب فيه تهكم بالواشى، فهو من المحسنات أيضا. أعنى قوله: «وحقك».
وتصلح أن تسمى هذه التّعمية بالافتنان؛ لأن الافتنان عندهم: أن يفتن الشاعر فيأتى بفنين متضادين من فنون الشعر فى بيت واحد، وهذا وقع التضادّ فيه فى كلمة واحدة: فظاهر أنا أنا فيه يضاد هيمانى «وحقك» يرجح الذى يخرج [بطريق الحساب فافهمه.
ويمكن استخراج تعمية أخرى من قولى] للحاسد: أنا أنا فيه.
انتهى تفسيره-أيده الله-للبيتين.
قلت: قوله فيه أيده الله: «إلا أن هذا العمل أحسبنى أبا عذرته» إنه كما قال، ولم أقف على مثله لأحد من الأدباء، ويخيّل لى أنه لا يمكن أن يؤتى بمثله، فهو كالمعجز فى نوعه، ومن له ذوق فى صناعة النظم يدرك ما قلناه، والله أعلم.
وله-أيده الله-من المزدوج، وفيه التّورية:
إن يوما لناظرى قد تبدّى … فتملاّ من حسنه تكحيلا
قال جفنى لصنوه: لا تلاقى … إن بينى وبين لقياك ميلا
قال-أيده الله-ومن الأبيات المثلثة قولى وقد قطفت وردة من روض المسرّة فى زمن النّرجس:
وافى بها البستان صنوك وردة … يقضى بها لما مطلت وعودا
أهدى البهار محاجرا وأتى بها … فى وقته كيما تكون حدودا
فبعثتها مرتادة بنسيمها … تثنى من الرّوض النضير قدودا
وله-أيده الله-:
لى حبيب يأتى بكلّ غريب … هو عندى منكر ومعرّف
[أنا] لست الصّيرفىّ ونحوى … إنه لى نحا وفىّ تصرّف
فعله فىّ لازم متعدّ … ومزيد مجرّد ومضعّف
وله-أيده الله-من الأبيات المربعة:
تخالفت منه عيناه إلى سبب … كان اتفاقهما [فيه] على عطب
فحدقة العين تقصينى وتوئسنى … واللّحظ يطمعنى فيه ويسحر بى
أشكو نهاى وشوقى فيه كيف يفترقا … فى أمره وكلا ذا زاد فى التعب
إن طعت ذاك فمن لى فاننى أربى … أو طعت هذا فمن لى فاننى حسبى
وله-أيده الله-منها:
لا وطرّف علّم السيف وقدّ … فى قوام كقد؟ ؟ ؟ الخطّ تطرّد
ووميض لاح لما ابتسمت … فاتنا منه دواء أو برد
ما هلال الأفق إلا حاسد … منه حسنا وعلاء وغرد
ولذا عاش قليلا ناحلا … كيف لا يفنى نحولا من حسد
وله-أيده الله، ونصره، وخلد ملكه-من مقطوع:
من «عنبر الشّحر» أم من «مسك دارين» … فلى ومنه نسيمات الرياحين
مهفهف إن تثنّى قلت: مقتضب … من «قطب نعمان» أو من «كثب يبرين»
ذنبى إليه ولا ذنب محبّته … لأجلها بسهام اللّحظ يرمينى
يا ما أميلحه ظلما رضيت به … لو أنّه دام منه كان يكفينى
معذّبى قد حرمت النّوم بعد كم … فانعم بوصل هنىّ غير مفتون
ومضى على ورد ذاك الخدّ برق فم … يعوّض الخدّ من ورد بنسرين
[وله أيضا-نصره الله، وأيده، ورفع ألويته وسدده-يروى برياض المسرة، وبالبديع والمشتهى، كلها له-أيده الله تعالى بمنّه- أبدعها]:
بستان حسنك أبدعت زهراته … ولكم نهيت الحسن فيه فما انتهى
وقوام غصنك بالمسرّة ينثنى … يا حسنه رمانة للمشتهى
وإنما أتيت بهذا القدر من نظمه-أبقاه الله وأيده-ليدلّك على رسوخ قدمه، وكريم شيمه، وسلامة طبعه، ورقّة حاشيته، لأنّ الملوك لا تأتى بالكثير منه، وإنما تأتى بالقدر الذى يدل على سلامة طبعهم فقط.
وأما ما يرجع إلى رفعة قدره، وعلو همّته، وحلمه، وكرمه، وبذله، وشجاعته، وحسن خلقه، وعقله، وصبره، ومقابلته الإساءة بالإحسان، وكثرة حيائه، وإقالته العثرات، ومجاوزته عن كبائر السيئات، وغير ذلك من خصاله الحميدة-أبقاه الله-فهو مذكور فى «المنتقى المقصور»، وكذلك بعض توقيعاته الحسنة، وتآليفه المستحسنة، فقد ذكرناه هنالك. ومن أرادها فليقف عليها فيه.
وأما بيعته فابتدئت بعد فراغه من غزوته العظيمة القدر التى لم ير مثلها فيما سلف من الأزمان سنة 986 وقلت مؤرّخا لها:
مطالع الملك بمنصور الورى … تلألأت بالسّعد فى أوج الفلك
فإن ترد تاريخه ناديت يا … بدر العلا أحمد تاج من ملك
ثمّ امتدّ ملكه-أيده الله-إلى أن ملك ما لم يملكه سلفه، بل ولا من قبله من لدن عبد الملك بن مروان [إلى الآن؛ لأن بيعته-أيده الله-امتدت فى قطر السودان من كل جهة، ولم يصله أحد من البيض غيره-أيده الله -] الذى جمع له ملك المغرب على يد «موسى بن نصير» إلى الآن، فقد فتح الله له-أيده الله-صقعى «توات» و «تيجورارين» ذكر صاحب الاستقصاء فى أخبار المغرب الأقصى (5/ 98 - 99) خبر فتح هذين الصقعين فقال: لما استقر المنصور بمراكش مرجعه من فاس، وأمن من هجوم الترك على المغرب طمحت نفسه الى التغلب على بلاد تيكورارين وتوات من أرض الصحراء، وما انضاف اليها من القرى والمداشر، اذ كان أهل تلك البلاد قد انكفت عنهم أيدى الملوك، ولم تسسهم الدول منذ أزمان، ولا قادهم سلطان قاهر الى ما يراد منهم، فسنح للمنصور أن يجمع بهم الكلمة، ويردهم الى أمر الله، فبعث اليهم القائد أبا عبد الله: محمد بن بركة، والقائد أبا العباس: أحمد بن الحداد فى جيش كثيف. . ثم ذكر تغلبهم عليهم وانهاء خبر الفتح والنصر الى المنصور، وسروره بذلك وأنه تم سنة 990 وبعدها كان فتح السودان. فى جمادى الأولى سنة 999 راجع فى هذا الاستقصاء 5/ 121 وما بعدها.
وبلاد السودان! فتح الله له بلاد السودان على يد «جؤذر» مولاه سنة 999 فى إحدى الجماديين، ووطئت جيوشه أرضا لم يطأها ملك قبله، وفى ذلك قلت مهنئا لمقامه العالى بالفتح المذكور قصيدة نظمتها وقرئت بين يديه أيده الله إن عنى فى القيام بها [وهى حمد إلى آخره] وهى مذكورة فى حرف الجيم وليس هذا محلها . ومحاسنه ومآثره أعظم من أن تحصى، ومن أراد الوقوف على بعضها فليطالع «المنتقى المقصور [على مآثر] أبى العباس المنصور».
ولد-أيده الله-بمدينة «فاس» المحروسة سنة 956 . وتوفى سنة 1012 راجع ترجمته فى الاستقصاء 5/ 89 وما بعدها.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)