محمد بن هلال بن محمد بن أحمد الناشد
الزمخشري الصغير
تاريخ الولادة | 1309 هـ |
تاريخ الوفاة | 1364 هـ |
العمر | 55 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- محمد علي المسعود
- أحمد بن محمد قباني الحلبي
- أمين الله بن محمد بن عيروض
- أحمد خليل السنجقدار
- محمد زين العابدين بن محمد عطاء الله بن إبراهيم الجذبة الحسيني
- بكري بن عبده رجب الحلبي
- محمد علي بن مصطفى حمادة بن مصطفى كحال
- محمد بشير بن أحمد حداد أبي محمد
- محمد فوزي فيض الله
- محمود بن محمد خير الفحام الحموي الحلبي
- محمد بن درويش بن محمد الخطيب
- أحمد بن عبد القادر قلاش
- عمر بن محمد بن عمر خياطة "آلا"
- محمد ناجي بن محمود بن محمد أبو صالح
- مصطفى بن أحمد بن محمد بن عثمان الزرقا الحلبي
- الشيخ محمد الحامد
- محمد بن عمر بلنكو الحنفي الحلبي
نبذة
الترجمة
الشيخ محمد الناشد رَحِمَهُ اللهُ تعالى 1309/1364هـ 1890/1945م
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ حَلَبَ القَدِيمَةِ العَابِقَةِ بِالأَزْهَارِ وَالأَذْكَارِ، المُشْرِقَةِ بِنُورِ المَعْرِفَةِ وَالإِيمَانِ، بِمَحَلَّةِ ابْنِ يَعْقُوبَ في حَارَةِ البَاشَا وُلِدَ الشَّيْخُ مُحَمَّد بْنُ الشَّيْخِ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ القَادِرِ النَّاشِد عَامَ 1309هـ 1890م.
رَأَى الشَّيْخُ هِلَالُ عَلَامَاتِ النُّبُوغِ وَالذَّكَاءِ في وَلَدِهِ الشَّيْخِ مُحَمَّد، فَاسْتَبْشَرَ لَهُ بِمُسْتَقْبَلٍ مُشْرِقٍ، كَانَ وَالِدُ الشَّيْخِ مُحَمَّد هِلَالٌ يُدِيرُ حَلَقَةَ عِلْمٍ وَأَذْكَارٍ في جَامِعِ الأَرْمَنَازِي عَلَى الطَّرِيقَةِ القَادِرِيَّةِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى.
تَتَلْمَذَ الشَّيْخُ مُحَمَّد عَلَى كِبَارِ عُلَمَاءِ عَصْرِهِ في مَدِينَةِ حَلَبَ، أَمْثَالِ الشَّيْخِ بَشِير الغُزِّي، وَالشَّيْخِ أَحْمَد الزَّرْقَا، وَالشَّيْخِ مُحَمَّد المَارْتِينِي، وَالشَّيْخِ عَلِي العَالِمْ، وَغَيْرِهِمْ.
أَمَّا أَقْرَانُهُ فَكَانُوا جَهَابِذَةَ عُلَمَاءِ حَلَبَ؛ مِنْهُمُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ حَمَّاد، وَالشَّيْخُ أَسْعَد عَبَه جي، وَالشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ رِيحَاوِي، وَالشَّيْخُ نَاجِي أَبُو صَالِحٍ، وَالشَّيْخُ أَحْمَد الكُرْدِي، وَغَيْرُهُمْ.
أَمَّا تَلَامِذَتُهُ فَقَدْ دَرَسَ عَلَى يَدَيِ الشَّيْخِ مُحَمَّد عُلَمَاءُ كِبَارٌ بَلَغَتْ شُهْرَتُهُمُ الآفَاقَ، نَذْكُرُ مِنْهُمْ: الشَّيْخَ مُحَمَّد النَّبْهَانَ، وَالشَّيْخَ أَحْمَد الحُصَرِي، وَالشَّيْخَ أَدِيب الحَسُّونَ، وَالدُّكْتور مَعْرُوف الدَّوَالِيبِي، وَالشَّيْخَ مُصْطَفَى الزَّرْقَا، وَالطَّبِيبَ عُمَر خَيَّاطَة، وَالشَّيْخَ عَبْد الفَتَّاح أَبُو غدَّة، وَالشَّيْخَ مُحَمَّد الحَامِد الحَمْوِي، وَالشَّيْخَ مُحَمَّد المَصْرِي، وَالشَّيْخَ أَمِين عيروض، وَالشَّيْخَ عَبْد الرَّحْمَن البَاشَا، وَالشَّيْخَ نَجِيب خَيَّاطَة، وَالشَّيْخَ أَحْمَد المَسْعُودِ البَابِي، وَالشَّيْخَ عَبْد القَادِر السَّنجقدار، وَالشَّيْخَ مُحَمَّد الحَكِيم، وَالشَّيْخَ أَحْمَد القَلَّاش، وَالشَّيْخَ بَكْرِي رَجَب، وَالشَّيْخَ عَلَاءَ الدِّين عَلَايَا، وَغَيْرَهُمْ.
دَرَّسَ عُلُومَ القُرْآنِ، وَالفِقْهَ الحَنَفِيَّ، وَالتَّفْسِيرَ، وَالحَدِيثَ، وَأُصُولَ الفِقْهِ، وَأَلْفِيَّةَ ابْنِ مَالِكٍ، في جُلِّ المَدَارِسِ الشَّرْعِيَّةِ في حَلَبَ، إِلَّا أَنَّ العِلْمَ الذي بَرَعَ فِيهِ وَكَرَّسَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِهِ تَدْرِيسَاً وَتَخَصُّصَاً كَانَ عِلْمَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَاشْتُهِرَ بَيْنَ العُلَمَاءِ بِهَذَا الاخْتِصَاصِ، حَتَّى أَطْلَقَ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ عَصْرِهِ وَتَلَامِذَتُهُ اسْمَ الزَّمَخْشَريِّ الصَّغِيرِ.
قَامَ الشَّيْخُ مُحَمَّد بِالتَّدْرِيسِ في مُعْظَمِ المَدَارِسِ الشَّرْعِيَّةِ، مِثْلَ الخُسْـرويَّةِ والعُثْمَانِيَّةِ وَالشَّعْبَانِيَّةِ وَغَيْرِهَا، وَكَانَ يَؤُمُّ المُصَلِّينَ في مَسْجِدِ البَيَّاضَةَ، وَيَخْطُبُ الجُمُعَةَ في جَامِعِ الحَيَّاتِ، وَكَانَتْ لَهُ مَجَالِسُ ذِكْرٍ وَعِلْمٍ في جَامِعِ الأَرْمَنَازِيِّ وَزَاوِيَةِ آلِ النَّاشِد، جَامِعَاً بِذَلِكَ مَعَارِفَ الشَّرِيعَةِ وَأَذْوَاقَ الحَقِيقَةِ.
كَانَ الشَّيْخُ مُحَمَّد أَصْغَرَ إِخْوَتِهِ، فُجِعَ بِوَالِدِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ، لَمْ يَبْلُغِ السَّابِعَةَ مِنَ العُمُرِ، أَحَبَّ العِلْمَ وَالعُلَمَاءَ مُنْذُ كَانَ صَغِيرَاً، فَكَانَ يَتَرَدَّدُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ، وَيَنْهَلُ مِنْ عُلُومِهِمْ، أَتَمَّ حِفْظَ القُرْآنِ في الثَّانِيَةِ عَـشَرَ مِنْ عُمُرِهِ، وَنَالَ إِعْجَابَ مُدَرِّسِيهِ، فَكَانُوا يَعْقِدُونَ المُنَاظَرَاتِ العِلْمِيَّةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَتْرَابِهِ، فَيَتَفَوَّقُ عَلَيْهِمْ لِقُدْرَاتِهِ العِلْمِيَّةِ.
عَاشَ الشَّيْخُ مُحَمَّد أَصْعَبَ حَيَاتِهِ في خِدْمَةِ الجُنْدِيَّةِ فَتْرَةَ حُرُوبِ العُثْمَانِيِّينَ، وَقَاسَى خِلَالَهَا الأَهْوَالَ مِنْ جُوعٍ وَبَرْدٍ وَتَعَبٍ، وَمِنْ هَوْلِ مَا أَصَابَهُ لَمْ تَتَمَكَّنْ أُمُّهُ مِنَ التَّعَرُّفِ عَلَيْهِ عِنْدَمَا عَادَ مِنَ الحَرْبِ بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ.
تَزَوَّجَ الشَّيْخُ مُحَمَّد بَعْدَ أَنْ بَلَغَ الرَّابِعَةَ وَالثَّلَاثِينَ مِنَ العُمُرِ، وَرَزَقَهُ اللهُ تعالى ثَلَاثَاً مِنَ الذُّكُورِ، وَثَلَاثَةً مِنَ الإِنَاثِ، سَكَنَ حَيَّ البَيَّاضَةِ، وَتَوَلَّى إِمَامَةَ مَسْجِدِ الحَيِّ مَعَ أَدَائِهِ الدُّرُوسَ في المَدَارِسِ الشَّرْعِيَّةِ.
كَانَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَحِمَهُ اللهُ تعالى مَرْبُوعَ القَامَةِ أَسْوَدَ الشَّعْرِ وَاللِّحْيَةِ، أَبْيَضَ اللَّوْنِ، يَمْشِي الهُوَيْنَى، مُتَحَلِّيَاً بِالسَّكِينَةِ وَالوَقَارِ، يَلْبَسُ عِمَامَةً بَيْضَاءَ عَلَى طُرْبُوشٍ أَحْمَرَ، مَعَ جُبَّةٍ سَابِغَةٍ كَمَا كَانَ يَلْبَسُ العُلَمَاءُ في عَـصْرِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ الفُقَرَاءَ وَيُجَالِسُهُمْ، وَيَبْذُلُ مَالَهُ وَجُهْدَهُ مِنْ أَجْلِ إِسْعَادِهِمْ، وَكَانَ لَيِّنَ الطِّبَاعِ، سَمْحَاً، كَرِيمَاً، خُصُوصَاً إِذَا جَاءَهُ تَلَامِذَتُهُ وَطَلَبُوا مُسَاعَدَتَهُ فَإِنَّهُ يُلَبِّيهِمْ في كُلِّ أُمُورِهِمْ وَحَاجَاتِهِمْ.
عُرِفَ الشَّيْخُ مُحَمَّد بِكَثْرَةِ الإِنْفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ تعالى، كَانَ يُسَارِعُ لِإِيفَاءِ دُيُونِ المَدْيُونِينَ، وَيُسَاعِدُ العُزَّابَ بِتَكَالِيفِ الزَّوَاجِ، وَكَانَ يَقُولُ لِمَدِينِيهِ: إِنْ تَيَسَّرَ عَلَيْكُمْ فَأَعِيدُوهُ، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكُمْ سَامَحَكُمُ اللهُ.
وَمَرَّةً اسْتَضَافَ أَحَدَ طَلَبَةِ العِلْمِ المُهَاجِرِينَ مِن لِوَاء اسكندرون مَعَ أُسْرَتِهِ، شَارَكَهُ سَكَنَهُ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ.
كَانَ بَارَّاً بِوَالِدَتِهِ، مُتَعَامِلَاً مَعَ أَقَارِبِهِ وَإِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ بِالحُسْنَى، لَا يَتَوَانَى عَنْ مُسَاعَدَتِهِمْ.
كَانَ يَتَدَارَسُ العِلْمَ مَعَ طَلَبَتِهِ، يَنْتَقِلُ بِهِمْ في رِيَاضِ العِلْمِ، لَا يَكَلُّ وَلَا يَمَلُّ بَحْثَاً وَدِرَاسَةً وَتَعْلِيمَاً، وَكَانَ يَقْعُدُ للدَّرْسِ مِنْ بَعْدِ العَصْرِ إلى بَعْدَ صَلَاةِ العِشَاءِ؛ وَأَمَّا تَهَجُّدُهُ فَكَانَ يَجْلِسُ أَوَاخِرَ اللَّيْلِ عَلَى ضَوْءِ مِصْبَاحِهِ يُطَالِعُ كُتُبَهُ المُبَعْثَرَةَ عَلَى طَاوِلَتِهِ الصَّغِيرَةِ وَمَنْ حَوْلَهُ نِيَامٌ، حَتَّى إِذَا أَذَّنَ الفَجْرُ غَادَرَ بَيْتَهُ إلى صَلَاتِهِ وَدُرُوسِهِ.
تَوَقَّفَ الشَّيْخُ مُحَمَّد في آخِرَ أَيَّامِهِ عَنِ التَّدْرِيسِ في الخُسْرَوِيَّةِ، بَعْدَ تَحْدِيثِ طَاقَمِهَا التَّدْرِيسِيِّ، وَلَازَمَ مَنْزِلَهُ بَعْدَ أَنْ أُصِيبَ بِمَرَضٍ عُضَالٍ، أَقْعَدَهُ الفِرَاشَ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.
ثُمَّ انْتَقَلَ إلى جِوَارِ رَبِّهِ وَلَهُ مِنَ العُمُرِ خَمْسَةٌ وَخْمْسُونَ سَنَةً، وَفِي مَشْهَدٍ مَهِيبٍ تَسَابَقَتِ العَمَائِمُ البَيْضَاءُ لِحَمْلِ نَعْشِهِ كَأَنَّهَا الطُّيُورُ البَيْضَاءُ تُحِيطُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ؛ وَدُفِنَ بَعْدَ أَنْ صُلِّيَ عَلَيْهِ في مَقْبَرَةِ جَبَلِ العِظَامِ عَامَ 1364هـ 1945م. رَحِمَ اللهُ تعالى الشَّيْخَ مُحَمَّد النَّاشِد وَسَائِرَ عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ؛ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
http://www.naasan.net/index.php?page=YXJ0aWNsZQ==&op=ZGlzcGxheV9hcnRpY2xlX2RldGFpbHNfdQ==&article_id=MjY0NA==&lan=YXI=