فضيلة العالم العلامة الفاضل
الشيخ عمرمحمد ملاحفجي
ولد في حلب عام 1931
نشأ الشيخ عمر في بيئة هادئة متواضعة امتازت بالعلم و الولاية، حيث كان والده الولي المعروف الشيخ محمد يقوم بتدريس العلوم الشرعية لطلبة العلم في زمانه فضلا عن كونه خطيباً بارعاً و طبيباً شعبياً ماهراً و مصلحاً اجتماعياً موفّقاً في حل و معالجة الكثير من القضايا في زمنه ،وكان يولي ولده الشيخ عمر اهتماماً و محبة كبيرين، حيث كانت تظهر على الشيخ عمر منذ صغره علامات الصلاح و التقوى فضلا عن حبه وتفانيه بالأولياء و الصالحين و خدمتهم و الجلوس بين أيديهم .
التحق بالمدرسة الخسروفية ، لينهل من العلم الشرعي فيها و يعيش في أجوائه أكثر و أكثر ، فدرس في المدرسة الخسروفية لسنتين.
تابع طلبه للعلم على كبار مشايخ حلب وعلمائها مما زاده معرفة .
كان يلتقي بكل من يقصد بلاد الشام ليلتقي بعلمائها و يأخذ عنهم .
حظى بحب و تقدير علماء بلاد الشام له عموماً فقد التقى بالسيد مكي الكتّاني، و الشيخ منلا رمضان البوطي، و الشيخ حسن حبنكة الميداني، و الشيخ أحمد الحارون، والشيخ محمد الهاشمي، وغيرهم الكثيرين، وكلهم كان يحبه ويثني عليه وعلى فضله وعلمه.
وعلى مستوى باقي المحافظات السورية كان على صلة وثيقة مع كبار علمائها.
التقى الشيخ عمر بالشيخ محمد النبهان وتعلق به كثيرا، وكذلك أحبه الشيخ النبهان لما رأى فيه من الصدق والإخلاص في الصحبة .
كان الشيخ عمر هو القائم على توزيع المساعدات لأهل البادية عام الجفاف والمجاعة عام 1958-1959م وكان قائماً على توزيع المساعدات التي كان قد جمعها السيد النبهان وأمر بإعطائها لأهل البادية الذين هلكت عندهم الابل والماشية وأصبح عندهم جفاف وقحط شديد .
كان الشيخ عمر يقوم بالوعظ والإرشاد والتدريس في كافة السجون السورية، و تحقَّق على يديه نفع عظيم في هذا المجال، حيث تاب على يديه الكثير ، و خرج الكثيرون من السجن بفضل جهوده و مساعيه الحثيثة التي كان يبذلها لإصلاح الأمور و تسوية الخلافات بين السجين و خصمه خارج السجن.
هاجر إلى المدينة المنورة رغبة بجوار رسول الله صلى اله عليه و سلم الذي لطالما تعلّقت به روحه النقيّة.
لم يألُ الشيخ جهداً بنشر الهدي و الخير الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم في كل بقعة يحلّ بها و هذا ديدنه و همّه الأول .
توفي فضيلة العالم العلامة الفاضل الشيخ عمر عادل ملاحفجي ، يوم الجمعة12 ذي القعدة الموافق 2012/9/28م.
{{ رحمه الله }}
-تم التثبيت في صفحة الموسوعة التاريخية لأعلام حلب
الداعية الفاضل المحب لأهل الله
الشيخ عمر ملاحفجي "الشهير بأبي قبقابة"
(1348هـ - 1433هـ) (1929م - 2012م)
الشيخ الفاضل، والمحب الكامل، والرجل الأمثل بين الرجال، الذي يقال عنه أستاذنا الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله: محبوب أهل الله. صاحب الفراسة والكياسة والذكاء في التعرف على الأولياء والعلماء، وأهل الجذب من الصالحين، وأهل الكمال من العلماء العاملين، والوراث المحمدين، ومن له اليد الطولى في مساعي الخير، وإسعاف الفقراء والأرامل والمساكين، والعامل في سد حاجاتهم، وإعانة وإغاثة الملهوفين، والتعرف على مكان الخير والمعروف عند أهل الفضل والجود، وإيصاله إلى أهل من ذوي الحاجة والعوز من فقراء هذه الأمة المرحومة.
ولد هذا الفاضل في مدينة حلب الشهباء بعام 1348هـ، 1929م، من أبوين كريمين، وفي حي من أحيائها المسمى بالطليعة بجانب بانقوسا، والده العالم الفاضل والطبيب اللوذعي، الشيخ محمد ملاحفجي الشهير بالشيخ القصير (أبي قبقابة)، وكان والده من علماء حلب وأطبائها الذين شهروا بحلب بالطب الشعبي، ومن أهل الصلاح والاستقامة والفضل والشهامة.
ونشأ في حجر والده وتعلم منه الفضائل والكلمات، وقرأ القرآن الكريم في الكتّاب، ثم لما بلغ أشده درس في المدرسة الشعبانية على شيوخها الأفاضل من علماء حلب، أمثال العالم الرباني الشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ أحمد الحجي الكردي مفتي حلب، والشيخ أسعد العبة جي، والشيخ عبد الله سلطان، والشيخ نجيب خياطة، والشيخ عبد الرحمان زين العابدين. ولما لم يتعايش الحال الذي كان يدنيه من أهل الجذب، مع العلم الذي يقربه من أهل الصحو، لم يكمل العلم في المدرسة وإنما أكمله كمالات وفضائل تلقاها من صحبة العلماء العاملين، وخدمة العارفين الربانيين، والأولياء المحمدين من أهل الصحو وأهل الجذب، فطوى كتب العلم التي تلقن المسائل بالنظر والسهر، وفتح صحائف الرجال الذين يكسب منهم بالصحبة والمحبة، وتعلق بهم وأحبهم وصاحبهم.
صلته بالشيخ أبي الناصر: وكان على رأس من تعلق بهم من العلماء والعاملين والوارثين الربانيين صاحب ذلك الوقت مولانا الشيخ محمد أبو الناصر؛ ويحدثنا بنفسه عن ذلك فيقول:
أول ما تعلقت بالشيخ أبي الناصر ورأيته عند ما كان في حلب، ووقع حبه في قلبي، ولما قررت أخذ الطريق عنه (عهد المبايعة على الاستقامة على شرع الله وذكر الله) كان عمري 18 عاماً، ولكن الشيخ رجع إلى حمص، فما العمل؟ فقررت أن أذهب إلى حمص من أجل ذلك، فتوجهت إلى حمص بصحبة الشيخ بشير منصور رحمه الله تعالى، وكان الشيخ بشير من أحباب الشيخ وممن أخذ عنه الطريق، فذهبنا إلى حمص لزيارته أنا والشيخ بشير، ولما وصلنا حمص وسألنا عن الشيخ قالوا لنا: إنه في حماة، واسألوا عنه الشيخ أحمد سليم المراد (أمين فتوى حماة، وكان المفتي آنذاك الشيخ سعيد النعسان). ووصلنا حماة وصلينا العصر في جامع المسعود عند الشيخ أحمد سليم المراد، فقال لنا: إن الشيخ أبا النصر في منزل الحاج خالد الراس. فذهب معنا الشيخ محمد علي مراد وتوجهنا نحن الثلاثة إلى المنزل حيث الشيخ، وكان الشيخ محمد علي منتسباً مع الأزهر، وكان في أول شبابه، وسلمنا على الشيخ في بيت ضيافة الحاج خالد، وكان الشيخ محمد الحامد ذا لحية سوداء، وفي عزّ شبابه أيضاً قائماً يفتل في المجلس حيث أبو الحسن النداف ينشد أنغامه الرائعة، إذ كان فقيهاً في الإنشاد وعطى المجلس حقه.
وبعد السلام على الشيخ قلت له: أريد أن أتلقن الطريق. فالتفت إلى مرافقي الشيخ بشير منصور وقال له: لقنه الطريق. فقلت للشيخ: أريد منك أن تلقنني من يدك. فقال لي: روح جدبه، ولقنه الطريق يا شيخ بشير، فإني وكلته بذلك. فلقنني، وكان الشيخ بشير تاجراً ومن أهل الصلاح والمحبة، وكان من زملائه لدى الشيخ الحاج عبد الرحمن برصة، رحمهم الله جميعاً وكان فاضلاً محباً.
وكان مجلس الشيخ في حماة يزينه جمهور كبير من علماء حماة وأفاضلهم: الشيخ أحمد سليم المراد، الشيخ شامل المراد، الشيخ ظافر المراد، الشيخ صلاح النعمان، الشيخ عبد الله حلاق، إذ كان معظم علماء حماة من إخوان الشيخ أبي الناصر.
ومما ذكره عمنا الشيخ عمر قال: زرت الشيخ مرة في حمص ونمت في الزاوية، وكان هذا أول شبابي، فلزمني غسل، واحترت ماذا أصنع؟ وإذا بالشيخ أبي الناصر يوقظني قبل صلاة الفجر، وأعطاني أجرة الحمام، وقال لي: اذهب إلى الحمام ثم أدرك صلاة الفجر في الجامع الكبير واحضر الختم. ففعلت، وكان يدير الختم أثناءها الحاج أحمد ويس، رحم الله الجميع.
وكذلك فعل مع أخي الشيخ بكري، حيث كان مسافراً معه، فاستيقظ إحدى الليالي جنباً فأيقظه الشيخ وقال له: قم فاغتسل.
ولازم عمنا الشيخ عمر مجالس الشيخ أثناء حضوره المعتاد إلى حلب، وأحب الشيخ وكان من له علاقة بالشيخ، ثم عين خطيباً لجامع السجن وصار عنده فقه ودراية بأحوال المساجين، وصار عنده أيضاً نفاذ إلى قلوبهم بحسن مخاطبته ولباقته في التحدث إليهم، وتاب الكثير منهم على يديه، وعرفوا له الفضل.
ثم لازم شيخنا محمد النهبان، وأحبه وأحب علماء حلب جميعاً وبالأخص منهم الشيخ عبد الله سلطان، وصاحبه وسافر معه ولزمه فترة طويلة، وأحب محبوب شيخنا أبي الناصر (عمنا أبو طاهر) الشيخ مصطفى غزال وأكثر من زيارته وإكرامه.
وكان مع هذا كله محباً مواصلاً لسيدي الوالد الشيخ محمد علي مسعود، زوّاراً له، إن تأخر قدومه إلى حلب سافر الشيخ إليه ليبلل شوقه منه، ويحظى برؤياه والجلوس معه.
وكذلك صار له تعلق بكل العلماء الفاضلين، والرجال الكاملين من أهل الصحو والكمال، وأهل الجذب والحال. ورزق بولدين أكرمهما الله سبحانه بطلب العلم في المدرسة الكلتاوية ثم تابعا دراستهما في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وهما من أهل الفضل والفطانة والنباهة والتقوى: الشيخ محمد ضياء الدين والشيخ عبد الله عز الدين، متع الله بهما وحفظهما ذخراً وقرة عين لوالديهما.
وقد أصهر إلى الرجل الصالح العالم الفاضل الشيخ محمد منلا التركي، الشهير (بكوجك منلا) الذي هاجر من تركيا واستقر أخيراً في الباب وتوفي هناك 1981م، فتزوج الشيخ عمر ابنته، ثم أكرمه الله سبحانه بحج بيت الله الحرام وإيصال الصدقات والهبات إلى فقراء المدينة منذ عام 1965 وحتى عام 1980م، حيث أقام في المدينة هو وعياله وأولاده، وصار مدرساً لسجن المدينة إلى أن تقاعد من هذه الوظيفة.
موقع نسيم الشام - قسم التراجم