علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الخشني

أبي الحسن

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة750 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةمالقة - الأندلس
أماكن الإقامة
  • غرناطة - الأندلس
  • مالقة - الأندلس

نبذة

علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الخشني: من أهل مالقة، من قرية يعشيش من عمل ملتماس، من شرقيها، يكنى أبا الحسن. ودخل غرناطة ومدح أمراءها، وتردّد إليها. من صدور أهل الدين والفضل، والخير والصلاح والنزاهة، والاقتصاد والانقباض، تحرّف بصناعة التّوثيق بمالقة، جاريا على شاكلة مثله من الاقتصاد، والتبلّغ باليسير، ومصابرة الحاجة، مكبّا على المطالعة والنظر، مجانبا للناس، بعيدا عن الرّيب، مؤثرا للزهد في الدنيا. ولّي الخطابة بالمسجد الأعظم من قصبة مالقة في عام وفاته.

الترجمة

علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الخشني
من أهل مالقة، من قرية يعشيش من عمل ملتماس، من شرقيها، يكنى أبا الحسن. ودخل غرناطة ومدح أمراءها، وتردّد إليها.
حاله: من «عائد الصلة» : من صدور أهل الدين والفضل، والخير والصلاح والنزاهة، والاقتصاد والانقباض، تحرّف بصناعة التّوثيق بمالقة، جاريا على شاكلة مثله من الاقتصاد، والتبلّغ باليسير، ومصابرة الحاجة، مكبّا على المطالعة والنظر، مجانبا للناس، بعيدا عن الرّيب، مؤثرا للزهد في الدنيا. ولّي الخطابة بالمسجد الأعظم من قصبة مالقة في عام وفاته.
مشيخته: قرأ على الأستاذ الصالح الخطيب أبي جعفر بن الزيات، والأستاذ المقرئ رحلة الوقت أبي عبد الله بن الكمّاد.
شعره: وشعره آخذ بطرف من الإجادة في بعض المقاصد، فمن ذلك قوله:
[الوافر]
أرى لك في الهوى نظرا مريبا ... كأنّ عليك عذلا أو رقيبا
ولست بخائف في الحب شيئا ... على نفسي مخافتي المشيبا
يريني كل ما تهواه نفسي ... قبيحا مالئا عيني عنيبا
أنا منه ابن قيس لا يراح ... فذق مرّ التأسف مستطيبا
إذا ما كنت تبكي فقد حبّ ... فما مثل الشباب به حبيبا
وقال في مذهب المدح من المطولات: [الكامل]
الآن تطلب ودّها ووصالها ... من بعد ما شغلت بهجرك بالها
وقد استحالت فيك سيماء الصّبا ... حالا يروع مثلها أمثالها
وأتيتها متلبسا بروائع ... نكر بفودك أصبحت عذّالها

بيض تخيّل للنفوس نصولها ... سمرا تخوّل للنحور نصالها
مثل الأفاعي الرّقط تنفث في الحشا ... وأرى بفودك جثما أطالها
نار تضرّم في الفؤاد حريقها ... لكن تنير بمفرقيك ذبالها
جزعت لهذا الشّيب نفسي وهي ما ... زالت تهوّن كل صعب نالها
ولكم صدعت بنافذ من عزمتي ... همّا فلا يهدي العليم ضلالها
صادمت من كرب الدّنا أشتاتها ... ما خفت غربتها ولا إقلالها
ولئن تقلّص عسرتي فيء الغنا ... عنّي فلي نفس تمدّ ظلالها
ما مزّقت ديباجتي غير امرئ ... عرضت عليه النفس قط سؤالها
ألقى الليالي غير هبّ صرفها ... والأسد غير مجنّب أغيالها
أمشي الهوينا والعداة تمرّ بي ... مرّا يطير عن الجياد نسالها
علمت لي الخلق الجميل محقّقا ... وتسيء فيّ على عم أقوالها
تبغي انثناء، هل سمعت بنسمة ... مرّت على نجد تهزّ جبالها؟
ولربما عرضت لعيني نظرة ... يرضى الحكيم غرامها وخبالها
من غادة سرق الصباح بهاءها ... والبدر في ليل التمام كمالها
تهوي المجرّة أن تكون نجومها ... من حليها وهلالها خلخالها
عرضت كما مرّت بعينك مطفل ... ترعى بناظرك الكحيل غرامها
ما نهنهت نفسي وإن ضمنت لها ... عبراتها يوم الوداع وصالها
من كان يأمل أن يقوم بمجلس ... حطّت به شهب السما أثقالها
محا أحاديث السّرى أولي النّها ... نصّا ويضري في العلى أمثالها
ألقى هواه جانبا وسرى به ... وجنا تدوّي في الدجى إعمالها
ومنها في المدح:
ألبست دين الله حلّة أمن ... أضفت على إسرائه زلزالها
أنتم بني نصر نصرتم ملّة ال ... إسلام حين شكت لكم عذّالها
كنتم لها أهلا ورحّبتم بها ... في الغربتين ومنتم إنزالها

نزلت على سعد ليسعد جدّها ... وأوت إلى نصر لينصر آلها
أحرزتم يوم السّقيفة عودها ... دون الأنام وقودها وسكالها
لكن حبوتم من أجرتم منّة ... بخلافة الله التي يعنى لها
إذ تؤثرون سواكم قالت بذا ... آي الكتاب، فمن يردّ مقالها؟
حتى إذا عثرت ولم ينهض بها ... إلّاكم بادرتم إنشالها
آويتم خير البريّة كلّها ... ومغيثها ونجاتها وثمالها
من ألبس الشّرف الرفيع وضيعها ... وكسا معصفرة الحجا جهّالها
من أمّ في السّبع العلى أملاكها ... جبريلها في الغرب أو ميكالها
من أنقذ الغرقى وقد شمل الرّدى ... هذا الأنام خيارها وحثالها
من فاضت الخيرات من تلقائه ... كالصّبح فاض على الدّجى فأزالها
من فجّر العين الفرات بكفّه ... يرو الورى ورد القطا سلسالها
من لا يقاسي بالرياح إذا سرت ... نشرا تقلّ من السحاب ثقالها
معنى وجود الكون علّة كونه ... نفس الحياة منفّسا أهوالها
دامت صلاة الله ديمة عارض ... يهمي عليه ندى الدّنا هطّالها
لمّا تحقّقت النبوّة أنها ... قد زلزلت منها الورى زلزالها
وتقاعست عن منعها أعمامها ... أمّت أئمّة نصرها أحوالها
فوثبتم مثل الليوث لنصرها ... والحرب تجنب خلفها أشبالها
وأدرتم منها زبونا أصبحت ... ترمي رؤوس الملحدين ثقالها
بدر وما بدر وردّم قلبها ... بجنادل الطاغوت تملأ جالها
ولكم بأوطاس وقد حمي الوطي ... س على العدا يوم أطاح بحالها
فنزعتم أزواجها وسبيتم ... أولادها وسلبتم أموالها
وذهبتم بالمصطفى لدياركم ... وحيا سواكم ساقها وجمالها
فزتم به فوز المعلّى منحة ... أحرزتم دون الأنام منالها
يا أيها الملك الذي من ملكه ... جنت الملوك جمالها وجلالها
ما زال حزبك منهم يعلو على ... مرّ الدهور ويعتلي أجبالها
حتى حللت من المجادة ذروة ... ما حلّ غيرك في المجادة حالها
تحمي الهدى تهمي النّدى تولي الجدا ... وتقي الردى وتري العدا أوجالها

قعدت شريعته بيمنك ليس من ... كدر يشين على العباد زلالها
يا سيّد السادات، يا ملك الملو ... ك وشمسها وصباحها وهلالها
يا بدرها، يا بحرها، أو غيثها ... أو ليثها أو حسنها وجمالها
خذها كما دارت بكأس سلافها ... حوراء تمزج باللّمى جريالها
تثني على السّحر المبين وشاحها ... وتدير من خمر الفتور جلالها
لمياء تبرز للعيون كشاطر ... والعقل يوجب حكمه إجلالها
وقفت وذو إحسانها من هاشم ... من سبط خير العالمين حيالها
يرجو رضاك وطالما أرضيتم ... آل النبيّ وكنتم أرسالها
كم من يد بيضا لدينا منكم ... شكرا له وأولياه فعالها
آويتم، واسيتم، واليتم، ... أحللتمونا داركم وجلالها
وهجرتم لوصالنا أعداءنا ... ووصلتم لصلاتنا أوصالها
فصلوا حياءنا ما استطعتم وصله ... تعطوا من اجزاء الجزاء جزالها
وله تأليف غريب عكف عليه عمره في فضل مكّة، وكأنه يروم برهانا على وجوب كونها بالموضع الذي هي به، وفضله على سواه، وتكلم على حروف اسمها، من جهة تناسب أعداد الحروف، مما الناظر فيه مخير في نسبه إلى العرفان أو الهذيان.
وفاته: توفي بمالقة في أخريات صفر من عام خمسين وسبعمائة.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.