إبراهيم بن محمد بن علي التنوخي

ابن أبى العاصى إبراهيم

تاريخ الوفاة726 هـ
مكان الوفاةغرناطة - الأندلس
أماكن الإقامة
  • المرية - الأندلس
  • سبتة - الأندلس
  • غرناطة - الأندلس
  • مالقة - الأندلس

نبذة

إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد ابن أبي العاصي التّنوخي «12» أصله من جزيرة طريف، ونشأ بغرناطة واشتهر. حاله: من «عائد الصلة» : كان نسيج وحده حياء، وصدقة، وتخلّقا، ومشاركة، وإيثارا. رحل عند استيلاء العدو على جزيرة طريف، عام أحد وسبعين وستمائة، متحوّلا إلى مدينة سبتة

الترجمة

إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد ابن أبي العاصي التّنوخي «12»
أصله من جزيرة طريف، ونشأ بغرناطة واشتهر.

حاله: من «عائد الصلة» : كان نسيج وحده حياء، وصدقة، وتخلّقا، ومشاركة، وإيثارا. رحل عند استيلاء العدو على جزيرة طريف، عام أحد وسبعين وستمائة، متحوّلا إلى مدينة سبتة، فقرأ بها واستفاد. وورد الأندلس، فاستوطن مدينة غرناطة، وكتب في الجملة عن سلطانها، وترقى معارج الرّتب، حالّا محالا، من غير اختلاف على فضله، ولا نزاع في استحقاقه، وأقرأ فنونا من العلم، بعد مهلك أستاذ الجماعة أبي جعفر بن الزبير، بإشارة منه به؛ وولّي الخطابة والإمامة بجامعها منتصف صفر عام ستة عشر وسبعمائة، وجمع بين القراءة والتدريس، فكان مقرئا للقرآن، مبرّزا في تجويده، مدرّسا للعربية والفقه، آخذا في الأدب، متكلّما في التفسير، ظريف الخط، ثبتا محققا لما ينقله. وألقى الله عليه من المحبة والقبول، وتعظيم الخلق له، ما لا عهد بمثله لأحد؛ بلغ من ذلك مبلغا عظيما، حتى كان أحبّ إلى الجمهور من أوصل أهلهم وآبائهم، يتزاحمون عليه في طريقه، يتمسّحون به، ويسعون بين يديه، ومن خلفه، ويتزاحم مساكينهم على بابه، قد عوّدهم طلاقة وجهه، ومواساته لهم بقوته، يفرّقه عليهم متى وجدوه، وربما أعجلوه قبل استواء خبزه، فيفرّقه عليهم عجينا، له في ذلك أخبار غريبة. وكان صادعا بالحق، غيورا على الدين، مخالفا لأهل البدع، ملازما للسّنّة، كثير الخشوع والتخلّق على علوّ الهمّة، مبذول المشاركة للناس والجدّ في حاجاتهم، مبتليا «1» بوسواس في وضوئه، يتحمل الناس من أجله مضضا في تأخير الصلوات ومضايقة أوقاتها.
مشيخته: قرأ ببلده على الخطيب القاضي المقرئ أبي الحسن عبيد الله بن عبد العزيز القرشي، المعروف بابن القارئ، من أهل إشبيلية، وقرأ بسبتة على الأستاذ إمام المقرئين لكتاب الله، أبي القاسم محمد بن عبد الرحمن بن الطيّب بن زرقون القيسي الضرير، نزيل سبتة، والأستاذ أبي إسحاق الغافقي المريوني، وقرأ على الشيخ الوزير أبي الحكم بن منظور القيسي الإشبيلي، وعلى الشيخ الراوية الحاج أبي عبد الله محمد بن الكتامي التلمساني بن الخضّار، وقرأ بغرناطة على الأستاذ أبي جعفر بن الزبير، وأخذ عن أبي الحسن بن مستقور.
شعره: كان يقرض شعرا وسطا، قريبا من الانحطاط. قال شيخنا أبو بكر بن الحكيم «2» في كتابه المسمّى ب «الفوائد المنتخبة، والموارد المستعذبة» : كتب إليه

شيخنا وبركتنا أبو جعفر بن الزيّات في شأن شخص من أهل البيت النبوي بما نصّه:
[الخفيف]
رجل يدّعي القرابة للبي ... ت وإنّ الثريّا منه بمعزل
سال «1» مني خطابكم وهو هذا ... ولكم في القلوب أرفع منزل
فهبوه دعاءكم وامنحوني ... منه حظّا ينمي الثواب ويجزل
وعليكم تحيّة الله مادا ... م أمير الهدى يولّي ويعزل
فأجابه: [الخفيف]
يا إمامي ومن به قطركم ذا ... ك وحادي البلاد أطيب منزل
لم أضع ما نظمتم من يدي حتى ... أنيل الشّريف تحفة منزل
وحباه بكلّ منح جزيل ... من غدا يمنح الثّواب ويجزل
دمتم تنشرون علما ثواب الله فيه لكم أعزّ وأجزل
تذكرون الله ذكرا كثيرا ... وعليكم سكينة الله تنزل
وطلبتم منّي الدّعاء وإنّي ... عند نفسي من الشروط بمعزل
لكن ادعو ولتدع لي برضا الله وأبدى فهم ذكر قد أنزل
وحديث الرسول صلّى عليه ... كل وقت وربّ لنا الغيث ينزل
وعليكم تحيّتي كل حين ... ما اطمأنّت بمكة أمّ معزل
قال: ومما أنشدني من نظمه أيضا في معرض الوصيّة للطلبة «2» : [الكامل]
اعمل بعلمك تؤت علما إنما ... عدوى علوم المرء منح الأقوم «3»
وإذا الفتى قد نال علما ثم لم ... يعمل به فكأنما «4» لم يعلم

وقال موطئا على البيت الأخير «1» : [المتقارب]
أمولاي أنت الغفور الكريم ... لبذل النّوال مع المعذره «2»
عليّ ذنوب وتصحيفها ... ومن عندك الجود والمغفره
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.

 

إبراهيم بن محمد بن على بن محمد بن عبد الرحمن التنوخى أبو إسحاق.

ويعرف بابن أبى العاصى الخطيب، أصله من «طريف » من أعيانها، وانتقل إلى «سبتة» فأقام بها مدة عند تغلّب الروم عليها، ولقى مشيختها، وأخذ عنهم، ثمّ تحوّل إلى حضرة «غرناطة» [سنة ست ] وانتظم فى لمة كتّاب الدولة الناصرية ثمّ نزع عن ذلك، وعكف على طلب العلم، ومال إلى العبادة، وتحلّى بحلية التقوى، إلى أن قدّم للخطبة والإمامة بجامع «غرناطة» سنة 716

قال ابن الخطيب: «. . جمع بين القراءة والتدريس، فكان مقرئا للقرآن، مبرزا فى تجويده، مدرسا للعربية والفقه، آخذا فى الأدب، متكلما فى التفسير. . ثبتا محققا لما ينقله. . صادعا بالحق، غيورا على الدين، مخالفا لأهل البدع، ملازما للسنة. .».
وكان ليّن الجانب دمث الأخلاق، أخذ بسبتة عن الإمام أبى القاسم: محمد بن عبد الرحيم بن الطيب القيسى، وعلى أبى الحكم: يحيى بن القاضى بن منظور، وعلى إبراهيم بن أحمد بن عيسى المديونى الغافقى، وعلى الأستاذ أبى عبد الله: محمد بن الدرّاج، والتاريخى الحاج أبى عبد الله الكنانى، وعلى الراوية المسند أبى الحسن: علىّ الشريف بن طاهر، وبغرناطة على ابن مسمعون وعلى الوزير الحافظ أبى محمد: عبد المنعم بن سماك، والخطيب أبى عبد الله: محمد بن رشيد، وبمالقة عن أبى محمد: عبد الواحد بن أبى السرّاد وعلى الخطيب أبى جعفر الكلاعى بن الزيّات، وأبى عبد الله بن الكماد اللخمى البكى، وكلّ هؤلاء أجاز له عامة إلا أبا عبد الله بن الدراج.
وأخذ عن غير من ذكر ممن يطول إيراده، وقدم المريّة سنة 721 من نظمه: كان يقرض شعرا وسطا، قريبا من الانحطاط.
عزّ الفتى يا صاح فى دينه … وليس عزّ المرء فى درهمه
ما إن يعزّ المرء وجد الغنى … ولا حمى أهله أو يهدمه
توفى بحضرة غرناطة فى وقت العصر من يوم السبت السابع للمحرم سنة 726 .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)