علي بن محمد بن عمر .علاء الدين أبو الحسن الخوارزمي الشافعي: نزيل حلب ، الشهير بملا قل درويش.
كان فيما نقل بحر علم لا تكدره الدلاء ، أحدق به كثيره من أهل حلب ، وقرؤوا عليه في علوم شتى ، واستفادوا من عباراته البليغة ما لا يحصی .
قيل : وكان ذا وهم زائد ، وحرص كبير ) ، حتى إنه لقد أهدي له عسل ذات يوم ، وتلميذه البدر السيوفي حاضر ، فوضع البدر إصبعه فيه وقال : بسم الله ، للعق منه شيئا ، فاضطرب الشيخ ، وحذر منه ، مخافة أن يكون مسموما ، تحذيرا شديدا .
ورأى ، يوما ، واحدا من ظلمة الجراكسة ، فخشي منه على ماله ، وكان الشيخ متمولا فقال له : يا فلان ! أنت منا ، ذبا عن ماله . و روي أنه عقد نکاح ابنته على خاطب لها ، وقبض نصف مهرها ، وأراد أن يقبض منه النصف الباقي ، فسوفه إلى الدخول ، فدعاه إلى منزله ليضيفه ، فامتثل ، فأضافه ، فلما فرغ أمر ابنته بالخروج من مخدع هو داخل محل الضيافة ، وأقفل عليها الباب ، وذهب إلى حاكم الشرع ، فأخبره أن الزوج خلاه بها الحلوة الصحيحة لطالبه بما بقي [ منه ] وطلب منه إرسال شهود يشهدون عليه بذلك ، ثم يؤدون الشهادة عنده ، ففعل وألزم الزوج بالباقي .
ولم تكن وفاته بحلب لسفره بتجارة له إلى برسا من بلاد الروم ، وموته بها أو بغيرها من تلك البلاد ، إلا أنه كان في الأحياء بها سنة اثنتين وتسعين وثمان مئة حسبما وجدته بخطه في ذيل إجازته للقاضي الحسين ابن الشحنة .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).