رائد الحركة التعليمية في مدينة غيل با وزیر في حضرموت: العلامة الشيخ محمد بن عمر ابن بکران بن سلم العقيلي الحضرمي الشافعي الأزهري .
ولد سنة 1274ه في بيت والده بحارة عبدید من مدينة الشحر ، بساحل حضرموت، وتلقى مبادئ القراءة والكتاب ودروس القرآن الكريم والفقه وأوليات علوم اللغة على المشتغلين بهذه العلوم إذ ذاك بالشحر ، وعرف من صغره بالذكاء والفطنة والرغبة الشديدة في تحصيل العلم والانقطاع له ، واستطاع في سن مبكرة أن يتصدى للإفتاء والتدريس في مساجد الشحر بمحافظة حضرموت أيام الدولة القعيطية.
ثم رحل إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف ، وتتلمذ لكبار علمائه ، وكان أكبر انتفاعه بالعلامة أحمد محجوب الرفاعي الفيومي ، ومن شيوخه في الأزهر أيضا: الشمس الأنبابي ، والعلامة إسماعيل الحامدي ، والشيخ أحمد البسيوني ، والعلامة أبو المحاسن القاوقجي، والشيخ عبد القادر بن محمد بن سالم الشنقيطي، وغيرهم.
وأخذ يصل سواد ليله ببياض نهاره في التحصيل حتى تضلع وبرع في العلوم الشرعية ، ونال شهادة العالمية في صفر سنة 1311ه، وكتب علماء الأزهر له إجازة حافلة وقع عليها وأمضاها ما يزيد على خمسة وعشرين علما من أعلامه ، ومنهم العلماء المذكورون سابقا ، ويضاف إليهم: هارون عبد الرازق ، وحسن بدير الجريسي ، ومحمد موسي البحيري، وعبد الوهاب الخضري ، وحسن السقا ، وحسین زايد مدرس علم الميقات ، وإبراهيم الظواهري، وحسن المرصفي ، ومتولي علي الحنفي ، وأحمد البسيوني الحنبلي .
وبعد عودته من مصر استقر زمنا في مسقط رأسه يلقي دروسا عامة في الوعظ والإرشاد ونشر أحكام الدين ومبادئ الأخلاق والفضيلة وعرض عليه قضاء الشحر أيام ولاية الجمدار حسنین بن عبد الله القعيطي فرفض مفضلا التفرغ للدعوة إلى الله وخدمة الدين والأمة.
توفي في السادس من محرم 1329ه.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.