عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن علي البهكلي الضمدي

تاريخ الولادة1182 هـ
تاريخ الوفاة1248 هـ
العمر66 سنة
مكان الولادةصبيا - الحجاز
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • صبيا - الحجاز
  • ضمد - الحجاز
  • تهامة - اليمن
  • صنعاء - اليمن

نبذة

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن علي البهكلي الضمدي ثم الصبيائي التهامي اليماني: مؤرخ، ولد بمدينة صبيا، وتنقل بينها وبين صنعاء، وعينه المنصور (علي بن العباس) حاكما في بيت الفقيه،

الترجمة

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن علي البهكلي الضمدي ثم الصبيائي التهامي اليماني:
مؤرخ، ولد بمدينة صبيا، وتنقل بينها وبين صنعاء، وعينه المنصور (علي بن العباس) حاكما في بيت الفقيه، فحمدت سيرته في القضاء. له (نفح العود بذكر دولة الشريف حمود - خ) ذكر فيه الحوادث بتهامة اليمن إلى سنة 1225 هـ و (الأفاويق بتراجم البخاري والتعاليق) و (الثقات بمعرفة طبقات رجال الأمهات) و (تيسر اليسرى بشرح المجتبى من السنن الكبرى) للنسائي، في مجلدات مات متأثرا من سم دس له .
-الاعلام للزركلي-

 

 


 

عبد الرحمن بن أحمد، البهكليُّ، الضمديُّ، ثم الصنعانيُّ. ولد سنة 1180 تقريبًا، كان من أكابر العلماء، وأخذ عن أكابرهم، وكان فائقًا في جملة العلوم؛ من الصرف والنحو، والمنطق والمعاني والبيان، والأصول والتفسير والحديث.

قال في "البدر الطالع": وقد أجزته بكل ما تجوز في روايته، وهو مشارك لي في السماع من أكابر شيوخي، له قدرةٌ على النظم والنثر، ومَلَكَة كاملة في جميع العلوم عقلاً ونقلاً، ولا يقلد أحدًا، بل يجتهد رأيه، وهو حقيق بذلك، انتهى. قال في "الديباج الخسرواني": مولده بمدينة صبيا سنة 1182، ولازم شيخنا البدر الشوكاني.
له شرح على "المجتبى" للنسائي، سماه: "تيسير اليسرى بشرح المجتبي من السنن الكبرى"، وبلغ فيه إلى قريب الحج، وعاقه عن إتمامه الحِمام، وله رسالة جمة، وفوائد مهمة، وتولى القضاء في "بيت الفقيه" من طريق إمام صنعاء - المنصور بالله - عام سنة 1212، واستمر على ذلك إلى أن مات، ولعمري! إنه جَمَّل منصبَ القضاء، ولم يتجمل به، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

 

 

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْحسن على البهكلى الضمدى ثمَّ الصبيانى
ولد سنة 1180 ثَمَانِينَ وَمِائَة وَألف تَقْرِيبًا بصبيا وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ على وَالِده وَغَيره من أهل صَبيا ثمَّ رَحل إِلَى صنعاء سنة 1202 فَأخذ عَن أكَابِر علمائها كشيخنا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الْقَادِر بن احْمَد وَالسَّيِّد الْعَلامَة على بن عبد الله الْجلَال وَالسَّيِّد الْعَلامَة عبد الله بن مُحَمَّد الْأَمِير وَشَيخنَا الْعَلامَة الْحسن بن اسمعيل المغربي وَشَيخنَا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الله بن الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن علي بن المتَوَكل والعلامة علي بن هادي عرهب وَغير هَؤُلَاءِ وَأخذ عَنى في فنون مُتعَدِّدَة واختص بي اختصاصاً كَامِلا وسألني مسَائِل كَثِيرَة فأجبت عَلَيْهِ بأجوبة مُطَوَّلَة ومختصر وَعَاد إِلَى وَطنه وَقد برع فِي النَّحْو وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير والْحَدِيث فِي أقرب مُدَّة لحسن فهمه وجودة تصَوره وَكَمَال اداركه وَقُوَّة ذهنه ثمَّ مازال بعد رُجُوعه إِلَى وَطنه يكاتبني بالأشعار الرايقة فَأُجِيب عَلَيْهِ بمضمون مَا يَكْتُبهُ إِلَى وَهُوَ مَعَ ذَلِك يتأسف على مفارقتى وأتاسف على مُفَارقَته لما بيني وَبَينه من الْمَوَدَّة الصادقة والمحبة الزَّائِدَة الَّتِى تفوق الْوَصْف بل قد لَا يتَّفق مثلهَا بَين الأخوين الشقيقين وَقد جرت بينى وَبَينه من المطارحات الأدبية نظماً ونثراً مَالا يَتَّسِع لَهُ الا مجلدا وَفِيه فصاحة ورجاحة مَعَ حسن تودد ولطافة طبع وكرم أَخْلَاق وملاحة محاضرة واستحضار لرايق الاشعار وفائق الاخبار لَا يمل جليسه لماجبل عَلَيْهِ من مُوَافقَة كل جليس وجلب خاطره بِمَا يلايمه وَالْوُقُوف على الْحَد الَّذِي يُريدهُ وَلِهَذَا أحبته الْقُلُوب وانجذبت إِلَيْهِ الخواطر وَرغب إِلَيْهِ كل اُحْدُ فعاشر أهل صنعاء وَعرف طباعهم وَاخْتِلَاف أوضاعهم وَصَارَ أخبر بهم من أحدهم لَا يخفى عَلَيْهِ من أَحْوَالهم دَقِيق وَلَا جليل ثمَّ ارتحل إلى صنعاء رحْلَة ثَانِيَة وَكنت إِذْ ذَاك مَشْغُولًا بالتدريس والتأليف والإفتاء وَلكنه قد جفاني جمَاعَة من الَّذين لَا يعْرفُونَ الْحَقَائِق لصدور اجتهادات مني مُخَالفَة لما ألفوه وعرفوه وَهَذَا دأبهم سلفاً عَن خلف لَا يزالون يعادون من بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد وَخَالف مادبوا عَلَيْهِ ودرجوا من مَذَاهِب الْآبَاء والأجداد فوصل صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة 1209 والمواحشة بيني وَبَين الْمَذْكُورين زَائِدَة وَلَهَب نَار الِاخْتِلَاف صادعة فَقَرَأَ على فِي مُخْتَصر الْمُنْتَهى وَشَرحه لعضد الدَّين وحاشيته للسعد وَقَرَأَ على فى الخرازبة وَشَرحهَا فى الْعرُوض ومازال يعادى اعداى ويوادد أوداي وَيقوم في غيبتي مقَام الْأَخ الْحَمِيم ويتوجع من أَحْوَال أَبنَاء الزَّمن وَمَا جبل عَلَيْهِ طلبة الْعلم في قطر الْيمن ثمَّ وصل إِلَى صنعاء مرة ثَالِثَة فِي شهر رَمَضَان سنة 1211 وَكنت إِذْ ذَاك قد امتحنت بِقبُول الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الإلزام بِهِ من مَوْلَانَا خَليفَة الْعَصْر حفظه الله فاستقر المترجم لَهُ فِي صنعاء نَحْو نصف سنة يتَّصل بِي فِي كل وَقت ويحضر فِي مَوَاقِف التدريس ومجالس المنادمة والتأنيس ويطارحني بأدبياته ويواصلني بفقرة الفايقة وأبياته حَتَّى ولاه مَوْلَانَا الإمام حفظه الله قَضَاء بَيت الفقيه بن عجيل بعد موت القَاضِي الْعَلامَة عبد الفتاح بن أَحْمد العواجي وَهُوَ الْآن قَاض هُنَالك وَقد بَاشرهُ مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وَحُرْمَة كَامِلَة وصدع بِالْحَقِّ بِحَسب الْحَال وَمِقْدَار مَا يبلغ إِلَيْهِ الطَّاقَة وَقد أجزته بِكُل مَا يجوز لى رِوَايَته وَهُوَ مشارك لي فِي السماع من أكابر شيوخي وَله قدرَة على النظم والنثر وملكة كَامِلَة فِي جَمِيع الْعُلُوم عقلاً ونقلاً وَلَا يُقَلّد أحداً بل يجْتَهد برأيه وَهُوَ حقيق بذلك وَلما وقف على أَبْيَات لي من الحماسة رضت القريحة بهَا مرغباً في الرُّتْبَة وَالْوُسْطَى اذا أعجزت الْغَايَة وهي
(إذا أعوز الْمَرْء الصعُود إلى الَّتِى ... اليها تناهى كل أروع أصيد)
(فَمن دون تحليق النسور منَازِل ... تروح بهَا رقش البزاة وتغتدي)
(ودع عَنْك أدنى مسرح الْعِزّ إنه ... مطار بغاث الطير عِنْد التبلد)
(فهم الْفَتى كل الْفَتى غير وَاقِف ... على الدون إن الدون غير مُحَمَّد)

(وَفِي الْغَايَة الْوُسْطَى تعلّل مغرم ... على الْغَايَة القصوى مقَام التفرد)
(أيا منزلاً من دون مضربه السهى ... ويامقعدا من دونه كل مقغد)
(أبرى دون مرقا شأوك الْمَوْت وَاقِفًا ... لكلّ الذي يهوى لقاك بِمَرْصَد)
فَقَالَ هَذِه الأبيات الَّتِى هي السحر الْحَلَال وَقد غَابَ عَنى أَولهَا
(فَتى لَا وَحقّ الله لَوْلَا قِيَامه ... بِبَاب الْعلَا وَالْمجد لم يَتَجَدَّد)
(وأبلج مَا من آله وقبيلة ... على قلَّة السادات من لم يسود)
(أَخُو همة مَا حَاجِب بن زُرَارَة ... أَخُوهَا وَلَا العالي يزِيد بن مزِيد)
(وَذُو سلف مَا فيهم من مذمم ... لئيم وَلَا فِي غَيرهم من مُحَمَّد)
(وأيمن أن تصدم بِهِ الْفقر يَنْقَلِب ... غَنِيا وان تصدم بِهِ النحس تسعد)
ووقف على أَبْيَات لي من ذَلِك الطراز الأول نظمتها لقصد امتحان الْفِكر وَهِي
(ولي سلف فَوق المجرّة خيموا ... سرادقهم من دونه كلّ كَوْكَب)
(رقوا في مراقي الْعِزّ شأوا ممنعاً ... وذادوا الورى عَنهُ بخطب المشطب)
(فَمَا مِنْهُم في قومه غير سيد ... يروح وَيَغْدُو وَهُوَ بالمجد محتبي)
(وَمَا بِي عَن أوساطهم من تخلف ... وَلَا ركبُوا في مجدهم غير مركبي)
(وَلكنهَا الْأَيَّام يلبسهَا الْفَتى ... على قدر من غَالب أَو مغلب)
(واني امْرأ أما نجاري فخالص ... وَأما فعالي فاسأل الدَّهْر واكتب)
(وَلست بلباس لثوب مزور ... وَلَكِن ضوء الشَّمْس غير محجب)
(وإن فَتى يغشى الدنايا وبيته ... على قمة الْعليا فَتى غير معتب)
(فَمَا الْمَرْء الامن ينوء بِنَفسِهِ ... إلى منزل فَوق السَّمَاء مطنب)
(وَلَا خير فِي حفظ من الْعَيْش دونه ... تجرّع كأس الذل من أى مشرب)

فَقَالَ عافاه ذُو الْجلَال
(فديتك يامن ألبس الدَّهْر أدرعا ... بنظم يروع الْجَيْش عَن كل مطلب)
(نماك الاولى خطت أسنة ذبلهم ... سطورا بمحمر النحيع المترب)
(خطوب إذا جرّد السلاهب أغمدت ... حفاظهم أكرم بهم خير مقنب)
(إذا النَّقْع غطى آيَة الشَّمْس أطلعت ... أسنّتهم شهباً على كل أَشهب)
وَكَانَ الاولى بالْمقَام مادار بيني وَبَينه من الأشعار الرقيقة والمكاتبات الَّتِى دخلت الى معاهد اللطافة من كل طَريقَة وَلَكِن الْعذر أَنه لم يحضر حَال تَحْرِير التَّرْجَمَة غير هَذَا وَأما الرسائل والمسائل الَّتِى أجبْت بهَا على سؤالاته فهي كَثِيرَة جداً مَوْجُود أَكْثَرهَا في محموع رسائلي وإذ قد تعرضنا لذكر بعض مَنَاقِب هَذَا الْفَاضِل فلنذكرههنا بعض قرَابَته الَّذين بلغتنا أخبارهم بأخصر عبارَة وأوجز إشارة فَمنهمْ وَالِده الْعَلامَة الْمُحَقق
أَحْمد بن الْحسن قاضي صَبيا
هُوَ من أكَابِر الْعلمَاء الجامعين بَين علم الْعَرَبيَّة والاصول والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وَله رسائل ومسائل وأشعار أنيقة وَقد وصل إلى صنعاء وَأَنا فِي أَوَائِل أَيَّام الطلب وَاجْتمعت بِهِ فِي موقفين فرايته من أحسن النَّاس مذاكرة وأملحهم محاضرة مَعَ ظرافة ولطافة وجودة تَعْبِير ودقة ذهن وَقُوَّة فهم وَقد دارت بيني وَبَينه مُكَاتبَة متضمنة لمشاعرة ومذاكرة وَلم يحضرلى الْآن مِنْهَا شئ وَلَعَلَّه قد قَارب السِّتين من عمره حَال تَحْرِير هَذِه الأحرف وَمِنْهُم أَخُوهُ عَم صَاحب التَّرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن الْحسن البهكليّ قاضي الْأَشْرَاف بأبي عَرِيش وَسَائِر جهاته وَهُوَ من أكَابِر الْعلمَاء لَهُ يَد طولى في عُلُوم الِاجْتِهَاد وَعِنْده من التَّحْقِيق والتدقيق مَا يقصر عَن الْبلُوغ إليه كثير من عُلَمَاء الْعَصْر وَقد كتب إليّ بمسائل تعرض فِي جهاته وأجبت عَنْهَا بأجوبة لَعَلَّهَا لَدَيْهِ وَهُوَ الْآن حي طول الله مدَّته وَهُوَ أكبر من أَخِيه أَحْمد الْمَذْكُور قبله وَمِنْهُم أَخُو صَاحب التَّرْجَمَة إسماعيل بن أَحْمد وصل إلى صنعاء لَعَلَّ ذَلِك في سنة 1215 وبقي بهَا نَحْو عَاميْنِ وَقد كَانَ شرع يقْرَأ على الشُّيُوخ في الْعُلُوم الدِّينِيَّة ثمَّ بدا لَهُ الِاشْتِغَال بِعلم الفلسفة فَلم يظفر مِنْهَا بطائل سوى تَضْييع الْوَقْت وَبطلَان السَّعْي وَذَهَاب هجرته سدى وَمِنْهُم أَخُو صَاحب التَّرْجَمَة الْحسن بن أَحْمد وَهُوَ أَصْغَر من الذي قبله وصل الى صنعاء سنة 1218 طَالبا للْعلم بجد وَجهد وعقل وَسُكُون وجودة تصور وَقُوَّة ادراك وَهُوَ الْآن ياخذ عَن أَعْيَان مَشَايِخ صنعاء فى عُلُوم الِاجْتِهَاد وَله قرءة عليّ في شرحي للمنتقى وَغَيره وَمن قرَابَة صَاحب التَّرْجَمَة ابْن عَم أَحْمد بن مُحَمَّد البهكليّ هوَ من الْعلمَاء الْمُحَقِّقين وَهُوَ الْآن عِنْد صَاحب التَّرْجَمَة وَلَعَلَّ عمره مَا بَين الثَّلَاثِينَ والأربعين وَقد كتب إليّ بِأَبْيَات مِنْهَا
(الْبَدْر يابدر الْعُلُوم الَّذِي ... سناؤه الباهر بِالنورِ لَاحَ)
(لَا يَعْتَرِيه النَّقْص إن ذمّه ... من الورى النَّاقِص والافتضاح)
(فاكبت أعاديك وَلَا تختشى ... فَسَوف يَأْتِيك المنى بالنجاح)
(وانض لَهُم غضب مقَال غَدا ... يقدد الاعناق قد الصفاح)
(وارخ عنان الطّرف إن خلته ... فِي حلبة الأبحاث يروي الصِّحَاح)
(وصل عَلَيْهِم صولة اللَّيْث فِي ... برازه معتقلاً للرماح)
وَلما مَاتَ والدي تغشاه الله برحمته ورضوانه كتب الى عافاه الله بقصيدة رثاه بهَا مطْلعهَا
(هَكَذَا الدَّهْر شَأْنه لَا يبالي ... قد رمانا بأسهم ونصال)
وَمَات سنة 1227 وَمن قرَابَة صَاحب التَّرْجَمَة خَاله القاضي الْعَلامَة الْمُحَقق
علي بن حسن العواجي عافاه الله
هُوَ فائق في جَمِيع صِفَات الْكَمَال جَامع بَين الْعلم وَالْعَمَل والرياسة والكياسة قَائِم بأعمال الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أتم قيام وَهُوَ حَال تَحْرِير هَذِه الأحرف حَاكم ببندر اللِّحْيَة وَكنت رأيته قبل عزمه إلى هُنَالك عِنْد وُصُوله إلى حَضْرَة الْخلَافَة وَلم أجتمع بِهِ لكوني تِلْكَ الْأَيَّام إلى الصغر اقرب وَهُوَ جميل الصُّورَة تَامّ الْخلقَة بهي الشكل حسن الْهَيْئَة يسْتَدلّ من رَآهُ بِذَاتِهِ على جميل صِفَاته وجليل سماته وَكَمَال طرافته وَلَعَلَّه الْآن قد قَارب السِّتين من عمره وَولده الْعَلامَة عز الْكَمَال مُحَمَّد بن علي بن الْحسن العواجيّ
هُوَ مِمَّن ارتحل إلى صنعاء لطلب الْعلم وأخذ عَنى في النَّحْو وَالْفِقْه وأجزت لَهُ إجازة عَامَّة في جَمِيع مَا يجوز لي رِوَايَته وَهُوَ الآن سَاكن عِنْد وَالِده في بندر اللِّحْيَة وَلَعَلَّه قد قَارب الثَّلَاثِينَ وَمَات هَذَا ووالده قبله بعد وُقُوع الِاضْطِرَاب فِي تهَامَة وَقيام الشريف حمود بهَا وكل وَاحِد من هَؤُلَاءِ كَانَ يسْتَحق أَن يفرد بترجمة مُسْتَقلَّة وَلَكِن لم يكن لديّ من أخبارهم الا أَشْيَاء يسيرَة وفى سنة 1243 وصلت الْجنُود الروميه إلى تهَامَة وأسروا الشريف أَحْمد بن حمود الْقَائِم مقَام أَبِيه وَقتلُوا عَالم الأشراف وقائد جنودهم الشريف حسن بن خَالِد الحازمي وأدخلوا جمَاعَة من الْأَشْرَاف إلى الروم مِنْهُم أَحْمد بن حمود ونكّلوا بِجَمَاعَة من المتولين لأمورهم من الْقُضَاة وَغَيرهم وامتحن صَاحب التَّرْجَمَة وَحبس ثمَّ أطلق وَهُوَ الآن خَائِف يترقب مَا نزل بِغَيْرِهِ دفع الله عَنهُ كل مَكْرُوه وَقد تشفعت لَهُ عِنْد الباشا الْوَاصِل بالجنود الرومية وَهُوَ الباشا خَلِيل فَلم يصب بعد ذَلِك بِمَا أصيب بِهِ غَيره والمرجو من الله عز وَجل أَن يصرف عَنهُ كل شَرّ فإنه من أكَابِر الْعلمَاء العاملين وَمن عباد الله الصَّالِحين ثمَّ بعد هَذَا أجْرى الصُّلْح بَين سيدي الْمولى وَبَين الرّوم على ارجاع الْبِلَاد الَّتِى اغتصبها الشريف إلى الإمام فَعرفت الإمام حفظه الله أَن يقرره لقَضَاء بَيت الْفَقِيه كَمَا كَانَ فقرره على ذَلِك وَعَاد كَمَا كَانَ وَالله الْحَمد

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني