عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني

تاريخ الولادة1160 هـ
تاريخ الوفاة1244 هـ
العمر84 سنة
أماكن الإقامة
  • صنعاء - اليمن

نبذة

السيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى هو من رجال البدر الطالع: ولد سنة ستين ومائة وألف، وبرع في جميع العلوم، وهو أحد علماء العصر العاملين بالأدلة الراغبين عن التقليد لمذهب من المذاهب، مع قوة ذهنه وجودة فهمه، ووفور ذكائه، وحسن تعبيره وصدق وفائه، وخبرته بمسالك الاستدلال، ومتانة دينه وصيام نهاره وقيام الليال، وله شعر كثير، قد جمع في مجلد كبير، وبلغني أنه نظم بلوغ المرام، وشرحه فوق المرام

الترجمة

السيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى
هو من رجال البدر الطالع: ولد سنة ستين ومائة وألف، وبرع في جميع العلوم، وهو أحد علماء العصر العاملين بالأدلة الراغبين عن التقليد لمذهب من المذاهب، مع قوة ذهنه وجودة فهمه، ووفور ذكائه، وحسن تعبيره وصدق وفائه، وخبرته بمسالك الاستدلال، ومتانة دينه وصيام نهاره وقيام الليال، وله شعر كثير، قد جمع في مجلد كبير، وبلغني أنه نظم بلوغ المرام، وشرحه فوق المرام، وليس له شغل سوى العلم والحديث والقرآن، وتحرير المسائل وتقرير الدلائل وإقامة البرهان، ومن نظمه في مطلع قصيدة:
لله درك أيها البدر الذي ... يهدي إلى نهج الصواب الظاهر
أبرزت من تيار علمك درة ... في سلك تبرقعه بحر زاخر
انتهى. قال في النفس اليماني في ترجمته: ومنهم ولد شيخنا السيد الجليل، العالم النبيل، فخر الإسلام، وزينة الليالي والأيام، السيد عبد الله صار من العلماء الأعلام، والنبلاء الفخام، أحد أئمة العصر، وحامل لواء الفضل والفخر، له اليد الطولى في العلوم النقلية والعقلية، وجودة النظر والنقادة في الأحاديث النبوية، مشتغلاً بذلك غاية الاشتغال، حتى نال من العلم الشريف أعلى منال، مواظباً على الإفادة في جميع أوقاته، مقبلاً على الطالبين في حركاته وسكناته، تاركاً للتعصبات المذهبية، والانتصارات التعصبية، يدور مع الحديث حيث دار لا يعتريه ملل، ولا يجنح نحو راحة ولا يميل نحو كسل، فاكهته النظر في الزبر والأسفار، والمطالعة عنده أعذب من نسمات الأسحار، جعل العلم له جليساً، وفي الخلوة نديماً وأنيساً، فهو فارس ميدان العلوم، ولحائز قصب السبق إن تأخرت الفهوم، مع أخلاق شريفة، وشيم لطيفة، يسمح بها للمتعلمين، ويمنحها للمتفهمين، فهم لها عاشقون، وبها متخلقون، وعليها معولون، مع حسن نية، وسلامة طوية، وهمة علية، يحلو منه الإطناب والإيجاز، وإبداء فصيح الحقيقة والمجاز، وطاعته تسر الودود، وتسوء كل هماز حسود، حاز من الرتب الشريفة أعلاها، ومن الأوصاف السنية أغلاها وأحلاها، من رآه أحبه بمجرد النظر، فكيف إذا خالطه في الحضر والسفر، تالله لقد أقر الله به عين كل وافد، وكبت بطلعته البهية عين العدو والمعاند، وأطلع شمس معرفته على كل جاحد، فغط بكفك على الشمس أيها الحسود، ولم نفسك أيها المعاند لأنها لام الجحود، توفي رحمه الله، وأحسن مثواه، سنة ألف ومائتين وأربع وأربعين.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.