محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسى الصهناجي أبي عبد الله عز الدين

المحب الشمس

تاريخ الوفاة865 هـ
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • الإسكندرية - مصر
  • القاهرة - مصر
  • المنوفية - مصر
  • دمياط - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله الْعِزّ والمحب وَالشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الزين والعز المغربي الصهناجي المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد القَاضِي وَيعرف بالعز بن عبد السَّلَام. / قدم جد جده عبد الله الْمغرب فقطن الخربة من عمل منوف ثمَّ انْتقل إبنه إِلَى منوف فقطنها وخطب. هُوَ وَابْنه وحفيده بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَبهَا ولد الْعِزّ وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ فِيهَا الْقُرْآن والتنبيه وألفية ابْن مَالك والمنهاج الْأَصْلِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة بعد بُلُوغه فَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والقويسني وَأَجَازَهُ

الترجمة

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله الْعِزّ والمحب وَالشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الزين والعز المغربي الصهناجي المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد القَاضِي وَيعرف بالعز بن عبد السَّلَام. / قدم جد جده عبد الله الْمغرب فقطن الخربة من عمل منوف ثمَّ انْتقل إبنه إِلَى منوف فقطنها وخطب. هُوَ وَابْنه وحفيده بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَبهَا ولد الْعِزّ وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ فِيهَا الْقُرْآن والتنبيه وألفية ابْن مَالك والمنهاج الْأَصْلِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة بعد بُلُوغه فَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والقويسني وَأَجَازَهُ، وتفقه بلأبناسي والبيجوري والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ بل حضر دروس السراج البُلْقِينِيّ وَكَانَ شَيخنَا يَحْكِي أَنه رَآهُ يبْحَث فِي مَجْلِسه وَكَذَا أَخذ عَن وَلَده الْجلَال وَأذن لَهُ فِي الأفتاء والتدريس فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَمن قبله أذن لَهُ الابناسي وَكتب لَهُ إجَازَة طنانة أثبتها فِي المعجم وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغراقي وَغَيره من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ عَن النُّور بن قَبيلَة الْبكْرِيّ وعلوم الحَدِيث لِأَبْنِ الصّلاح عَن الْجمال بن الشرائحي حِين قدومه الْقَاهِرَة وَبحث النَّحْو والمحب بن هِشَام وَعمر الْخَولَانِيّ وَسمع على البُلْقِينِيّ وَابْن أبي مجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والجوهري وَابْن فصيح وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين، وَدخل دمياط وإسكندرية وَغَيرهمَا وَمَا تيَسّر لَهُ الْحَج فِي حَيَاته فحج عَنهُ بعد مماته بإيصاء مِنْهُ وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة خمس عشرَة عَن شَيْخه الْجلَال بعد أَن خطبه لَهُ مُدَّة سِنِين وَهُوَ يَأْبَى بل سَأَلَ وَالِده فِي إِلْزَامه إِيَّاه بذلك فَأجَاب، وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده حَتَّى صَار من أجل النواب لَا يقدم شَيخنَا عَلَيْهِ مِنْهُم كَبِير أحد بل لم يُشْرك القاياتي فِي أَيَّام قَضَاءَهُ مَعَه فِي الصالحية غَيره وَأكْثر من التعايين عَلَيْهِ لكَونه كَانَ خَبره حِين جُلُوسه أعنى القاياتي عِنْده شَاهدا بِجَامِع الصَّالح بل سَمِعت أَن الْعِزّ توجه مَعَ القاياتي حَتَّى أجلسه بِمَجْلِس تَحت الرّبع مَعَ الشُّهُود لكَونه لم يقبل عَمَّن ولي حِينَئِذٍ فَلَمَّا عَاد شَيخنَا امْتنع من ولَايَته فِيهَا إِجَابَة لسؤال الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ لَهُ فِي ذَلِك فِي أَبْيَات نظمها أثبتها فِي الْجَوَاهِر لكَونه لم يرع حق شَيخنَا بترك الْقبُول وَاقْتصر شَيخنَا فِي الصالحية على الشهَاب السيرحي وَقَالَ للعز عين لَك مَجْلِسا تختاره فَامْتنعَ وصمم بِحَيْثُ أعَاد السُّؤَال لَهُ مَعَ نقيبه وَغَيره فَلم يجب إِلَى أَن توفّي شَيخنَا وَكَذَا امْتنع من النِّيَابَة عَن المناوى لتوهم درس شَيْء عَلَيْهِ فِيمَا يتَعَلَّق بِالْأَحْكَامِ، واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه ومزيد استحضاره وَقصد بالفتاوى والمداومة على التِّلَاوَة فِي اللَّيْل مَعَ الثِّقَة وَالْأَمَانَة وَالتَّعَفُّف والتحري فِي قضائع وَعدم الْمُحَابَاة حَتَّى أَن الظَّاهِر جقمق لما سَأَلَهُ بعد كشفه مَعَ المحيوي الطوخي عَن كائنة البقاعي الَّتِي رمى فِيهَا على جِيرَانه بالنشاب مَاذَا يجب عَلَيْهِ قَالَ التَّعْزِير وَلم يتَحَوَّل عَن ذَلِك كرفيقه فَحَمدَ عدم مداهنته بل شافهه لما أمره بِالسُّكُوتِ حِين تكلم فِي عقد مجْلِس بِسَبَب نقض حكم الْعَلَاء بن اقبرس فيواقعة بقوله كَيفَ أسكت ولي سِتُّونَ سنة أخدم الْعلم، وَلم يتَعَرَّض لَهُ وعينه بعد لقَضَاء حلب وَبلغ الْعِزّ بذلك فاختفى إِلَى أَن اسْتَقر غَيره وَأَعْطَاهُ مُرَتبا على الجوالي بسفارة الْجمال نَاظر الْخَاص من غير سُؤال لَهُ لكَونه كَانَ علم تصميمه فِي الْحق وثبوته عَلَيْهِ فِيمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فِيهِ من القضايا وَلم يجب وَعظم عِنْده وَأكْثر من النبوت عِنْده فِي تعلقاته. وَحكى التَّاج الأخميمي عَنهُ مُشَاهدَة أَنه حضر مجْلِس الْمُحب بن الْأَشْقَر كَاتب السِّرّ لسَمَاع دَعْوَى فِي قَضِيَّة واحتيج فِيهَا إِلَى الْبَيِّنَة فَشهد الْمُحب عِنْده فَقَالَ لَهُ مثلك مَا يشْهد فِي هَذِه الْقَضِيَّة مفهما لَهُ عدم قبُوله فَكف عَن الشَّهَادَة، وَكَذَا حكى بعض الثِّقَات أَنه شَاهده وَقد وضح لَهُ شخص بَين يَدَيْهِ ثَلَاثِينَ دِينَارا ذَهَبا بِسَبَب إِثْبَات شَيْء ظهر لَهُ فِيهِ فزبره وَكَاد أَن يعزره ولشريف أَوْصَافه ظَهرت بركته فِي بعض من مَسّه بِبَعْض الْمَكْرُوه فابتلي بالجذام أتم ابتلاء بِحَيْثُ علم من نَفسه ذَلِك وترامى عَلَيْهِ بعد نُفُوذ السهْم ليرضى بباطنه عَنهُ فَمَا أَفَادَ حَتَّى مَاتَ، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وقرأت عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء وخطبناه مرَارًا للأسماع فِي الْمجَالِس الْعَامَّة فَمَا وَافق معتذرا بِكَثْرَة الأرافة. مَاتَ بعد عصر يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشر ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد زَاد على التسعين ممتعا بحواسه وقوته وَدفن من الْغَد بالتربة المرجوشية بعد أَن صلى عَلَيْهِ تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل تقدمهم الْأمين الأقصرائي رَحمَه الله وإيانا.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.