محيي الدين يوسف ابن الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي

تاريخ الولادة580 هـ
تاريخ الوفاة656 هـ
العمر76 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

الصَّاحِبُ العَلاَّمَةُ، أُسْتَاذُ دَارِ الخِلاَفَةِ، مُحْيِي الدِّيْنِ يوسف ابن الشيخ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبِي الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيِّ، القُرَشِيّ، البَكْرِيّ، الحَنْبَلِيّ. وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَيَحْيَى بن بَوْش، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد السَّلاَمِ، وَذَاكر ابن كَامِل، وَابْن كُلَيْب، وَعِدَّة.

الترجمة

الصَّاحِبُ العَلاَّمَةُ، أُسْتَاذُ دَارِ الخِلاَفَةِ، مُحْيِي الدِّيْنِ يوسف ابن الشيخ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبِي الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيِّ، القُرَشِيّ، البَكْرِيّ، الحَنْبَلِيّ.
وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَيَحْيَى بن بَوْش، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد السَّلاَمِ، وَذَاكر ابن كَامِل، وَابْن كُلَيْب، وَعِدَّة.
وَتَلاَ بِوَاسِط لِلْعَشْرَة عَلَى ابْنُ البَاقِلاَنِيِّ، بِحَضرَةِ أَبِيْهِ عِنْدَمَا أُطْلِقَ مِنَ الحَبْس.
رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالرَّشِيْدُ بنُ أبي القاسم، وجماعة.

وَدَرَّسَ، وَأَفتَى، وَنَاظر، وَتَصَدَّرَ لِلْفقه، وَوعظَ.
وَكَانَ صَدْراً كَبِيْراً، وَافر الجَلاَلَةِ، ذَا سَمْتٍ وَهَيْبَةٍ وَعبَارَةٍ فَصيحَةٍ، رُوسِلَ بِهِ إِلَى المُلُوْك، وَبلغ أَعْلَى المَرَاتِبِ، وَكَانَ مَحْمُوْد الطَّرِيقَة مُحبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ، بَقِيَ فِي الأُسْتَاذ دَارِيَّةِ سَائِرَ أَيَّامِ المُسْتَعْصِمِ.
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ "الوَفَا في فضائل المصفى" لأَبِيْهِ، وَأَنْشَدَنَا لِنَفْسِهِ، وَوصَلنِي بِذَهب.
قَالَ شَمْس الدِّيْنِ ابْن الفَخْر: أَمَّا رِيَاسته وَعَقْله فَتُنْقَل بِالتَّوَاتُرِ حَتَّى قَالَ السُّلْطَان الْملك الكَامِل: كُلّ أَحَدٍ يُعوِزُهُ عَقْلٌ سِوَى مُحْيِي الدِّيْنِ فَإِنَّهُ يُعوزه نَقص عقل!
وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مُسكته وَتَصمِيمه وَقُوَّة نَفْسِهِ؛ تُحَكَى عَنْهُ عَجَائِب فِي ذَلِكَ: مَرَّ بِبَابِ البَرِيْد فَوَقَعَ حَانُوْت فِي السُّويقَةِ، وضج الناس وسقطت خشبة عَلَى كفل البَغْلَة فَمَا الْتَفَت وَلاَ تَغَيَّر. وَكَانَ يُنَاظر وَلاَ يُحرك لَهُ جَارحة.
أَنشَأَ بِدِمَشْقَ مَدْرَسَةً كَبِيْرَةً، وَقَدِمَ رَسُوْلاً غَيْرَ مَرَّةٍ، وَحَدَّثَ بِأَمَاكن.
ضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْراً عِنْدَ هُوْلاَكُو، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي نَحْو مِنْ سَبْعِيْنَ صَدْراً مِنْ أَعيَانِ بَغْدَاد مِنْهُم: أَوْلاَده؛ المُحْتَسِب جَمَال الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ، وَشَرَف الدِّيْنِ عَبْد اللهِ، وَتَاج الدِّيْنِ عَبْد الكَرِيْمِ، رَحِمَهُمُ الله.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

يوسف بن عبد الرحمن بنِ محمدِ بنِ عليٍّ، القرشيُّ، التيميُّ، البكريُّ، البغداديُّ، الأصوليُّ، الواعظُ، الشهيدُ، محيي الدين، أبو محمد بن الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي - المتقدمِ ذكرُه - أستاذ دار الخلافة المستعصمية.
ولد في سنة 580 ببغداد، وسمع بها من أبيه، وقرأ القرآن، ولبس الخرقة من الشيخ ضياء الدين بن سكينة، واشتغل بالفقه، والخلاف، والأصول، وبرع في ذلك، وكان أمهر فيه من أبيه، ووعظ في صغره على قاعدة أبيه، وعلى أمره، وعظم شأنه، وولي الولايات الجليلة، ثم انقطع في داره يعظ ويفتي ويدرس، وهو من العلماء الأفاضل، والكبراء الأماثل، أحد أعلام العلم، ومشاهير الفضل، ظهرت عليه آثار العناية الإلهية مذ كان طفلاً، فعني به والده، وأسمعه الحديث، ودربه من صغره في الوعظ، وبورك له في ذلك، وصار له قبول تام، وبانت عليه آثار السعادة. وتوفي والده وعمره إذ ذاك سبع عشرة سنة، وأنشأ مدرسة، ولم يزل كذلك إلى أن قتل صبرًا شهيدًا بسيف الكفار عند دخول هلاكو ملك التتار إلى بغداد، فقتل الخليفة المستعصم وأكثر أولاده، وقتل معه أعيان الدولة والأمراء، وشيخ الشيوخ، وأكابر العلماء، وقتل أستاذ الدار محيي الدين، وكان المستنصر له شباك على إيوان الحنابلة يسمع الدرس منهم - دون غيرهم -، وأثره باق، حدث ببغداد ومصر وغيرهما من البلاد.
قال الذهبي: كل أحد يعوز زيادة عقل، إلا محيي الدين بن الجوزي؛ فإنه يعوز نقص عقل؛ ويحكي في هذا عجائب، منها: أنه مر في سويقة باب البريد، والناس بين يديه، وهو راكب البغلة؛ فسقط حانوت، فضج الناس، وصاحوا، وسقطت خشبة فأصابت كفل بغلته، فلم يلتفت، ولا تغير عن هيئته. وحكى أنه كان يناظر ولا يحرك له جارحة، وكانت خاتمة سعادته الشهادة، روي عن الشيخ محمد بن سكران الزاهد: أنه قال: رأيت أستاذ الدار ابن الجوزي في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: كَفَّرت ذنوبَنا سيوفُهم. له تصانيف عدة، منها: "معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز"، ومنها: "المذهب الأحمد في مذهب أحمد". سمع منه خلق ببغداد ودمشق ومصر، وروى عنه ابن أبي الجيش، والحافظ الدمياطي، وابن الظاهري، وابن القوطي، وبالإجازةِ خلقٌ - آخرهم زينب بنة الكمال المقدسي. ومن نظمه:
صَبٌّ له من أجفانه آماقِه غَرَقُ ... وفي حُشاشَتِه من وَجْدِه حُرَقُ
فأعجبْ لِضدَّينِ في حالٍ قد اجتمعا ... غريقُ دمعٍ بنارِ الوجدِ يحترقُ
لم أنسَ عيشًا على سَلْعٍ ولعلعِها ... والبانُ مفترقٌ وَجْدًا ومُعتَنِقُ
ونفحةُ الشِّيحِ تأتينا بعَنْبَرِهِ ... وعَرْفها بمغاني المُنْحَنَى عَبِقُ
والقلبُ طيرٌ له الأشواقُ أجنحةٌ ... إلى الحَبيب رياحَ الحبِّ تخترقُ
قلْ للحِمى باللِّوَى واعن الحلولَ بها ... ما ضَرَّهم بجريحِ القلبِ لو رفقوا
وقد بقي رَمَقٌ منهُ فإِنْ هجَروا ... مَضى كما ليسَ يبقى ذلكَ الرَّمَقُ
وقد قُتل وقد جاوز خمسين سنة، وسمع منه الشرفُ المنذري، وأجاز للعلامة ابنِ حمدان الحراني، ولسليمان بن حمزة القاضي. ومن شعره في مدحه - صلى الله عليه وسلم -:
فَضَلَ النَّبِيَّينَ الرسولُ محمدٌ ... شَرَفًا يزيدُ وزادَهم تَعْظيما
يكفيه أَن الله جَلَّ جَلالُه ... آوى فقالَ {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا}
دُرٌّ يتيمٌ في الفَخار، وإنما ... خيرُ اللاَّلي، أن يكون يَتيما
ولقد سما الرسلَ الكرامَ فكلُّهم ... قَدْ سلَّموا لجلالِه تسليما
واللهُ قد صلَّى عليه كرامةً ... صَلُّوا عليه وسَلَّموا تَسليما
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن على بن مُحَمَّد بن على ابْن عبيد الله بن عبد الله بن الجوزى القرشى البكرى البغدادى الْفَقِيه الأصولى الْوَاعِظ الشَّهِيد محيى الدّين أبي المحاسن بن الشَّيْخ جمال الدّين
سمع من أَبِيه وَابْن كُلَيْب وَابْن الْمَعْطُوسِ وَجَمَاعَة اخرين
قَرَأَ الْقرَان بالروايات الْعشْر على ابْن الباقلانى بواسط وَلبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ ضِيَاء الدّين عبد الْوَهَّاب بن سكينَة واشتغل بالفقه وَالْخلاف وَالْأُصُول وبرع فى ذَلِك وَكَانَ أمهر من أَبِيه فِيهِ
وَوعظ فى صغره على قَاعِدَة أَبِيه وَعلا أمره وَعظم شَأْنه وَولى الولايات الجليلة
قَالَ الْحَافِظ الذهبى كَانَ إِمَامًا كَبِيرا وصدرا مُعظما عَارِفًا بِالْمذهبِ كثير الْمَحْفُوظ ذَا سمت ووقار درس وَأفْتى وصنف وَأما رئاسته وعقله فَينْتَقل بالتواتر حَتَّى إِن الْملك الْكَامِل مَعَ عظم سُلْطَانه قَالَ كل أحد يعوز زِيَادَة عقل إِلَّا محيى الدّين بن الجوزى فَإِنَّهُ يعوز نقص عقل
وَله تصانيف مِنْهَا معادن الإبريز فى تَفْسِير الْكتاب الْعَزِيز وَمِنْهَا الْمَذْهَب الأحمد فى مَذْهَب الإِمَام أَحْمد
وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش وَابْن الكسار واخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ زَيْنَب بنت الْكَمَال
وَلما دخل هولاكو ملك التتار إِلَى بَغْدَاد فَقتل الْخَلِيفَة المعتصم وغالب أَوْلَاده وَقتل مَعَه أَعْيَان الدولة والأمراء وَشَيخ الشُّيُوخ وَقتل أستاذ الدَّار محيى الدّين وَأَوْلَاده الثَّلَاثَة وَذَلِكَ من صفر سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بِظَاهِر سور كلواذا
رَحْمَة الله عَلَيْهِم

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

ابن الجَوْزي
(580 - 656 هـ = 1185 - 1258 م)
يوسف بن عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي، محيي الدين، أبو المحاسن:
أستاذ دار الخلافة المستعصمية، وسفيرها. من أهل بغداد. وهو ابن العلامة أبي الفرج (ابن الجوزي) توفي والده وعمره سبع عشرة سنة، فكفلته والدة الخليفة الناصر. تفقه على أبيه وغيره. وولي الحسبة بجانبي بغداد، والنظر في الوقوف العامة، وصدرت رسائل الديوان إلى مصر والروم والشام والشرق والموصل والجزيرة، عدة مرات، من إنشائه. وحدّث ببغداد ومصر وسواهما. وأنفذه المستنصر في رسالة إلى حلب (سنة 634) فمات ملكها، وإلى الروم، فمات سلطانهم، وإلى الملك الأشرف (635) فمات، وإلى أخيه العادل، فتوفي، وتشاءم الناس من قدومه إليهم، حتى قال أبو القاسم السنجاري:
قل للخليفة رفقا ... لك البقاء الطويل
أرسلت فيهم رسولا ... سفيره عزرئيل!
وأنشأ " المدرسة الجوزية " في دمشق. وولي التدريس بالمستنصرية ببغداد. ثم ولي " أستاذ دارية " دار الخلافة في أيام المستعصم. وقتله التتار شهيدا، صبرا، هو وأولاده الثلاثة، يوم دخول هولاكو بغداد، بظاهر سور كلواذا.
من كتبه " معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز " و " المذهب الأحمد في مذهب أحمد - ط " و " الإيضاح " في الجدل. وله نظم جيد .

-الاعلام للزركلي-