الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو طَاهِرٍ، المُبَارَكُ بن المبارك بن هبة الله بن المَعْطُوْشِ الحَرِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ العَطَّارُ، أَخُو أَبِي القَاسِمِ المُبَارَكِ.
وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائة.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن المهدي، وأبي الغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ وَحَدَّثَ عَنْهُ بِجَمِيْعِ "المُسْنَدِ"، وَأَبِي المَوَاهِبِ أَحْمَدَ بنِ ملوك، والقاضي أبي بك، وَهُوَ آخرُ مَنْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ المَهْدِيِّ وَابْنِ المُهْتَدِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ خليل، وابن النجار، وأبو موسى بن الحَافِظِ، وَاليَلْدَانِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيْبُ، وَآخَرُوْنَ.
وبالإجازة ابن أبي الخير، والفخر بن البُخَارِيِّ.
قَالَ ابْن الدُّبَيْثِيِّ: سَمَاعُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ يَقِظاً فَطِناً صَحِيْحَ السَّمَاعِ.
وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: تُوُفِّيَ فِي عَاشرِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيْحاً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً. وَكَانَ شَيْخاً مُتيقِّظاً، لطيفَ الطَّبعِ، مليحَ النَّادرَةِ، سرِيعَ الجَوَابِ، مِنْ مَحَاسِنِ النَّاسِ، قَرَأَ القُرْآنَ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ بِنَفْسِهِ، وَقرَأَ عَلَى المَشَايِخِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَعُمِّرَ حَتَّى تَفَرَّدَ بِأَكْثَر مَرْوِيَّاتِهِ. وحدث بمسند أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مَرَّاتٍ، وَكَانَتِ الرِّحلةُ إِلَيْهِ. وَمتَّعَهُ اللهُ بِسَمْعِهِ وَبصرِهِ وَعقلِهِ إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ، وَكَانَ مُكْرِماً لِمَنْ يَقصدُهُ مِنَ الطَّلبَةِ، بسامًا، مزاحًا.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.