محمد بن عبد الواحد بن أحمد السعدي المقدسي أبي عبد الله ضياء الدين
الحافظ الضياء
تاريخ الولادة | 569 هـ |
تاريخ الوفاة | 643 هـ |
العمر | 74 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد ابن صابر السلمي الدمشقي أبي المعالي "ابن سيدة عبد الله بن صابر"
- أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي أبي طاهر عماد الدين "صدر الدين"
- القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني أبي المطهر
- إسماعيل بن علي بن إبراهيم بن أبي القاسم الجنزوي الدمشقي أبي الفضل "الجنزي أو الكنجي أو الجيروني"
- محمد بن علي بن محمد بن صدقة الحراني البزاز السفار أبي عبد الله "ابن الوحش"
- شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج ابن عمر الإبري "شهدة الكاتبة"
- عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد الساعدي أبي روح حافظ الدين
- عبد القادر بن عبد الله الفهمي الرهاوي
- الحسين بن أبي نصر بن حسن بن هبة الله ابن أبي حنيفة الحريمي "ابن القارص أبي عبد الله"
- جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البغدادي "ابن الجوزي عبد الرحمن"
- المؤيد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد الطوسي النيسابوري "أبي الحسن"
- المبارك بن المبارك بن هبة الله بن المعطوش الحريمي أبي طاهر
- إسماعيل بن صالح بن ياسين بن عمران الشارعي الشفيقي "أبي الطاهر إسماعيل"
- علي بن محمد بن علي بن المسلم السلمي شرف الدين "سبط الشهرزوري"
- محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسي النابلسي أبي عبد الله "خطيب مردا"
- عمر بن محمد بن عمر بن علي الجويني أبي الفتح عماد الدين "ابن حمويه"
- محمد بن كامل بن أحمد بن أسد التنوخي المعري الدمشقي أبي المحاسن
- إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي أبي إسحاق عماد الدين
- محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد القرشي الدمشقي أبي عبد الله "ابن أبي الصقر"
- عبد المحسن بن أبي العميد بن خالد الخفيفي الأبهري أبي طالب حجة الدين
- أحمد بن عبد الواحد بن أحمد السعدي المقدسي الدمشقي أبي العباس شمس الدين "البخاري"
- محمد بن خلف بن راجح المقدسي الدمشقي أبي عبد الله شهاب الدين
- إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي أبي إسحاق زكي الدين "ابن أبي طاهر"
- أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي البغدادي أبي العباس
- نعمة بنت علي بن يحيى بن علي ابن الطراح "ست الكتبة"
- محمد بن الحسن بن الحسين الأصبهاني الصيدلاني أبي جعفر
- مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد السفار أبي المفضل نجم الدين "ابن أبي الصقر"
- محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي أبي الفتح عز الدين
- داود بن أحمد بن محمد بن منصور البغدادي الأزجي أبي البركات ربيب الدين "الربيب"
- أحمد بن حمزة بن علي بن الحسن الدمشقي أبي الحسين "ابن الموازيني"
- هبة الله بن الخضر بن هبة الله بن أحمد البغدادي الدمشقي أبي محمد سديد الدين "ابن طاووس"
- هبة الله بن علي بن مسعود الأنصاري الخزرجي أبي القاسم "البوصيري هبة الله"
- عبد الرحمن بن علي بن المسلم بن الحسين الخرقي "أبي محمد اللخمي الدمشقي الخرقي السلمي"
- يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني أبي الفرج
- بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي الدمشقي الجيروني الفرشي الرفاء الأنماطي أبي الطاهر
- أسعد بن سعيد ابن محمود بن محمد بن روح الأصبهاني التاجر "ابن أبي الفتوح"
- زاهر بن أحمد بن حامد بن أحمد بن محمود الثقفي الأصبهاني
- عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي الحلبي أبي هاشم "افتخار الدين"
- علي بن أحمد بن علي بن عبد المنعم أبي الحسن المهذب "ابن هبل"
- خلف بن أحمد بن حمد الأصبهاني الفراء
- عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف "أبي الحسين البغدادي اليوسفي"
- علي بن عبد الحميد بن محمد بن أحمد الفندقي نور الدين "أبي الحسن"
- القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي أبي محمد علم الدين "الحافظ البرزالي ابن العدل"
- محمد بن إبراهيم بن ترجم بن حازم المازني المصري أبي عبد الله نجم الدين
- إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف المقدسي الصالحي الماسح "عماد الدين"
- عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن أحمد ابن أبي الجيش المقدسي "المطعم"
- أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي الصالحي "المحتال"
- سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر تقي الدين ابن قدامة المقدسي
- أحمد بن غازي بن علي بن شير التركماني
- إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الصالحي الأنصاري أبي الفداء نجم الدين "ابن الخباز"
- عبد الله بن أبي بكر بن أبي البدر الحربي "كتيلة"
- علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الصالحي أبي الحسن فخر الدين "ابن البخاري"
- بيرم بن علي بن نوستكين أبي السرور
- محمد بن حمزة بن أحمد المقدسي الصالحي شمس الدين
- عبد الله بن أبي الطاهر بن محمد المقدسي المرداوي أبي عبد الرحيم "أبي محمد"
- سالم بن أبي الهيجا بن حميد الأذرعي أبي الغنائم مجد الدين
- محمد بن سليمان بن حمزة المقدسي عز الدين
- إبراهيم بن محمد بن الأزهر العراقي الصريفيني تقي الدين أبي إسحاق
- موسى بن إبراهيم بن يحيى الأزدي الشقراوي نجم الدين
- وزيرة بنت يحيى بن محمد بن أحمد بن الحبوبي الثعلبي أم محمد "ست الوزراء"
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْحَافِظ الْكَبِير ضِيَاء الدّين أبي عبد الله مُحدث عصره ووحيد دهره وشهرته تغنى عَن الإطناب فِي ذكره
سمع بِدِمَشْق من أبي الْمجد البانياسي وَالْخضر بن هبة الله ابْن طَاوُوس وبمصر من البوصيري وببغداد من ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وَسمع بِبِلَاد شَتَّى
يُقَال إِنَّه كتب عَن أَزِيد من خَمْسمِائَة شيخ وَحصل أصولا كَثِيرَة وَأقَام بهراة ومرو وَله إجَازَة من السلفى وشهدة قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ بِبَغْدَاد ونيسأبير ودمشق وَهُوَ حَافظ متقن ثَبت ثِقَة صَدُوق نبيل حجَّة عَالم بِالْحَدِيثِ وأحوال الرِّجَال لَهُ مجموعات وتخريجات وَهُوَ ورع تَقِيّ زاهد عَابِد فِي أكل الْحَلَال مُجَاهِد فِي سَبِيل الله ولعمري مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله فِي نزاهته وعفته وَحسن طَرِيقَته فِي طلب الْعلم وَأثْنى عَلَيْهِ عمر بن الْحَاجِب والشرف ابْن النابلسي والذهبي وَقَالَ بنى مدرسة على بَاب جَامع المظفري وأعانه عَلَيْهَا بعض أهل الْخَيْر ووقف عَلَيْهَا كتبه وأجزاءه وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الْأَحَادِيث المختارة وَهِي الْأَحَادِيث الَّتِي تصلح أَن يحْتَج بهَا سوى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ خرجها من مسموعاته قَالَ بَعضهم هُوَ خير من صَحِيح الْحَاكِم روى عَنهُ ابْن نقطة وَابْن النجار والبرزالي وَابْن الْحَاجِب وَابْن أَخِيه الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَخلق
توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.
الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ
مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَنْصُوْرٍ، الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، المُحَقِّقُ، المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، المَقْدِسِيُّ، الجَمَّاعِيْلِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحيُّ، الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَالرِّحْلَةِ الوَاسِعَةِ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِالدَّيْرِ المُبَارَكِ، بقَاسِيُوْنَ.
وَأَجَازَ لَهُ: الحَافِظُ السِّلَفِيُّ، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَبَعْدَهَا مِنْ: أَبِي المَعَالِي بنِ صَابرٍ، وَالخَضِرِ بنِ طَاوُوْسٍ، وَالفَضْلِ بنِ البَانْيَاسِيِّ، وَعُمَرَ بنِ حَمُّوَيْهِ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ المَوَازِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حمزة بن أبي الصقر، وابن صدقة الحرانين وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيٍّ الخِرَقِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الجَنْزَوِيِّ، وَبَرَكَاتٍ الخُشُوْعِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، بِدِمَشْقَ، وَأَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَعِدَّةٍ بِمِصْرَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي المُطَهَّرِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَعَفِيفَةَ الفَارفَانِيَةِ، وَخَلَفِ بنِ أَحْمَدَ الفَرَّاءِ، وَأَسَعْدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ رَوْحٍ، وَزَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيِّ وَالمُؤَيَّدِ بنِ الإِخْوَةِ، وَخَلْقٍ بِأَصْبَهَانَ، وَالمُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، وَعِدَّةٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبِي رَوْحٍ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٍ، بِهَرَاةَ، وَأَبِي المُظَفَّرِ ابْن السَّمْعَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، بِمَرْوَ، وَالافتِخَارِ الهَاشِمِيِّ بِحَلَبَ، وَعَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ وَغَيْرِهِ بِحَرَّانَ، وَعَلِيِّ بنِ هَبَلٍ بِالمَوْصِلِ، وَبِهَمَذَانَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَبَقِيَ فِي الرِّحْلَةِ المَشْرِقيَةِ مُدَّةَ سِنِيْنَ.
نَعَمْ؛ وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنَ: المُبَارَكِ بنِ المَعْطُوْشِ، وَأَبِي الفَرَجِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَابْنِ أَبِي المَجْدِ الحَرْبِيِّ، وَأَبِي أحمد ابن سُكَيْنَةَ، وَالحُسَيْنِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَالحَسَنِ بنِ أشنانة الفرغاني وخلق كثير ببغداد، وتخر بِالحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وكتب عن أقرانه، ومن هو دُوْنَهُ، كَخَطِيْبِ مَرْدَا، وَالزَّيْنِ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وحصل الأصول الكثير، وَجَرَّحَ وَعَدَّلَ، وَصَحَّحَ وَعَلَّلَ، وَقَيَّدَ وَأَهْمَلَ، مَعَ الدِّيَانَةِ وَالأَمَانَةِ، وَالتَّقْوَى وَالصِّيَانَةِ، وَالوَرَعِ وَالتَّوَاضُعِ وَالصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ وَصِحَةِ النَّقْلِ.
وَمِنْ تَصَانِيفِهِ المَشْهُوْرَةِ كِتَابُ "فَضَائِل الأَعْمَالِ" مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "الأَحكَامِ" وَلَمْ يَتِمَّ في ثلاث مجلدات، "الأحاديث المختارة" وعمل تنصفها فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، ""المُوَافقَاتُ" فِي نَحْوٍ مِنْ ستني جُزْءاً، "مَنَاقِبُ المُحَدِّثِيْنَ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ، "فَضَائِلُ الشَّامِ" جُزآنِ، "صِفَةُ الجَنَّةِ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ، "صِفَةُ النَّارِ" جُزآنِ، "سِيْرَةُ المَقَادِسَةِ" مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، "فَضَائِلُ القُرْآنِ" جُزءٌ، "ذِكْرُ الحَوْضِ" جزءٌ، "النَّهْي عَنْ سَبِّ الأَصْحَابِ" جُزءٌ، "سِيْرَةُ شَيْخَيْهِ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ وَالشَّيْخُ المُوَفَّقُ" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، "قِتَالُ التُّركِ" جُزءٌ، "فَضْلُ العِلْمِ" جزءٌ.
وَلَمْ يَزَلْ مُلاَزِماً لِلْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ وَالتَّأْلِيْفِ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَتَصَانِيْفُهُ نَافِعَةٌ مُهَذَّبَةٌ، أَنشَأَ مَدْرَسَةً إِلَى جَانِبِ الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ، وَكَانَ يَبنِي فِيْهَا بِيَدِهِ، وَيَتَقَنَّعُ بِاليَسِيرِ، وَيَجْتَهِدُ فِي فِعْلِ الخَيْرِ، وَنَشْرِ السُّنَّةِ، وَفِيْهِ تَعَبُّدٌ وَانْجِمَاعٌ عَنِ النَّاسِ، وَكَانَ كَثِيْرَ البِرِّ وَالموَاسَاةِ، دَائِمَ التَّهَجُّدِ، أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، بَهِيَّ المَنْظَرِ، مَلِيْحَ الشَيْبَةِ، مُحَبَّباً إِلَى المُوَافِقِ وَالمُخَالفِ، مُشْتَغِلاً بِنَفْسِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ فيما قرأ بِخَطِّهِ: سَأَلتُ زَكِيَّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيَّ عَنْ شَيْخِنَا الضِّيَاءِ، فَقَالَ: حَافِظٌ ثِقَةٌ، جَبَلٌ دَيِّنٌ، خَيِّرٌ.
وقرأ بِخَطِّ إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ الشَّيْخَ عِزَّ الدِّيْنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ العِزِّ يَقُوْلُ: مَا جَاءَ بَعْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلُ شَيْخِنَا الضِّيَاءِ، أَوْ كَمَا قَالَ.
وَقَالَ الحَافِظُ شَرَفُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ بَدْرٍ: رَحِمَ اللهُ شَيْخَنَا ابْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ، كَانَ عَظِيْمَ الشَّأْنِ فِي الحِفْظِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، هُوَ كَانَ المُشَارَ إِلَيْهِ فِي عِلْمِ صَحِيْحِ الحَدِيْثِ وَسَقِيْمِهِ، مَا رَأَتْ عَيْنِي مِثْلَهُ.
وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: شَيْخُنَا الضِّيَاءُ شَيْخُ وَقتِهِ، وَنَسِيجُ وَحْدِهِ عِلْماً وَحِفْظاً وَثِقَةً وَدِيْناً، مِنَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: ابْنُ نُقْطَةٍ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَسَيْفُ الدِّيْنِ ابْنُ المجدِ، وَابْنُ الأَزْهَرِ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، وَزَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّابلسِيِّ، وَابْنَا أَخَوَيْهِ الشَّيْخُ فَخْرُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ البُخَارِيِّ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الكَمَالِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَالحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن حازم، والعز ابن الفَرَّاءِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ المَوَازِيْنِيِّ، وَنَجْمُ الدِّيْنِ مُوْسَى الشَّقْرَاوِيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ، وَأَخوَاهُ مُحَمَّدٌ وَدَاوُدُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَبَّازِ، وَعُثْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحِمْصِيُّ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الهيجَاءِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ خَطِيْبِ بيت الأبار، وأبو علي ابن الخَلاَّلِ، وَعَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ المُلَقِّنُ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ جَعْوَانَ، وَعِيْسَى بنُ مَعَالِي السِّمْسَارُ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ العَطَّارُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الطَّاهِرِ المَقْدِسِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الرَّضِيِّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ الحَافِظُ مُحِبُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّجَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ": كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَسَمِعنَا مِنْهُ وَبِقِرَاءتِهِ كَثِيْراً، ثُمَّ إِنَّهُ سَافَرَ إِلَى أَصْبَهَانَ فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَمِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةَ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَقَامَ بِهَرَاةَ وَمَرْوَ مُدَّةً، وَكَتَبَ الكُتُبَ الكِبَارَ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ النُّسَخَ بِبَعْضِهَا بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، وجد واجتهاد وتحقيق وإتقان، كتب عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَنَيْسَابُوْرَ وَدِمَشْقَ، وَهُوَ حَافِظٌ مُتْقِنٌ ثَبْتٌ صَدُوْقٌ نبيلٌ حجَّةٌ عَالِمٌ بِالحَدِيْثِ وَأَحْوَالِ الرِّجَالِ، لَهُ مَجموعَاتٌ وَتَخرِيجَاتٌ، وَهوَ وَرِعٌ تَقِيٌ زَاهِدٌ عَابِدٌ مُحتَاطٌ فِي أَكلِ الحَلاَلِ، مُجَاهِدٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَلَعَمرِي مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَهُ فِي نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ وَحُسْنِ طَرِيْقَتِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ.
ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ -يَعْنِي حُضُوْراً- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سقط عن فرسيه فَجُحِشَ شَقُّهُ أَوْ فَخذُهُ وَآلَى مِنْ نسَائِهِ شَهْراً، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجُهَا مِنْ جُذُوْعٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابهُ يَعُوْدُوْنَهُ فَصَلَّى بِهِم جَالِساً وَهُم قِيَامٌ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّمَا جُعَلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى قَائِماً فَصَلُّوا قيَاماً، وَإِن صَلَّى قَاعِداً فَصلُّوا قُعُوْدَا"، وَنَزَلَ التِّسْعَ وَعِشْرِيْنَ. قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنَّكَ آليْتَ شَهْراً. قَالَ: "إِنَّ الشَهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ"
أَخْبَرَنِي بِهَذَا القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخنَا الحَافِظُ ضياء الدين محمد، فذكره.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
الضياء الْمَقْدِسِي هُوَ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ الْحجَّة مُحدث الشَّام شيخ السّنة ضِيَاء الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ
صَاحب التصانيف ولد سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَسمع ابْن الْجَوْزِيّ وَأَبا جَعْفَر الصيدلاني وخلقاً
ورحل وصنف وَصحح ولين وجرح وَعدل وَكَانَ المرجوع إِلَيْهِ فِي هَذَا الشَّأْن جبلا ثِقَة دينا زاهدا ورعا
حدث عَنهُ التقي سُلَيْمَان وَآخَرُونَ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
محمد بن عبد الواحد بنِ أحمدَ، الحافظُ، الحجةُ، الإمام، ضياءُ الدين السعديُّ، الدمشقيُّ الصالحيُّ.
ولد سنة 569، ولزم الحافظ عبد الغني، وحفظ القرآن، ورحل إلى بغداد، وسمع من ابن الجوزي وغيره، وسمع بمكة، وأجازه السلفي وخلقٌ كثير. قال المزي: هو أعلم من الحافظ عبد الغني، ومن مؤلفاته: "الأحاديث المختارة"، و"مناقب أصحاب الحديث"، و"النهي عن سب الصحابة"، وبنى مدرسة، وجعلها دارَ حديث، ووقف عليها كتبه، توفي سنة 643.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، المقدسي الأصل، الصالحي الحنبلي، أبو عبد الله، ضياء الدين:
عالم بالحديث، مؤرخ. من أهل دمشق، مولدا ووفاة. بنى فيها مدرسة دار الحديث الضيائية المحمدية بسفح قاسيون، شرقي الجامع المظفري، ووقف بها كتبه. ورحل إلى بغداد ومصر وفارس، وروى عن أكثر من 500 شيخ. من كتبه (الأحكام - خ) في الحديث، لم يتمه، ثلاث مجلدات، و (فضائل الأعمال) و (الأحاديث المختارة) تسعون جزءا، ولم يكمل، و (فضائل الشام) أربعة أجزاء، و (فضائل القرآن) و (مناقب أصحاب الحديث) أربعة أجزاء، و (سبب هجرة المقادسة إلى دمشق) نحو عشرة أجزاء، ويسمى (سير المقادسة) و (مناقب جعفر بن أبي طالب - ط) رسالة، و (الحكايات المقتبسة - خ) جزء منه، في كرامات بعض الصالحين .
-الاعلام للزركلي-