محمد بن أبي بكر بن محمد الدمشقي
الزهيري
تاريخ الوفاة | 1076 هـ |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالزهيرى الدمشقى الشافعى الْفَاضِل النَّبِيل الاصيل مَاتَ أَبوهُ التقى وَهُوَ طِفْل فَنَشَأَ فى تربية عَمه القاضى نجم الدّين واعتنى بِهِ فألزمه بالاشتغال فاشتغل على الشّرف الدمشقى وَالشَّيْخ عبد اللَّطِيف الجالقى وَأخذ عَن النَّجْم الغزى وَلزِمَ دروسه زَمَانا طَويلا وَصَارَ خَطِيبًا بِجَامِع الْمُعَلق ومعيد الدُّرُوس الْمدرسَة الشامية البرانية وَألف وصنف وَمن تآليفه شرح لامية ابْن الوردى وطالعته فرأيته يشْتَمل على أَشْيَاء نفيسة وَشرح ديوَان ابْن الفارض وَأَظنهُ لم يكلمهُ وَقد نظم الْكثير وَقد رَأَيْت لَهُ شعر الا باس بِهِ فَمِنْهُ هَذِه القصيدة نظمها فى النَّصِيحَة وهى طَوِيلَة ذكرت بَعْضهَا هُنَا ومستهلها
(أَلا خل الاصاغر والاكابر ... خليلى ذَا الزَّمَان وَلَا تكابر)
(وجانب جانبا عَن كل صدر ... رحيب الصَّدْر لَو خرت المفاخر)
(وَلَا تركن لذى جاه وجيه ... وَمن بِالْمَالِ فى الدُّنْيَا يفاخر)
(وَلَا يغررك صدق من صديق ... وَلَا تظهر لَهُ مِنْك السرائر)
(وَلَا تركن الى من تأمننه ... وَلَو طابت بِهِ مِنْك المخابر)
(فكم قلب تقلب بعد صدق ... فعادى وَهُوَ أدرى بالمضارر)
(وَكم من صَاحب وأضحى صخيبا ... وَكم خل يوافى وَهُوَ ماكر)
(اذا كشفت حَقِيقَته عيَانًا ... ترَاهُ فى حَقِيقَته مغادر)
(فاخوان الزَّمَان بِكُل حَال ... جواسيس الْعُيُوب لكل باصر)
مِنْهَا
(وَلَا تجزم بِأَمْر من أُمُور ... اذا لم تحسب العقبى وشاور)
(وشاور عَاقِلا شهما نصُوحًا ... سليم الْفِكر برا غير فَاجر)
(فَلَيْسَ يخيب شخص مستشير ... وربى للنبى بِذَاكَ آمُر)
(فَمن يحْفر قليبا كَانَ فِيهِ ... قَرِيبا وَاقعا فِيمَا يُغَادر)
(وسامح من أَسَاءَ اليك واحسن ... وَكن للذنب عفوا مِنْك سَاتِر)
(وان والاك من مَوْلَاك عسر ... فان الْيُسْر بعد الْعسر صادر)
(وَلَا تضجر وَلَو فقر تناهى ... وَلَا تَشْكُو وَكن لله شَاكر)
(فكم حر بضنك الْعَيْش رَاض ... وَكم عبد يمتع بالحرائر)
(وَكم شهم تجرع كل وَقت ... كؤسا لَا تسوغ لَهَا المرائر)
(وَكم نذل تقدم فى البرايا ... وَمَال الى الميامن والمياسر)
(وحر الْوَجْه لَا تبذله يَوْمًا ... لمن يزريك لَو بذل الْجَوَاهِر)
(وحاذر أَن تعيش بذل نفس ... وهون فى العوالم للاصاغر)
(فموت الشَّخْص خير من حَيَاة ... لَهُ فِيهَا المذلة وَهُوَ صاغر)
(وان وافاك ذمّ من بغيض ... فبالا حسان قابله وغاير)
وَمِنْهَا
(وَلَا تجْلِس مَعَ الْجُهَّال يَوْمًا ... وَلَا مَعَ غير جنسك فى المحاضر)
(وَلَا تحلل محلا لَيْسَ فِيهِ ... لاهل الْفضل حمد أَو مآثر)
(وجانب بَلْدَة لَا حق فِيهَا ... ومصرا لَا تُقَام بِهِ الشعائر)
(وَلَا تمكث بذل فى مقَام ... وَأَرْض الله وَاسِعَة المحاضر)
(فَمن يرض المذلة دون عز ... وَلَو فى جنَّة الفردوس خاسر)
(وَلَا تحقر لشيخ ذى وقار ... وَقدم للكبير وَأَنت صاغر)
(وعرضك صنه عَن فعل مريب ... وَمَا فِيهِ اشْتِبَاه كن محاذر)
(فَمن حول الْحمى قد حام يَوْمًا ... فيوشك وقعه فِيمَا يباصر)
(وَلَا تصْحَب سوى شخص نصوح ... يكن فى أَمر أخراه مذاكر)
وَمِنْهَا (وفكر فى ذنوبك واجتنبها ... وَلَا تيأس فان الله غَافِر)
(ولازم للتقى وَالدّين دَوْمًا ... فتقوى الله ربح للمتاجر)
(وَبِاللَّهِ استعذ من شَرّ نفس ... وَشَيْطَان يضلك وَهُوَ سَاحر)
(وَكن مستنصرا بِاللَّه حَقًا ... فَمَا خَابَ الذى مَوْلَاهُ نَاصِر)
(وَبِاللَّهِ اسْتَعِنْ فى كل أَمر ... وَسلم للْقَضَاء وللاوامر)
وَله غير ذَلِك وَكَانَ فى آخر عمره أُصِيب بِولد نجيب حزن عَلَيْهِ حزنا شَدِيدا وَضَاقَتْ اخلاقه بعد ذَلِك وتغيرت مُعَامَلَته مَعَ النَّاس وابتلى بِاسْتِعْمَال الافيون وَكَانَ مُتَّهمًا بِالْكَذِبِ وَفِيه يَقُول بعض الظرفاء
(سَأَلت عَن الشَّيْخ الزهيرى وفضله ... فَقيل شويخ الْكَذِب حدث عَن الْبَحْر)
وَله أَخْبَار ووقائع طَوِيلَة الذيل أَعرَضت عَن ذكرهَا لشهرتها وَكَانَت وَفَاته فى سنة سِتّ وَسبعين وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
محمد بن أبي بكر بن محمد، الزهيري:
فاضل، دمشقي. له (شرح لامية ابن الوردي) و (شرح ديوان ابن الفارض) أو أكثره. وله نظم .
-الاعلام للزركلي-