أحمد بن بدر الدين العباسي الهندي الكجراتي

شهاب الدين

تاريخ الولادة903 هـ
تاريخ الوفاة992 هـ
العمر89 سنة
مكان الولادةمصر - مصر
مكان الوفاةأحمد آباد - الهند
أماكن الإقامة
  • أحمد آباد - الهند
  • كجرات - الهند
  • زبيد - اليمن
  • مصر - مصر

نبذة

الشيخ أحمد بن بدر الدين المصري الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن بدر الدين العباسي الشافعي المصري ثم الهندي الكجراتي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين

الترجمة

الشيخ أحمد بن بدر الدين المصري
الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن بدر الدين العباسي الشافعي المصري ثم الهندي الكجراتي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ذكره عبد القادر الحضرمي في النور السافر، قال: وكان مولده سنة ثلاث وتسعمائة بمصر، واشتغل بالعلم وأخذ عن شيوخ عصره، منهم شيخ الاسلام زين الدين زكريا الأنصاري والشيخ العلامة برهان الدين بن أبي شريف والشيخ الإمام نور الدين المكي والشيخ كمال الدين الطويل والشيخ زين الدين الغزي والشيخ نور الدين الملتجي- بالجيم- واجتمع بشيخ الإسلام أبي العباس الطنبداوي البكري بزبيد سنة ست وثلاثين وتسعمائة وأخذ عنه، ومن محفوظاته المنهاج في الفقه للنواوي، والشاطبية في القراءة، والعمدة في الحديث للمقدسي، والأربعين النواوية، والأجرومية في النحو، ومختصر أبي شجاع، وكانت له اليد الطولى في علم الحرف والفلك والميقات، وكان شديد الورع، قليل الاختلاط بالناس، متمسكاً بالكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح مع التقوى المفرط والخمول الزائد، وحكى أن والده مرض مرضاً شديداً بالشام فاستغاث بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فرآه في المنام وهو يضرب على كتفه ويقول له: قم يا أبا أحمد! فانتبه معافاً من ذلك المرض، ولم يكن معه إذ ذاك ولد اسمه أحمد، وكان قد ترك زوجته بمصر حاملاً به، فبعد أيام جاءه الخبر بأنها وضعت غلاماً فسماه أحمد، وكان كثير المحفوظ للشعر، قال: سمعت عبد الله باكثير بمكة المشرفة في حدود سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة يقول: جاء شخص من علماء مصر إلى مكة المشرفة فيما تقدم وجاور بها وجلس في بعض الأيام على الكرسي ليعظ الناس في الحرم الشريف، فكان أول كلامه بعد أن قال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: مما أنشدني والدي تهذيباً
في أيام الصبا:
إذا أعييت ان تحيا سليما من الأذى وذنبك مغفور وعرضك صين
فلا ينطلق منك اللسان بسوءة فللناس سوءات وللناس ألسن
وعينك إن أهدت إليك معائباً فغمض وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ولا تدفع إلا بالتي هي أحسن
وكان كثيراً ما يتمثل:
كان والله فقيهاً عالماً وله عرض مصون ما اتهم
غير لا يدري مداراة الورى ومداراة الورى أمر مهم
توفي ليلة الجمعة لأربع خلون من رمضان سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد فدفن بها، كما في النور السافر.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)

 

 

 

 

سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين بعد التسْعمائَة (992) هـ
وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع شهر صفر سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين توفّي الشَّيْخ الصَّالح الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ بدر الدّين العباسي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي باحمد اباد وعمره نَحْو التسعين وَدفن بهَا بتربة الْعَرَب بِالْقربِ من تِلْمِيذه وَصَاحبه الشَّيْخ مُحَمَّد بن علد الرَّحِيم العمودي رَحمَه الله وَكَانَ بَينهمَا فِي حياتهما إتحاد ومحبة عَظِيمَة حَتَّى كَأَنَّهُمَا كَانَا روحان فِي جَسَد وَكَانَ مولده سنة ثَلَاث وَتِسْعمِائَة بِمصْر وَكَانَ من العلمآء العاملين وَعباد الله الصَّالِحين
وَمن مشايخه شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الانصاري وَالشَّيْخ الْعَلامَة برهَان الدّين بن أبي شرِيف وَالشَّيْخ الإِمَام نور الدّين الْمحلي وَالشَّيْخ كَمَال الدّين الطَّوِيل وَالشَّيْخ زين الدّين الْغَزِّي وَالشَّيْخ نور الدّين المليجي بِالْجِيم وَاجْتمعَ بشيخ الْإِسْلَام الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الطبنداوي الْبكْرِيّ بزبيد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وتعسعمائة واخذ عَنهُ وَمن محفوظاته الْمِنْهَاج فِي الْفِقْه للنووي والشاطبية فِي الْقرَاءَات والعمدة فِي الحَدِيث الْمَقْدِسِي وَالْأَرْبَعِينَ النواوية والاجرومية فِي النَّحْو ومختصر أبي شُجَاع وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي علم الْحَرْف والفلك والميقات وَكَانَ شَدِيد الْوَرع قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ متمسكاً بِالْكتاب وَالسّنة وَطَرِيقَة السّلف الصَّالِحين مَعَ التَّقْوَى المفرطة والخمول الزَّائِد
وَحكي ان وَالِده مرض مَرضا شَدِيدا بِالشَّام فاستغاث بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَآهُ فِي الْمَنَام وَهُوَ يضْرب على كتفه وَيَقُول لَهُ قُم يَا أَبَا مُحَمَّد فانتبه معافا من ذَلِك امرض وَلم يكن مَعَه اذ ذَاك ولد اسْمه احْمَد وَكَانَ قد ترك زَوجته بِمصْر حَامِلا بِهِ فَبعد ايام جَاءَ الْخَبَر بانها وضعت غُلَاما فَسَماهُ أَحْمد وَمن شعره ... كَانَ البُخَارِيّ حَافِظًا ومحدثا ... جمع الصَّحِيح مكمل التَّحْرِير
ميلاده صدق ودة عمره ... فِيهَا حميد وانقضى نور ...
اوَلما وقف على الابيات الْآتِيَة الَّتِي نظم فِيهَا بَعضهم مَا لكل فصل من الْمنَازل على اصْطِلَاح أهل الْيمن وَهِي ... شَرط البطين ثره يَا دبر هقعتها ... وهنعة الذرع فصل الصَّيف قد كملا
فنثرة الطّرف جبهة الزبرة انصرفت ... عوا سماك فَذا فصل الخريف خلا
غفر زبانا تكلل قلب شولتها ... نعائم بَلْدَة فصل الشتَاء كملا
وَاذْبَحْ بلاعاً سعود واخب فرعهما ... فِي بطن حوت فَذا فصل الرّبيع تَلا ...
استحسنها وَقَالَ انه أَجَاد فِيهَا غير انه اعْتمد فِي ذَلِك على حِسَاب الْمُتَقَدِّمين فِي الْمنَازل حَيْثُ بَدَأَ بالشرطين وعَلى حِسَاب الْمُتَأَخِّرين يكون الفرغ الْمُؤخر قَالَ فقفوت اثره فِي القافية وابتدأت بالفرغ الْمُؤخر على حِسَاب الْمُتَأَخِّرين فَقلت ... مُؤَخرا ورشا شَرط البطين ثروا ... دبرا وهقع ففصل الصَّيف قد كملا
وهنعة الذرع نثراً لطرف جبهتها ... وزيرة الصّرْف ذَا فصل الخريف تَلا
عوى السماك وَغفر الزين كُله ... قلب وشولة ذَا فصل الرّبيع تَلا ...
ثمَّ قَالَ وترتيب الْفُصُول الْمَذْكُورَة فِي هذَيْن النظمين على طَريقَة أهل الْيمن قَالَ ثمَّ أَنِّي رتبتها أَيْضا فِي أَبْيَات على حكم مَا قَالَ الْحُكَمَاء فَقلت ... مُؤخر ورشا البطين ثروا ... دبر وهقع فَذا فصل الرّبيع خلا
وهنعة الذرع نثر الطّرف جبهتها ... وزبرة فَذا فصل الصَّيف قد كملا
عوى السماك وَغفر الزين كلله ... قلب وشولة ذَا فصل الشتا ارتحلا ...
وَكَانَ كثيرا مَا يتَمَثَّل بقول ... كَانَ الله فَقِيها عَالما ... وَله عرض مصون مَا اتهمَ
غير لَا يدْرِي مدارة الورى ... ومدارة الورى أَمر مُهِمّ ...
وَمِمَّا أملاه عَليّ بعض الصَّالِحين من تلامذته من حفظه قبيل مَوته بِمدَّة يسيرَة ... بمكارم الاخلاق كن مُتَخَلِّفًا ... ليفوح عرف ثنائك الْعطر الشذي
وامنح صديقك مَا اسْتَطَعْت صدابة ... وادفع عَدوك بِالَّتِي فَإِذا الَّذِي ...
وَمَا أملاه عَلَيْهِ أَيْضا قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس الطبنداوي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من لَفظه ... ومذ كنت مَا اهديت للحب خَاتمًا ... ومسكاً وكافوراً ولابست عينه
وَلَا الْقَلَم المبري أخْشَى عَدَاوَة ... تكون مدى الْأَيَّام بيني وَبَينه ...
وَمِمَّا أملاه عَلَيْهِ أَيْضا قَالَ سَمِعت الشَّيْخ الْعَلامَة عبد الله أَبَا كثير بِمَكَّة المشرفة قد حُدُود سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتِسْعمِائَة يَقُول جَاءَ شخص من عُلَمَاء مصر إِلَى مَكَّة المشرفة فِيمَا تقدم وجاور بهَا وَجلسَ فِي بعض الْأَيَّام على الْكُرْسِيّ ليعظ النَّاس فِي الْحرم الشريف فَكَانَ أول كَلَامه بعد أَن قَالَ الْحَمد لله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله صلى الله عله وَسلم مِمَّا أَنْشدني وَالِدي تهذيباً فِي أَيَّام الصِّبَا ... إِذا شِئْت أَن تحيا سليما من الْأَذَى ... وذنبك مغْفُور وعرضك صين
فَلَا ينْطق مِنْك اللِّسَان بسوءة ... فللناس سوآت وَلِلنَّاسِ السن
.. وعينك إِن أَهْدَت إِلَيْك معايبا ... فغمض وَقل يَا عين للنَّاس أعين
وعاشر بِمَعْرُوف وسامح من اعْتدى ... وَلَا تدفع إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن
قلت وَقد روى عَن أَمَام دَار الْهِجْرَة مَالك بن أنس رَحمَه الله أَنه قَالَ أدْركْت بِهَذِهِ الْبَلدة يَعْنِي الْمَدِينَة أَقْوَامًا لم تكن لَهُم عُيُوب فتكلموا فِي عُيُوب النَّاس فظهرت عيوبهم وَمِمَّا أملاه عَلَيْهِ أَيْضا عَن الشَّيْخ عبد الله أَبَا كثير الْمَذْكُور قَالَ جَاءَ اعرابي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَفِي قرانك مثل هَذَا فَقَالَ لَهُ أيش أَو كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ الْأَعرَابِي ... وَحي ذَوي الأظغان تسبي عُقُولهمْ ... تحيتك الْقُرْبَى فقد تدفع النغل
فَإِن جهروا بالْقَوْل فَاعْفُ تكرماً ... وَأَن ستروا عَنْك الْمقَالة لم تبل
فَإِن الَّذِي يُؤْذِيك مِنْهُ أستماعه ... وَأَن الَّذِي قد قيل خَلفك لم يقل ...
قَالَ فَنزلت الْآيَة الشَّرِيفَة {وَلَا تستوي الْحَسَنَة وَلَا السَّيئَة ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسن فَإِذا الَّذِي بَيْنك وَبَينه عَدَاوَة كَأَنَّهُ ولي حميم} وَمِمَّا أملاه عَلَيْهِ أَيْضا عَن الشَّيْخ عبد الله الْمَذْكُور ... من لم يبكوه ناصحوه ... يضْحك من حَاله عداهُ
أدبه الايام والليالي ... من لم يؤدبه والداه ...
-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.