أحمد بن بلبان البعلبكي الدمشقي أبي العباس شهاب الدين

ابن النقيب

تاريخ الولادة694 هـ
تاريخ الوفاة764 هـ
العمر70 سنة
مكان الولادةبعلبك - لبنان
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • بعلبك - لبنان
  • القاهرة - مصر

نبذة

أَحْمد بن بلبان البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ وَالِده نَقِيبًا فولد هُوَ سنة 694 وَنَشَأ فِي طلب الْعلم فَسمع من أبي الْعَبَّاس الحجار والشهاب مَحْمُود وَجَمَاعَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ بِدِمَشْق عَن الْبُرْهَان الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ وعلاء الدّين ابْن الْعَطَّار فِي آخَرين وَأخذ بِمصْر عَن أبي حَيَّان والأصبهاني وَغَيرهمَا.

الترجمة

أَحْمد بن بلبان البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ وَالِده نَقِيبًا فولد هُوَ سنة 694 وَنَشَأ فِي طلب الْعلم فَسمع من أبي الْعَبَّاس الحجار والشهاب مَحْمُود وَجَمَاعَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ بِدِمَشْق عَن الْبُرْهَان الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ وعلاء الدّين ابْن الْعَطَّار فِي آخَرين وَأخذ بِمصْر عَن أبي حَيَّان والأصبهاني وَغَيرهمَا وَقَرَأَ القراآت على الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان الكفري وناب فِي الحكم عَن ابْن الْمجد وَغَيره وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وَأفْتى ودرس وتصدر للإقراء ودرس بالعادلية قَالَ تَاج الدّين فِي الطَّبَقَات كَانَ صَحِيح الذِّهْن كثير الاستحضار متين الضَّبْط حسن الْخط وَقَالَ ابْن سَنَد كَانَ اسْم أَبِيه بلبان فَغَيره عبد الرَّحْمَن قلت وَسمي جده عبد الرَّحِيم على معنى أَن النَّاس كلهم عبيد رب الْعَالمين مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

أحمد بن بلبان
الشيخ الإمام العالم الفاضل المفتي شهابُ الدين أبو العباس. ابن النقيب البعلبكي الشافعي، مفتي دار العدل وشيخ الإقراء بالشام.
فاضل زاد على الأفاضل، ومفتن قصر عنه من يناظرُ أو يناضل، أقرأ الجماعة للسبع، واحتفوا كأنهم أشبالٌ اجتمعوا على السبع، وكان نحوه يعذبُ في الأسماع منطقهُ، ويروقُ إلى القلوب رونقهُ، لو رآه ابن مالك كان له عبداً، أو ابن الحاجب لفداه بعينه نقداً، ولفقهه على درس منهاجه فيه روضة، وفتواه تمرعُ أرض السامع وتملأ حوضه. وأصوله باسقة، وسهامُه إلى الأغراض بالصواب راشقة، ينظم وينثر جيداً، لكنه مقل ولو شاء لم يكن عن الإكثار متحيداً. هذا كله إلى تواضُع زانه، وتضاؤلٍ رفع شأنه وما شأنه، وعلا به أقرانه، وحشا به فضله فما أسعد قرانه:
تلوح بين الدنيا فضائله ... كما تبرجت الأقمارُ في السدفِ
بادي التواضُع للأقوامِ من كرمٍ ... إن التواضع أقصى غايةِ الشرفِ
ولم يزل على حاله إلى أن نُقب القبرُ لابن النقيب، وأصابت كمالهُ عينُ الرقيب. وتوفي رحمه الله تعالى في سابع عشري شهر رمضان سنة أربع وستين وسبع مئة.
ومولده في سنة أربع وتسعين وست مئة بقلعة بلعبك. وكان والده بها نقيباً، واجتمعتُ به بالديار المصرية بالشام غير مرة، وكان يتفضلُ ويجلسُ عندي بالحائط الشمالي من الجامع الأموي بدمشق وآخذُ من فوائده وألتقط من فرائده.
قرأ على الشيخ مجد الدين التونسي، وعلى الشيخ شهاب الدين الكفري بالسبع، وحفظ الشاطبية والمنهاج للنووي - رحمه الله تعالى -، وقرأ على الشيخ كمال الدين الزملكاني، وعلى الخابوري، وعلى قاضي حماة وأذن له بالإفتاء بعد العشرين وسبع مئة وأذن له بذلك، وقاضي القضاة جلال الدين القزويني بالقاهرة سنة تسع وعشرين وسبع مئة. وحفظ مختصر ابن الحاجب والطوالع، وبحثهما على الشيخ شمس الدين الأصفهاني، وقرأ التقريب والتيسير في علوم الحديث، والعمدة على ابن العطار، وحفظ الحاجبية وألفية ابن مالك وبحثهما على قاضي القضاة ابن مسلم الحنبلي، وعلى ابن المجد البعلبكي.
وناب في القضاء بدمشق لقاضي القضاة شهاب الدين ابن المجد، وتردد إلى القاهرة مرّات على فرس بريدٍ تارة، وتارة على خيله لزيارة القاضي علاء الدين ابن فضل الله، وأخذ له في بعض سفراته تدريس العادلية الصغيرة لما شغرت من فخر الدين المصري مضافاً لما بيده من تدريس القليجية الشافعية برحيبة خالد، وأخذ حلقة الاشتغال بالجامع الأموي في سنة تسع وعشرين وسبع مئة بعد الشيخ برهان الدين الفزاري، وكان بيده الإقراء بالأشرفية جوار الكلاسة، ومشيخة الإقراء بتربة أم الصالح.
وكان أولاً يقرئ أولاد القاضي محيي الدين بن فضل الله، فحصل بذلك هذه الجهات، وأخذ له القاضي بدر الدين ابن فضل الله وظيفة الإفتاء بدار العدل في أيام الأمير سيف الدين طقزتمر.
وكان له ذوقٌ جيد في الأدب وينظم وينثر في الأدب جيداً، ولكنه يتخيل في نفسه لما كان عنده من الانجماع لغلبة السوداء عليه، فما يعمل شيئاً.
وبيني وبينه مكاتبات مذكورة في الجزء الخامس من التذكرة التي لي، وكتبت إنا إليه وإنا بالرحبة وهو مقيم بالقاهرة أسأله عن أخبار الأصحاب:
رحلتُ وفي مصر لي سادةٌ ... يطولُ غرامي بهم واكتئابي
جفوني وضنوا بأخبارهم ... فأصبحتُ أطلبها من صحابي
عسى خبرٌ عنهم صادقٌ ... أطالعُه من كتابِ الشهاب
وكتبت له توقيعاً فإفتاء دار العدل بدمشق ارتجالاً، وهو: رسمَ بالأمر العالي المولوي السلطاني الصالحي العمادي، لا زال شهابه لامعاً، وسحابه بالنوال هامعاً، وجنابه لأرباب العلم جامعاً، أن يرتب في كذا ركوناً إلى ما أتقنه من العلوم، وسهر له والناسُ نيام بشهادة النجوم، وسكوناً إلى ما حصله في مذهبه وحرره، وأوضح دليله بالمباحث وقرره، لأنه المقرئ الذي قتل السبع بدربته خبراً، ونزل به أضيافُ التلاميذ وكان لهم من السخاوي أقرأً، والنحوي الذي لو رآه الفارسي ترجل له إعظاماً، ولو شاهده ابنُ مالك كان له غلاماً، والفقيه الذي لو عاينه صاحبُ التنبيه غدق به هذا الأمر ونام، ولو نظر الغزالي لما كان حاك برود تصانيفه ولا رقمها بالأقلام، والأصولي الذي لو تصدى له السيفُ قطعة بالقول المصيب، ولو تقدم عصره قليلاً قال الناس: ما ابن الحاجب في العين كابن النقيب، والحبرُ الذي تتفيأ الأقلامُ إلى ظل فتأويه، وتبدو وجوهُ المذهب وقد نضرها كأنها البدرُ في دياجيه. فليباشر ذلك على العادة المألوفة، والقاعدة المعروفة، مباشرةً تكون لدار العدل طرازاً، ولذلك الحفل إذا أرشدهم قوله إلى النجاة مجازاً، بدياً من فتاويه ما يقطعُ الحجج، ويقذفُ بحره الزاخرُ درها من اللجج، ويمضي السيف قوله فيقول له الحق: لا إثم عليك ولا حرج، فرب قضايا لا يكشف قناع إشكالها غير فتواه، وأمورٍ ينجلي فيها الحق ببيانه وينظرُ جدواه، وتقوى الله أفضلُ حليةٍ زانت أفاضل الناس، وخيرُ غنيمة تعجلها أو لو الحلم والبأس، فلتجعلها قائده حلمه، وفائدة علمه، فقد أصبح نجي الملوك، وقوله عندهما نفسُ من الدر المنظم في السلوك، وألفاظه عندهم حجةُ في الأوامر والنواهي، وفتاويه عندها المال وإليها التناهي، والله يسدد أقواله، ويوطدُ ركنَ أقواله بالتقوى فإنها أقوى له. والخط الكريم أعلاه حُجةٌ في ثبوت العمل بما اقتضاه، إن شاء الله تعالى.
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).

 


أَحْمد بن عبد الله بن الشَّيْخ شهَاب الدّين البعلبكي
مدرس العادلية الصَّغِيرَة والمدرسة القليجية بِدِمَشْق وَشَيخ الإقراء بتربة أم الصَّالح والتربة الأشرفية
قيل إِنَّه ولد سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من أَسمَاء بنت صصرى وَغَيرهَا
وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بالنحو معرفَة جَيِّدَة إِمَامًا فِي الْقرَاءَات وَمَعْرِفَة وجوهها مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم صَحِيح الْفِكر والذهن
نَاب فِي الحكم بِدِمَشْق مُدَّة عَن قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الْمجد عبد الله وَدخل الْقَاهِرَة وَقَرَأَ النَّحْو على شَيخنَا أبي حَيَّان وَقَرَأَ بعض العقليات على شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَكَانَ حسن الاستحضار والضبط الْكثير من شَوَاهِد الْعَرَبيَّة حسن الْخط
توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ القليجية بِدِمَشْق
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي