ملكداد بن علي بن أبي عمرو والعمركي أبي بكر

تاريخ الوفاة535 هـ
أماكن الإقامة
  • هراة - أفغانستان
  • أصبهان - إيران
  • قزوين - إيران
  • نيسابور - إيران
  • بغداد - العراق

نبذة

من أهل قزوين وَرُبمَا سمى نَفسه عبد الله كَانَ من أَئِمَّة الْمَذْهَب تفقه على مُحي السّنة الْبَغَوِيّ وَكَانَ من جلة المتورعين قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ مفت ورع حسن السِّيرَة سمع بنيسابور أَبَا بكر بن خلف وبهراة أَبَا عَطاء المليحي وبأصبهان أَبَا عَليّ الْحداد وببغداد

الترجمة

 ملكداد بن عَليّ بن أبي عَمْرو والعمركي أَبُي بكر
من أهل قزوين
وَرُبمَا سمى نَفسه عبد الله
كَانَ من أَئِمَّة الْمَذْهَب تفقه على مُحي السّنة الْبَغَوِيّ وَكَانَ من جلة المتورعين
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ مفت ورع حسن السِّيرَة سمع بنيسابور أَبَا بكر بن خلف وبهراة أَبَا عَطاء المليحي وبأصبهان أَبَا عَليّ الْحداد وببغداد البانياسي كتب لي بِجَمِيعِ مسموعاته وَسمعت أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْكَاتِب يَقُول كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يكْتب الْفَتْوَى استخار الله تَعَالَى وَقَرَأَ آيَات من الْقُرْآن وَسَأَلَ الْإِصَابَة هَذَا كَلَام ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن النجار أخل بِذكرِهِ فِي الذيل
وَقد ذكره الإِمَام الرَّافِعِيّ فِي كِتَابه الأمالي بعد أَن أسْند رِوَايَة وَالِده عَنهُ وَقَالَ إِمَام خطير قنوع ملازم لسيره السّلف الصَّالِحين وهديهم وَأفْتى بقزوين سِنِين على الصَّوَاب وَقَالَ كَانَ يكْتب فِي كل صفحة على الْحَاشِيَة الْعليا رب يسر لَا يغْفل ذَلِك على كَثْرَة مَا كتب على تعاليقه من الْأُصُول وَالْفُرُوع مذهبا وَخِلَافًا وَمن كتب الحَدِيث واللغة وَغَيرهَا وَمَات ابْنه مُحَمَّد بن ملكداد فِي عنفوان الشَّبَاب وَهُوَ فَاضل حسن المنظر والمخبر قَالَ فبلغني من قُوَّة الشَّيْخ وتسليمه أَنه حضر الْجَامِع بكرَة على عَادَته لإلقاء الدُّرُوس فَأَتَتْهُ زليخا بنت القَاضِي أبي سعد الطَّالقَانِي وَهِي جدتي أم أبي وَكَانَت تَحْتَهُ حِينَئِذٍ فَأَخْبَرته بوفاته فَأمرهَا بتجهيزه وَلم يذكر الْحَال للحاضرين حَتَّى فرغ من درسه ثمَّ قَالَ إِن مُحَمَّدًا قد دعِي فَأجَاب فَمن أَرَادَ فليحضر الصَّلَاة عَلَيْهِ

وَذكر الرَّافِعِيّ أَيْضا أَن الشَّيْخ ملكداد علق عَن صَاحب التَّهْذِيب مَجْمُوعَة بِعِبَارَة أَكثر مِمَّا يُوجد فِي التصنيف وَبِزِيَادَة فروع ومسائل
قَالَ وتفقه أَيْضا على القَاضِي أبي سعد الْهَرَوِيّ
قَالَ وَكَانَ محصلا طول عمره حَافِظًا كثير الْبركَة تخرج بِهِ جمَاعَة من أهل الْبَلَد وَغَيرهم ومدحه مُحَمَّد بن أبي الرّبيع الغرناطى بقصيده قَالَ فِيهَا
(إِذا قَرَأَ التَّنْزِيل أذعن حَاسِد ... لخير إِمَام لَا يُنَوّه بِالدَّعْوَى)
(وَإِن أسْند الْأَخْبَار عَن سيد الورى ... يَقُول لَهُ الْإِسْلَام فخرا كَذَا يرْوى)
(وَإِن قَامَ فِي محرابه بَادِي الضنا ... وَطول قلت الْغُصْن جف فَمَا يلوى)
(يمد يَدَيْهِ شاكيا سوء ماجنى ... إِلَى خير مَرْفُوع إِلَيْهِ يَد الشكوى)
(يَقُول إلهي هَب لي الْآن زلتي ... وَمَا استدرج الشَّيْطَان منى وَمَا استهوى)
(فَذَاك الْفَتى كل الْفَتى لَيْسَ عِنْده ... يسود لَدَى التَّحْصِيل إِلَّا فَتى التَّقْوَى)
توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
وَكَانَ وَالِدي يديم ذكره وَالثنَاء عَلَيْهِ وَيَقُول رباني كَمَا يُربي الْوَالِد الشفيق وَلَده وَكَانَ أستاذه فِي الْأَدَب وَجَمِيع السّير فِي الْأَخْلَاق كَمَا كَانَ أستاذه فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَلم يُسَافر مُدَّة حَيَاته احتراما لَهُ وتبركا بأنفاسه
هَذَا كُله كَلَام الرَّافِعِيّ

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي