محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العباس
أبي عبد الله الفراوي
تاريخ الولادة | 441 هـ |
تاريخ الوفاة | 530 هـ |
العمر | 89 سنة |
مكان الولادة | نيسابور - إيران |
مكان الوفاة | نيسابور - إيران |
أماكن الإقامة |
|
- عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني أبي القاسم
- محمد بن محمد بن حامد بن محمد الأصبهاني أبي عبد الله عماد الدين "ابن أخي العزيز"
- الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأنصاري الأندلسي البطليوسي أبي علي "ابن الفراء"
- محمد بن علي بن محمد بن صدقة الحراني البزاز السفار أبي عبد الله "ابن الوحش"
- محمد بن داود بن رضوان الإيلاقي أبي عبد الله
- عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الدمشقي أبي القاسم جمال الدين "ابن الحرستاني"
- محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي توبة الكشميهني "أبي عبد الرحمن"
- المؤيد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد الطوسي النيسابوري "أبي الحسن"
- الفرج ابن أبي بكر بن الفرج الأرموي أبي الروح
- القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي أبي محمد بهاء الدين "ابن عساكر"
- نعمة بنت علي بن يحيى بن علي ابن الطراح "ست الكتبة"
- سعيد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر الشهرزوري أبي الرضا
- الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد الهمذاني أبي العلاء "العطار"
- محمد بن علي بن عبد الله بن ياسر الأنصاري الجياني أبي بكر
- نصر الله بن يوسف بن مكي بن علي الحارثي الدمشقي أبي الفتح "ابن الإمام"
- علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان الأندلسي المرادي القرطبي الشقوري أبي الحسن
- سرايا بن هبة الله بن الحسن بن أحمد أبي الغنائم الحراني
- أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس القزويني الطالقاني "رضى الدين أبي الخير"
- محمد بن داود بن أحمد الإيلاقي "أبي عبد الله"
- عتيق بن أحمد بن محمد بن بابا الأبيوردي "أبي بكر"
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس أَبُي عبد الله الفراوي ثمَّ النَّيْسَابُورِي
الملقب بفقيه الْحرم
مولده تَقْديرا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بنيسابور
وَسمع صَحِيح مُسلم من عبد الغافر الْفَارِسِي
وَسمع جُزْء ابْن نجيد من عمر بن مسرور
وَسمع من شيخ الْإِسْلَام أبي عُثْمَان الصَّابُونِي أجَاز لَهُ وَسمع مِنْهُ فِي هَذِه السّنة الَّتِي قُلْنَا إِنَّه ولد تَقْديرا فِيهَا
وَسمع أَيْضا من أبي سعد الكنجروذي وَأبي بكر الْبَيْهَقِيّ وَسَعِيد الْعيار وَأبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَأبي سهل الحفصي وَأبي عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْبُحَيْرِي وَأبي يعلى إِسْحَاق أخي الصَّابُونِي وَالشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ لما قدم إِلَى نيسابور رَسُولا وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ أبي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ
وببغداد من أبي نصر الزَّيْنَبِي وَعَاصِم بن الْحسن
وَقد أخل ابْن النجار بِذكرِهِ فِي الذيل مَعَ ذكر ابْن السَّمْعَانِيّ لَهُ
وَتفرد بِمُسلم وبدلائل النُّبُوَّة للبيهقي والأسماء وَالصِّفَات لَهُ والدعوات لَهُ والبعث لَهُ
روى عَنهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ
وَقَالَ إِمَام مفت مناظر واعظ حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة كثير التبسم مكرم للغرباء مَا رَأَيْت فِي شيوخي مثله
والحافظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو الْعَلَاء الهمذاني وَأَبُو الْحسن الْمرَادِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن يَاسر الجياني وَمُحَمّد بن عَليّ بن صَدَقَة الْحَرَّانِي وَأحمد بن إِسْمَاعِيل الْقزْوِينِي وَأَبُو سعيد عبد الله بن عمر الصفار وَعبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الشعري وَمَنْصُور بن عبد الْمُنعم الفراوي وَخلق آخِرهم وَفَاة الْمُؤَيد الطوسي
ذكره عبد الغافر فِي السِّيَاق فَقَالَ فِيهِ فَقِيه الْحرم البارع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول الْحَافِظ للقواعد
نَشأ بَين الصُّوفِيَّة وَوصل إِلَيْهِ بَرَكَات أنفاسهم
درس على زين الْإِسْلَام الْقشيرِي الْأُصُول وَالتَّفْسِير
ثمَّ اخْتلف إِلَى مجْلِس إِمَام الْحَرَمَيْنِ ولازم درسه مَا عَاشَ وتفقه عَلَيْهِ وعلق عَنهُ الْأُصُول وَصَارَ من جملَة الْمَذْكُورين من أَصْحَابه
وَحج وَعقد الْمجْلس بِبَغْدَاد وَسَائِر الْبِلَاد
وَأظْهر الْعلم بالحرمين وَكَانَ مِنْهُ بهما أثر
وَذكر وَنشر الْعلم وَعَاد إِلَى نيسابور
وَمَا تعدى قطّ حد الْعلمَاء وَلَا سيرة الصَّالِحين من التَّوَاضُع والتبذل فِي الملابس والمعاش وتستر بِكِتَابَة الشُّرُوط لاتصاله بالزمرة الشحامية مصاهرة
ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الناصحية
وَأم بِمَسْجِد الْمُطَرز
وَعقد مجْلِس الْإِمْلَاء يَوْم الْأَحَد
وَله مجَالِس الْوَعْظ المشحونة بالفوائد وَالْمُبَالغَة فِي النصح
وَحدث بالصحيحين وغريب الْخطابِيّ وَغير ذَلِك
وَالله يزِيد مدَّته ويفسح فِي مهلته إمتاعا للْمُسلمين بفائدته
وَقَالَ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ سَمِعت عبد الرشيد بن عَليّ الطَّبَرِيّ بمرو يَقُول الفراوي ألف رَاوِي
قَالَ أَبُو سعد وَسمعت الفراوي يَقُول كُنَّا نسْمع مُسْند أبي عوَانَة عَليّ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَكَانَ يحضر رجل من المحتشمين يجلس بِجنب الشَّيْخ وَكَانَ القارىء أبي
فاتفق أَنه بعد قِرَاءَة جملَة من الْكتاب انْقَطع ذَلِك المحتشم يَوْمًا وَخرج الشَّيْخ على الْعَادة وَكَانَ فِي أَكثر الْأَوْقَات يخرج وَيقْعد وَعَلِيهِ قَمِيص أسود خشن وعمامة صَغِيرَة وَكنت أَظن أَن وَالِدي يقْرَأ الْكتاب على ذَلِك الرئيس فشرع أبي فِي الْقِرَاءَة فَقلت يَا سَيِّدي على من تقْرَأ وَالشَّيْخ مَا يحضر
فَقَالَ وكأنك تظن أَن شيخك ذَلِك الشَّخْص
قلت نعم
فَضَاقَ صَدره واسترجع وَقَالَ يَا بني شيخك هَذَا الْقَاعِد وَعلم ذَلِك الْمَكَان ثمَّ أعَاد لي من أول الْكتاب إِلَيْهِ
قَالَ أَبُو سعد سَمِعت عبد الرَّزَّاق بن أبي نصر الطبسي يَقُول قَرَأت صَحِيح مُسلم على الفراوي سبع عشرَة نوبَة فَفِي آخر الْأَيَّام قَالَ لي إِذا أَنا مت أوصيك أَن تحضر غسْلي وَأَن تصلي أَنْت بِمن فِي الدَّار وَأَن تدخل لسَانك فِي فِي فَإنَّك قَرَأت بِهِ كثيرا حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قلت أملي الفراوي أَكثر من ألف مجْلِس وَانْفَرَدَ بعلو الْإِسْنَاد مَعَ الْبَصَر بِالْعلمِ والديانة المتينة
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وأذكر أَنا خرجنَا فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وحملنا محفته على رقابنا إِلَى قبر مُسلم بن الْحجَّاج بنصر أباذ لإتمام الصَّحِيح عِنْد قبر المُصَنّف فَبعد أَن فرغ القارىء من قِرَاءَة الْكتاب بَكَى ودعا وأبكى الْحَاضِرين وَقَالَ لَعَلَّ هَذَا الْكتاب لَا يقْرَأ عَليّ بعد هَذَا
وَكَانَ قَوْله هَذَا فِي شهر رَمَضَان
وَمَا قرىء عَلَيْهِ الْكتاب بعد ذَلِك بل توفّي فِي شَوَّال ضحوة يَوْم الْخَمِيس الْحَادِي وَالْعِشْرين من سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
وَدفن عِنْد ابْن خُزَيْمَة
وَمن الْفَوَائِد والمسائل عَنهُ
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي
مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد الصاعدي الفراوي أَبُو عبد الله أستاذ الْعقيلِيّ
-الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي-
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ المُفْتِي، مُسْنِدُ خُرَاسَان، فَقِيْهُ الْحرم، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بن محمد بن أبي العباس الصَّاعدي, الفُرَاوِي، النَّيْسَابُوْرِيّ, الشَّافِعِيّ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ تَقدِيراً، لأَنَّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِيَّ أَجَازَ لَهُ فِيْهَا.
وسمع "صحيح مسلم" من: أبي الحسن عبد الغافر بن محمد الفَارِسِيّ، وَسَمِعَ "جُزْء ابْن نُجيد" مِنْ: عُمَرَ بن مَسْرُوْر الزَّاهِد، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ الصابوني أيضًا. ومن أبي سعيد الكَنْجَرُوذِي، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الخَبَّازِيّ، وَأَبِي يَعْلَى إِسْحَاق الصَّابونِي، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَأَحْمَد بن الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الخَشَّاب، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ العَدَوِيّ الهَرَوِيّ، وَعبدِ الرَّحْمَن بن عَلِيٍّ التَّاجِر، وَنَصْرِ بن عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ الحَاكِم، وَعَلِيِّ بن يُوْسُفَ الجُوَيْنِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن مَسْعَدَةَ بن الإِسْمَاعِيْلِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ زَاهِر، وَأَبِي عَامِرٍ مَحْمُوْدِ بن القَاسِمِ الأَزْدِيّ، وَإِمَامِ الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي، وَأَبِي الوَلِيْدِ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ النسوِي، وَالأَمِيْرِ مُظَفَّر بن مُحَمَّدٍ المِيكَالِي، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ اللحسَانِي.
وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي سعيد العيار، وأبي سهل الحفصي.
وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ البَحيرِي، وَالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَطَائِفَة. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَتَفَرَّد بِـ"صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَبِالأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ، وَدَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ، وَالدَّعوَاتِ الكَبِيْرِ، وَبِالبَعْثِ لِلبَيهَقِيِّ. قَالَهُ السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: هُوَ إمامٌ مفتٍ، مُنَاظر وَاعِظ، حسنُ الأَخلاَق وَالمعَاشرَة، مكرمٌ لِلْغربَاء، مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوْخِي مِثْله، وَكَانَ جَوَاداً كَثِيْرَ التبسم.
قلت: روى عنه أبو سعيد السَّمْعَانِيُّ، وَيُوْسُفُ بن آدَمَ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ، وَابْنُ يَاسِر الجيَّانِي، وَأَبُو الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ، وَابْن صَدَقَة الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ الصَّفَّارُ، وَعبدُ السَّلام بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَكَاف، وَعبدُ الرَّحِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشّعرِي، وَمَنْصُوْرُ بن عَبْد المُنْعِمِ الفُرَاوِي، وَأَبُو الفُتُوْح مُحَمَّد بن المُطَهَّر الفَاطِمِي، وَأَبُو المفَاخر سَعِيْد بن المَأْمُوْني، وَالمُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَعِدَّة.
وَبِالإِجَازَة القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ وَغَيْرُهُ.
ذكره عَبْد الغَافِرِ فِي "سيَاقه"، فَقَالَ: فَقِيْهُ الحرمِ، البَارعُ فِي الفِقْه وَالأُصُوْل، الحَافِظُ لِلْقوَاعدِ، نَشَأَ بَيْنَ الصُّوْفِيَّة، وَوصل إِلَيْهِ بركَةُ أَنفَاسِهِم، دَرسَ الأُصُوْل وَالتَّفْسِيْرَ عَلَى زَيْنِ الإِسْلاَمِ القُشَيْرِيِّ، ثُمَّ اخْتلف إِلَى مَجْلِس أَبِي المَعَالِي، وَلاَزَمَ دَرسَه مَا عَاشَ، وَتَفَقَّهَ، وَعلَّق عَنْهُ الأُصُوْلَ، وَصَارَ مِنْ جُمْلَةِ المَذكُورِيْنَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَحَجَّ، وَعَقَدَ المَجْلِس بِبَغْدَادَ وَسَائِرِ البِلاَدِ، وَأَظهر العِلْمَ بِالحَرَمَيْنِ، وَكَانَ مِنْهُ بِهِمَا أثرٌ, وَذِكْرٌ، وَمَا تَعدَّى حدَّ العُلَمَاء وَسِيرَةَ الصَّالِحِيْنَ مِنَ التَّوَاضُعِ وَالتَّبَذُّلِ فِي المَلبَسِ وَالعيش، وَتَسَتَّر بِكِتَابَة الشُّروط لاتصَاله بِالزمرَّة الشحَامِيَة مُصَاهرَةً، وَدرَّس بِالمدرسَة النَّاصحيَة، وَأَمَّ بِمسجد المطرّز، وَعَقَدَ بِهِ مَجْلِسَ الإِملاَء فِي الأُسْبُوْع يَوْمَ الأَحَد، وَلَهُ مَجَالِسُ الْوَعْظ المشحونَة بِالفَوَائِد وَالمُبَالَغَة فِي النُّصْح، حَدَّثَ بِـ "الصَّحِيْحَيْنِ" وَ "غَرِيْب الحَدِيْث" لِلْخطَابِي، وَاللهِ يَزِيْد فِي مُدَّته وَيَفسَحُ فِي مُهْلَته، إِمْتَاعاً للمسلمين بفائدته.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عبدَ الرَّشِيْد بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ بِمَرْو يَقُوْلُ: الفُرَاوِي أَلفُ رَاوِي.
وَحَكَى وَالِدُه الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ عَنِ الأَمِيْر أَبِي الحَسَنِ السمحورِي: أَنَّهُ رَأَى فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُوْلُ لابني محمد: قد جعلتك نائبي فِي عقد المَجْلِس.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: إِلَى الفُرَاوِي كَانَتْ رحلتِي الثَّانِيَة، وَكَانَ يُقْصَدُ مِنَ النَّوَاحِي لِمَا اجْتَمَع فِيْهِ مِنْ عُلُوِّ الإِسْنَاد، وَوُفُورِ العِلْم، وَصحَّةِ الاعتقَاد، وَحُسنِ الخلقِ، وَالإِقبالِ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى الطَّالب.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَسَمِعْتُ الفُرَاوِي يَقُوْلُ: كُنَّا نَسْمَعُ مُسْنَدَ أَبِي عَوَانَةَ عَلَى القُشَيْرِيِّ، وَكَانَ يَحْضُرُ رَئِيْس يَجْلِسُ بِجنب الشَّيْخِ، فَغَاب يَوْماً، وَكَانَ الشَّيْخ يَجْلِسُ وَعَلَيْهِ قميصٌ أَسودُ خشن، وَعِمَامَةٌ صَغِيرَةٌ، وَكُنْتُ أَظُنّ أَنَّ السَّمَاع عَلَى ذَلِكَ الْمُحْتَشَمَ، فَشرع أَبِي فِي القِرَاءةِ، فَقُلْتُ: عَلَى مَنْ تَقرَأُ وَالشَّيْخ مَا حضَر? فَقَالَ: وَكَأَنَّك تَظُنّ أَن شيخَك ذَلِكَ الشَّخْص? قُلْتُ: نَعم، فَضَاق صَدْرُهُ وَاسْترجع، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ شيخُك هَذَا القَاعِد، ثُمَّ أَعَاد لِي مِنْ أَوَّل الكِتَاب.
ثُمَّ قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بن أَبِي نَصْرٍ الطَّبَسِي يَقُوْلُ: قَرَأْت صَحِيْح مُسْلِم عَلَى الفُرَاوِي سَبْعَ عَشْرَةَ نَوْبَة، وَقَالَ: أُوصيك أَنْ تحضر غسلِي، وَأَن تُصلِي عَلَيَّ في الدار، وأن تدخل لسانك في فمي، فَإِنَّك قَرَأْت بِهِ كَثِيْراً حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: فَصُلِّيَ عَلَيْهِ بُكْرَةً، وَمَا وَصلُوا بِهِ إِلَى المَقْبَرَة إِلَى بَعْدَ الظُّهْر مِنَ الزِّحَام، وَأَذْكُر أَنَّا كُنَّا فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَحملنَا مِحَفَّتَهُ عَلَى رقَابِنَا إِلَى قَبْرِ مُسْلِم لإِتْمَام الصَّحِيح، فَلَمَّا فَرَغَ القَارِئ مِنَ الكِتَاب، بَكَى الشَّيْخُ، وَدَعَا وَأَبْكَى الحَاضرِيْنَ، وَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا الكِتَاب لاَ يُقرَأُ عليَّ بَعْدَ هَذَا، فَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال، وَدُفِنَ عِنْد إِمَامِ الأَئِمَّة ابْنِ خُزَيْمَةَ.
قَالَ: وَقد أَملَى أَكْثَر مِنْ أَلف مَجْلِس.
قُلْتُ: وَخَرَّجُوا لَهُ أَحَادِيْث سُدَاسيَة سَمِعْنَاهَا، وَمائَة حَدِيْثٍ عَوَالِي عِنْد أَصْحَابِ ابْنِ عَبدِ الدَّائِمِ، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ المسَاوَاة وَغَيْرُ ذَلِكَ.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
مُحَمَّد بن الْفضل [441 تَقْديرا - 530] )
أَبُو عبد الله الفراوي ثمَّ النَّيْسَابُورِي الملقب ب: فَقِيه الْحرم.
من تلامذة إِمَام الْحَرَمَيْنِ.
سمع فَقِيه الْحرم بنيسابور جمَاعَة جمة، من جلة الْأَعْيَان وَالْأَئِمَّة، مِنْهُم: شيخ الْإِسْلَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي، وَأَبُو حَفْص ابْن مسرور الزَّاهِد، وَالْإِمَام أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الصفار، وَأَبُو عُثْمَان سعيد الْعيار، وَسَعِيد الْبُحَيْرِي، وَأَبُو سعد الجنزروذي، وَأَبُو سعيد الخشاب، وَالْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ، والحافظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ، وَأَبُو بكر ابْن أبي عَاصِم الْعمريّ الْهَرَوِيّ، والأستاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي، وَأَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ إِمَام الْحَرَمَيْنِ، وجده، وَأَبوهُ، وَمن لَا نحصيه كَثْرَة.
وَحج، فَسمع بِبَغْدَاد من: أبي نصر الزَّيْنَبِي، وَأبي الْحُسَيْن عَاصِم.
وَسمع بِالْمَدِينَةِ - حرسها الله - من أبي نصر ابْن ودعان قَاضِي الْموصل.
وَكَانَ يروي كتبا كَثِيرَة بِنَصّ من الثبت.
قَالَ الْحَافِظ أَبُو سعد الْمروزِي: سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل الفراوي يَقُول: كُنَّا نسْمع (مُسْند) أبي عوانه الإِسْفِرَايِينِيّ من الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي، وَكَانَ يحضر مَعنا رجل من المحتشمين، عَلَيْهِ ثِيَاب رفيعة، وَكَانَ يقْعد بِجنب الْأُسْتَاذ، وَكَانَ وَالِدي يتَوَلَّى الْقِرَاءَة على الْأُسْتَاذ الإِمَام، وَيقْعد بَين يَدَيْهِ، ويقعدني بجنبه، وَمَا كَانَ يتركني أَن ألتفت يمنة ويسرة، وَاتفقَ بعد قِرَاءَة جملَة من الْكتاب أَنه انْقَطع ذَلِك المحتشم عَن الْمجْلس يَوْمًا لعَارض، وَخرج الْأُسْتَاذ على الْعَادة، وَقعد، وَكَانَ فِي أَكثر الْأَوْقَات يخرج وَعَلِيهِ قَمِيص أسود خشن، وعمامة صَغِيرَة، وَكنت أَظن أَن وَالِدي يقْرَأ الْكتاب على ذَلِك المحتشم الَّذِي عَلَيْهِ البزة الْحَسَنَة، فاليوم الَّذِي انْقَطع فِيهِ شرع وَالِدي فِي الْقِرَاءَة على الْعَادة، فَقلت لَهُ: يَا سَيِّدي {على من نَقْرَأ الحَدِيث وَالشَّيْخ مَا حضر؟ فَقَالَ: وكأنك كنت تظن أَن شيخك ذَاك الشَّخْص الَّذِي غَابَ، وَأَنِّي كنت أَقرَأ عَلَيْهِ الْكتاب؟ قلت: بلَى، فَضَاقَ صَدره، وَقَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، يَا بني} شيخك هَذَا الْقَاعِد، وَأَشَارَ إِلَى الْأُسْتَاذ، وَعلم الْموضع، وَأعَاد لي من أول الْكتاب إِلَى الْموضع، وَقَالَ: مَا لم تعرف شيخك لَا يجوز لَك أَن تروي عَنهُ.
ثمَّ قَالَ: كَذَا كَانَ وَالِدي رَحمَه الله يسمعني من الشُّيُوخ.
قَالَ أَبُو سعد: وَكَانَ لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء كل أحد بعد الْعَصْر فِي مَسْجِد الْمُطَرز، وَلَعَلَّه أمْلى أَكثر من ألف مجْلِس، وَمَا ترك الْإِمْلَاء إِلَى أَن مَاتَ.
توفّي - رَحمَه الله - يَوْم الْخَمِيس الْحَادِي وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مئة، وَدفن عِنْد قبر الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة
قَالَ أَبُو سعد: أذكر أَنا فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ، حملنَا محفته على رقابنا إِلَى قبر مُسلم بن الْحجَّاج بنصراباذ لإتمام " الصَّحِيح " عِنْد قبر المُصَنّف، فَبعد أَن فرغ الْقَارئ من قِرَاءَة الْكتاب بَكَى، ودعا، وأبكى الْحَاضِرين، وَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا الْكتاب لَا يقْرَأ عَليّ بعد هَذَا، قَالَ: وَمَا قرئَ عَلَيْهِ بعد ذَلِك كَمَا جرى على لِسَانه رَحمَه الله تَعَالَى.
-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-
محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله الصاعدي الفراوي:
عالم بالحديث والفقه، شافعيّ. مولده ووفاته في نيسابور. كان يعرف بفقيه الحرم، لإقامته مدة في الحرمين.
له تصانيف، منها (مجالس) أملاها في الوعظ، أكثر من ألف مجلس، و (أربعون حديثا - خ) وكتاب في (الفقه) . نسبته إلى (فراوة) بليدة قرب خوارزم انتقل أبوه منها إلى نيسابور .
-الاعلام للزركلي-
أبو عبد الله، محمدُ بنُ الفضلِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ الصاعديُّ، الفَراوِيُّ، النيسابوريُّ.
كان فقيهًا محدثًا مفتيًا مناظرًا واعظًا، وكان يحمل الطعام إلى المسافرين الواردين عليه، ويخدمهم بنفسه مع كبر سنه.
سمع "صحيح مسلم" من عبد الغافر الفارسي، و"صحيح البخاري" من سعيد بن أبي سعيد، وسمع من الشيخ إسحق الشيرازي، والحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبي القاسم القشيري، وإمام الحرمين. وتفرد برواية عدة كتب للحافظ البيهقي، مثل "دلائل النبوة"، و"الأسماء والصفات"، و"البعث والنشور"، و"الدعوات الكبيرة"، و"الصغيرة"، وكان يقال في حقه: الفراوي ألف راوي.
ولد سنة 441 أو 442 بنيسابور، وسمع الحديث سنة 47، وتوفي سنة 530.
والفَراوي: نسبة إلى فَراوة، وهي بليدة مما يلي خُوارزم، يقال لها: رباط فراوة، بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون، وهو يومئذ أمير خراسان.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.