عبد الله الالهي

قصبة كرمان

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 796 و 896 هـ
أماكن الإقامة
  • بخارى - أوزبكستان
  • بلاد العجم - بلاد العجم

نبذة

الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ عبد الله الالهي كَانَ مولده بقصبة سماو من ولَايَة اناطولي اشْتغل فِي اول عمره بِالْعلمِ الشريف وتوطن مُدَّة بِمَدِينَة قسطنطينية فِي الْمدرسَة الْمَشْهُورَة هُنَاكَ بمدرسة زيرك وَلما ارتحل الْمولى عَليّ الطوسي الى بِلَاد الْعَجم ارتحل هُوَ مَعَه ايضا الى بِلَاد الْعَجم ولقبه بقصبة كرمان واشتغل عِنْده بالعلوم الظَّاهِرَة

الترجمة

وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ عبد الله الالهي
كَانَ مولده بقصبة سماو من ولَايَة اناطولي اشْتغل فِي اول عمره بِالْعلمِ الشريف وتوطن مُدَّة بِمَدِينَة قسطنطينية فِي الْمدرسَة الْمَشْهُورَة هُنَاكَ بمدرسة زيرك وَلما ارتحل الْمولى عَليّ الطوسي الى بِلَاد الْعَجم ارتحل هُوَ مَعَه ايضا الى بِلَاد الْعَجم ولقبه بقصبة كرمان واشتغل عِنْده بالعلوم الظَّاهِرَة وَغلب عَلَيْهِ دَاعِيَة التّرْك فَجمع كتبه وَقصد ان يحرقها بالنَّار ثمَّ بدا لَهُ ان يغرقها بِالْمَاءِ وَلما كَانَ هُوَ فِي هَذَا التَّرَدُّد اذ دخل عَلَيْهِ فَقير فَعرض خاطرته عَلَيْهِ فَقَالَ بِعْ الْكتب وَتصدق بِثمنِهَا الا هَذَا الْكتاب فَإِنَّهُ يهمك فاذا هُوَ كتاب فِيهِ رسائل الْمَشَايِخ ثمَّ عزم هُوَ بِمَدِينَة سَمَرْقَنْد وَوصل هُنَاكَ الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه خواجه عبيد الله السَّمرقَنْدِي وَحصل عِنْده الطَّرِيقَة وتشرف بتلقين من الشَّيْخ ثمَّ ذهب باشارة مِنْهُ الى بخارا وَاعْتَكف هُنَاكَ عِنْد قبر الشَّيْخ خواجه بهاء الدّين النقشبندي وتربى عِنْده من روحانيته حَتَّى انه رُبمَا ينشق الْقَبْر ويتمثل لَهُ خواجه بهاء الدّين ويعبر واقعته ثمَّ اتى مَدِينَة سَمَرْقَنْد وَصَحب مَعَ الْمولى عبيد الله مُدَّة اخرى ثمَّ ذهب باشارته الشَّرِيفَة الى بِلَاد الرّوم وَمر بِبِلَاد هراة وَصَحب مَعَ الْمولى عبد الرحمن الجامي وَغير ذَلِك من مَشَايِخ خُرَاسَان ثمَّ اتى وَطنه وَسكن بِهِ واشتهر حَاله فِي الافاق وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الْعلمَاء والطلاب ووصلوا الى مآربهم وَبلغ صيته الى مَدِينَة قسطنطينية وَطَلَبه علماؤها وأكابرها فَلم يلْتَفت اليهم الى ان مَاتَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَظَهَرت الْفِتَن فِي وَطنه فَأتى مَدِينَة قسطنطينية وَسكن هُنَاكَ بِجَامِع زيرك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الاكابر والاعيان فتشوش الطلاب بمزاحمة الاكابر وَمَال الشَّيْخ الى الارتحال مِنْهَا فَبَيْنَمَا هُوَ على ذَلِك اذ استدعاه الامير احْمَد بك الاورنوسي وَكَانَ من محبيه بِأَن يشرف مقَامه بِولَايَة روم ايلي الْمُسَمّى بوارطار يكيجه سي فَقبل كَلَامه وارتحل اليه وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الطلاب وانتفعوا بِهِ وَمَات هُنَاكَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بذلك الْموضع وَهُنَاكَ جَامع ومزار يزار ويتبرك بِهِ وَكَانَ قدس سره الْعَزِيز فِي مجالسه الشَّرِيفَة على الْحُضُور التَّام وَكَانَ اذا غلب على وَاحِد من اهل الْمجْلس فَتْرَة اَوْ غلب عَلَيْهِ خاطرة يلْتَفت الى جَانِبه للدَّفْع وَيتَكَلَّم بِمَا يَدْفَعهَا وَكَانَ متواضعا صَاحب خلق عَظِيم بِحَيْثُ لَو دخل عَلَيْهِ اُحْدُ صَغِير اَوْ كَبِير اَوْ فَقير اَوْ غَنِي يقوم لَهُ من مَجْلِسه وَذكر عِنْده انْقِطَاع الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء عَن النَّاس وَخُرُوجه اليهم مؤقتا وَعدم التفاته الى الاصاغر والأكابر فَقَالَ اخْتَار جَانب الْحُضُور على حسن الْخلق وَمن جملَة مناقبه الشَّرِيفَة مَا حُكيَ عَن الشَّيْخ مصلح الدّين الطَّوِيل وَكَانَ هُوَ من جملَة احبائه انه قَالَ كنت مَعَ سَائِر الطالبين عِنْد حُضُور الشَّيْخ بِجَامِع زيرك وَعِنْده الشَّيْخ عَابِد جلبي من ابناء جلال الدّين الرُّومِي وَكَانَ قَاضِيا ثمَّ تَركه 

وَصَارَ مِمَّن يلازم خدمَة الشَّيْخ فَأسرهُ الشَّيْخ بِكَلَام اليه فَنظر هُوَ الى جَانب وَتَبَسم قَالَ فتعجبت من هَذَا الْحَال فسالت عَابِد جلبي عَن هَذَا فَقَالَ قَالَ لي الشَّيْخ انْظُر الى بدر الدّين خَليفَة وَكَانَ اماما بالجامع الْمَذْكُور وَكَانَ رجلا صَالحا من اهل الطَّرِيقَة الخلوتية قَالَ قَالَ فَنَظَرت فاذا هُوَ فِي زِيّ رَاهِب فتبسمت من هَذَا قَالَ الشَّيْخ مصلح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فازداد بِهَذَا الْكَلَام اضطرابي فَقلت فِي نَفسِي كَيفَ كشف الشَّيْخ حَال ذَلِك الامام مَعَ انه رجل صَالح من اهل الطَّرِيقَة وَكَيف خص هَذَا الْكَلَام بعابد جلبي وَلم يكن ذَلِك من عَادَته فغلب عَليّ هَذَا الخاطر حَتَّى تَكَلَّمت عِنْد الشَّيْخ قَالَ الشَّيْخ ذَلِك الزي صُورَة انكاره عَليّ لَا صُورَة دينه وَتَخْصِيص الْكَلَام بعابد جلبي هُوَ ان مشارب النَّاس مُخْتَلفَة مثلا صبيان الْعَوام يعلمُونَ بِالضَّرْبِ وصبيان الاكابر يعلمُونَ باللطف وَلَو لم اتلطف مَعَه لتركني وَترك هَذَا الطَّرِيق وَمن جملَة مناقبه ان عجوزا من احبائه جَاءَت اليه يَوْمًا فَقَالَت رَأَيْت وَاقعَة عَجِيبَة رَأَيْتنِي فِي الْمَنَام ضفدعا فَقَالَ الشَّيْخ لَا بَأْس بذلك وَلَا ضَرَر فِيهِ عَلَيْك وَلم تقنع الْعَجُوز بِهَذَا الْكَلَام وَلم تَبْرَح من مَكَانهَا ثمَّ الْتفت اليها الشَّيْخ وَقَالَ لَعَلَّك نَوَيْت الضِّيَافَة فتركتها قَالَت نعم نَوَيْت ضِيَافَة احباء الشَّيْخ ثمَّ تركتهَا لضيق مَكَاني عَنْهُم فراحت الْعَجُوز وقنعت بِهَذَا التَّعْبِير قَالَ فسالناه عَن هَذَا التَّعْبِير قَالَ ان التَّعْبِير قد يُؤْخَذ من اللَّفْظ وَكلمَة ضفدع مركب من ضف وَهُوَ من الضِّيَافَة وَمن دع وَهُوَ معنى التّرْك وَنقل عَن الْمولى عَابِد جلبي الْمَزْبُور انه قَالَ اقمت عِنْد الشَّيْخ مُدَّة وَلم ينفتح لي شَيْء ونويت ان

نتقل الى خدمَة الشَّيْخ محيي الدّين الاسكليبي قَالَ فَصليت فِي الْجَامِع يَوْمًا وَأَنا على هَذِه الخاطرة وَالشَّيْخ يُصَلِّي فِي الْعُلُوّ وَبعد الصَّلَاة الْتفت الي الشَّيْخ قَالَ رَأَيْتُك تصلي ولكنني رَأَيْتُك فِي صُورَة الشَّيْخ محيي الدّين الاسكليبي قَالَ فاعتذرت اليه وَقبلت يَده ولازمت خدمته قدس الله تَعَالَى سره الْعَزِيز وَاعْلَم ان الطَّرِيقَة النقشبندية تَنْتَهِي الى الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ خواجه بهاء الدّين النقشبندي ولنذكر بَعْضًا من مناقبه وَمن مَنَاقِب بعض احبائه رَجَاء ان ينفعنا الله تَعَالَى بِذكر مناقبهم الشَّرِيفَة واوصافهم اللطيفة نفعنا الله تَعَالَى بهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَنَقُول اصل هَذِه الطَّرِيقَة خواجه بهاء الدّين النقشبندي قدس سره الْعَزِيز واسْمه الشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البُخَارِيّ كَانَ نسبته فِي الطَّرِيق الى السَّيِّد امير كلال وتلقن مِنْهُ الذّكر وتربى ايضا من روحانية الشَّيْخ عبد الخالق الفجدواني سُئِلَ هُوَ عَن طَرِيقَته وَقيل انها مكتسبة اَوْ موروثة فَقَالَ شرفت بمضمون جذبة من جذبات الْحق توازي عمل الثقلَيْن وَسُئِلَ هُوَ ايضا عَن معنى طَرِيقَته فَقَالَ الْخلْوَة فِي الْكَثْرَة وَتوجه الْبَاطِن الى الْحق وَالظَّاهِر الى الْخلق قَالَ واليه يُشِير قَول الله عز وَجل رجال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله وَكَانَ لَا يذكر عَلَانيَة وَيعْتَذر فِي ذَلِك يَقُول امرني عبد الخالق الفجدواني فِي الْوَاقِعَة بِالْعَمَلِ بالعزيمة فَلهَذَا تركت الذّكر فِي الْعَلَانِيَة وَلم يكن لَهُ غُلَام وَلَا جَارِيَة فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ العَبْد لَا يَلِيق ان يكون سيدا وَسُئِلَ ايْنَ مُنْتَهى سلسلتك فَقَالَ لَا يصل اُحْدُ بالسلسلة الى مَوضِع وَكَانَ يُوصي باتهام النَّفس وَمَعْرِفَة كيدها ومكرها وَكَانَ يَقُول لَا يصل اُحْدُ الى هَذِه الطَّرِيقَة الا بِمَعْرِِفَة مكايد النَّفس وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا آمنُوا بِاللَّه اشارة 

الى ان الْمُؤمن يَنْبَغِي ان يَنْفِي وجوده الطبيعي فِي كل طرفَة عين وَيثبت معبوده الْحَقِيقِيّ وَكَانَ يَقُول نفي الْوُجُود اقْربْ الطّرق عِنْدِي وَلَكِن لَا يحصل الا بترك الِاخْتِيَار ورؤية قُصُور الاعمال وَكَانَ يَقُول التَّعَلُّق بِمَا سوى الله تَعَالَى حجاب عَظِيم للسالك وَكَانَ يَقُول طريقتنا الصُّحْبَة وَالْخَيْر فِي الجمعية بِشَرْط نفي الاصحاب بَعضهم بَعْضًا وَفِي الْخلْوَة شهرة والشهرة آفَة وَقَالَ ايضا طريقتنا هِيَ العروة الوثقى لانها مَبْنِيَّة على

الْمُتَابَعَة لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وآثار الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ وآدابهم وَقَالَ لَا بُد للطَّالِب ان يعرف احواله اولا فَإِذا صحب مَعَ وَاحِد من اهل الطَّرِيقَة فان وجد فِي حَاله زِيَادَة يلازمه بِحكم قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام اصبت فَالْزَمْ مَاتَ قدس سره لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الثَّالِثَة من شهر ربيع الاول سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة
من جملَة مَشَايِخ هَذِه الطَّرِيقَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى خواجه مُحَمَّد بارسا البُخَارِيّ وَهُوَ من جملَة اصحاب خواجه بهاء الدّين المذكو
قَالَ شَيْخه لَهُ بِمحضر من اصحابه الامانة الَّتِي وصلت الى من مَشَايِخ طريقتنا هَذِه وَجَمِيع مَا اكتسبته فِي هَذِه الطَّرِيقَة سلمت كلهَا اليك فَقبل خواجه مُحَمَّد بارسا وَقَالَ شَيْخه فِي آخر حَيَاته فِي غيبته الْمَقْصُود من ظهوري وجوده وربيته بطرِيق الجذبة والسلوك فَلَو اشْتغل بذلك لتنور مِنْهُ الْعَالم ووهب لَهُ شَيْخه صفة الرّوح فِي وَقت وقصته مَشْهُورَة ووهب لَهُ ايضا فِي وَقت آخر بركَة النَّفس وَكَانَ مظهر الْمَضْمُون قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام ان من عباد الله تَعَالَى من لَو اقْسمْ على الله لَأَبَره ولقنه الذّكر الْخَفي وَأذن لَهُ فِي تَعْلِيم آدَاب الطَّرِيقَة للطالبين توجه فِي الْعشْرين من الْمحرم الْحَرَام سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة الى حج بَيت الله تَعَالَى الْحَرَام من طَرِيق نسف وَمر بصفانيان وترمذ وبلخ وهراة وزار المزارات المبروكة كلا مِنْهَا وأكرمه عُلَمَاء تِلْكَ الْبِلَاد ومشايخها وعظموه غَايَة التَّعْظِيم وَرَأَوا مشاهدته وخدمته غنيمَة عَظِيمَة وَلما أتم أَمر الْحَج مرض وَلم يقدر على طواف الْوَدَاع الا بِحمْلِهِ ثمَّ توجه الى الْمَدِينَة المنورة صلى الله تَعَالَى وَسلم على ساكنها مَرِيضا وَتُوفِّي بعد زِيَارَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْيَوْم الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وَصلى عَلَيْهِ كثير من النَّاس مِنْهُم الْمولى شمس الدّين الفناري وَدفن بجوار قبر عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.