مصلح الدين الطويل
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ مصلح الدّين الطَّوِيل
كَانَ اصله من كرة النّحاس من ولَايَة قسطموني اشْتغل اولا بِالْعلمِ الشريف وَكَانَ مشتهرا بِالْفَضْلِ مَقْبُولًا عندعلماء عصره ثمَّ حصل لَهُ محبَّة التصوف وَدَار على مَشَايِخ عصره وَاسْتقر عِنْد الشَّيْخ الالهي وداوم خدمته الى ان مَاتَ وَحصل عِنْده طَريقَة التصوف وَبلغ الْكَمَال الْأَقْصَى وَكَانَ مُنْقَطِعًا من النَّاس مُجَردا عَن أَحْوَال الدُّنْيَا غير مبال بعادات النَّاس وَيرى فِي ظَاهره آثَار الهيبة والجلال وَهُوَ عِنْد الصُّحْبَة باللطف وَالْجمال ورأيته فِي زمن الصِّبَا وَحصل لي مِنْهُ هَيْبَة عَظِيمَة وَهَذِه الهيبة فِي قلبِي الى الان وَكتب رِسَالَة فِي زمن السُّلْطَان بايزيدخان وأرسلها اليه يذكر فِيهَا نبذا من أَحْوَال الْعَرْش والكرسي وَذكر فِي آخرهَا انه إِذا وَقع الظُّلم فِي نَاحيَة من النواحي يرى صلحاء تِلْكَ النواحي رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام حَزينًا وصلحاء كرة
النّحاس راوا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم مَحْزُونا فتتبعنا فَوَجَدنَا فِي تِلْكَ النَّاحِيَة ظلما عَظِيما وَوصف ذَلِك الظُّلم فَرفع السُّلْطَان بايزيدخان ذَلِك الظُّلم عَن أهل تِلْكَ النواحي
وَحكى بعض من الْعلمَاء انه قَالَ ذهبت الى خدمته مرّة وَقلت أردْت ان اترك هَذَا الطَّرِيق قَالَ أَي طَرِيق هُوَ قلت الْعلم قَالَ هَل وجدت طَرِيقا احسن مِنْهُ قَالَ فَسكت ثمَّ قَالَ للحاضرين هَل فِيكُم من يعرف سِنَان جلبي الكرميائي قَالُوا نعم نعرفه قَالَ كَيفَ تعرفونه قَالُوا هُوَ قَاض من اهل الْفضل قَالَ انه أكمل طَريقَة التصوف وَلَيْسَ فِيكُم من يعرف حَاله هَذَا وَالَّذِي لَهُ همة عالية يكمل الطَّرِيقَة قَاضِيا ومدرسا وَلَا يشْعر بِهِ اُحْدُ وَمن لَيْسَ لَهُ همة عالية تشوقه النَّفس الى ترك طَرِيق الْعلم وَلَا يَتَيَسَّر لَهُ ذَلِك وَيحرم عَن الطَّرِيق
وَمن جملَة احواله انه فرش حَصِيرا فِي مَوضِع قريب من قبر الشَّيْخ تَاج الدّين بِمَدِينَة بروسه وَقَرَأَ على ذَلِك الْحَصِير كل غدْوَة سُورَة يس الى اربعين يَوْمًا وَلما أتم الاربعين مَاتَ وَدفن فِي مَوضِع ذَلِك الْحَصِير قدس سره
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.