إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران أبي إسحاق الإسفراييني

ركن الدين إبراهيم

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة418 هـ
مكان الولادةإسفرايين - إيران
مكان الوفاةنيسابور - إيران
أماكن الإقامة
  • إسفرايين - إيران
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • العراق - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

أحد أَئِمَّة الدّين كلَاما وأصولا وفروعا جمع أشتات الْعُلُوم واتفقت الْأَئِمَّة على تبجيله وتعظيمه وَجمعه شَرَائِط الْإِمَامَة قَالَ الْحَاكِم انْصَرف من الْعرَاق بعد الْمقَام بهَا وَقد أقرّ لَهُ أهل الْعلم بالعراق وخراسان بالتقدم وَالْفضل فَاخْتَارَ الوطن إِلَى أَن خرج بعد الْجهد إِلَى نيسابور وَبنى لَهُ الْمدرسَة الَّتِي لم يبن قبلهَا بنيسابور مثلهَا ودرس فِيهَا وَحدث

الترجمة

الأستاذ الإسفرايني
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الإسفرايني الملقب بركن الدين، الفقيه الشافعي المتكلم الأصولي؛ ذكره الحاكم أبو عبد الله، وقال: أخذ عن الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور، وأقر له بالعلم أهل العراق، وخراسان، وله التصانيف الجليلة، منها: كتابه الكبير الذي سماه جامع الحلى في أصول الدين والرد على الملحدين رأيته في خمسة مجلدات، وغير ذلك من المصنفات، وأخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه بإسفراين وبنيت له المدرسة المشهورة بنيسابور، وذكره أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، في سياق تاريخ نيسابور، فقال في حقه: أحد من بلغ حد الاجتهاد من العلماء لتبحره في العلوم واستجماعه شرائط الإمامة، وكان طراز ناحية الشرق، وكان يقول: أشتهي أن أموت بنيسابور حتى يصلي علي جميع أهل نيسابور فتوفي بها يوم عاشوراء، سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ثم نقلوه إلى إسفراين، ودفن في مشهده، رحمة الله تعالى. واختلف إلى مجلسه أبو القاسم القشيري، وأكثر الحافظ أبو بكر البيهقي الرواية عنه في تصانيفه وغيره من المصنفين، رحمهم الله أجمعين، وسمع بخراسان أبا بكر الإسماعيلي، وبالعراق أبا محمد دعلج بن أحمد السجزي وأقرانهما، وسيأتي الكلام على إسفراين في ترجمة الشيخ أبي أحمد بن محمد الإسفرايني.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي.

 

إبراهيم بن محمد الإسفرايني أبي إسحاق: وكان فقيهاً متكلماً أصولياً وعليه درس شيخنا القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه بإسفراين، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور. توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة.

- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.

 

الشيخ الإمام المتكلم إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مِهْرَان، المعروف بأبي إسحق الإسفرايني الفقيه الأصولي الشافعي، الملقب بالأستاذ، المتوفى بنيسابور يوم عاشوراء سنة 418 ثماني عشرة وأربعمائة.
سمع أبا بكر الإسمعيلي بخراسان والعراق وغيرهما واستجمع شرائط الإمامة. وكان علماً في علوم الدين أصولاً وفروعاً، مجتهداً في العبادة.
قرأ عليه أبو الطيب الطّبري وإمام الحرمين.
توطن بالعراق إلى أن بنى له مدرسة بنيسابور، فدعي إليها، فأخذ عنه عامة شيوخها. وكان القشيري والبيهقي يختلفان إلى مجلسه، فأكثر البيهقي الرواية عنه في تصانيفه.
وصنف كتاب "جامع المحلّى في أصول الدين" خمس مجلدات وكتاب "أصول الفقه" وكتاب "أدب الجدل" وشَرَح "الفروع" لابن الحداد. وذكر السبكي أنه كان يُنكر كرامات الأولياء. قال ابن الصلاح: وهي زَلَّة كبيرة وأنه أنكر المجاز في اللغة واختار أنه لا صغيرة في الذنوب وأن الأنبياء لا يصدر عنهم ذنبٌ أصلاً ويمتنع عليهم النسيان.
وكان يقول بعدما رجع من إسفرايين أشتهي أن يكون موتي بنيسابور حتى يصلي عليَّ جميع أهلها، فتوفي بعد خمسة أشهر وحمل منها إلى إسفرايين ودفن في تربته. ذكره ابن خَلّكان والسُّبْكي.

سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة. 

 

 إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان الْأُسْتَاذ أَبُي إِسْحَاق الإسفرايني

أحد أَئِمَّة الدّين كلَاما وأصولا وفروعا
جمع أشتات الْعُلُوم
واتفقت الْأَئِمَّة على تبجيله وتعظيمه وَجمعه شَرَائِط الْإِمَامَة
قَالَ الْحَاكِم انْصَرف من الْعرَاق بعد الْمقَام بهَا وَقد أقرّ لَهُ أهل الْعلم بالعراق وخراسان بالتقدم وَالْفضل فَاخْتَارَ الوطن إِلَى أَن خرج بعد الْجهد إِلَى نيسابور وَبنى لَهُ الْمدرسَة الَّتِي لم يبن قبلهَا بنيسابور مثلهَا ودرس فِيهَا وَحدث
سمع بخراسان الشَّيْخ أَبَا بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ
وبالعراق أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله الشَّافِعِي ودعلج بن أَحْمد وأقرانهما
روى عَنهُ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي وَأَبُو السنابل هبة الله بن أبي الصَّهْبَاء وَمُحَمّد بن الْحسن البالوي وَجَمَاعَة

قيل وَكَانَ يلقب ركن الدّين
وَله التصانيف الفائقة مِنْهَا كتاب الْجَامِع فِي أصُول الدّين وَالرَّدّ على الْمُلْحِدِينَ ومسائل الدّور وتعليقة فِي أصُول الْفِقْه وَغير ذَلِك
قَالَ عبد الغافر كَانَ أَبُو إِسْحَاق طراز نَاحيَة الْمشرق فضلا عَن نيسابور ونواحيها ثمَّ كَانَ من الْمُجْتَهدين فِي الْعِبَادَة المبالغين فِي الْوَرع انتخب عَلَيْهِ أَبُو عبد الله الْحَاكِم عشرَة أَجزَاء
وَذكره فِي تَارِيخه لجلالته
قَالَ وَكَانَ ثِقَة ثبتا فِي الحَدِيث
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر حكى لي من أَثِق بِهِ أَن الصاحب بن عباد كَانَ إِذا انْتهى إِلَى ذكر ابْن الباقلاني وَابْن فورك والإسفرايني وَكَانُوا متعاصرين من أَصْحَاب أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ قَالَ لأَصْحَابه ابْن الباقلاني بَحر مغرق وَابْن فورك صل مطرق
والإسفرايني نَار تحرق
وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ درس عَلَيْهِ شَيخنَا القَاضِي أَبُو الطّيب وَعنهُ أَخذ الْكَلَام وَالْأُصُول عَامَّة شُيُوخ نيسابور
وَقَالَ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن سَمِعت أَبَا حَازِم العبدوي يَقُول كَانَ الْأُسْتَاذ يَقُول لي بعد مَا رَجَعَ من أسفراين أشتهي أَن يكون موتى بنيسابور حَتَّى يُصَلِّي على جَمِيع أهل نيسابور فَتوفي بعد هَذَا الْكَلَام بِنَحْوِ من خَمْسَة أشهر يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الخباز قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع قَالَ أَنبأَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو بكر مُحَمَّد ورقية ابْنا إِسْمَاعِيل الْأنمَاطِي حضورا وَغَيرهمَا قَالُوا حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي سعد الصفار كِتَابَة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الْخَالِق بن زَاهِر الشحامي سَمَاعا أَنبأَنَا الشَّيْخ أَبُو إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد البالوي أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإسفرايني أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد دعْلج ابْن أَحْمد السجْزِي بِبَغْدَاد حَدثنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْمَكِّيّ حَدثنَا أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن ابْن كَعْب بن مَالك عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (مثل الْمُؤمن كَمثل الخامة من الزَّرْع يميلها الرِّيَاح مرّة هَكَذَا وَمرَّة هَكَذَا وَمثل الْمُنَافِق كَمثل الأرزة المجذية على الأَرْض حَتَّى يكون انجعافها)
أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس بن المظفر بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخبرنَا أَحْمد بن هبة الله الدِّمَشْقِي عَن أبي بكر الْقَاسِم بن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار وَأبي المظفر عبد الرَّحِيم بن أبي سعد عبد الْكَرِيم بن السَّمْعَانِيّ قَالَا أنبأتنا عَائِشَة ابْنة أبي نصر أَحْمد بن مَنْصُور بن الصفار قِرَاءَة عَلَيْهَا وَنحن نسْمع قَالَت أَنبأَنَا الشريف أَبُو السنابل هبة الله ابْن أبي الصَّهْبَاء مُحَمَّد بن حيدر الْقرشِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع حَدثنَا الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المهرجاني الإسفرايني إملاء فِي مَسْجِد عقيل بعد صَلَاة الْعَصْر يَوْم الْخَمِيس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ أول إملاء عقد لَهُ أخبرنَا الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن أبي شيبَة حَدثنَا أَحْمد بن طَارق حَدثنَا مُسلم بن خَالِد حَدثنَا زِيَاد بن سعد عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن صَفْوَان بن سليم عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بعثت على أثر ثَمَانِيَة آلَاف نَبِي مِنْهُم أَرْبَعَة آلَاف من بني إِسْرَائِيل)
ذكر نخب وفوائد عَنهُ
تكلم الْأُسْتَاذ الإسفرايني فِي كتاب الْحلِيّ فِي أصُول الدّين على قَول الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ الْإِيمَان لَا يشركهُ الشّرك والشرك يشركهُ الشّرك بِمَا حَاصله أَن الْإِيمَان لَو قارنه اعْتِقَاد قدم الْعَالم أَو نَحوه من الكفران ارْتَفع بجملته وَالْكفْر كالتثليث مثلا لَو قارنه اعْتِقَاد خُرُوج الشَّيْطَان على الرَّحْمَن ومغالبته كَمَا يَقُول الْمَجُوس لم يرْتَفع شركه بالنصرانية بل ازْدَادَ شركا بالمجوسية وَأطَال فِي ذَلِك
قلت فَيُؤْخَذ مِنْهُ أَن الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص وَأَن الْكفْر يزِيد وَينْقص فَتَأمل ذَلِك
وَمن الْمسَائِل الحديثية الَّتِي سَأَلَهَا الْحَافِظ أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن الْحسن ابْن عَلَيْك النَّيْسَابُورِي من الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق إِذا روى عَن الشَّيْخ الْأَحَادِيث الطوَال وَقَالَ فِيهِ وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ ثمَّ أحب هَذَا أَن يروي الحَدِيث بِطُولِهِ وَلَا يختصر هَل لَهُ ذَلِك أجَاب الْأُسْتَاذ أَن ذَلِك لَا يجوز
قلت وَهَذَا الَّذِي أرَاهُ وَقد قَدمته فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة فِي تَرْجَمَة دَاوُد الظَّاهِرِيّ وَذكرت مَا فِيهِ عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي عَليّ الزجاجي

وفيهَا أَنه لَا يرجح الذُّكُورَة عَن الْأُنُوثَة فِي الرِّوَايَة بل هما سَوَاء
وَأَنه إِذا سقط من الأسناد رجل يعلم أَنه غلط من الْكَاتِب لم يجز أَن يثبت اسْم ذَلِك الرجل وَقَالَ الْأُسْتَاذ وَمن فعله سقط فِي جَمِيع أَحَادِيثه
وَأَنه إِذا قلب الأسناد والمتن على حَاله فَجعل بدل شُعْبَة سعيدا وَمَا أشبهه يُرِيد أَن يَجْعَل الحَدِيث مرغوبا فِيهِ غَرِيبا يصير دجالًا كذابا تسْقط بِهِ جَمِيع أَحَادِيثه وَإِن رَوَاهَا على وَجههَا
نقل الرَّافِعِيّ عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق أَن الْأُم تعْتق إِذا أعتق حملهَا مَالِكهَا كَمَا يعْتق هُوَ بِعتْقِهَا وَهَذَا مُشكل فَإِنَّهُ لَا تتخيل فِيهِ السَّرَايَة فَإِن السَّرَايَة فِي الأشقاص لَا فِي الْأَشْخَاص وَالْحمل إِنَّمَا يتبع الْأُم إِذا أعْتقهَا مَالِكهَا لِأَن الْحمل تَابع للْأُم لَا للسراية لما ذَكرْنَاهُ وَكَيف تتبع الْأُم الْحمل وَالتَّابِع كَيفَ يَنْقَلِب متبوعا مناظرة بَين الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإسفرايني وَالْقَاضِي عبد الْجَبَّار المعتزلي
قَالَ عبد الْجَبَّار فِي ابْتِدَاء جُلُوسه للمناظرة سُبْحَانَ من تنزه عَن الْفَحْشَاء
فَقَالَ الْأُسْتَاذ مجيبا سُبْحَانَ من لَا يَقع فِي ملكه إِلَّا مَا يَشَاء
فَقَالَ عبد الْجَبَّار أفيشاء رَبنَا أَن يعْصى
فَقَالَ الْأُسْتَاذ أيعصى رَبنَا قهرا
فَقَالَ عبد الْجَبَّار أَفَرَأَيْت إِن مَنَعَنِي الْهدى وَقضى عَليّ بالردى أحسن إِلَيّ أم أسا فَقَالَ الْأُسْتَاذ إِن كَانَ مَنعك مَا هُوَ لَك فقد أسا وَإِن مَنعك مَا هُوَ لَهُ فَيخْتَص برحمته من يشا فَانْقَطع عبد الْجَبَّار

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ، الأُسْتَاذُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الأُصُوْلِيُّ الشَّافِعِيُّ، المُلَقَّبُ رُكْن الدِّيْن. أَحَدُ المُجْتَهِدِيْن فِي عَصْرِهِ، وَصَاحِبُ المُصَنَّفَات البَاهرَة.
ارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ، وَسَمِعَ مِنْ: دَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَبِي رُوْبَا، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَزْدَاد بنِ مَسْعُوْد، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَعِدَّةٍ، وَأَمْلَى مَجَالِسَ وَقَعَ لِي مِنْهَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي المُنَاظرَة، وَأَبُو السَّنَابِل هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الصَّهْبَاء، وَطَائِفَةٌ.
وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ جَامع الخلِي فِي أُصُوْل الدِّيْنِ وَالرَّدّ على الملحدين، في خمس مجلدات.
وبُنِيَتْ لَهُ بِنَيْسَابُوْرَ مَدْرَسَةٌ مَشْهُوْرَةٌ. تُوُفِّيَ بِنَيْسَابُوْرَ يَوْمَ عَاشُورَاء مِنْ سَنَة ثمَانِي عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَات: درَس عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَبُو الطَّيِّبِ، وَعَنْهُ أَخَذَ الكَلاَمَ وَالأُصُوْلَ عَامَّةُ شُيُوْخِ نَيْسَابُوْر.
وَقَالَ غَيْرُهُ: نُقِلَ تَابُوتُهُ إِلَى إِسْفَرَايين، وَدُفِنَ هُنَاكَ بِمَشْهَده.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ طِرَازَ نَاحِيَةِ المَشْرِقِ، فَضْلاً عَنْ نَيْسَابُوْر، وَمِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ، المُبَالِغِيْنَ فِي الوَرَع، انْتَخَبَ عَلَيْهِ الحَاكِمُ عَشْرَةَ أَجزَاء، وَذكره فِي تَارِيْخِهِ لِجَلاَلَتِهِ، وَانْتَقَى لَهُ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ أَلفَ حَدِيْثٍ، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَء، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ.
وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِر: حَكَى لِي مَنْ أَثِقُ بِهِ: أن الصاحب إسماعيل ابن عَبَّاد كَانَ إِذَا انْتَهَى إِلَى ذكر هَؤُلاَءِ، يَقُوْلُ: ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ بَحْرٌ مُغْرِق، وَابْن فُوْرَك صِلٌّ مُطْرِق، وَالإِسْفَرَايِيْنِيّ نَارٌ تُحْرِق.
قَالَ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": أَبُو إِسْحَاقَ الأُصُوْلِيُّ الفَقِيْهُ المُتَكَلِّمُ، المُتَقَدِّمُ فِي هَذِهِ الْعُلُوم، انْصَرَفَ مِنَ العِرَاقِ وقد أقر له العلماء بالتقدم. إلى أَنْ قَالَ: وَبُنِي لَهُ بِنَيْسَابُوْرَ المَدْرَسَةُ الَّتِي لَمْ يُبْنَ بِنَيْسَابُوْرَ مِثْلُهَا قبلَهَا، فَدَرَّسَ فِيْهَا.

وَمِنْ كَلاَم هَذَا الأُسْتَاذ قَالَ: القَوْلُ بِأَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيْبٌ أَوّلُهُ سَفْسَطَةٌ وآخِرُهُ زَنْدَقَة. فَقَالَ أَبُو القَاسِمِ الفَقِيْهُ: كَانَ شَيْخُنَا الأُسْتَاذُ إِذَا تَكَلَّمَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة، قِيْلَ: القلمُ عَنْهُ مَرْفُوعٌ حِيْنَئِذٍ يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ لأَنَّه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء.
وحكى أبو القَاسِم القُشَيْرِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاء وَلاَ يُجَوِّزُهَا، وَهَذِهِ زَلَّةٌ كَبِيْرَةٌ.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة أَبُو عَلِيٍّ أحمد بن إبراهيم بن يزداد الأصبهاني غلام مُحْسِن، وَالوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ المَغْرِبِيّ بَمَيَّافَارِقِيْن. وَقَدْ قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّهُ وَإِخوَتَهُ. وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ السَّرَّاجُ صَاحِبُ الأَصَمِّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَعْفَرٍ المَيْدَانِيُّ النَّاسخُ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْر النَّسَائِيُّ الشَّافِعِيُّ الخَطِيْبُ -سَمِعَ الأَصَمَّ- وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرُّوز بهَان البَغْدَادِيُّ الرَّاوِي عن الستوري، وشيخ الصوفية معمر بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد الأَصْبَهَانِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الغَمْر الدِّمَشْقِيُّ مُسْتَمْلِي المَيَانَجِيّ، وَالحَافِظُ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيّ.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبي إسحاق الإسفراييني، نسبته إلى إسفرايين، ودفن فيها، وهي بلدة بنواحي نيسأبير، فقيه وأصولي، شافعي، قيل: إنّه بلغ رتبة الاجتهاد، وكان شيخ أهل خراسان في زمانه، أقام بالعراق مدة ثم رحل إلى إسفرايين فبني له بها مدرسة، فلزمها ودرس فيها، له: جامع الحلي في أصول الدين، والرد على الملحدين، أخذ عن: أبي بكر الإسماعيلي، ودعلج بن أحمد وغيرهما، وبه تفقه القاضي أبي الطيب الطبري، توفي رحمه الله سنة: (418هـ).  ينظر: طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي: 4/256 وما يليها، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد العكري: 5/90-91.

 


إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبي إسحاق، الاسفراييني، الملقب بركن الدين، الأصولي المتكلم الشافعي، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف، سمع من : دعلج السجزي، وأبا بكر الإسماعيلي، وغيرهما، وحدث عنه : أبي بكر البيهقي، وأبي الطيب الطبري، وغيرهما، من مصنفاته : الجامع في أصول الدين، وتعليقة في اصول الفقه، وغيرهما، وقال أبي الحسن عبد الغافر الفارسي في حقه : أحد من بلغ حد الاجتهاد من العلماء لتبحره في العلوم واستجماعه شرائط الإمامة . توفي :418هـ . ينظر : دلائل النبوة للبيهقي :1/101، وشذرات الذهب : 5/90، ووفيات الأعيان :1/28، وطبقات الشافعية للسبكي :4/256 .

 

أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، عالم بالفقه والأصول, كان يلقب بركن الدين، نشأ في أسفرايين ثم خرج إلى نيسأبير وبنيت له فيها مدرسة عظيمة فدرس فيها، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق، فاشتهر, له كتاب الجامع في أصول الدين، خمس مجلدات، و رسالة في أصول الفقه, وكان ثقة في رواية الحديث, وله مناظرات مع المعتزلة, توفي في نيسأبير (418) ه، ودفن في أسفرايين, ينظر: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام : 9/291 , الأعلام للزركلي : 1/61  .

 

 

إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن مهران الأستاذ أبو إسحاق المهرجاني الإسفراييني، الأصولي، المتكلم، الفقيه، الشافعي، الإمام، العلامة، الأوحد، إمام أهل خُراسان، يلقب رُكن الدين، أحد المجتهدين في عصره، وصاحب المصنفات الباهرة.
روى عن: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبي بكر الجرجاني الإسماعيلي الشافعي صاحب الصحيح وشيخ الشافعية وكان سماعه منه بخرسان، وبشر بن أحمد بن بشر بن محمود أبي سهل الإسفراييني المهرجاني الدهقان، ودعلج ابن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن أبي محمَّد السجزي البغدادي المعدل التاجر ذي الأموال العظيمة ببغداد، ومحمَّد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى بن بيان أبي بكر البغدادي البزاز المعروف بالشافعي صاحب الأجزاء الغيلانيات العالية ببغداد، وعبد الخالق بن الحسن بن محمَّد بن نصر بن مرزوق بن بزيع بن عبد الرحمن أبي محمَّد البغدادي السقطي المعدل المعروف بابن أبي رُوبَا، ومحمَّد ابن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم أبي أحمد الغطريفي الجرجاني الرباطي المغازي؛ بجرجان، ومحمَّد بن علي أبي جعفر الجَوْسَقَاني؛ من أهل إسفرايين، ومحمَّد بن محمَّد بن بِندويه الخراساني صاحب محمَّد بن أيوب الرازي، ومحمَّد بن يزداد بن مسعود أبي بكر الجَوْسَقَاني صاحب محمَّد بن أيوب الرازي.
سمع منه: أبو بكر البيهقي، وأكثر الرواية عنه في تصانيفه.
وروى عنه أيضًا: طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر أبو الطيب الطبري الشافعي فقيه بغداد؛ وتخرج به في المناظرة، وعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك ابن طلحة أبو القاسم القشيري الخراساني النيسابوري الشافعي الصوفي المفسر صاحب الرسالة، وهبة الله بن أبي الصهباء محمَّد بن حيدر بن محمَّد بن فتحويه أبو السنابل القرشيّ النيسابوري الشريف العدل وكان سماعه منه إملاء في مسجد عقيل بعد صلاة العصر يوم الخميس في المحرم سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهو أول إملاء عقد له.
قال الصريفيني: قال عبد الغافر الفارسي في تاريخه: الأستاذ الإِمام أبو إسحاق الإسفراييني أحد من بلغ حد الإجتهاد لتبحره في العلوم واستجماعه شرائط الإمامة من العربية والفقه والكلام والأصول ومعرفة الكتاب والسنة، رحل إلى العراق في طلب العلم وحصل ما لم يحصله غيره، وأخذ في التدريس والتصنيف والإفادة، وكان ذا فنون بالغا في كل فن درجة الإمامة، وكان طراز ناحية الشرق فضلا عن نيسابور وناحيته التي كان منها، ثم كان من المجتهدين في العبادة المبالغين في الورع والتَّحَرُّج، ذكره الحاكم لعلو منزلته وكمال فضله، انتخب عليه الحاكم أبو عبد الله عشرة أجزاء، وخرّج له أحمد بن علي الحافظ اليَزْدِيّ ألف حديث، وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور في مسجد عقيل بعد أبي طاهر الزيادي سنة عشر وأربعمائة، وحضر الحفاظ والمشايخ من الصدور واهل العلم، وأملى سنين أعصار الخميس مدة وأعصار الجمعة مدة، وكان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال -يعني عبد الغافر-: سمعت أبا صالح المؤذن يقول: سمعت أبا حازم العبدوي يقول: كان الإِمام يقول لي بعد ما رجع من إسفرايين: أشتهي أن يكون موتي بنيسابور حتى يصلي عليّ جميع أهل نيسابور. فتوفي بعد هذا الكلام بنحو من خمسة أشهر يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وكان يوما مطيرا ثم طلعت الشمس بعد الظهر، وحمل إلى مقبرة الحيرة، وصلى عليه الإِمام الموفق، ودفن في مشهد أبي بكر الطوسي، ثم ورد ابنه في خلق عظيم ونقلوه بعد ثلاث وصلوا عليه في ميدان الحسين وحملوه إلى إسفرايين ودفن في مشهده، والناس يتبركون به ويزورونه وتستجاب عنده الدعوات، وبقيت بعده من آثاره وتصانيفه جملة تبقى إلى القيامة إن شاء الله تعالى.
وقال -يعني عبد الغافر-: وحكى لي من أثق به أن (الصاحب بن عباد) كان إذا انتهى إلى ذكر الباقلاني وابن فورك والإسفراييني -وكانوا متعاصرين من أصحاب الأشعري- قال لأصحابه: إن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صِلّ (داهية) مطرق، والإسفراييني نار تحرق.
وقال -يعني عبد الغافر-: وكأن روح القدس نفث في روعه حتى أخبر عن حال هؤلاء الثلاثة بما هو حقيقة الحال منهم.
أكثر أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الرواية عنه في تصانيفه .
قال الذهبي: الإِمام العلامة الأوحد الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني الأصولي الشافعي الملقب ركن الدين، أحد المجتهدين في عصره وصاحب المصنفات الباهرة.
وقال -يعني الذهبي-: ارتحل في الحديث، وأملى مجالس وقع لي منها.
وقال: ومن تصانيفه كتاب جامع الخلي في أصول الدين والرد على الملحدين في خمس مجلدات، وبنيت له بنيسابور مدرسة مشهورة، توفي بنيسابور يوم عاشوراء من سنة ثماني عشرة وأربعمائة.
وقال: قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: درس عليه شيخنا أبو الطيب، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور.
وقال غيره: نقل تابوته إلى إسفرايين، ودفن هناك بمشهده.
وقال: قال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق الأصولي الفقيه المتكلم، المتقدم في هذه العلوم، انصرف من العراق وقد أقر له العلماء بالتقدم.
إلى أن قال: وبني له بنيسابور المدرسة التي لم يبن بنيسابور مثلها قبلها، فدرس فيها.
قال أبو القاسم ابن عساكر: قال أبو عبد الله الحاكم: إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم الفقيه الأصولي المتكلم المقدم في هذه العلوم أبو إسحاق الإسفراييني الزاهد، انصرف من العراق بعد المقام بها وقد أقر له أهل العلم بالعراق وخراسان بالتقدم والفضل فاختار الوطن إلى أن خرج بعد الجهد إلى نيسابور، وبني له المدرسة التي لم يبن بنيسابور قبلها مثلها ودرس فيها وحدث، سمع بخراسان الشيخ أبا بكر الإسماعيلي وأقرانه وبالعراق.

إِتْحَافُ المُرْتَقِي بِتَرَاجِمِ شُيُوخ البَيهَقِيّ - محمود بن عبد الفتاح النحال.

 

 

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد [000 - 418] )
ابْن إِبْرَهِيمُ، الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ.
ذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي " تَارِيخه " فَقَالَ: الْفَقِيه، الأصولي، الْمُتَكَلّم، الْمُقدم فِي هَذِه الْعُلُوم، أَبُو إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ الزَّاهِد، انْصَرف من الْعرَاق بعد الْمقَام بهَا، وَقد أقرّ لَهُ أهل الْعلم بالعراق وخراسان بالتقدم وَالْفضل، واجتاز الوطن إِلَى أَن جر بعد الْجهد إِلَى نيسابور، وَبني لَهُ الْمدرسَة الَّتِي لم يبن بنيسابور قبلهَا مثلهَا، ودرس فِيهَا، وَحدث.
سمع بنيسابور الشَّيْخ أَبَا بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وأقرانه

وبالعراق: أَبَا بكر الشَّافِعِي، ودعلج بن أَحْمد السجْزِي، وأقرانهما.
وَقَالَ أَبُو بكر السَّمْعَانِيّ: حدث عَنهُ المتقدمون من الْعلمَاء.
وَذكره الإِمَام أَبُو بكر مُحَمَّد بن مَنْصُور الْمروزِي فَقَالَ: الْأُسْتَاذ، الإِمَام، الْفَقِيه على مَذْهَب الشَّافِعِي، الْمُتَكَلّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ، أَقَامَ بنيسابور مُدَّة يدرس وَيعلم، ثمَّ رَجَعَ إِلَى إسفرايين، وَتُوفِّي بهَا سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبع مئة.
وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، بل توفّي بنيسابور، وَحمل إِلَى إسفرايين، كَذَلِك ذكره الْحَافِظ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن.
وَكَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق رَحمَه الله نصارا لطريقة الْفُقَهَاء فِي أصُول الْفِقْه، ومضطلعا بتأييد مَذْهَب الشَّافِعِي فِيهَا فِي مسَائِل مِنْهَا أشكلت على كثير من شافعية الْمُتَكَلِّمين حَتَّى جبنوا عَن مُوَافَقَته فِيهَا، كَمَسْأَلَة نسخ الْقُرْآن بِالسنةِ، وَمَسْأَلَة أَن الْمُصِيب وَاحِد حَتَّى كَانَ يَقُول: القَوْل بِأَن كل مُجْتَهد مُصِيب؛ أَوله سفسطة، وَآخره زندقة، وَلم يكن يصحح الْحِكَايَة عَن الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فِي أَن ذَلِك قَول لَهُ.
وقرأت بِخَط أبي سُرَيج - بِالْجِيم - الشَّاشِي أَنه سمع الشَّيْخ أَبَا الْقَاسِم

- وَهُوَ عِنْدِي أَبُو الْقَاسِم عبد الْجَبَّار بن عَليّ صَاحب الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق - قَالَ: كَانَ الْأُسْتَاذ إِذا تكلم فِي هَذِه الْمَسْأَلَة قيل: الْعلم عَنهُ مَرْفُوع فِي ذَلِك الْوَقْت، لِأَنَّهُ كَانَ يشْتم ويصول وَيفْعل أَشْيَاء.
وبخط هَذَا الْمُعَلق أَنه سمع من يخبر أَن الْأُسْتَاذ كَانَ يَقُول: أَنا أحتاج إِلَى من هُوَ أعلم مني حَتَّى يمكنني أَن ألقِي عَلَيْهِ شَيْئا بالطبع.
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: قَوْله: بالطبع، أَي: بنشاط وانشراح، كَذَا رَأَيْتهمْ بخراسان يستعملون هَذِه اللَّفْظَة.
وَمِمَّا تفرد بِهِ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق عَن أَصْحَابنَا أَنه كَانَ لَا يجوز الكرامات، حكى عَنهُ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي وَغَيره.
وَهِي زلَّة كَبِيرَة.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-