عبد الله بن أحمد بن أحمد بن نصر البغدادي أبي محمد

ابن الخشاب

تاريخ الولادة492 هـ
تاريخ الوفاة567 هـ
العمر75 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن نصر ابْن الخشاب الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الْمُحدث أبي مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم الربعِي وَيحيى ابْن مندة وَأبي الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَخلق وقرنه ابْن بطة مَعَ السلفى وَابْن عَسَاكِر وَهُوَ من جملَة الْحفاظ الَّذين يعْتَمد على ضبطهم.

الترجمة

عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن نصر ابْن الخشاب الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الْمُحدث أبي مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم الربعِي وَيحيى ابْن مندة وَأبي الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَخلق وقرنه ابْن بطة مَعَ السلفى وَابْن عَسَاكِر وَهُوَ من جملَة الْحفاظ الَّذين يعْتَمد على ضبطهم.
أَخذ اللُّغَة والعربية عَن أبي مَنْصُور الجواليقي وَأبي السعادات ابْن الشجرى وَغَيرهمَا والحساب والهندسة عَن حمد بن عبد الْبَاقِي والفرائض عَن أبي بكر المرزوقي وشارك فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وبرع فِي كثير مِنْهَا وَقَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ إِمَامًا فِي عصره فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَكَانَ عُلَمَاء عصره يستفتونه فيهمَا ويسألونه عَن مشكلاتهما وَحَضَرت كثيرا من مجالسه للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَلَكِن لم أتمكن من الْإِكْثَار عَلَيْهِ لِكَثْرَة الزحام وَكَانَ حسن الْكَلَام فِي السّنة وَشَرحهَا وَقَالَ ابْن الْأَخْضَر دخلت عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ مَرِيض وعَلى صَدره كتاب ينظر فِيهِ قلت مَا هَذَا قَالَ ذكر ابْن جنى مَسْأَلَة فِي النَّحْو واجتهد أَن يستشهد عَلَيْهَا بِبَيْت من الشّعْر فَلم يحضرهُ وَإِنِّي لأعرف على هَذِه الْمَسْأَلَة سبعين بَيْتا من الشّعْر كل بَيت من قصيدة وَله تصانيف عدَّة وَنسبه ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى نوع تَفْرِيط فِي الدّين وَأَنه كَانَ قَلِيل الْفِقْه بِحَيْثُ أَنه سُئِلَ عَن رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ ركن فَضَحِك مِنْهُ قلت وَفِي هَذَا النَّقْل نظر وَكَانَ ظريفا مزاحا فَمن نوادره أَن بعض أَصْحَابه سَأَلَهُ فَقَالَ الْقَفَا يمد أَو يقصر فَقَالَ يمد ثمَّ يقصر وَحكى ابْن الْأَخْضَر قَالَ كنت يَوْمًا عِنْده وَعِنْده جمَاعَة من الْحَنَابِلَة فَسَأَلَهُ بَعضهم فَقَالَ عنْدك كتاب الخيال فَقَالَ يَا أبله أما تراهم حَولي.
توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ على بَاب جَامع السُّلْطَان يَوْم السبت وَدفن بمقبرة الإِمَام قَرِيبا من بشر الحافي رَضِي الله عَنْهُمَا
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

 

الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، إِمَامُ النَّحْوِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَصْرِ، البَغْدَادِيُّ ابْنُ الخَشَّابِ، مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي العَرَبِيَّةِ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ بَلَغَ رُتْبَةَ أبي علي الفارسي.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَأُبَيٍّ النَّرْسِيّ، وَيَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارع، وَأَبِي غَالِبٍ البَنَّاءِ، وَهِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَعِدَّةٍ.
وَقرَأَ كَثِيْراً، وَحصَّل الأُصُوْلَ.
وَأَخَذَ الأَدَبَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ المُحَوَّلِ شَيْخِ اللُّغَةِ، وَأَبِي السَّعَادَاتِ بن الشَّجَرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي زَيْدٍ الفَصِيْحِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبِ بنِ الجَوَالِيْقِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ جَوَامرد النَّحْوِيِّ.
وَفَاقَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي علمِ اللِّسَانِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ المَلِيْحِ المَضْبُوْطِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَبَالَغَ فِي السَّمَاعِ حَتَّى قَرَأَ عَلَى أَقْرَانِهِ، وَحصَّلَ مِنَ الكُتُبِ شَيْئاً لاَ يُوْصَفُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي النَّحْوِ خَلقٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَأَبُو البَقَاءِ العُكْبَرِيّ، وَمُحَمَّد بن عِمَاد، وَفَخْر الدِّيْنِ بنُ تَيْمِيَةَ، وَمَنْصُوْر بن أَحْمَدَ بنِ المُعَوّجِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَابّ كَامِل فَاضِل، لَهُ مَعْرِفَةٌ تَامَّة بِالأَدب وَاللُّغَة وَالنَّحْو وَالحَدِيْث، يَقْرَأُ الحَدِيْث قِرَاءة حَسَنَة صَحِيْحَة سرِيعَة مَفْهُوْمَة، سَمِعَ الكَثِيْر، وَحصَّل الأُصُوْل مِنْ أَيِّ وَجهٍ، كَانَ يَضنُّ بِهَا، سَمِعْتُ بقِرَاءتِه كَثِيْراً، وَكَانَ يُدِيْم القِرَاءة طُول النَّهَارِ مِنْ غَيْرِ فُتُورٍ، سَمِعْتُ أَبَا شُجَاعٍ البِسْطَامِيَّ يَقُوْلُ: قرأ علي بن الخشاب "غريب الحديث" لأبي محمد القُتَبِيِّ قِرَاءةً مَا سَمِعْتُ قَبْلَهَا مِثْلَهَا فِي الصِّحَّةِ وَالسُّرعَةِ، وَحضَر جَمَاعَة مِنَ الفُضَلاَءِ، فَكَانُوا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَيْهِ فَلْتَةَ لِسَانٍ، فَمَا قَدَرُوا.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخَذَ ابْنُ الخَشَّابِ الحِسَابَ وَالهَنْدَسَة عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَاضِي المَرَسْتَان، وَأَخَذَ الفَرَائِض عَنْ أَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيّ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَمْ يَكُنْ فِي دِيْنِهِ بِذَاكَ، وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الشَّيْخ المُوَفَّق: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب إِمَامَ أَهْل عصرِه فِي عِلمِ العَرَبِيَّة، حَضَرتُ كَثِيْراً مِنْ مَجَالِسِهِ، وَلَمْ أَتَمَكَّنْ مِنَ الإِكثَارِ عَنْهُ لِكَثْرَة الزِّحَامِ عَلَيْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الكَلاَمِ فِي السنة وشرحها.
قَالَ ابْنُ الأَخْضَرِ: كُنْت عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الحَنَابِلَةِ، فَسَأَلَهُ مَكِّيٌّ الغَرَّادُ: هَلْ عِنْدَكَ كِتَابُ "الجِبَالِ"? فَقَالَ: يَا أَبْلَهُ! مَا تَرَاهُم حولي?.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ سُئِلَ: أَيُمَدُّ القَفَا أَوْ يُقْصَرُ ? فَقَالَ: يُمدُّ، ثُمَّ يُقْصَرُ. وَكَانَ مَزَّاحاً.
وَقِيْلَ: عرضَ اثْنَانِ عَلَيْهِ شِعراً لَهُمَا، فَسَمِعَ لِلأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ أَردَأُ شِعراً مِنْهُ. قَالَ: كَيْفَ تَقُوْلُ هَذَا وَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الآخَرِ?! قال: لأن هذا لا يكون أردأ منه.
وَقَالَ لِرَجُلٍ: مَا بِكَ? قَالَ: فُؤَادِي. قَالَ: لَوْ لَمْ تَهَمْزِهُ لَمْ يُوْجِعْكَ.
قَالَ حَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب يَتعمَّمُ بِالعِمَامَةِ، وَتبَقَى مُدَّةً حَتَّى تَسوَدَّ وَتَتَقَطَّعَ مِنَ الوَسَخِ وَعَلَيْهَا ذَرَقُ العَصَافِيْرِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَخْضَر: مَا تَزَوَّجَ ابْنُ الخَشَّاب وَلاَ تَسَرَّى، وَكَانَ قَذِراً يَسْتَقِي بِجَرَّةٍ مَكْسُوْرَةٍ، عُدنَاهُ فِي مَرَضِهِ، فَوَجَدنَاهُ بأسوء حَالٍ، فَنقَلَهُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الفَرَّاء إِلَى دَارِهِ، وَأَلْبَسَه ثَوْباً نَظيفاً، وَأَحضر الأَشْرِبَة وَالمَاوردَ، فَأَشْهَدنَا بِوقْفِ كُتُبِهِ، فَتفرَّقَتْ، وَبَاع أَكْثَرَهَا أَوْلاَدَ العَطَّارِ حَتَّى بَقِيَ عُشرُهَا، فَتُرِكَ بِرِباطِ المَأْمُوْنِيَّةِ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ بَخِيلاً مُتَبذِّلاً، يَلعب بِالشطرنجِ عَلَى الطَّرِيْقِ، وَيَقفُ عَلَى المُشَعْوِذِ، وَيَمزَحُ، أَلَّفَ فِي الردِّ عَلَى الحَرِيْرِيِّ فِي "مَقَامَاتِهِ"، وَشَرَحَ "اللُّمَعَ"، وَصَنَّفَ فِي الردِّ عَلَى أبي زكريا التبريزي.
وقال القِفْطِيُّ: عِبَارتُه أَجْوَدُ مِنْ قَلمِهِ، وَكَانَ ضيق العَطَن، مَا كَمَّل تَصنِيفاً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ المُبَارَك بن المُبَارَكِ النَّحْوِيّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب إِذَا نُودِي عَلَى كِتَاب، أَخَذَهُ وَطَالَعَه، وَغلَّ وَرقه، ثُمَّ يَقُوْلُ: هُوَ مَقْطُوْع، فَيَشْتَرِيهِ بِرخص.
قُلْتُ: لَعَلَّهُ تَابَ، فَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الفَرَجِ الجُبَّائِيّ، رَأَيْتُ ابْنَ الخَشَّاب وَعَلَيْهِ ثِيَاب بيضٌ، وَعَلَى وَجهه نورٌ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي، وَدَخَلتُ الجَنَّة، إلَّا أَنَّ اللهَ أَعرضَ عَنِّي وَعَنْ كَثِيْر مِنَ العُلَمَاءِ مِمَّنْ لاَ يَعمَلُ.
مَاتَ فِي ثَالِث رَمَضَانَ سَنَةَ سبع وستين وخمس مائَةٍ.
أَخْبَرْنَا ابْنُ الفَرَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّابِ ... فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

عبد الله بن أحمد، ابن الخشاب، أبو محمد:
أعلم معاصريه بالعربية. من أهل بغداد مولدا ووفاة.
كان عارفا بعلوم الدين، مطلعاً على شئ من الفلسفة والحساب والهندسة، ومستهترا في حياته، متبذلا في عيشه وملبسه، كثير المزاح، يلعب بالشطرنج مع العوام على قارعة الطريق، ويتعمم بالعمامة حتى تسود وتتقطع. وقف كتبه على أهل العلم قبيل وفاته.
من تصانيفه " شرح مقدمة الوزيد ابن هبيرة " في النحو، أربع مجلدات، و " المرتجل في شرح الجمل للزجاجي - خ " و " الرد على التبريزي في تهذيب الإصلاح " و " نقد المقامات الحريرية - ط " .
-الاعلام للزركلي-

 


عبد الله بن أحمدَ بنِ عبدِ الله، يعرف بابن الخشاب، البغداديُّ، المحدثُ، اللغويُّ، النحويُّ، الإمامُ أبو محمد بنُ أبي الكرم.
قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث، وقرأ على أبي القاسم الحريري، وقد عده ابن نقطة في أول "استدراكه" من الحفاظ الذين يعتمد على ضبطهم، وقرنه مع السَّلفي، وأبي العلاء، وابن عساكر. وأثنى عليه الشيخ فخر الدين بن تيمية، وابن النجار، وقال: سمع الحديث الكثير، وعرف صحيحه من سقيمه، وبحث عن أحكامه، وتبحر في علومه. وذكره ابن السمعاني، وقال: له معرفة تامة بالحديث، ويقرأ الحديث قراءة سريعة حسنة صحيحة مفهومة، وجمع الأصول الحسان. وذكره ابن القطيعي وجماعة ووصفوه: بأنه كان عالمًا بالتفسير والحديث مع تشدُّدٍ في السنة، وتظاهُرٍ بها في محافل علومه ومجالس تلاميذه وأصحابه، يتبجل بمذهب الإمام أحمد، ويتبصر به على غيره من المذاهب، ويصرح ببراهينه وحججه على ذلك.
وذكر ياقوت الحموي، قال: كان الحافظ ابن ناصر ابن عمة أم ابن الخشاب، قالت لي أمي: يا بني! ما لي لا أراك تصلي صلاة الرغائب على عادة الناس؟ فقلت: يا أمي! أنا أوثر ما ورد من الصلوات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهذه الصلاة لم ترد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من أصحابه، فقالت: لا أسمع ذلك منك، فاسأل لي ابن عمي، فاتفق أني لقيته، فقلت: الوالدة تسلم عليك، وتسألك عن صلاة الرغائب، هل وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه؟ فقال لي: فهلاَّ أخبرتها بحقيقة ذلك، فقلت: قد أبت إلا أن أخبرها عنك، فقال: سلم عليها، وقل لها: أنا أسنّ منها، فإنها أُحدثت في زمني وعصري، وقد مضت برهة ولا أحد يصليها، وإنما وردت من الشام، وتداولها الناس حتى أجروها مجرى ما ورد من الصلوات المأثورة.
قال ابن رجب: ولابن الخشاب تصانيف، منها: كتاب "أغلاط الحريري في مقاماته". وقرأ عليه الخلق الكثيرُ الحديثَ والأدب، وروى عنه خلق من الحفاظ، وكان ثقة في الحديث والنقل، صدوقًا حجة نبيلاً، ومن شعره في القصيدة، شعر:
واسْتَنَّ بالسَّلَف الصُّلحاء وكُنْ رجلاً ... مُبَرأً عن دواعي الغَيَّ والفِتَنِ
ودعْ مذاهبَ قومٍ أحدثَتْ أَثَمًا ... فيها خلافٌ على الآثارِ والسُّنَنِ
ولد سنة 492، وتوفي يوم الجمعة ثالث رمضان سنة 567، ودفن بمقبرة الإمام أحمد قريبًا من بِشْر الحافي. قال ابن الجوزي: مرض نحوًا من عشرين يومًا، دخلت عليه قبل موته بيوم ويومين - وقد يئس نفسه -، فقال لي: عند الله أحتسبُ نفسي.
وحدثني عبد الله الجبائي العبد الصالح، قال: رأيته في المنام بعد موته بأيام ووجهُه يضيء، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر في، قلت: وأدخلك الجنة؟ قال: وأدخلني الجنة، إلا أنه أعرض عني، قلت: أعرض عنك؟ قال: نعم، وعن جماعة من العلماء تركوا العمل، انتهى. قال المؤلف - عفا الله عنه -: وإذا كان هذا بالخيار، فكيف بأمثالنا، لم نعمل بما علمنا، إلا أن يتغمدنا الله برحمته.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.