أبانُ بن عُثمانَ بن سعيدٍ المُبشرِ ابنِ غالبِ بن فَيْضٍ الَّلخَميُّ: من أهلِ شَذُونةَ؛ يكَنّى: أبا الوَليدِ.
سمعَ: من محمد بن عبدِ الملِك بن أيْمَنَ؛ ومن قاسِم بن أصْبَغَ، وسعيد بن جابِرٍ، وغيرهم.
وكان: نَحْوياً لُغَوياً، لَطيفَ النَّظرِ، جَيِّدِ الاسْتِنباطِ، بَصيراً بالحُجَةِ، مُتَصرِّفاً: في دقيقِ العلومِ، وكان: حسَنَ الشِّعرِ.
وتُوفّيَ بِقُرطُبةَ: يومَ الثُّلاثاءِ لستٍّ خَلَوْنَ من رجبٍ، سنةَ سبعٍ وسبعينَ وثلاثِ مائةٍ. وكان: يُنْسَبُ إلى اعتقادِ مذهبِ ابنِ مَسَرّةَ. -تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي
اللغوي، المفسر، المقرئ: أبان بن عثمان بن سعيد اللَّخمي، الشَّذوني أبي الوليد.
من مشايخه: سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* البغية: "كان نحويًا لغويًّا جيد الاستنباط بصيرًا بالحجة وكان ينسب إلى اعتقاد ابن مسرة" أ. هـ.
* معجم الفلاسفة: "كان أبيه عبد الله شغوفا بالنظر اللاهوتي، وقد تردد في المشرق على حلقات المعتزلة والباطنية، ولم يكن ابنه تجاوز السابعة عشرة حينما التف من حوله رهط من التلاميذ. وقد اختلى معهم في صومعة فِي أرباض قرطبة. وحامت من حوله الشبهات. ورمي بتهمة الإلحاد، فآثر أن يهاجر مع اثنين من تلاميذه الأثيرين. وارتحل إلى مكة والمدينة، واتصل بالمدارس الشرقية. ولم يعد إلى الأندلس إلا في عهد عبد الرحمن الثالث. ولكنه بات يلتزم الحذر، ولم يطلع إلا حفنة ضئيلة من الأتباع على مذاهبه التي أعطاها صورة رموز. وقد وضع فلسفة بكاملها وطريقة للحياة الروحية. ولكننا لا نعرف مع الأسف عناوين كتبه أو عددها. ويمكن أن نذكر له اثنين فقط: كتاب "التبصرة" وكتاب "الحروف"، ويتضمن ما عرف بالجبر الروحي. وكانت كتبه تتداول من يد إلى يد، وتخفى عن الفقهاء. ومات المعلم، محاطا بتلاميذه، عن أقل من خمسين سنة عام (319 هـ / 931 م).
تجمع مذاهبه بالإجمال بين الإفلاطونية المحدثة والغنوصية، وتعزو نفسها إلى (الحكيم انباذوقلس) وتقول بوجود مادة روحانية تشترك فيها جميع الكائنات عدا الذات الإلهية، وكانت مدرسة ابن مسرة أول فرقة صوفية تأسست في الأندلس. وقد أخذت بباطنية صارمة، ويتنظيم هرمي سري. وكان من أبرز من تأثروا بالمذهب المسري ابن عربي.
كان يبدو لسامعيه العاديين صوفيًا برئ نطقه وكلامه من أي دليل على زيغ العقيدة، ولكنه كان في الباطن، بين حلقة تلاميذه المقربين. أستاذًا للحقيقة التي لا تقبل المصانعة. كانوا يرون في كلامه معنى خفيفًا عميقًا لا يفهمه إلا الصفوة المنتخبون. وهو أول من قدم للغرب الإستعمال الغامض الملتبس للكلمات الاعتيادية عمدا وتقصدًا" أ. هـ.
وفاته: سنة (376 هـ)، وقيل (377 هـ) ست وقيل سبع وسبعين وثلاثمائة.
من مصنفاته: اشتهر بمؤلفيه "كتاب التبصرة" و"كتاب الحروف".
الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، ص4 - للمؤلفين: وليد بن أحمد الحسين الزبيري، إياد بن عبداللطيف القيسي، مصطفى بن قحطان الحبيب، بشير بن جواد القيسي، عماد بن محمد البغدادي